يلقى فى اليم على أن لا يبتل !!
علىك أن تجرى دون أن تحرك قدماك وعليك أن تتكلم بصوت عال دون أن تفتح شفتاك وأن ترى كل ما حولك دون أن تفتح عيناك !
هذا منطقى هذه الأيام رغم أنه كوميدى المقال ، هل من المنطقى أن نحاسب الشرطة على تقوقعها وعدم مواجهة المجرمين ثم نحذرهم بشدة بعدم إستخدام السلاح ؟حتى ولو ذلك دفاعا عن النفس ضد بلطجية الشوارع ؟
سمعنا أن سائقا لطم ضابط شرطةعلى وجهه أمام قسم الأزبكية ولم يجرؤ الضابط على مجرد لمسه لأن جماعات المجتمع الإنسانى سوف تقدمه للمحاكمة .وكم من الحوادث ارتكبها البلطجية ضد أقسام وضبط الشرطة وعندما تصدى لهم رجال الأمن طالبوا بمحاكمتهم.
هذا يحدث فقط بعد ثورة يناير 2011أما قبل ذلك فلم يتمكن أى إنسان من مجرد فتح فاه أمام عسكرى من الشرطة وإلا ...وكنا ساعتها نلتزم بالآداب العامة فى الشوارع وكم من قصص الحب نشأت على ضفاف النيل فى أمان تام.
ولكن ساعتها كان جهاز أمن الدولة يكمم الأفواه لكل من يطالب الحكومة بالحرية والكرامة .
وزج بآلاف الوطنيين فى السجون حتى بلغت الروح الحلقوم وقام الشعب بثورته التى أبهرت العالم واستطاعوا أن يغيروا ويسقطوا النظام بمظاهرات سلمية راح ضحيتها مئات الشباب .
وصحب هذه الثورة ثورة أخرى من البلطجية وراكبى الأمواج ويعيش الآن الشعب المصرى فى رعب وخوف وكم من الآثار سرقت والمنشئات حرقت وطالت الألسنة بالألفاظ النابية على أبطال العبور الذين حموا الثورة وحافظوا على رئيس وأذناب النظام السابق فى سجون المحاكمات دون هروب كتونس أو قتل كليبيا .
ومع ذلك ظهر عدد من أصحاب النظرة القصيرة والمتسرعين فى إمتلاك زمام الحكم من المدنيين خوفا من تكرار ما حدث من حكم الشرطة السابق رغم أن الجيش لم يحدث منه أى مخالفات على مدار التاريخ .
وبعد أن البلطجية لهم اليد العليا فى الشوارع طالب الشعب بضرورة السيطرة عليهم خاصة بعد أن امتدت أيادى الإنتقام من فلول النظام السابق بتميلهم وتحريضهم على الفتك بالثورة شريطة أن يتعامل الشرطى معهم بكل رحمة وطيبة حتى ولو سلط البلطجية نيرانهم على صدور رجال الشرطة وخرجت نغمات الإهمال والتراخى من بعض الشرطة خشية المحاكمات وكانوا يعلقون على ذلك الموقف بأنهم مطلوب من القادة الشرطيين ان يأمروا الضباط والجنود بأن يلقوا بأنفسهم فى اليم دون أن تبتل ملابسهم .
عجبى .هل نفتح الباب أم نغلقه سؤال سوف تجيب عليه الأيام القادمة .