خلص الكلام ولم يعد هناك ما يقال فنحن هنا لن نتحدث عن التكتيكات والفنيات وكيف نفوز ولن نتحدث عن السلبيات سواء الفنية او التنظيمية او الادارية او اي شيء من هذا القبيل .
هناك ما هو اكبر من ذلك نستطيع ان نتحدث فيه نستطيع ان نشعر به نستطيع ان نشمه حتى في راءحة الهواء الذي نتفسه هذه الأيام انه تأجج الروح الوطنية والتي تتهوج كلما اقترب الموعد الحاسم وكلما حانت اللحظة الموعودة .
السابعة والنصف من مساء القاهرة يوم السبت المقبل هي اللحظة الموعودة هي اللحظة التي انتظرتها جماهير مصر من اجل فرحة طال انتظارها لمدة عشرين عام
لم تشهد مصر منذ عام 90 هذه الحالة من الالتفاف والامل والاتفاق على شيء مثلما يحدث في هذه الايام حتى ولو كان ما يتجمعون حوله هي كرة القدم ولكن ما يكمن في النفوس هو اكبر واعمق من كرة القدم بكثير .. انه اسم مصر الذي تقشعر عند سماعه الابدان وتدمع العيون .
الروح التي نراها والاتفاق الغير مسبوق الحاصل حاليا هي الايجابية الكبرى التي فزنا بها من هذا اللقاء ومن هذا المأزق الذي وضعنا فيه انفسنا بايدينا ، ولن اخفي عليكم سرا اذا قلت انني شخصيا كنت في وقت من الاوقات اتمنى خسارة المنتخب المصري في بعض المباريات اما بسبب فضح امور تداريها الانتصارات الزائفة او لتغيير واقع فاض منه الناس وكان هناك مثلي الكثيرين ولكن الآن لم يعد هناك مثل هذا الكلام وتم الصفح عن كل ما فات واصبح حلمي وحلمكم وحلم 80 مليون هو رؤية علم بلادهم وسماع نشيدها الصيف المقبل في جنوب افريقيا باذن الله .
بالفعل غريب امر المصريين هذا الشعب العظيم رغم كل ما يعانيه وكل ما يحمله من غضب في بعض الاحيان على البلد "والعيشة واللي عايشنها" ولكن مع كل هذا تجده دائما وقت ما تحتاجه ينسى كل ما فات ويحذف كل ما سبق وتجده يأتي لاهثا من أجل الوقوف بجانب بلاده ولا يسمح لأي كائن ان كان ان يمسها بكلمة او فعل وتجده يقف له بالمرصاد .
ما يحدث في هذه الايام جاءت فائدته كبيرة للغاية فلو كتب الله لنا الانتصار والتأهل وهو ان شاء الله ما سيكون فستكون الفرحة على قدر الانتظار ، واما لا قدر الله لا قدر الله لم ننجح في العبور فيكفينا ما شعرنا به وما تأكدنا منه في هذه الايام في حب مصر ليكفينا اياما طويلة .
فتشت كثيرا عن خاتمة لهذه المقالة فلم اجد اروع من كلمات عمنا صلاح جاهين الذي كتب من اعظم ما كتب في حب مصر .. فاترككم الآن مع صلاح جاهين وعلى اسم مصر :
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت
على اسم مصر
مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج
زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج
وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة
حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة
في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج
ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج
وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة
أسمعها مهموسة والا أسمعها مشخوطة
شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة
على اسم مصر
وترن من تاني نفس النبرة في وداني
ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني
وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد
فيه شيء حصل أو بيحصل أو حيحصل جد
أو ربما الأمر حالة وجد واخداني
انا اللي ياما الهوى جابني ووداني
وكلام على لساني جاني لابد أقوله لحد
القمح ليه اسمه قمح اليوم وأمس وغد
ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد
على اسم مصر