◄ زكريا محيى الدين "رجل يوليو الصامت" رفض الرئاسة واعتزل عقب النكسة.. وتوفى بعد أن شاهد ثورة 25 يناير
◄ نجيب ومبارك توليا رئاسة الوزارة بجانب "الجمهورية" وتشابهت نهايتهما فى السجن.. الأول بلا ذنب.. والثانى لقتل المتظاهرين
◄السادات اعتقل "على صبرى" رئيس الوزراء فى عهد عبد الناصر.. وإرادة الشعب أدت لحبس "نظيف" و"عبيد"
تنتظر مصر رئيس مجلس وزرائها، رقم 23 منذ تحولها من الملكية إلى الجمهورية فى 23 يوليو 1952، حيث تعاقب عليها 20 رئيسا للوزراء، بين ثورة العسكر 23 يوليو 1952، وثورة الشباب فى 25 يناير 2011، و3 عقب 25 يناير فى الفترة الانتقالية، بينما يجرى الآن الرئيس محمد مرسى مشاوراته لاختيار حكومته الجديدة التى ستكون واحدة من أصعب الفترات والتحديات فى تاريخ مصر، وذلك لطبيعة المرحلة التى تصاحبها.
ويستمر الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الذى تولى الوزارة 25 نوفمبر 2011، بتكليف من المجلس العسكرى مثل سابقيه، لحين استقرار الرئاسة على من سيخلفه.
وشهدت الفترة التى قضاها الجنزورى حالة كبيرة من الجدل، بدءا من تسجيل متظاهرى ميدان التحرير اعتراضهم على تكليف المجلس العسكرى له عقب أحداث "محمود محمود"، خلفا للدكتور عصام شرف، مرورا بأحداث مجلس الوزراء، وكارثة إستاد بورسعيد التى راح ضحيتها 73 شابا، وحاول مجلس الشعب فى الفترة الأخيرة إقالته، إلا أن المجلس العسكرى رفض كل الضغوط، واضطر البرلمان وقتها على الموافقة على خروج 4 وزراء فقط من تشكيل الحكومة حفظا لماء الوجه.
ويعتبر الجنزورى هو الوحيد فى تاريخ الجمهورية الأولى الذى تولى رئاسة الوزراء مرتين متتالتين، إذ إن فترة رئاسته الأولى، جاءت فى فترة حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى الفترة من 4 يناير 1996 حتى 5 أكتوبر 1999، وأشرف وقتها على عملية خصخصة واسعة بإشراف مؤسسات مالية دولية بينها صندوق النقد الدولى وانطلق بمشروعاته إلى سيناء وتوشكى، وشهد عامه الثانى مذبحة الأقصر الشهيرة فى 17 فبراير 1997 التى أودت بحياة 58 سائحا أجنبيا، وإصابة العشرات، وتمت إقالته فى عامه الثالث وقيل إن سبب إقالته هى شعبيته التى بدأت فى التزايد، وعاش منذ ذلك العام حتى ثورة 25 يناير فى عزلة، ولم يحدد موقفه من الثورة إلا بعد نجاحها، حيث خرج علينا وأكد أنه كان فى عزلة إجبارية، ليعود من جديد رئيسا لوزراء مصر بعد ثورة 25 يناير.
وتولى رئاسة الوزارة فى عهد الرئيس السابق مبارك طوال 30 عاما 8 وزراء من بينهم الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الحالى، فى حين شهدت فترة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات "1970 حتى 1981" 5 وزارات، وشهدت فترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر التى امتدت منذ 1954 حتى 1970، 3 وزارات فقط، بينما تولى "عبد الناصر رئاسة الوزارة فى عهد الرئيس محمد نجيب، وكانت البداية بعلى ماهر باشا الذى قضى نحو شهرين و10 أيام فقط رئيسا للوزارة بعد ثورة 23 يوليو مباشرة، كأقصر مدة لرئيس وزراء، بينما المدة الأطول لصالح عاطف صدقى فى عهد مبارك، فى حين ينفرد أحمد فؤاد محى الدين بالوفاة داخل مكتبه بأزمة قلبية.
ويتشابه "عبد الناصر" و"السادات" فى أنهما بدءا من فترة حكمهما بتولى رئاسة الوزراء، واختتماها أيضا وهما يجمعان بين المنصبين.
نهايات رؤساء وزراء مصر تختلف حسب المعطيات، فقد اعتقل "عبد الناصر" محمد نجيب، واعتقل "السادات" "على صبرى" رئيس الوزراء أيام "عبد الناصر" ويسجنه، سيتكرر الأمر من جديد بعدها بأكثر من 40 عاما، ولكن الحبس هذه المرة لـ"أحمد نظيف" و"عاطف عبيد" لم يأت على يد الرئيس أو لخلافات سياسية، وإنما جاء بأيدى وإرادة الشعب، بتهم الفساد وإهدار المال العام، ليدخل الشعب لأول مرة فى تاريخه طرفا فى المعادلة.
طريقة الاختيار أيام "عبد الناصر والسادات" كانت تعتمد غالبا على شخصيات من مجلس قيادة الثورة.. أما فى عهد مبارك فكان الاختيار يعتمد على الأقدمية والطاعة ورضا الحاشية المحيطة.
اعتزال رؤساء وزراء مصر السياسة، اختيارا تكرر مرتين الأولى لزكريا محيى الدين عقب نكسة 1967، والثانية لمحمود فوزى عقب انتصار أكتوبر 1973، بينما "العزلة" إجبارا تكررت أيضا مرتين الأولى للواء محمد نجيب، والثانية لـ"الجنزورى" عقب إقالته 1996، أما رئيس الوزراء الوحيد الذى تحول لمعارض فى آخر حياته هو عزيز صدقى الراحل عن دنيانا 2008.
