أما بعد؛ فقد قال الله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث
عائشة)؛ ومن ثَمَّ فقد سخَّر الله عز وجل على مر القرون السابقة رجالاً
–وهم علماء الجرح والتعديل- من أجل بيان حال كل من يُحْدِث في هذا الدين
ما ليس منه، وهذا حفظًا للذكر وتحذيرًا للمسلمين؛ ولما لاحت بوادر هذا
الإحداث في عهد التابعين، وظهرت الفرق، قال محمد بن سيرين: "لم يكونوا
يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة، قالوا سموا لنا رجالكم؛ فينظر إلى
أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم"، وقال
أيضًا –رحمه الله-: "إن هذا العلم دين فانظروا عمَّن تأخذون دينكم".
وتحقيقًا لهذه السنة الربانية كانت هذه النصيحة للداعية عمرو خالد ومَنْ
يحبه، ونرجوا من كل مَن يقرأ هذه النصيحة أن يتجرد لله، ويتذكر قول الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده
ووالده والناس أجمعين" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس).
وسوف نذكر
–إن شاء الله- في هذه العجالة مواضع من أقوال عمرو خالد، ونَحكم عليها
بميزان الشريعة لنرى هل عمرو خالد يدعوا إلى الإسلام الحقِّ الذي أُنزل
على رسول الهدى صلى الله عليه وآله وسلم، والذي نقله إلينا الصحابة الكرام
ومن تبعهم بإحسان من السلف الصالح؟ أم أنه قد خاض في أمور عظام بعقله
وعاطفته، مما ترتب عليه أن تفوَّه بأقوال منكرة، تدل على عدم فهمه للعقيدة
الصحيحة؟!.
فمن أقواله التي تدل على جهله بأصل دعوة الرسل أنه لما سئل
عن البدء بالعقيدة في الدعوة كما في الحوار الذي أجراه معه موقع "إسلام
أون لاين" في 16/1/2003 أجاب: "لا ننصح أبدًا بتدريس العقيدة للمبتدئين
كشرح العقيدة الطحاوية مثلاً، فهذا لا يفيد المبتدئين"، قلت: وهذا طعن فِي
دعوة الرسل حيث إن الرسل جميعًا بدؤوا دعوتهم بتوحيد العبادة، كما قال
الله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي
إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25]،
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ لما أرسله إلى اليمن: "فليكن أول ما
تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى" (رواه البخاري)، ومكث النبي صلى الله
عليه وسلم ثلاثة عشر عامًا في مكة يُعلِّم الناس التوحيد والعقيدة؛ فكان
الأولى به أن يدعوا المبتدئين –خاصةً في مصر- إلى البدء بتعلُّم العقيدة،
ليتمكنوا من دعوة الملايين من العامة الذين يحجون سنويًّا إلى قبر الحسين
وقبر البدوي، وغيرهما من القبور المزعومة للصالحين، بل إن كان يدعوا فعلاً
إلى الإسلام الحقِّ كان من الواجب أن يكون هذا هو هدفه الأعظم: أن يحذِّر
الناس من الشرك الأكبر الذي يحدث عند هذه القبور من طواف بها، واستغاثة
بأصحابها، وتقديم الذبح والنذور لهم؛ لكنك لا تجد أبدًا في دروسه التي
وصلت إلى مئات أي إشارة من قريب أو بعيد إلى التحذير من الشرك الأكبر، بل
تجد أحيانًا التمييع والتسويغ الخفي لبعض صور الشرك الأكبر، فقال في درس
(آدم وحواء) -وسوف أنقل الكلام بحروفه رغم ركاكته الشديدة-: "يا جماعة
إبليس كفر بربنا ولا مكفرش؟ لا مكفرش، إبليس مكفرش!! بص إبليس بيقوله إيه
: (خلقتى)، يبقى هو اعترف بالله أنه خلق ولا لأ؟..قال (خلقتنى من نار)
وإيه؟ (وخلقته من طين).."، إلى أن قال: "أنكر إبليس أن الله هو الخالق؟
أنكر إبليس أن الله هو الرب؟ لأ أمال أنكر إيه؟ مشكلة إبليس إيه؟ رفض
الطاعة".اهـ، قلت: وهذا من جهله بالفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد
الإلهية، حيث إنه ظن أن إيمان إبليس بربوبية الله يدل على عدم كفره، فهو
لا يفهم أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" تعني: "لا معبود بحقٍّ إلا
الله"، فلا يصح الإيمان بالإقرار بربوبية الله فحسب، وإنما يصح بإفراد
الله بالعبادة، والإقرار بأسمائه وصفاته عز وجل دون تشبيه ولا تكييف ولا
تعطيل ولا تأويل؛ ومن تخبطه أنه جعل سبب كفر إبليس هو رفض الطاعة هكذا
مطلقًا دون أن يقيد هذا بأنه رفضها استكبارًا وعنادًا، وإلا فإن كُلَّ
عاصٍ يرفض الالتزام العملي ببعض الطاعات كسلاً أو شهوةً لا استكبارًا على
حكم الله، وهذا شؤم تفشي المنهج القطبي الخارجي في تكفير عصاة المسلمين؛
ومما يدل أيضًا على عدم فهمه لتوحيد العبادة أنه دعا في درس له عن "الحج"
الزائر لقبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يقف أمام القبر مناجيًّا
بقوله: "وحشتني يا رسول الله، أنا جاي لك من بلاد بعيدة يا رسول الله، أنا
بحاول أتمسك بسنتك يا رسول الله...أنا كنت غلطان يا رسول الله...وقل له،
واشكي له همَّك"، قلت: هكذا جعل التوبة والشكوى إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، وهذا من الشرك في العبادة؛ فالتوبة لا تجوز لمخلوق ميت أو
غائب، ولو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال في محاضرة في
المدينة الرياضية في بيروت بتاريخ 11/3/2002: "الإسلام وحرية العقيدة!!
تعبد اللي أنت عايزه"، قلت: هل كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول
للمشركين: أنتم أحرار اعبدوا ما شئتم -حاشاه صلى الله عليه وآله وسلم-؟!
فهل هذا الكلام أخي القارئ من دين الإسلام أم أنه كلام الماسونية الذين
يدعون إلى وحدة الأديان، أي: وحدة الإيمان مع الكفر؛ ولكن المنهج الشرعي
الصحيح في التعامل مع الكافرين في حال التمكين يتمثل في دعوتهم إلى
الإسلام فإن أبوا إلا البقاء على الكفر فيلزمهم دفع الجزية فإن أبوا
فالقتال؛ وفي حال التمكين أو الضعف على السواء تَجب دعوتهم إلى عبادة الله
وحده لا دعوتهم إلى حرية العبادة.
وعمرو خالد يقر أن لليهود حقًّا في
المسجد الأقصى حيث قال في برنامجه على قناة "اقرأ" الفضائية يوم الجمعة
10/5/2002: "إن من بنى المسجد الأقصى هو نبي الله داود عليه السلام في
مكان بيت رجل يهودي".اهـ، وكذلك هو يعتبر الديانة اليهودية الكافرة ديانة
سماوية وإن حُرفت، وأن الخلاف بيننا وبين اليهود ليس بسبب الدين، حيث قال
في موضع آخر:"مشكلتنا مع اليهود أنهم أخذوا أرضنا أنهم أخذوا مقدساتنا
ودبحوا حقوقنا، فنحن مش مشكلتنا مع الديانة اليهودية، الديانة اليهودية
ديانة زي بقية الديانات، وديانة سماوية، سواء حُرفت أو لأ لكن نحترمهم،
لكن نحن مشكلتنا مع اللي احتل أرضي"؛ فهل هذا من الإسلام يا أصحاب عقيدة
الولاء والبراء؟! أليس هذا فكر الماسونية؟!
وقال طاعنًا في كليم
الرحمن موسى -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: "إن موسى نبي الله
استسقى فقال الله له: "اضرب بعصاك الحجر"، فقال: يا رب أنا أريد المطر؛
فقال الله: يا موسى خلِّ عندك ثقة".اهـ، (برنامج "ليالي رمضان" فِي 28
رمضان 1424)، قلت: هكذا يتهم نبي الله موسى –وهو من أولي العزم من الرسل-
بضعف الثقة في الله، بل يكذب على الله سبحانه بنسبة هذا القول إليه عز وجل
دون سند صحيح، وسلفه فِي هذا سيد قطب الذي اتهم موسى عليه السلام بأنه
مندفع وعصبي المزاج، كما في كتابه "التصوير الفني في القرآن" (ص201،200).
