.........
اعتذر اولا لغيابى هذه الفترة
و عدت
وسأكمل معكم بالمنتدى بما يفيض الله به على
واتمنى للجميع تمام الاستفاده بكل ما سأقدمه
...........
سنة التمكين
من السنن الإلهية التي لا
يجري عليها القدم بمرور الزمن
ولا يعتريها التعطيل بفعل ظروف طارئة، أو
اعتبارات عارضة..
فهي كغيرها من السنن الثابتة إذ هي كالموازين والمعايير
والقواعد
التي من خلالها يمكن تفسير الكثير من المخفيات
والحكم عى الكثير
من الظواهر، والتعرف إلى الكثير من الدروس والعِبَر..
وبسنة التمكين يسهل
استكشاف عوامل الهزيمة ومقومات النصر، وعناصر الثبات
وإلا اختلطت الرؤى،
وغابت الصورة، واهتزّت المعالم، وحلّت الأهواء
وأعجب كل ذي رأي برأيه..
}سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ
اللَّهِ تَبْدِيلاً (23) {.
ماذا نعني بالتمكين؟
أعني بالتمكين هنا: بلوغ حال من النصر
وامتلاك قدر من
القوة، وحيازة شيء من السلطة والسلطان
وتأييد الجماهير والأنصار والأتباع.
وهو لون من ألوان الترسيخ في الأرض
وعلوّ الشأن، وصدق الله حيث يقول:
}وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ
قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (10) {
( الأعراف).
أنواع التمكين
وهنالك أنواع شتى من التمكين:
(-) فقد يكون التمكين من خلال حيازة الثروات المختلفة
وامتلاك الأموال وذلك على مثل قوله تعالى:
}أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ
أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ
مَا
لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً
وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم
بِذُنُوبِهِمْ
وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (6) {
(الأنعام).
وقوله سبحانه:
}وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى
مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً
آمِناً
يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) {
(القصص).
وقوله عز وجل:
}وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ
خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً
وَمَن
كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) {
(النور).
(-) وقد يكون التمكين من خلال الوصول إلى مواقع القرار
ومواطن النفوذ والسلطة، على مثل قوله تعالى:
}وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ
مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ
عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ
نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ
وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى
أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) {
(يوسف).
وقوله سبحانه:
}وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي
الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ
نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن
نَّشَاء
وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) {
(يوسف).
(-) وقد يكون التمكين من خلال فوز سياسي
أو انتصار
عسكري، أو امتلاك قوة بعد ضعف،
وبلوغ أمن بعد خوف، على كثال قوله عزّ وجلّ:
}وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً
وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ (55)
{ (النور).
وقوله سبحانه:
}وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الْوَارِثِينَ (5)
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم
مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) {
(القصص).
مواقع التمكين
هنالك العديد من مواقع التمكين يُفترض بالإسلاميين أن
يتقدموا نحوها
ليطرحوا مشروعهم من خلالها، ابتداءً من الموقع الأصغر
وانتهاءً بالموقع الأكبر..
وتقدم الإسلاميين إلى هذه المواقع، من شأنه أن ينقلهم
ومشروعهم
من (الدائرة النظرية) إلى (الدائرة الميدانية العمليّة)
كما
يخرجهم من حال الانغلاق إلى حال الانفتاح
ومن الإطار (النخبوي) إلى الإطار
(الجماهيري)..
إن بلوغ الحكم لا يمكن أن يكون من خلال قفزة في الهواء
ومن غير تدرج ومرحلية، تنقل الإسلاميين من قاعدة الهرم إلى قِمّته
وهذا
هو الطريق الأسلم والأقوم
والذي من شأنه أن يمكّن للإسلاميين بقوة في
الحكم
لأنه يجعل الحكم مستنداً إلى قاعدة جماهرية عريضة.
