قيت مؤخرا مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي شكرني فيها البعض على التحلي بالواقعية في طريقة معالجة التجاوزات التي تحدث في محيط الكرة الجزائرية ولامني فيها البعض الآخر على تشاؤمي الذي يرون بأنه مبالغ فيه، بإفتراضهم أن الإشراقة ستحل علينا يوما مثلما حمتنا وأحاطتنا بدفئها خلال سنوات الإصلاح الرياضي، قبل أن تحجبها عنا الإرتجالية واللامبالاة وكثرة المصالح الشخصية وحب الذات، لكن ومع إيماني العميق بهذا الأمل الذي يدغدغ شعور كل غيور ويحرك كيان كل صبور فإنني أرى أن هذا اليوم مازال بعيدا علينا على الأقل كبعد السنوات التي أفناها المسؤولين على قطاع الرياضة في التخريب، لأن الداء مواطنه عديدة وأبعد من تحقيق حلم التأهل إلى المونديال لأنه يتطلب إعادة تطهير شاملة لمحيط كرة القدم في الجزائر، وليس فقط سن قوانين جديدة لإعطاء الفرصة أكثر للشبان ثم يبقى اللاعبين المغتربين هم أسياد القرار فوق الميدان، فمثلا ونحن على مشارف بداية الموسم أجد نفسي أمام تحديات بالجملة نظير المواجهات الفكرية الساخنة التي تنتظرني مع كل الأطراف الفاعلة في هذا المحيط، ففي لقاءي الهام مع أصحاب البذلة السوداء سأرتدي الزي الأبيض بصفته رمزا للنقاوة والحكمة والحقيقة حتى تكون مقالاتي ردا على كل مظاهر الرشوة التي تفشت بشكل رهيب وزادت من رداءة المحيط، وفي مواجهتي الاصطدامية مع اللاعبين سألعب باللون البرتقالي باعتباره يمثل الآفاق والطموح والحيوية قصد حث الأقدام التي تنشط في كل البطولات من الولائي إلى القسم الأول على التحلي بالجدية لتطوير القدرات وإثبات الذات عوض الانسياق فقط وراء الماديات، وفي مباراتي المصيرية مع المسئولين ورؤساء النوادي سأدخل بحلة بنفسجية مميزة وذلك أولا لأنه اللون الوحيد غير المتداول في ملاعبنا وثانيا بصفته لون يجلي أسمى مظاهر النبل والعزة والشرف، حتى أعرف كيف أتحدى وأحارب الغطرسة والنفاق وهضم حقوق اللاعبين ثم إخلاء سبيلهم بأموال باهظة حين يجف عرقهم، وبين الواقعية والتشاؤم التي يراها القراء سأظل واقعيا لأن الانتقادات نابعة من حب الوطن، وسأبقى متشائما مادام المسئولين على قطاع الرياضة في البلاد أعينهم بصيرة وأيديهم قصيرة، وبين هذا وذاك هناك خط أحمر لا يجب تخطيه وهو أن الجزائر فوق كل اعتبار.