وخلال ثورة الشباب وبعدها عين 3 رؤساء لمجلس الوزراء فى أقل من عام، أولهما الفريق أحمد شفيق الذى عينه "مبارك"، واستمر بعد "التنحى" إلا أن إرادة ثوار التحرير أبعدته بعدها بأسابيع، وجاء إلى الكرسى الدكتور عصام شرف محمولا على أعناق الثوار، الذين أيضا تسببوا فى إسقاطه ليعود إلى بيته من جديد، ثالثهم "الجنزورى" الذى عزله مبارك، وأعاده المجلس العسكرى.
على ماهر 24 يوليو 1952
فى 24 يوليو 1952 أصدر الملك فاروق أمرا ملكيا بتشكيل الوزارة الرابعة لعلى ماهر باشا رئيسا للوزراء، بالإضافة لتعيينه وزيرا للخارجية والداخلية والحربية والبحرية، تولى رئاسة الحكومة لأول مرة 1934، واعتقله مصطفى باشا النحاس الزعيم الوفدى فى الحرب العالمية الثانية، واستقال مرة من منصبه للتدخلات البريطانية ، واستمرت وزارته الأخيرة أقل من شهرين ونصف، حيث أجبر على الاستقالة لمعارضته الإصلاح الزراعى، ومات منعزلا 1960 بالقاهرة
محمد نجيب سبتمبر 1952
اللواء محمد نجيب "العسكرى" رئيسا للوزراء بجانب توليه وزارتى الحربية والبحرية مع احتفاظه بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وعقب إعلان مجلس قيادة الثورة لتحول مصر إلى جمهورية، استمر "نجيب" رئيسا للوزراء، ورئيسا للجمهورية فى الوقت ذاته، وفى 25 فبراير 1954 أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بتعيين الزعيم عبد الناصر رئيسا للوزراء، ولكن عاد نجيب كرئيس للوزراء مرة أخرى فى 8 مارس من العام ذاته، وبعدها بأقل من شهر فى 17 أبريل عاد عبد الناصر رئيسا للوزراء، وانتهت مسيرة نجيب كرئيس للجمهورية بإعفائه من منصبه ثم اعتقاله، ليكون أول رئيس وزراء يتم اعتقاله فى تاريخ مصر بعد الثورة، وتوفى 28 سبتمبر 1984 بمستشفى المعادى العسكرى.
على صبرى من رئاسة الوزارة إلى السجن فى عهد السادات
صدر إعلان دستورى بنظام الحكم الجديد، بتشكيل مجلس رئاسة، ومجلس تنفيذى "مجلس الوزراء" تولى رئاسته على صبرى أحد مؤسسى المخابرات العامة، وتم التجديد للوزارة فى 25 مارس 1964 مع إعلان الدستور الجديد، وتوفى 3 أغسطس 1991 عن 73 عاما، وكانت وزارته كما قال سامى شرف أول وزارة استطاعت أن تحقق تنمية اقتصادية كبيرة، ولكن بعد وفاة عبد الناصر كان يعتبره الرئيس الراحل أنور السادات أحد أخطر الرجال، فقرر سجنه لمدة 10 سنوات كاملة، قبل أن يتم الإفراج عنه ليعيش فى عزلة.
زكريا محيى الدين " أكتوبر 1965 حتى سبتمبر 1966"
هو قادم أيضا من المخابرات العامة، وأحد مؤسسيها، وهو أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية فى مصر، فقد قاد عملية محاصرة القصور الملكية فى الإسكندرية لعزل الملك فاروق الأول بها، ورشحه الرئيس جمال عبد الناصر لرئاسة الجمهورية بعد تنحيه عن الرئاسة 1976، فى أعقاب النكسة، وفقا للمادة 110 من الدستور إلا أن رفض المنصب فى بيان ألقاه 10 يونيو، وفى العام التالى 1968 اعتزل السياسة ومنذ 41 عاما، والتزم الصمت نهائيا ويعتبره الجميع أحد أبرز المخلصين للثورة، وتوفى مؤخرا فى 15 مايو 2012، وشيع جثمانه فى جنازة عسكرية تقدمها المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس العسكرى.
محمد صدقى سليمان من سبتمبر 1966حتى يونيو 1967"
استمر لـ10 شهور فقط، وكان وزير السد العالى الذى أشرف على كل مراحل بنائه، وأحد أبرز رجال الصناعة البارزين وشارك فى دراسات إنشاء مصانع الحديد والصلب والمصانع الحربية، وترأس الجهاز المركزى للمحاسبات 1971حتى 1978، وتوفى 28 مارس 1996، وكان ضابطا بسلاح المهندسين.
السادات رئيسا للجمهورية
محمود فوزى "21 أكتوبر 1970 حتى 17 يناير 1972"
يوصف بأنه أحد أبرز رجال الدبلوماسية المصرية فى العصر الحديث، وحصل على الدكتوراه من جامعة روما 1924، وهو أول وزير للخارجية فى أول حكومة ثورية عند قيام ثورة 23 يوليو 1952، لمدة 16 عاما، وأرسى الدعائم الرئيسية للسياسة المصرية، وتم اختياره عقب خروجه من رئاسة الوزراء 1972، نائبا لرئيس الجمهورية، ولكنه تقدم باستقالته من المنصب فى أغسطس 1974، معتزلا العمل السياسى بعد ممارسته لنحو نصف قرن كامل، وتوفى فى شهر يونيو 1981.
عزيز صدقى " يناير 1972 حتى مارس 1973
عين أول وزير للصناعة عند إنشائها لأول مرة فى يوليه 1956، قام بتركيب أول سيارة مصنوعة فى مصر عام ١٩٥٩، وافتتح فى العام نفسه مصنع الحديد والصلب فى حلوان، وأنشئت عدة صناعات أخرى مثل الثلاجات الكهربائية وأجهزة البوتاجاز، ومصنع الورق، وأنشئت المصانع الحربية لمد الجيش بالسلاح والذخيرة.