ومن هذه المواقع:
(*) الموقع الاختياري: الملتصق بأصغر وحدة إدارية
والمتعامل مع حاجات أصغر شريحة بشرية يومية على كل صعيد.
(*) الموقع البلدي: والذي يمثّل نموذجاً مصغراً للسلطة
الأهلية المستقلة
ذات الصلة المباشرة بشؤون الصحة، والنظافة، والآداب
العامة
والثقافة، والبيئة، والسياحة، والترفيه، والإطفاء، والسير والنقل..
إلخ.
(*) الموقع النقابي: والذي يمكن الإسلاميين في أهم
الشرائح المتخصصة
وأكثرها أثراً في مجريات الحياة السياسية والاجتماعية
سواء كانت نقابات عمالية
أو أرباب عمال، أو نقابات مهنية ضمن اختصاص
(الطب
والهندسة والقانون والصناعة والتجارة..).
(*) الموقع النيابي:
والذي يفضي بالاسلاميين إلى موقع
القرار التشريعي
ويمنحهم صلاحية تقديم مشاريع القوانين المختلفة
أ, تسديد
القوانين المقترحة.
(*) الموقع التنفيذي: والذي يعتبر رأس الهرم، ضمن إطار
الهيكلية الرسمية
وبلوغ هذا الموقع يتطلب تحضيرات شتى لا يتسع الكلام عنها
في هذا المجال.
الحكم ومؤسساته
المجالس النيابية
المجالس البلدية
النقابات
المجالس الاختيارية
الأسرة
الفرد الفرد الفرد
التمكين الهرمي
شروط التمكين
إنه لا بد من أسباب للتمكين تجدر ملاحظتها وحيازتها
فالتمكين ليس أمنية ينالها الكُسالى الذين يعدون للمواجهة عدتها
والمتواكلين الذين لا يلبون نداء الله
وهو يدعوهم إلى الإعداد:
{ وأعدوا
لهم ما استطعتم من قوة..}
ثم يزعمون أنهم موكّلون عليه، وهم له عاصون،
ولسننه معطّلون
والعاملون بمساخط الله الذين لا يتوبون ولا يتطهرون؟؟
- فعنالك إعداد مادي نبغي أن يؤخذ
بأسبابه ضمن الحد الأقصى المستطاع
الذي يقتضيه الواجب الشرعي، وضمن دائرة
الأهداف المُراد تحقيقها.
- وهنالك إعداد معنوي، نوعي إيماني،
يعتبر الشرط الأساسي لتمكين (أهل الحق)
والذي به يفضلون (أهل الباطل)
ويمتازون عليهم:
{وعد اله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات
{ إلى قوله
سبحانه:
{يعبدونني لا يشركون بي شيئا}
. فالله تعالى وعد الذين
(أمنوا
وعملوا الصالحات)
بالاستخلاف في الأرض
ثم أكّد في ختام الآية على شرط هذا
الاستخلاف وهو كمال العبودية له تعالى.
.. وكمال العبودية يعني الانقياد لله تعالى، في
الألوهية والبوبية والحاكمية..
بمعني التزام شرعه، وطاعة أمره، وصدق الله
تعالى إذ يقول:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً
أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ
أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً
مُّبِيناً (36) }
(الأحزاب).
-كان التمكين للمسلمين في المدينة
المنورة بعد امتحان عسير في المرحلة المكيّة:
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ (39) }
(الحج).
- وكان انتصار المسلمين في بدر لخلوص توكلهم على الله:
· { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ
وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) }
(آل عمران).
· { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ
لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) }
(الأنفال).
وكانت هزيمة المسلمين يوم أحد لإهمال شرط من شروط
التمكين
– مع أن رسول الله كان معهم؟؟
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم
مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا
قُلْ هُوَ
مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) }
(آل عمران).
وكانت الانتكاسة يوم حنين، بسبب عجب أصاب بعض المسلمين
{
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ
أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ
عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) }
(التوبة).
