قال الله تعالي ( قل متاع االدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقي ) فوصف سبحانه الدنيا بانها متاع قليل وانت ايها الانسان تعلم انك ما اوتيت من القليل الا قليلا . ثم ان القليل ان تتمتعت به فهو لعب ولهو لقوله تعالي ( انما الحياه الدنيا لعب ولهو وزينه ) وقال تعالي ( وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )قال ابن عياض : لو كانت الدنيا ذهبا يفني والاخرة خزفا يبقي ,لوجب علينا ان نختار ما يبقي علي ما يفني. ثم تامل بعقلك هل آتاك الله مثل ما آتي سليمان عليه الصلاة والسلام , حيث ملكه الله تعالي جميع الدنيا من انس وجن وسخر له الريح والطير والوحوش ثم زاده الله تعالي احسن منها قال تعالي ( هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب )فوالله ما عدها نعمه مثل ما عددتموها ولا حسبها رفعه مثل ما حسبتموها , بل خاف ان يكون استدراجا من حيث لا يعلم فقال ( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ام أكفر )وهذا هو فصل الخطاب لمن تدبر وقد قال تعالي لجميع اهل الدنيا ( فوربك لنسالنهم أجمعين ,عما كانوا يعملون )وقال تعالي ( وان كان مثقال حبه من خردل اتينا بها ووكفا بنا حاسبين )وقال الصادق المصدوق سلم (لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضه ما سقي منها الكافر شربه ماء ) وللحديث بقيه ان شاء الله اخوكم ابو محمد