يعد "صدقى" مؤسس الصناعة الحديثة فى مصر بعد ثورة يوليو عام ١٩٥٢، فقد خطط لها ووضع برامجها، وأشرف على تنفيذها، وأقام المئات من المصانع الجديدة والتوسعات فى مختلف المجالات الصناعية، وتوفى يوم الجمعة 25 يناير 2008 عن عمر يناهز 88 عاما إثر دخوله فى غيبوبة أثناء علاجه فى مستشفى جورج بومبيدو بباريس، وعاد فى آخر حياته بعد 25 عاما من البقاء فى الظل ثائرا وحزينا على الحال الذى بلغته مصر، وقاد جبهة المعارضة، وشارك فى حركة كفاية وطالب بإلغاء حالة الطوارئ.
السادات رئيسا للوزراء "27 مارس 1973
استفاد من المخزون السلعى الذى وفره "صدقى" فترة الإعداد للحرب، وحققت مصر نصر أكتوبر المجيد، وانتهت حياة السادات كرئيس جمهورية ورئيس وزراء فى الوقت ذاته، باغتياله فى ذكرى نصر أكتوبر 1981 من قبل خالد الإسلامبولى وآخرين، وتنقسم فترة توليه "الوزراء" لثلاث فترات منها فترتين ما بين ٢٧ مارس ١٩٧٣ إلى ٢٠ سبتمبر ١٩٧٤ومن ١٤ مايو ١٩٨٠ حتى رحيله تخللها رئيسا وزراء
عبد العزيز حجازى "سبتمبر 1974 حتى أبريل 1975"
نحو 6 أشهر ونصف فقط قضاها ابن كفر عوض الله حجازى بمحافظة الشرقية، فى منصبه، وخطط لسياسة الانفتاح الاقتصادى، فأصدر عدة قوانين لإزالة القيود على استثمار رأس المال الأجنبى فى مصر، وأنشئت المناطق الحرة لتشجيع مشاريع الاستثمارات الصناعية، وقد نجح برنامج الانفتاح فى جذب الاستثمارات الأجنبية فى مجال البنوك، ولكن استثمارات الصناعة كانت أقل من الأمل المعقود عليها، وترأس مؤخرا بعد الثورة "الحوار الوطنى"
ممدوح سالم " أبريل 1975 حتى أكتوبر 1979"
رئيس وزراء برتبة جنرال متخصص فى قمع المظاهرات، وفى عهده اندلعت ثورة الجياع فى "17 و18 يناير 1977" التى بدأت احتجاجا على رفع أسعار بعض السلع الرئيسية ومن بينها رغيف الخبز، وأطلق عليها السادات "ثورة الحرامية"، وردد المتظاهرون شعار "همه بياكلوا حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ" والتى ضمنها الشاعر أحمد فؤاد نجم قصيدة له غناها ولحنها الراحل الشيخ إمام، والعجيب أن الأطفال والشباب كانوا يعيدون القنابل المسيلة للدموع على قوات الأمن مثلما كان يحدث فى ثورة 25 يناير 2011، وأسفرت عن استشهاد 79، وإصابة ما بين 1250 و2000.
وقاد وقتها باعتباره أيضا وزير الداخلية ورئيس الحزب الوطنى، أكبر عملية فى تاريخ مصر - منذ ثورة ١٩١٩ - لقمع المظاهرات وهو نفس السلوك التى اتبعته حكومة مبارك "وحبيب العادلى" مع ثورة 25 يناير، ومن أهم أعماله "ألغى تأشيرة الخروج للمصريين، وأنشأ إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة بمصلحة الأمن العام (١٩٧٢)، وأنشأ قطاعاً للأمن السياسى بوزارة الداخلية"، وتوفى 25 فبراير 1988 فى لندن.
مصطفى خليل "أكتوبر 1978 حتى مايو 1980"
رافق الرئيس السادات فى رحلته الشهيرة إلى القدس فى نوفمبر عام 1977 وكلف بعد ذلك برئاسة الوزراء وشكل الحكومة المصرية فى الفترة من أكتوبر عام 1978 وحتى مايو عام 1980 وشغل منصب نائب رئيس الحزب الوطنى فى مصر فى ذلك الوقت، وسبق ذلك اختياره أمينا للاتحاد الاشتراكى، وتوفى 7 يونيه 2008، بعد صراع طويل مع المرض، وتقول الروايات إن "خليل" رفض منصب نائب رئيس الجمهورية مرتين وأوصى خيرا بمبارك النائب الذى كان السادات ينوى عزله من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، وأنه قرر إبلاغه بالقرار بعد حادث المنصة.
وتقدم جنازته العسكرية فى 2008 الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، بالإضافة للمشير حسين طنطاوى وقيادات المجلس العسكرى الحالى، وجمال مبارك، والدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، والوزراء.
عهد مبارك
عين نائبا لرئيس الجمهورية وتم تفويضه باعتباره نائبا للرئيس بمباشرة اختصاصات القوانين واللوائح للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما عين رئيسا لمجلس الوزراء، واستمر رئيسا للوزراء بعد اختياره رئيسا للجمهورية، حتى 3 يناير 1982، وضمت وزارته المهندس حسب الله الكفراوى وزيرا للتعمير والإسكان.
أحمد فؤاد محيى الدين " يناير 1982 حتى يونيو 1984"
بعد أن اطمئن مبارك لتثبيت قدمه فى الحكم، رد الجميل للدكتور أحمد فؤاد محيى الدين الذى تزعم حملة تنصيبه رئيسا للجمهورية وشكل وزارته الأولى والتى ترأسها أحمد فؤاد محيى الدين وتوفى بأزمة قلبية مفاجئة فى مكتبه 5 يونيه 1984، واللافت أن هذه الحكومة ضمت الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الحالى، بالإضافة للشيخ جاد الحق على جاد الحق وزيرا للأوقاف، ويوسف والى وزيرا للزراعة، ولذا لم يكن غريبا أن يعتبره مبارك واحدا من أفضل ثلاثة عملوا معه طوال حياته، لأن حيلته ربما تكون سببا رئيسا من أسباب إبعاد المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة من تولى حكم مصر.
