كتب الدكتور لميس جابر
مش عارفة ليه الحكومة عندنا هى الوحيدة
المرعوبة من أنفلونزا الخنازير، بينما أخواتها من حكومات العالم كله مش
مرعوبين قوى كده.. ومش عارفة ليه رغم الرعب، الحكومة عندنا بتتصرف تصرفات
ليس لها علاقة ببعضها ولا بالأنفلونزا، ولا استعدت بأى حاجة غير تصريحات
للصحف والتليفزيون..
التناقض شديد بين ما يحدث فى الواقع وإجراءات
الحكومة، من أول ما صدر قرار ذبح الخنازير وما حدث من مهازل، رغم أن علاقة
الخنازير بالأنفلونزا هى مجرد تشابه أسماء.. والنتيجة أن السادة الزبالين
يرفضون شيل الزبالة العضوية وفى بعض الأماكن يرجعوها تانى بعد الفرز
وبالليل إلى الصناديق ودى بقى شُفتها بعينى..
وفى الوقت نفسه
اتخانقت الشركة الإيطالية مع محافظة الجيزة وتكدست الزبالة فى شوارع
الجيزة، والقاهرة كمان ما اعرفش ليه.. وشكل الصور فى كل صحف مصر للقمامة
التى تغطى الشوارع ينذر بأوبئة من نوع آخر، يهون بالنسبة لها فيروس
الخنازير الغلبان.. ويا سبحان الله فى التوقيت نفسه نكتشف أننا بناكل خضار
وفاكهة شاربين مياه صرف صحى ومتربيين على الغالى..
ده غير التيفود
الذى مازال فى محافظة القليوبية، ومازال المحافظ قاعد، ودى برضه معجزة لا
تحدث إلا فى مصر.. ده أولاً.. ثانياً عندما بدأت الموالد، زى مولد السيدة
زينب والحسين والعذراء صدر قرار بمنع الناس من حضور الموالد والإقامة فى
الشوارع رغم أن الشوارع فيها هواء طلق وتم حظر التجمع والاحتفال داخل
الجوامع، حيث تكدس أضعاف أضعاف العدد فى مكان مغلق مناسب جداً للعدوى بأى
حاجة مش الأنفلونزا بس.
ثالثا: منع العمرة بعد الناس ما حجزت
والشركات دفعت وخسرت وتقرر تحديد الأعمار المناسبة مع إن الأعمار القابلة
للعدوى تختلف من بلد لآخر ومن بيئة ودرجة حرارة لأخرى، وخلصت العمرة
والناس رجعت ولا سمعنا عن وباء ولا عطس ولا كحة، وإلى يومنا هذا وعلى
مستوى العالم عدد الوفيات من هذه الأنفلونزا لم يصل إلى عدد وفيات أى
أنفلونزا سابقة موسمية.. عادية جداً.
رابعاً: تم تأجيل الدراسة رغم
أننا مازلنا فى الحر ومازال الفيروس ضعيفاً وكان الأولى تأجيل التأجيل حتى
مجىء الشتاء والبرد ولغاية ما نشوف هيحصل إيه؟.. وإذا أغلقنا المدارس
هنعمل إيه فى الأتوبيسات والميكروباصات ومترو الأنفاق والسكك الحديدية
والسياحة والجوامع والكنائس والقهاوى والسينمات والكوفى شوب ومجلسى الشعب
والشورى واجتماعات الحزب؟ تجمعات دى ولا مش تجمعات؟
خامساً: كان
الأولى بدل غلق المدارس تخصيص قرشين من محفظة بطرس غالى لتنظيف المدارس
الحكومية وتصليح دورات المياه لتكون مناسبة للاستعمال الآدمى بغض النظر عن
وجود أنفلونزا خنازير أو قطط، لأن الالتهاب الكبدى والتيفود أهم وأخطر على
التلاميذ.. عموماً قرار غلق المدارس ده عاجبنى جداً لسببين:
أولهما
أن التلاميذ لا يتعلمون فى المدارس، وخليهم يتفرغوا للدروس الخصوصية
ويذاكروا ويفلحوا، ثانيهما أن عدد الوفيات فى تلاميذ المدارس داخل المدارس
أكيد أكيد أكثر من عدد الوفيات من أنفلونزا الخنازير.. يبقى قفلها أحسن.
سادساً:
لا تصدقوا أعداد الإصابة التى تنشر فى الصحف لأن كل الناس اللى أعرفهم
جالهم أنفلونزا وعطس وسخونية والحكومة لا تعرف سوى الأعداد التى تتوجه إلى
مستشفى الحميات، ومن واقع دفاتر التحاليل وأنا شخصياً أخذتها والعيلة كلها
واحد واحد وماعملناش تحليل، وأنصحكم بدواء رخيص مصرى مضاد للفيروسات اسمه
«أدامين» وأى حد يجيله أنفلونزا ياخد مضاد حيوى مع الدواء ده وهيبقى زى
الفل..
ولعلمكم قرايبى فى لندن قالوا لى إن أى حد يعطس ويسخن
عندهم، الدكاترة يروحوا له البيت يدوه مضاد حيوى ومضاد للفيروسات من غير
تحليل ولا حميات ولا هيصة ولا إغلاق مدارس ولا إلغاء حج وعمرة ولا
اجتماعات مجلس وزراء ولا تصريحات صحف... الظاهر إننا محتاجين خبير أجنبى
يفكر لنا.