والغالب على دروس عمرو خالد القصص الواهية الداعية إلى عقائد باطلة، وقد
أنكر الصحابة والسلف هذا المنهج القصصي في الدعوة واعتبروه بدعة، فثبت عن
ابن عمر أنه قال: "لم يقص على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر،
ولا عمر، ولا عثمان، وأول ما كان من القصص حين كانت الفتنة"، وقال خبَّاب
بن الأرت: "إنما هلكت بنو إسرائيل لَمَّا قصُّوا"، وقال معاوية بن قرة:
"كنا إذا رأينا الرجل يقص، قلنا: هذا صاحب بدعة"؛ وقد خالف عمرو خالد
السلف فدعا في درسه "مدرسة التخيل" إلى إحياء بدعة الحارث المحاسبي –أحد
كبار القصَّاص في القرن الثالث الهجري- وذلك بدراسة كتابه "التوهم" الذي
أصَّل فيه لمنهج الصوفية في الخطرات والوساوس، وقد سئل الإمام أحمد عن
المحاسبي كما في طبقات الحنابلة (1/233، 234) فقال: "ذاك فعل الله به
وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه..ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان
فأخرجهم إلى رأي جهم هلكوا بسببه؛ فقال له الشيخ: يا أبا عبدالله يروى
الحديث ساكن خاشع من قصته ومن قصته؛ فغضب أبو عبدالله، وجعل يقول: لا يغرك
خشوعه ولينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه؛ فإنه رجل سوء ذاك لا يعرفه إلا
من قد خبره، لا تكلِّمه ولا كرامة له، كُلُّ من حدَّث بأحاديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكان مُبتدعًا تجلس إليه لا، ولا كرامة ولا نعمِّي
عين"، وجاء فِي سؤالات البردَعي (ص561): "شهدت أبا زرعة سئل عن الحارث
المحاسبي وكتبه، فقلت للسائل: إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك
بالأثر فإنك تجد فيه ما يغني عن هذه الكتب، قيل له: في هذه الكتب عبرة،
قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن
مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنَّفوا هذه الكتب
فِي الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؛ هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم؛ فآتوْنا
مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبد الرحيم الديبلي ومرة بحاتم الأصم ومرة
بشقيق البلخي، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع".اهـ، قلت: وما أحسب عمرو
خالد إلا يسير على خطا المحاسبي، والأصم، والبلخي؛ وهم من دعاة أهل البدع؛
فمن أولى بالاتباع: السلف أم أهل البدع؟! وهل البدع من الإسلام الحقِّ؟!
وقد نشر في موقعه على الإنترنت مقالاً نُشر بالجريدة الفرنسية "ليبراسيون"
يوم الإثنين الموافق 4/8/2003 جاء فيه: "عمرو خالد خرج عن الشكل المعتاد
للشيوخ؛ فهو لا يرتدي الجلباب الأبيض، ولا يطيل لحيته، كما أنه استخدم
أساليب العرض الأمريكية الجاذبة، وهذا كله أدى إلَى زيادة جَماهيريته"،
قلت: وقد نقل هذا الكلام مُفتخرًا به، مِما يشعر أنه لا يعتبر حلق اللحية،
والتشبه بالكافرين من المحرمات، ولما سئل عن سبب حلقه للحيته؟ اعتذر بأن
إطلاق اللحية يتعارض مع مصلحة الدعوة؛ وفي أحد لقاءاته لما سئل عن الغناء؟
استشهد بقول محمد الغزالي: "حسنه حسن وقبيحه قبيح"، وهذه طريقة المعتزلة
فِي التحريم والتحليل: الاعتماد على التحسين والتقبيح العقليين، لا على
النصوص الشرعية؛ فهو تلميذ نَجيب للغزالي في التنكر للسنة، والدفاع عن
البدع وأهلها.