كمال حسن يوليو 1984 حتى سبتمبر 1985
تولى رئاسة المخابرات العامة، ومنصب وزير الخارجية، وتولى الوزارة بحكم الأقدمية، ولكن حسب رواية الكاتب الكبير صلاح منتصر، سرعان ما بدأ يشكو من كمال على ويتطلع إلى إبعاده فى الوقت الذى كان كمال على نفسه قد زاد عليه مرض الروماتويد الذى كان يشكو منه ويتحمل آلاما شديدة بسببه، وبحسب السيناريو الذى خططه حسنى مبارك مع الدكتور مصطفى الفقى سكرتير الرئيس لشئون المعلومات لإنهاء وزارة كمال على تم إبلاغ الفريق كمال على بموعد للقاء الرئيس فى الوقت الذى أعد الدكتور مصطفى الفقى خطاب استقالة الوزارة، وحسب الاتفاق فإنه بعد وصول كمال على وخلال لقائه مع مبارك يدق مبارك الجرس للفقى فيدخل عليهما بخطاب الاستقالة، وبالفعل دق الجرس ودخل الفقى حاملا الاستقالة التى سبق واعدها ليوقعها الفريق كمال عليها، وتمت مكافأته بمنصب آخر.
على لطفى "سبتمبر 1985 حتى نوفمبر 1986"
تقول الروايات إن تفكير مبارك كان متجها إلى اختيار كمال الجنزورى رئيسا للوزراء، ولكن المشير أبو غزالة اعترض بشدة، ليتم استدعاء الدكتور على لطفى، حسب قاعدة مبارك "الأقدمية" من الولايات المتحدة على عجل، بتأييد من الدكتور مصطفى خليل لرأى "أبو غزالة"، وشهدت وزارة "لطفى" التى استمرت 13 شهرا فقط مقتل الشهيد المصرى سليمان خاطر 5 أكتوبر 1985، كما شهدت أيضا أزمة بين مصر وأمريكا، وإصابة إسرائيليين فى معرض الكتاب فى يناير 1986، ثم أحداث الأمن المركزى الشهيرة 25 فبراير 1986 لتتم إقالته بعدها بأشهر، ويتولى منصب رئيس مجلس الشورى، ومازال حيا يرزق.
عاطف صدقى "نوفمبر 1986 حتى يناير 1996"
قضى نحو 10 سنوات كاملة رئيسا للحكومة، تم اختياره بناء على وجهات النظر التى رأت الحاجة لنموذج الحكومة التى تنفذ ولا تناقش، وخرج من الوزارة، وهو الأكثر قربا من مبارك، وشهدت فترته بدء إطلاق يد الاقتصاد الخاص وتصاعد العنف والاغتيالات من قبل التيارات المتطرفة التى اغتالت الدكتور رفعت محجوب رئيس مجلس الشعب، والدكتور فرج فودة، بالإضافة لمحاولة اغتياله واغتيال نجيب محفوظ وآخرين، وبعد خروجه من الوزارة تولى منصب عين المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة، وتوفى فى 26 فبراير 2005 بعد صراع طويل مع المرض بعد صراع مع المرض بمستشفى عين شمس التخصصى بسبب مضاعفات مرض السكر.
وزارة كمال الجنزورى الأولى "يناير 1996 حتى أكتوبر 1999"
أشرف على عملية خصخصة واسعة بإشراف مؤسسات مالية دولية بينها صندوق النقد الدولى وانطلق بمشروعاته إلى سيناء وتوشكى، واستقبل أول عامه الثانى بمذبحة الأقصر الشهيرة فى 17 فبراير 1997 التى أودت بحياة 58 سائحا أجنبيا، وإصابة العشرات، لتتم إقالته سريعا، ليعود من جديد رئيسا لوزراء مصر بعد ثورة 25 يناير؟
عاطف عبيد "أكتوبر 1999 حتى يناير 2005"
هو واحد من أسوأ الوزراء فى تاريخ مصر، والمحبوس حاليا على ذمة عدد من القضايا من بينها "رشوة مرسيدس، وجزيرة البياضية"، شهدت سنوات وزارته آلاف قضايا الفساد، وحجم الكسب غير المشروع إلى مليار جنيه، وبدأ ببيع مصانع وأراض الدولة، وخصخصة الدولة، والمحبوس حاليا على ذمة عدد من القضايا.
أحمد نظيف "يناير 2005 حتى يناير 2011"
آخر وزارة حقبة مبارك قبل ثورة 25 يناير، ويمكن القول إن سياسات حكوماته بجانب سابقه "عبيد"، والحزب الوطنى، سبب رئيسى فى تدهور الأوضاع بالبلاد، واندلاع الثورة، والإطاحة بمبارك، وصدر ضده حكم بالحبس فى يوليو الماضى لمدة عام كامل مع إيقاف التنفيذ، ومازال محبوسا على ذمة قضايا أخرى.
أحمد شفيق 29 يناير حتى 3 مارس 2011
تولى الفريق أحمد شفيق رئاسة وزارة مصر، عقب اندلاع الثورة فى الفترة منذ 29 يناير 2011 حتى 3 مارس 2011، وشهدت فترته موقعة الجمل الشهيرة، التى أدت لتحول هام فى مسيرة الثورة، ترشح لرئاسة الجمهورية، وفاجأ الجميع بدخوله جوله الإعادة، قبل أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات خسارته بفارق يزيد على 800 ألف صوت، وتتجاوز البلاغات المقدمة ضده إلى النائب العام 30 بلاغا، وغادر مصر مؤخرا إلى أبو ظبى.
عصام شرف 3 مارس حتى 22 نوفمبر 2011
تولى رئاسة الوزراء خلفا لشفيق، الذى أبعدته هتافات ثوار ميدان التحرير، وجاء عصام شرف محمولا على الأعناق، إلا أنه فشل على مدى 11 شهرا فى تجاوز المرحلة الصعبة التى جاء فيها، واعتبر الثوار والمراقبون أداءه سيئا وبطيئا، شهدت فترته فراغا أمنيا كبيرا، وعدم رضا المواطنين عنه، مما دفعهم إلى التظاهر ضده من جديد عقب أحداث شارع محمد محمود، ليقدم استقالته فى 22 نوفمبر 2011، ثم تلاه الدكتور كمال الجنزورى.
