ذهبـت أبنـة رجـل حكـيـم إلى أبيهـا تشـكــو له حـال الدنيـا
وصـعـاب الحيـاة
.. كلمـا خرجـت من محنـة أدركتـها أخرى .. فخـارت قواها ..
وصعـبت عليـهـا معيـشـتــهـا ..
فقـال الحكيـم لإبنـتـه :
اتبعيـنى إلى المطـبـخ..!!
هنـا أخرج الحكيم ثلاث
قدور ملأهـن بالمـاء ..
وقـال لهـا
ضعى فى إحداهـن جـزرة وفى الأخرى بيضه وفى الأخيره ملعقه من القهوة...
ثم ضعيهن على النــار ثم إنتظرى ...
مـرت لحظـات الإنتظـار طويـلة
دون أن تفـهــم البنت شيئـاً ..
الأن أفرغى كل إناء على حدة...
أخرجت البنت ثمرة الجزر وقد ضعفت ولانت ..
فقال الحكيم:
هكذا الناس إذا قابلتهم صعـاب الحـيـاة السـاخنة صهرت معـادنـهم ...
فلانـوا وتبدلوا وتغيرت مبادئهـم ..
وهذه هى المصيبـة..
أمـا الإناء الثانى
فأخرجـت البيضـة .. صلبة قويـة لا تكـســر .
تبسمت الفتـاة.. فقال الحكيـم :
وهكذا كـرام النـاس إذا قابلتهم الشـدائـد ..زادتـهم صلابـه وقوة ..
وتمسكـاً بمبادئهـم وثوابتـهم ...
وكانوا بالمحـن رجـالاً وصدقت فيهم حكمة المختـار
"إن الضـربـة التى لا تقسم ظهرى تقويه"
فمن النـاس من هو كالبيض إذا قسـت عليه الدنيـا زادتـه صلابه وقوة ..
فقالت أمـا الثالثه..ضحك الحكيم وقال :
هذه معجزة الحيـاة ..
لقد حولت القهوة المـاء نفسـه إلى قهوة
تشرب ويستفـاد منهـا..
وهؤلاء يا أبنتـى هم عظمـاء الحـيـاة ..
من إستـطـاع أن يقـلـب ضعـفـه قـوة ..
ومحنتـه إنتـصـاراً .
من إستفـاد من عجزه ..
ومن إستغـل ضعفه . فحولها قوة تضاف لقوته .
هنـا نظـر الحكـيم لإبنــتـه وقال لهـا :
إختـارى من تكونى يا إبنتـى ..
جزرة أم بيضه أم قهوة؟!