وفي حوار إسلام أون لاين معه: سئل عن أفضل التفاسير
للمتمكنين؟ فأرشد إلى تفسير "الظلال" لسيد الذي يحوي الدعوة إلى المنهج
الخارجي في تكفير المجتمعات الإسلامية، ويدعوا إلى مناهج الرافضة
والمعتزلة والأشاعرة وغلاة الصوفية والجبرية؛ وسئل عن أفضل كتب السيرة؟
فنصح بكتاب "فقه السيرة" للبوطي الصوفي الإخواني، مِمَّا يدل على أنه
إخواني معتزلي ماكر.
وفي رحلة الحج الأخيرة صحب الداعية الشاب شباب
وفتيات سافرن بغير محرم، وحدِّث ولا حرج عن الاختلاط الفاحش بين الشباب
والفتيات في هذه البقاع الطاهرة؛ وفي يوم منى عقد لقاءًا مفتوحًا مع هذا
الفوج، وكان من ضمن ترهاته أنه حدَّد جائزة قدرها كذا من الدولارات لمن
يسرد ثلاثين اسمًا من أسماء المصحابين له في الفوج، من باب زيادة التعارف
كما يُقال، بدلاً من أن يدعوا هؤلاء إلى الانشغال بذكر الله، وتعلُّم
مناسك الحج على السنة؛ فهل هذه الأفعال يا أولي الألباب من الإسلام
الحقِّ؟!
وقد صار هذا الداعية فتنة للبنات المراهقات كما نشرت مجلة
زهرة الخليج في عددها 1212 بتاريخ 15/6/2002 عن إحدى الفتيات أنها قالت:
"جمهور عمرو خالد مثلاً معظمه من البنات المعجبات بشكله وبطريقة لبسه كما
يفعل عمرو دياب، وغيره من النجوم لدرجة أن بعض الفتيات يرين عمرو خالد في
أحلامهن؛ فالبعض يذهب لرؤيته وليس للصلاة أو الهداية".اهـ
ومن ثَمَّ
فقد اشتد إنكار العلماء علي عمرو خالد لعظم افتتان الناس به، فقال العلامة
عبيد الجابري: "أولاً: هذا الرجل من دعاة الضلال, وهو من أهل الفلسفة
وأتباع المدرسة العقلية الفاسدة التي من أئمتها الغزالي السقا وغيره،
وثانيًا: لا يجوز سَماع أشرطته، ولا قراءة كتبه؛ فالرجل عقلاني فلسفي
منحرف لا يدعوا إلَى السنة كما يدعوا إليها أهل السنة بالكتاب والسنة بل
بالعقليات والفلسفة؛ فيا شباب الإسلام ويا نساء المسلمات, عليكم بأهل
العلم الذين يقولون لكم قال الله وقال رسوله وقال الصحابة، والمشهود لهم
بالرسوخ في العلم وصحة المعتقد وسلامة المنهج والنصح للأمة..فلا تغتروا
يابنيَ وبناتي بأمثال هؤلاء الدعاة فإنني والله أراهم دعاة إلَى جهنم من
أجابهم إلَى دعوتهم قذفوه فيها".اهـ (الإجابات المنهجية لأسئلة الدورة
الشرعية)، وقال أيضًا: "فإن عمرو خالد هذا عقلاني ليس من علماء الشرع
الذين يُرجع إليهم، لكن الإخوان المسلمون رفعوه فوق الرؤوس وأضفوا عليه
هالة إعلامية، وهذه عادتهم: مَنْ رأوا فيه خدمة لهم فإنهم يرفعونه فوق
الرؤوس، ويضفون عليه هالات من المديح ورفع الشأن"، وقال أيضًا –حفظه الله-
بعد أن حذَّر من طارق سويدان: "فأما عمرو خالد فهو عقلاني، فيلسوف، يبني
توجيهه على الفلسفة والعقلانية، لا على الشرع، فيجب الحذر من هاذين –أي
عمرو وطارق-، ومن أمثالهما، كما يجب الحذر من القنوات الفضائية التي
تستضيف مثل أمثال هذين من خدمة الماسونية، والرافضة أمثال القرضاوي، فإنها
قنوات هدَّامة منحرفة، حرب على الإسلام وأهله، وأخشى أن وراء هذا الفكر
اليهود، فأولئك الدعاة، إن لم يكونوا ماسونيين فهم يخدمون الماسونية،
ويجادلون من أجلها".