◄ نجيب ومبارك توليا رئاسة الوزارة بجانب "الجمهورية" وتشابهت نهايتهما فى السجن.. الأول بلا ذنب.. والثانى لقتل المتظاهرين
◄السادات اعتقل "على صبرى" رئيس الوزراء فى عهد عبد الناصر.. وإرادة الشعب أدت لحبس "نظيف" و"عبيد"
تنتظر مصر رئيس مجلس وزرائها، رقم 23 منذ تحولها من الملكية إلى الجمهورية فى 23 يوليو 1952، حيث تعاقب عليها 20 رئيسا للوزراء، بين ثورة العسكر 23 يوليو 1952، وثورة الشباب فى 25 يناير 2011، و3 عقب 25 يناير فى الفترة الانتقالية، بينما يجرى الآن الرئيس محمد مرسى مشاوراته لاختيار حكومته الجديدة التى ستكون واحدة من أصعب الفترات والتحديات فى تاريخ مصر، وذلك لطبيعة المرحلة التى تصاحبها.
ويستمر الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الذى تولى الوزارة 25 نوفمبر 2011، بتكليف من المجلس العسكرى مثل سابقيه، لحين استقرار الرئاسة على من سيخلفه.
وشهدت الفترة التى قضاها الجنزورى حالة كبيرة من الجدل، بدءا من تسجيل متظاهرى ميدان التحرير اعتراضهم على تكليف المجلس العسكرى له عقب أحداث "محمود محمود"، خلفا للدكتور عصام شرف، مرورا بأحداث مجلس الوزراء، وكارثة إستاد بورسعيد التى راح ضحيتها 73 شابا، وحاول مجلس الشعب فى الفترة الأخيرة إقالته، إلا أن المجلس العسكرى رفض كل الضغوط، واضطر البرلمان وقتها على الموافقة على خروج 4 وزراء فقط من تشكيل الحكومة حفظا لماء الوجه.
ويعتبر الجنزورى هو الوحيد فى تاريخ الجمهورية الأولى الذى تولى رئاسة الوزراء مرتين متتالتين، إذ إن فترة رئاسته الأولى، جاءت فى فترة حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى الفترة من 4 يناير 1996 حتى 5 أكتوبر 1999، وأشرف وقتها على عملية خصخصة واسعة بإشراف مؤسسات مالية دولية بينها صندوق النقد الدولى وانطلق بمشروعاته إلى سيناء وتوشكى، وشهد عامه الثانى مذبحة الأقصر الشهيرة فى 17 فبراير 1997 التى أودت بحياة 58 سائحا أجنبيا، وإصابة العشرات، وتمت إقالته فى عامه الثالث وقيل إن سبب إقالته هى شعبيته التى بدأت فى التزايد، وعاش منذ ذلك العام حتى ثورة 25 يناير فى عزلة، ولم يحدد موقفه من الثورة إلا بعد نجاحها، حيث خرج علينا وأكد أنه كان فى عزلة إجبارية، ليعود من جديد رئيسا لوزراء مصر بعد ثورة 25 يناير.
وتولى رئاسة الوزارة فى عهد الرئيس السابق مبارك طوال 30 عاما 8 وزراء من بينهم الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الحالى، فى حين شهدت فترة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات "1970 حتى 1981" 5 وزارات، وشهدت فترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر التى امتدت منذ 1954 حتى 1970، 3 وزارات فقط، بينما تولى "عبد الناصر رئاسة الوزارة فى عهد الرئيس محمد نجيب، وكانت البداية بعلى ماهر باشا الذى قضى نحو شهرين و10 أيام فقط رئيسا للوزارة بعد ثورة 23 يوليو مباشرة، كأقصر مدة لرئيس وزراء، بينما المدة الأطول لصالح عاطف صدقى فى عهد مبارك، فى حين ينفرد أحمد فؤاد محى الدين بالوفاة داخل مكتبه بأزمة قلبية.
ويتشابه "عبد الناصر" و"السادات" فى أنهما بدءا من فترة حكمهما بتولى رئاسة الوزراء، واختتماها أيضا وهما يجمعان بين المنصبين.
نهايات رؤساء وزراء مصر تختلف حسب المعطيات، فقد اعتقل "عبد الناصر" محمد نجيب، واعتقل "السادات" "على صبرى" رئيس الوزراء أيام "عبد الناصر" ويسجنه، سيتكرر الأمر من جديد بعدها بأكثر من 40 عاما، ولكن الحبس هذه المرة لـ"أحمد نظيف" و"عاطف عبيد" لم يأت على يد الرئيس أو لخلافات سياسية، وإنما جاء بأيدى وإرادة الشعب، بتهم الفساد وإهدار المال العام، ليدخل الشعب لأول مرة فى تاريخه طرفا فى المعادلة.
طريقة الاختيار أيام "عبد الناصر والسادات" كانت تعتمد غالبا على شخصيات من مجلس قيادة الثورة.. أما فى عهد مبارك فكان الاختيار يعتمد على الأقدمية والطاعة ورضا الحاشية المحيطة.
اعتزال رؤساء وزراء مصر السياسة، اختيارا تكرر مرتين الأولى لزكريا محيى الدين عقب نكسة 1967، والثانية لمحمود فوزى عقب انتصار أكتوبر 1973، بينما "العزلة" إجبارا تكررت أيضا مرتين الأولى للواء محمد نجيب، والثانية لـ"الجنزورى" عقب إقالته 1996، أما رئيس الوزراء الوحيد الذى تحول لمعارض فى آخر حياته هو عزيز صدقى الراحل عن دنيانا 2008.
وخلال ثورة الشباب وبعدها عين 3 رؤساء لمجلس الوزراء فى أقل من عام، أولهما الفريق أحمد شفيق الذى عينه "مبارك"، واستمر بعد "التنحى" إلا أن إرادة ثوار التحرير أبعدته بعدها بأسابيع، وجاء إلى الكرسى الدكتور عصام شرف محمولا على أعناق الثوار، الذين أيضا تسببوا فى إسقاطه ليعود إلى بيته من جديد، ثالثهم "الجنزورى" الذى عزله مبارك، وأعاده المجلس العسكرى.
