شهد المؤتمر الرابع لآفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في الوطن العربي الذي احتضنته دمشق في يناير الماضي إطلاق ست شبكات بحثية في مجالات مختلفة هي: الرابطة العربية للإعلاميين العلميين, والشبكة العربية للبحث العلمي والتطوير والابتكار في الالكترونيات, وشبكة الأنشطة المتخصصة, وجمعية هندسة عربية للالكترونيات والمصادر المفتوحة, والشبكة العربية لتكنولوجيا النانو, وشبكة تحلية المياه ومعالجتها بالطاقات المتجددة.
شهد المؤتمر أيضا خمس مبادرات لكبار العلماء في الوطن العربي: مبادرة مشتركة مؤلفة من الدكتور أسامة الأنصاري والدكتور عثمان شنشن و الدكتور نورمان نوريتر لتمويل البحث العلمي والتطوير التكنولوجي,ومبادرة الدكتور محمد سامي الشال لصناعة النانو تكنولوجي,ومبادرة الدكتور منصف جندوي لإنشاء مختبر بحثي علمي يهتم بالتنمية العلمية في المنطقة العربية,ومبادرة من الدكتور أحمد عمارة لبناء سوق عربية للتكنولوجيا,وأخيرا مبادرة من المهندس محمد عبود لربط الجامعة بالصناعة وإطلاق مسابقة صنع في الوطن العربي.
الدكتور أيسر الميداني نائب رئيس مجلس الأمناء في شبكة العلماء السوريين في المغترب(نوستيا) ومستشارة المشاريع البحثية في فرنسا,قالت عن مشاركتها في المؤتمر إن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد كان لها السبق في جمع العلماء السوريين,وربطهم بوطنهم الأم,من خلال دعوة سيادته لإنشاء شبكة العلماء السوريين في المغترب,والتي بدأت أعمالها منذ العام ,2001 حيث عقدت اللجنة التأسيسية لهذه الشبكة.وأعربت الدكتورة الميداني عن ارتياحها لأوراق البحث السورية المقدمة للمؤتمر ولمحاولات ربط الجامعات السورية بجامعات المغترب بهدف تبادل الخبرات العلمية وتشكيل فرق بحث مشتركة بالإضافة لتأسيس مركز نوستيا للتميز التعليمي على مستوى التدريب والتقنية الحديثة.
وعن واقع جلسات المؤتمر قالت الدكتورة الميداني إنها قيمة وغنية بالموضوعات الحيوية,ودعت الدكتورة الميداني جميع الباحثين العرب إلى التشبيك الحقيقي وإلى تضافر الجهود البحثية العربية.
الاختراعات المقدمة نالت أعلى الجوائز العالمية :
الدكتور عبد العظيم جاد,أستاذ علم الجينات في الجامعة الإسلامية في ماليزيا قال:تأتي مشاركتي لإبراز استراتيجية حديثة عملت عليها لأكثر من 17 عاما كخبرة تدريسية ومخبرية مع 100 طالب وباحث ألماني للعمل على إنتاج علاج فعال للسرطان,وإنتاج غذاء حيواني حيوي,ومخصبات للتربة,وعلاج الأمراض البكتيرية,كما قمت بدراسة التأثيرات الضارة على الغذاء باستخدام تكنولوجيا النانو الحيوية وجزيءDNA ,واكتشفت أكثر من 10 أنزيمات بكترية تم تسجيلها في 11 براءة اختراع وحصلت من خلالها على عدة ميداليات ذهبية من منظمات عالمية للاختراع.
ومن الاختراعات المهمة التي قام بها الباحث, الاختراع الأول هو (ملوكلر.أ 9996) لاكتشاف أي اختلاط من شحوم أو لحوم الخنزير في الغذاء, وهو عبارة عن تصميم لاكتشاف أي كمية بسيطة تصل من (0 إلى 0,05%) في 96 عينة غذائية خلال ساعات محدودة, وبهذا الاختراع أمكن استخلاص DNA من الأطعمة الغذائية بطريقة بسيطة, وتم اكتشاف مؤشر حيوي لتحديد ثلاثة أشياء مهمة في سوق الأغذية في الدول الإسلامية والذي يقدر ب 1,2 ترليون دولار سنويا, وتم تحديد نوع اللحوم الميتة من اللحوم الطازجة.
والاختراع الثاني هو عبارة عن استخدام حيث للإنزيمات في المجال الحيواني والطبي لإنتاج علف حيواني رخيص من مخلفات الرز, كما تم استخدامها من مركبات لن تكتشف من قبل من قشرة الرز لعلاج السرطانات, وسيكون لهذه المركبات مستقبل كبير وسوق يقدر بتريليون دولار خلال عشر السنوات القادمة.
اكتشاف أشكال جديدة في الطبيعة :
الدكتور إحسان البستاني مغترب سوري وأستاذ الكيمياء النظرية في جامعة فوبرتال الألمانية قال: قدمت خلال المؤتمر محاضرة عن الأنابيب البورية والتطورات المتعلقة بها وإمكانية استخدامها في المجالات الصناعية خاصة في النانو تكنولوجي وعلم صناعة الطيران, وعرضت تجربتي الشخصية في تركيب الجزيئات الذرية واكتشاف الأشكال الجديدة غير الموجودة سابقا في الطبيعة للعنصر الكيميائي الخامس البور, حيث لاقت هذه الاكتشافات صدى واسعا في أنحاء العالم, وتم على إثرها إصدار المئات من النشرات العلمية التي تحدثت عن الأشكال الجديدة لعنصر البور التي تستخدم في مجالات صناعية عديدة, كما تستخدم لمعالجة أمراض السرطان.
التخلص من الملوثات السامة :
قال الدكتور كامل قداح المستشار في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (اكاردا) قدمت خلال المؤتمر ورقة عمل حول الملونات الصناعية التي دخلت مرحلة كبيرة وتجاوزت الخط الأحمر, وخاصة في الدول الصناعية, بالإضافة إلى النفايات السامة التي تدفن في الكثير من مناطق الدول النامية, كما قدمت حلولا كثيرة للتخلص من النفايات السامة والعوامل المسببة لها,وحذر الدكتور قداح من خطورة تلك الملونات وضرورة تضافر الجهود العالمية لمنع انتشارها الذي يسبب اتساع ثقب الأوزون أكثر فأكثر نتيجة الاعتداءات من قبل الدول التي لا تعطي أهمية لتواقيعها على المعاهدات الدولية.