.. وهكذا تجري سنة الله في خلقه، يمكن لأهل الفضل ولو
كانوا قلّة
ويخذل أهل الضلال ولو كانوا ملء الأرض عدداً..
فإن استوى
الطرفان في المعصية، كانت الغلبة للقوة المادية.
وصدق الله تعالى إذ يقول:
{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ
قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
بِإِذْنِ اللّهِ
وَاللّهُ مَعَ
الصَّابِرِينَ (249) }
(البقرة).
وإن التمكين في الأرض بالإسلام
يفرض على أصحابه أن
يكونوا على مستوى العطاء ً
وعلى قدر النعمة حمداً.
والشكر والحمد هنا
إنما يكونان بتسخير معطيات التمكين لأشخاص أو جماعات
وتحقيقاً لمصالح
أفراد ومؤسسات
وإلى صميم هذا المعنى يشير الخطاب الربّاني من خلال قوله
تعالى:
{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَآتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ
وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) }
(الحج).
ذهاب التمكين
.. كما أن للتمكين شروطاً وأسباباً لا بُدّ من حيازتها
لتحقيقه
فإن استمرار هذا التمكين ورسوخه، يلزمه المحافظة على الأسباب التي
أوصلت إليه،
والأخذ بمزيد من العوامل لتعزيزه وتقويته وترسيخه
كما يلزمه
مجانبة كلّ ما يضعفه ويعرضه للاهتزاز.
- إنه لا بد من تسخيره للتمكين لدين
الله في الأرض.
{حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ
لِلّه}
(الأنفال : 39) .
- وتسخيره لتعبيد الناس لله في شؤون
حياتهم.
{مَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ حُنَفَاء
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ
دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) }
(البينة).
- وتسخيره لتطهير المجتمعات من الموقبات
والانحرافات.
{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَأُوْلَـئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) }
(آل عمران).
- وتسخيره في الدعوة إلى الله وإقامة
الحُجّة على الناس
}وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً
لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ{
(آل عمران : 143).
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)}
(فصلت)
- إن التمكين وهو أكبر النعم
يحتاج إلى ما يوازيه
ويماثله من إقبال على الله، واعتصام بحبل الله
وتجرّد لله، ومحاسبة صارمة
للنفوس
وتحصين لها من مداخل الفتن ومجاري الأهواء
التي يختبر بها الذين
مكنوا في الأرض ويمتحنون
ومن خلالها ينجحون فيثبتون، أو يفشلون فيسقطون:
}أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ
مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ
مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا
السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن
تَحْتِهِمْ
فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ
قَرْناً آخَرِينَ (6) {
(الأنعام).
الحركة الإسلامية .. والتمكين
وهنا قد يقول قائل: لقد مرّ على الحركة الإسلامية
المعاصرة
ما يقرب من قرن من الزمن.. دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها
وبلوغ
مرادها، وإقامة أنموذج الدولة الإسلامية في واقع حياة الناس.
وللوصول إلى جواب صحيح على هذا التساؤل
لا بد من
الاحتكام إلى (سنة التمكين) ذاتها لاستكشاف العوامل والأسباب
التي تحول دون
تحقيق النصر النهائي
بالرغم من توافر الكثير من عوامله وأسبابه وإرهاصاته.
إن من الظواهر الغريبة في ساحة العمل الإسلامي أن تتقدم
حركات إلى مواقع القرار
والحكم دون أن تأخذ بأي من الأسباب المادية
والمعنوية..
فلا هي بلغت المستوى الإيماني المطلوب،
ولا هي استحوذت على
مقومات القوة والتمكين..
ثم هي بعد ذلك تستأخر النصر، ملقبة باللائمة على
الظروف المعيقة
والقوى المضادة
ودون أدنى فقه لسنة التمكين.
إنه لا بد من تقييم صادق للنهج
وتفحّص دقيق للتربية، ومكاشفة صريحة للنفوس
وغربلة حقيقية للصفوف:
{ وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}.