على ماهر 24 يوليو 1952
فى 24 يوليو 1952 أصدر الملك فاروق أمرا ملكيا بتشكيل الوزارة الرابعة لعلى ماهر باشا رئيسا للوزراء، بالإضافة لتعيينه وزيرا للخارجية والداخلية والحربية والبحرية، تولى رئاسة الحكومة لأول مرة 1934، واعتقله مصطفى باشا النحاس الزعيم الوفدى فى الحرب العالمية الثانية، واستقال مرة من منصبه للتدخلات البريطانية ، واستمرت وزارته الأخيرة أقل من شهرين ونصف، حيث أجبر على الاستقالة لمعارضته الإصلاح الزراعى، ومات منعزلا 1960 بالقاهرة
محمد نجيب سبتمبر 1952
اللواء محمد نجيب "العسكرى" رئيسا للوزراء بجانب توليه وزارتى الحربية والبحرية مع احتفاظه بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وعقب إعلان مجلس قيادة الثورة لتحول مصر إلى جمهورية، استمر "نجيب" رئيسا للوزراء، ورئيسا للجمهورية فى الوقت ذاته، وفى 25 فبراير 1954 أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بتعيين الزعيم عبد الناصر رئيسا للوزراء، ولكن عاد نجيب كرئيس للوزراء مرة أخرى فى 8 مارس من العام ذاته، وبعدها بأقل من شهر فى 17 أبريل عاد عبد الناصر رئيسا للوزراء، وانتهت مسيرة نجيب كرئيس للجمهورية بإعفائه من منصبه ثم اعتقاله، ليكون أول رئيس وزراء يتم اعتقاله فى تاريخ مصر بعد الثورة، وتوفى 28 سبتمبر 1984 بمستشفى المعادى العسكرى.
على صبرى من رئاسة الوزارة إلى السجن فى عهد السادات
صدر إعلان دستورى بنظام الحكم الجديد، بتشكيل مجلس رئاسة، ومجلس تنفيذى "مجلس الوزراء" تولى رئاسته على صبرى أحد مؤسسى المخابرات العامة، وتم التجديد للوزارة فى 25 مارس 1964 مع إعلان الدستور الجديد، وتوفى 3 أغسطس 1991 عن 73 عاما، وكانت وزارته كما قال سامى شرف أول وزارة استطاعت أن تحقق تنمية اقتصادية كبيرة، ولكن بعد وفاة عبد الناصر كان يعتبره الرئيس الراحل أنور السادات أحد أخطر الرجال، فقرر سجنه لمدة 10 سنوات كاملة، قبل أن يتم الإفراج عنه ليعيش فى عزلة.
زكريا محيى الدين " أكتوبر 1965 حتى سبتمبر 1966"
هو قادم أيضا من المخابرات العامة، وأحد مؤسسيها، وهو أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية فى مصر، فقد قاد عملية محاصرة القصور الملكية فى الإسكندرية لعزل الملك فاروق الأول بها، ورشحه الرئيس جمال عبد الناصر لرئاسة الجمهورية بعد تنحيه عن الرئاسة 1976، فى أعقاب النكسة، وفقا للمادة 110 من الدستور إلا أن رفض المنصب فى بيان ألقاه 10 يونيو، وفى العام التالى 1968 اعتزل السياسة ومنذ 41 عاما، والتزم الصمت نهائيا ويعتبره الجميع أحد أبرز المخلصين للثورة، وتوفى مؤخرا فى 15 مايو 2012، وشيع جثمانه فى جنازة عسكرية تقدمها المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس العسكرى.
محمد صدقى سليمان من سبتمبر 1966حتى يونيو 1967"
استمر لـ10 شهور فقط، وكان وزير السد العالى الذى أشرف على كل مراحل بنائه، وأحد أبرز رجال الصناعة البارزين وشارك فى دراسات إنشاء مصانع الحديد والصلب والمصانع الحربية، وترأس الجهاز المركزى للمحاسبات 1971حتى 1978، وتوفى 28 مارس 1996، وكان ضابطا بسلاح المهندسين.
السادات رئيسا للجمهورية
محمود فوزى "21 أكتوبر 1970 حتى 17 يناير 1972"
يوصف بأنه أحد أبرز رجال الدبلوماسية المصرية فى العصر الحديث، وحصل على الدكتوراه من جامعة روما 1924، وهو أول وزير للخارجية فى أول حكومة ثورية عند قيام ثورة 23 يوليو 1952، لمدة 16 عاما، وأرسى الدعائم الرئيسية للسياسة المصرية، وتم اختياره عقب خروجه من رئاسة الوزراء 1972، نائبا لرئيس الجمهورية، ولكنه تقدم باستقالته من المنصب فى أغسطس 1974، معتزلا العمل السياسى بعد ممارسته لنحو نصف قرن كامل، وتوفى فى شهر يونيو 1981.
عزيز صدقى " يناير 1972 حتى مارس 1973
عين أول وزير للصناعة عند إنشائها لأول مرة فى يوليه 1956، قام بتركيب أول سيارة مصنوعة فى مصر عام ١٩٥٩، وافتتح فى العام نفسه مصنع الحديد والصلب فى حلوان، وأنشئت عدة صناعات أخرى مثل الثلاجات الكهربائية وأجهزة البوتاجاز، ومصنع الورق، وأنشئت المصانع الحربية لمد الجيش بالسلاح والذخيرة.
يعد "صدقى" مؤسس الصناعة الحديثة فى مصر بعد ثورة يوليو عام ١٩٥٢، فقد خطط لها ووضع برامجها، وأشرف على تنفيذها، وأقام المئات من المصانع الجديدة والتوسعات فى مختلف المجالات الصناعية، وتوفى يوم الجمعة 25 يناير 2008 عن عمر يناهز 88 عاما إثر دخوله فى غيبوبة أثناء علاجه فى مستشفى جورج بومبيدو بباريس، وعاد فى آخر حياته بعد 25 عاما من البقاء فى الظل ثائرا وحزينا على الحال الذى بلغته مصر، وقاد جبهة المعارضة، وشارك فى حركة كفاية وطالب بإلغاء حالة الطوارئ.
السادات رئيسا للوزراء "27 مارس 1973
استفاد من المخزون السلعى الذى وفره "صدقى" فترة الإعداد للحرب، وحققت مصر نصر أكتوبر المجيد، وانتهت حياة السادات كرئيس جمهورية ورئيس وزراء فى الوقت ذاته، باغتياله فى ذكرى نصر أكتوبر 1981 من قبل خالد الإسلامبولى وآخرين، وتنقسم فترة توليه "الوزراء" لثلاث فترات منها فترتين ما بين ٢٧ مارس ١٩٧٣ إلى ٢٠ سبتمبر ١٩٧٤ومن ١٤ مايو ١٩٨٠ حتى رحيله تخللها رئيسا وزراء
عبد العزيز حجازى "سبتمبر 1974 حتى أبريل 1975"
نحو 6 أشهر ونصف فقط قضاها ابن كفر عوض الله حجازى بمحافظة الشرقية، فى منصبه، وخطط لسياسة الانفتاح الاقتصادى، فأصدر عدة قوانين لإزالة القيود على استثمار رأس المال الأجنبى فى مصر، وأنشئت المناطق الحرة لتشجيع مشاريع الاستثمارات الصناعية، وقد نجح برنامج الانفتاح فى جذب الاستثمارات الأجنبية فى مجال البنوك، ولكن استثمارات الصناعة كانت أقل من الأمل المعقود عليها، وترأس مؤخرا بعد الثورة "الحوار الوطنى"
ممدوح سالم " أبريل 1975 حتى أكتوبر 1979"
رئيس وزراء برتبة جنرال متخصص فى قمع المظاهرات، وفى عهده اندلعت ثورة الجياع فى "17 و18 يناير 1977" التى بدأت احتجاجا على رفع أسعار بعض السلع الرئيسية ومن بينها رغيف الخبز، وأطلق عليها السادات "ثورة الحرامية"، وردد المتظاهرون شعار "همه بياكلوا حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ" والتى ضمنها الشاعر أحمد فؤاد نجم قصيدة له غناها ولحنها الراحل الشيخ إمام، والعجيب أن الأطفال والشباب كانوا يعيدون القنابل المسيلة للدموع على قوات الأمن مثلما كان يحدث فى ثورة 25 يناير 2011، وأسفرت عن استشهاد 79، وإصابة ما بين 1250 و2000.
وقاد وقتها باعتباره أيضا وزير الداخلية ورئيس الحزب الوطنى، أكبر عملية فى تاريخ مصر - منذ ثورة ١٩١٩ - لقمع المظاهرات وهو نفس السلوك التى اتبعته حكومة مبارك "وحبيب العادلى" مع ثورة 25 يناير، ومن أهم أعماله "ألغى تأشيرة الخروج للمصريين، وأنشأ إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة بمصلحة الأمن العام (١٩٧٢)، وأنشأ قطاعاً للأمن السياسى بوزارة الداخلية"، وتوفى 25 فبراير 1988 فى لندن.
مصطفى خليل "أكتوبر 1978 حتى مايو 1980"
رافق الرئيس السادات فى رحلته الشهيرة إلى القدس فى نوفمبر عام 1977 وكلف بعد ذلك برئاسة الوزراء وشكل الحكومة المصرية فى الفترة من أكتوبر عام 1978 وحتى مايو عام 1980 وشغل منصب نائب رئيس الحزب الوطنى فى مصر فى ذلك الوقت، وسبق ذلك اختياره أمينا للاتحاد الاشتراكى، وتوفى 7 يونيه 2008، بعد صراع طويل مع المرض، وتقول الروايات إن "خليل" رفض منصب نائب رئيس الجمهورية مرتين وأوصى خيرا بمبارك النائب الذى كان السادات ينوى عزله من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، وأنه قرر إبلاغه بالقرار بعد حادث المنصة.
وتقدم جنازته العسكرية فى 2008 الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، بالإضافة للمشير حسين طنطاوى وقيادات المجلس العسكرى الحالى، وجمال مبارك، والدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، والوزراء.
عهد مبارك
عين نائبا لرئيس الجمهورية وتم تفويضه باعتباره نائبا للرئيس بمباشرة اختصاصات القوانين واللوائح للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما عين رئيسا لمجلس الوزراء، واستمر رئيسا للوزراء بعد اختياره رئيسا للجمهورية، حتى 3 يناير 1982، وضمت وزارته المهندس حسب الله الكفراوى وزيرا للتعمير والإسكان.
أحمد فؤاد محيى الدين " يناير 1982 حتى يونيو 1984"
بعد أن اطمئن مبارك لتثبيت قدمه فى الحكم، رد الجميل للدكتور أحمد فؤاد محيى الدين الذى تزعم حملة تنصيبه رئيسا للجمهورية وشكل وزارته الأولى والتى ترأسها أحمد فؤاد محيى الدين وتوفى بأزمة قلبية مفاجئة فى مكتبه 5 يونيه 1984، واللافت أن هذه الحكومة ضمت الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الحالى، بالإضافة للشيخ جاد الحق على جاد الحق وزيرا للأوقاف، ويوسف والى وزيرا للزراعة، ولذا لم يكن غريبا أن يعتبره مبارك واحدا من أفضل ثلاثة عملوا معه طوال حياته، لأن حيلته ربما تكون سببا رئيسا من أسباب إبعاد المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة من تولى حكم مصر.
كمال حسن يوليو 1984 حتى سبتمبر 1985
تولى رئاسة المخابرات العامة، ومنصب وزير الخارجية، وتولى الوزارة بحكم الأقدمية، ولكن حسب رواية الكاتب الكبير صلاح منتصر، سرعان ما بدأ يشكو من كمال على ويتطلع إلى إبعاده فى الوقت الذى كان كمال على نفسه قد زاد عليه مرض الروماتويد الذى كان يشكو منه ويتحمل آلاما شديدة بسببه، وبحسب السيناريو الذى خططه حسنى مبارك مع الدكتور مصطفى الفقى سكرتير الرئيس لشئون المعلومات لإنهاء وزارة كمال على تم إبلاغ الفريق كمال على بموعد للقاء الرئيس فى الوقت الذى أعد الدكتور مصطفى الفقى خطاب استقالة الوزارة، وحسب الاتفاق فإنه بعد وصول كمال على وخلال لقائه مع مبارك يدق مبارك الجرس للفقى فيدخل عليهما بخطاب الاستقالة، وبالفعل دق الجرس ودخل الفقى حاملا الاستقالة التى سبق واعدها ليوقعها الفريق كمال عليها، وتمت مكافأته بمنصب آخر.
على لطفى "سبتمبر 1985 حتى نوفمبر 1986"
تقول الروايات إن تفكير مبارك كان متجها إلى اختيار كمال الجنزورى رئيسا للوزراء، ولكن المشير أبو غزالة اعترض بشدة، ليتم استدعاء الدكتور على لطفى، حسب قاعدة مبارك "الأقدمية" من الولايات المتحدة على عجل، بتأييد من الدكتور مصطفى خليل لرأى "أبو غزالة"، وشهدت وزارة "لطفى" التى استمرت 13 شهرا فقط مقتل الشهيد المصرى سليمان خاطر 5 أكتوبر 1985، كما شهدت أيضا أزمة بين مصر وأمريكا، وإصابة إسرائيليين فى معرض الكتاب فى يناير 1986، ثم أحداث الأمن المركزى الشهيرة 25 فبراير 1986 لتتم إقالته بعدها بأشهر، ويتولى منصب رئيس مجلس الشورى، ومازال حيا يرزق.
عاطف صدقى "نوفمبر 1986 حتى يناير 1996"
قضى نحو 10 سنوات كاملة رئيسا للحكومة، تم اختياره بناء على وجهات النظر التى رأت الحاجة لنموذج الحكومة التى تنفذ ولا تناقش، وخرج من الوزارة، وهو الأكثر قربا من مبارك، وشهدت فترته بدء إطلاق يد الاقتصاد الخاص وتصاعد العنف والاغتيالات من قبل التيارات المتطرفة التى اغتالت الدكتور رفعت محجوب رئيس مجلس الشعب، والدكتور فرج فودة، بالإضافة لمحاولة اغتياله واغتيال نجيب محفوظ وآخرين، وبعد خروجه من الوزارة تولى منصب عين المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة، وتوفى فى 26 فبراير 2005 بعد صراع طويل مع المرض بعد صراع مع المرض بمستشفى عين شمس التخصصى بسبب مضاعفات مرض السكر.
وزارة كمال الجنزورى الأولى "يناير 1996 حتى أكتوبر 1999"
أشرف على عملية خصخصة واسعة بإشراف مؤسسات مالية دولية بينها صندوق النقد الدولى وانطلق بمشروعاته إلى سيناء وتوشكى، واستقبل أول عامه الثانى بمذبحة الأقصر الشهيرة فى 17 فبراير 1997 التى أودت بحياة 58 سائحا أجنبيا، وإصابة العشرات، لتتم إقالته سريعا، ليعود من جديد رئيسا لوزراء مصر بعد ثورة 25 يناير؟
عاطف عبيد "أكتوبر 1999 حتى يناير 2005"
هو واحد من أسوأ الوزراء فى تاريخ مصر، والمحبوس حاليا على ذمة عدد من القضايا من بينها "رشوة مرسيدس، وجزيرة البياضية"، شهدت سنوات وزارته آلاف قضايا الفساد، وحجم الكسب غير المشروع إلى مليار جنيه، وبدأ ببيع مصانع وأراض الدولة، وخصخصة الدولة، والمحبوس حاليا على ذمة عدد من القضايا.
أحمد نظيف "يناير 2005 حتى يناير 2011"
آخر وزارة حقبة مبارك قبل ثورة 25 يناير، ويمكن القول إن سياسات حكوماته بجانب سابقه "عبيد"، والحزب الوطنى، سبب رئيسى فى تدهور الأوضاع بالبلاد، واندلاع الثورة، والإطاحة بمبارك، وصدر ضده حكم بالحبس فى يوليو الماضى لمدة عام كامل مع إيقاف التنفيذ، ومازال محبوسا على ذمة قضايا أخرى.
أحمد شفيق 29 يناير حتى 3 مارس 2011
تولى الفريق أحمد شفيق رئاسة وزارة مصر، عقب اندلاع الثورة فى الفترة منذ 29 يناير 2011 حتى 3 مارس 2011، وشهدت فترته موقعة الجمل الشهيرة، التى أدت لتحول هام فى مسيرة الثورة، ترشح لرئاسة الجمهورية، وفاجأ الجميع بدخوله جوله الإعادة، قبل أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات خسارته بفارق يزيد على 800 ألف صوت، وتتجاوز البلاغات المقدمة ضده إلى النائب العام 30 بلاغا، وغادر مصر مؤخرا إلى أبو ظبى.
عصام شرف 3 مارس حتى 22 نوفمبر 2011
تولى رئاسة الوزراء خلفا لشفيق، الذى أبعدته هتافات ثوار ميدان التحرير، وجاء عصام شرف محمولا على الأعناق، إلا أنه فشل على مدى 11 شهرا فى تجاوز المرحلة الصعبة التى جاء فيها، واعتبر الثوار والمراقبون أداءه سيئا وبطيئا، شهدت فترته فراغا أمنيا كبيرا، وعدم رضا المواطنين عنه، مما دفعهم إلى التظاهر ضده من جديد عقب أحداث شارع محمد محمود، ليقدم استقالته فى 22 نوفمبر 2011، ثم تلاه الدكتور كمال الجنزورى.