وسئل العلامة عبد المحسن العباد في شرحه لسنن أبي
داود (كتاب السنة باب: في القدر): نريد أن نستضيف الداعية المعروف عمرو
خالد؛ فما رأيكم؟ فأجاب: "أبدًا لا تستضيفه".
وقال العلامة أحمد
النجمي فِي "الفتاوى الجلية" (ص183): "إن الدعوة إلَى الله يجب أن تكون
على ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يكون الداعية هو
عاملاً بطاعة الله قبل كل أحد ممن دعاهم، ولهذا فإن عمرو خالد ذُكِر عنه
أن محاضراته تكون فِي جمع حافل يحضره النساء والرجال، والنساء كاشفات
وجوههن، وغير ذلك مما ذكر عنه، وهذا كله يدل على أن أعماله هذه تتنافى مع
الشريعة الإسلامية...وعمله هذا يقدح فِي دعوته، ويجعله كأنه إنما يفعل ما
يفعل لأمور في نفسه وأغراض يهدف إليها من وراء الدعوة، ومن كان كذلك فإنه
لا يفلح، وينبغي أن يؤخذ على يديه منعًا للمناكر التي تتحقق في الحفلات
التي يقيمها كما نسمع؛ أما الشبهة بكونه تاب على يديه كثيرٌ من الفنانين
والفنانات؛ فهذه علَّة عليلة، وشُبهة باطلة، وإنما يكون العبد مثابًا إذا
طبَّق شريعة الله في نفسه وفيمن يقابلهم، ونهى عن المنكر، وما لم يكن
كذلك، فإن عمله باطل، وغير صحيح".اهـ
وقال الشيخ صالح السحيمي: "هذا
الرجل هذه الأيام، أرى حتى الأطفال مفتونين به -الأطفال الصغار-، رجل
ممثل..كلامه كلام تمثيليات..كُلَّما تأتي مكتبة: عمرو خالد!! عمرو خالد!!
ومن عمرو خالد هذا؟! هذا مهرج مهرج، دجَّال، يلخبط، أتدرون أنه فِي أحد
أشرطته يقول: إن المقصود من العبادة هو تحسين الخلق!! يعني إذا حسَّنت
خلقك خلاص، ما تؤدي العبادة؟!".اهـ (درس "سبيل المؤمنين": الوجه الثاني).
إخواني في الله، ولعمرو خالد طامات أخرى لا يتسع المقام لحصرها، فإنها
تحتاج إلى مؤلَّف كبير، وإنما ذكرتُ فيضًا من غيض تذكرةً لمن كان له قلب
أو ألقى السمع وهو شهيد؛ فإذا تبين لكم من النقولات السابقة أن عمرو خالد
لا يدعوا إلى الإسلام الحق، بل هو يدعوا إلى أقوال محدثة لفرق منحرفة عن
الفهم الصحيح للإسلام؛ فالواجب علينا أن نتقي الله ولا نعينه على دعوته
الباطلة بل الواجب علينا أن نحذِّر منه، وندعوه نحن إلى الإسلام؛ فهو أحوج
إلى أن يُدعى من أن يدعوا !! ولا ينبغي علينا أن نحكم على الأمور بالعاطفة
والهوى.
وإني أدعوا عمرو خالد أن ينصف نفسه ويُحكِّم شرع الله في
أقواله وأفعاله التي نقلناها إن كان يسير "على خطا الرسول صلى الله عليه
وسلم"، كما سَمَّى أحد برامجه، وليعلم أن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي
في الباطل؛ وخيرًا له أن يجالس العلماء الربانيين يتعلَّم منهم العقيدة
السوية، ولأن يكون ذَنَبًا في الحق خيرًا له عند الله من أن يكون رأسًا في
الباطل، هدانا الله جميعًا إلى سبيل الحق، وجنبنا سبل أهل الزيغ والضلال.
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلّم.