إن نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترضيه ونستغفره ونعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إاله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وصفيه من بين خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في سبيله الله حتي أتاه اليقين فصلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله ثم اما بعد:
نحن الأن في العام 2009 وهو عصر الكمبيوتر والإنترنت ويتعجب البعض ويقول ما العلاقة التي تربط الدين بالكمبيوتر والإنترنت والتكنولوجيا فالبعض منا يظن أن الدين ليس له علاقة بهذا علي الإطلاق وأن الدين ماهو إلا (توحيد صلاة وزكاة وحج وصوم رمضان ) وليس له علاقة بالعلم نقول لهم أخطأتم فالدين لم يقلل من قيمة العلم ولذلك قال النبي سلم( العلماء ورثة الأنبياء) وقال تعالي ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28
فالفاعل هنا : (العلماءُ) فهم أهل الخشية والخوف من الله
واسم الجلالة (الله) : مفعول مقدم
وفائدة تقديم المفعول هنا : حصر الفاعلية ، أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ ، ولو قُدم الفاعل لاختلف المعنى ولصار : لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ ، وهذا غير صحيح فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله.
فلم يكن الدين عائقا للتقدم والرقي والحضارة كما يزعم البعض بل الدين يشجع العلم والعلماء ويحث المجتمع علي النهوض
هذا مقدار العلماء ولكن دعونا نتجنب دور العلماء قليلا ونتكلم عن الموضوع الذي بدات الحديث عنه وهو الانترنت نت والتطور وهل له فوائده وأضراره ولكن حتي لا أطيل عليكم فاليوم سوف نتكلم في جانب واحد وهو
*خطر الإنترنت علي الشباب*
- 90% من المستخدمين العرب للإنترنت يقتصرون على التسلية والترفيه
- إثبات الذات.. العزلة.. الفراغ.. أهم أسباب إدمان تكنولوجيا المجهول
- المجدوب يحذِّر من غياب رقابة الأسرة.. ورشوان يطالب بالرقابة
الإنترنت عالم غريب عجيب متنوع، مترامي الأطراف، واجهةٌ حضاريةٌ أكيدة، ووسيلة تعليمية ناجحة، ورابطٌ بين الأُسَر المتباعدة، وحلاَّل للكثير من المشكلات في مجال "البيزنس"، ومضيِّعٌ هائلٌ للوقت لمَن يرغب في تضييعه، يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ صندوقَ العجايب، الذي كان موجودًا قبل أن يوجد النت، ولكن الفرق أن الصندوق لم يكن يحتوي على النت، بينما النت يحتوي على صندوق الدنيا والحاضر والماضي والمستقبل؛ فحتى البخت يجيد تحديدَه دون قرع أصداف أو وشوشة "دكر"، وأثناء تجوُّلك فيه تشعر كأنك في بلاد العجائب بصحبته، فبضغطة زر تذهب إلى أستراليا، وبضغطة نفس الزر تزور جنوب أفريقيا؛ فلا أحد يُنكِّر الكمَّ الهائل من الاستفادة من تلك الشبكة العنكبوتية التي اختصرت المسافات والوقت بلا شك.
ولكن أن يلجأ إليه شبابنا هاربين طوال النهار والليل، وأن يُصبح ملاذَهم الوحيد الدائم ومكانَ الالتقاء بأصدقاء الشات في عالمهم الخاص أكثر مما يلتقون بأصدقائهم ومدرِّسيهم ووالديهم وأهليهم، ويستبدلوا زيارة مقاهي الإنترنت- التي تنتشر بشكلٍ سرطاني داخل شوارع العاصمة أو حتى غيرها- بزيارة مساجدهم يوميًّا.. هذا هو الأمر الذي يستحق الدراسة، فهو ما أدخل إلى عالمنا مصطلحًا جديدًا لم يتفق الأطباء على تعريفٍ له حتى الآن، وهو "إدمان الإنترنت" الذي يحتلُّ المرتبةَ الثالثةَ في الإدمان بعد المخدِّرات والسجائر والكحوليات.
ففي الصين أُنشئ أول مستشفى في العالم لعلاج إدمان الإنترنت بعد أن ظهرت لهذا الإدمان أعراضٌ مخيفةٌ، وفي بلد مثل مصر فيها 40% من الأسر فقيرة أو تحت خط الفقر ومتوسط الدخل القومي يبلغ على الأكثر 1.5$ يوميًّا وهو رقمٌ ضئيلٌ جدًّا، ورغم ذلك فيها 5 مليون مشترك في خدمة النت و635 مليون دقيقة شهريًّا، مع وجود البطالة التي تبلغ في مصر حوالي 3 ملايين، أي 10% من إجمالي العمالة.
فهل ثورة المعلومات سببُ إدمان التكنولوجيا والعزلة الاجتماعية؟! وكيف يحدث هذا في بلاد تعاني من أزمات اقتصادية هائلة؟ وهل النت فعلاً واجهةٌ حضاريةٌ وضرورةٌ ملحَّةٌ لاقتحام القرن الجديد أم ضياعٌ للوقت؟! وما الاستخدام الأمثل له؟! ولماذا يهرب شبابنا إلى النت؟ وهل شبابنا في مجتعاتنا العربية يستفيدون منه؟ وإلى أي مدى يمثل الإنترنت (شبكة المعلومات العالمية) الوحش الذي نخشى منه على الجيل الصاعد لقيادة البلاد والأمة؟
حياتي تافهة!!
في البداية توجَّهنا إلى الشباب نسألهم عن أسباب انعزالهم عن العالم واكتفائهم بالنت كبديلٍ وماذا يفعلون طوال هذا الوقت؟
أولهم كانت فاطمة سالم من الكويت (خريجة آدب إنجليزي- 23 عامًا- وعلى قدر عالٍ من التدين) تقول لها أمها دائمًا: أنت تسكنين بالبيت ولا بالنت؟! فهي دائمةُ الجلوس عليه، بل إنها هي تعترف: لو 10 ساعات لا أملَّ ولا أتعب، ولو أمي ما تقعد على رأسي يمكن أقعد 24 ساعة، ولكنَّ فاطمة تهرب من شعور بالنقص في نفسها تدل عليه كلمتُها التالية، فهي تقول: "أشعر أني تافهة" أكره نفسي.. أشعر بالتعاسة.. أتمنى لو أنتحر وأُقسم إني فكَّرت فيه عدةَ مرات لولا أني جبانة وأنه حرام، ولولا ذلك لنفَّذته.
وتستطرد قائلةً: كل يوم أقول يا رب اليوم أموت.. حياتي تافهة!! ما عندي أي شي أفعله، طول الوقت قاعدة على النت
هذا هو حال الشباب مع الإنترنت وخطورته عليهم علي الرغم ان الإنترنت يمكن أين يكون من أهم عوامل النجاح وكيف نستفيد منه ونستغله أحسن إستغلال في الأبحاث العلمية والإعجاز العلمي للقراءان الكريم ومختلف مجالات الحياة هذا سوف يكون عنوان عددنا القادم بأمر الله عن فوائد الإنترنت
بقلم / الحب الضائع