دخل عمر بن الخطاب يوما على أبى حذيفة ابن اليمان فسأله كيف
أصبحت يا أبا حذيفة قال أصبحت أحب الفتنة وأكره الحق وأصلى
من غير وضوء ولى فى الأرض ما ليس لله فى السماء فتعجب
عمر بن الخطاب من هذه الإجابة وذهب إلى على بن أبى طالب
وقص عليه هذا الحوار وقال له على أن أبا حذيفة صادق فيما
حدثك به قال وكيف ذلك يا على قال يقول لك أنه يحب الفتنة يعنى
يحب المال والمال فتنة أما قرأت قول الله تعالى إنما أموالكم
وأولادكم فتنة ويكره الحق أى الموت والموت حق ويصلى من غير
وضوء يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل الصلاة
على رسول الله تحتاج إلى وضوء وله فى الارض ما ليس لله فى
السماء له فى الارض زوجة وولد وليس لله زوجة ولا ولد .
*****
خرج عمر بن الخطاب يتحسس شئون الرعية ليلا فسمع ثلاثة
يعاقرون الخمر فتسور البيت عليهم أى دخل البيت من سقفه فقال
لهم فى حدة مالكم تجاهرون بعصيان الله فقام واحد منهم وقال يا
أمير المؤمنين إن كنا قد عصينا الله فى واحدة فأنت قد عصيت الله
فى ثلاث تجسست علينا والله تعالى يقول ولا تجسسوا ودخلت
البيت من خلفه والله تعالى يقول وأتوا البيوت من أبوابها ودخلت
البيت من غير استئذان والله تعالى يقول يا أيها الذين أمنوا لا
تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها
*****
تنازع على بن أبى طالب على سيف مع يهودى ، كل منهما يدعى
السيف له واختصم إلى أمير المؤمنين عمر وكان قاضى المسلمين
آنذاك فقال سيدنا عمر لسيدنا على قف إلى جوار خصمك يا أبا
الحسن فغضب سيدنا على غضباً شديداً حتى بان أثر الغضب فى
وجهه فقال له سيدنا عمر ما الذى أغضبك يا أبا الحسن قال
أغضبنى أنك ميزتنى على خصمى وكنيتنى بـــ أبى الحسن ، وأنا
وهو سواء ولا ميزة لأحدنا على الآخر حتى وإن اختلفنا فى الدين
فما كان من اليهودى إلا أن قال إلى هذا الحد يأمركم دينكم والله
إنكم لخير الناس خلقا وإن دينكم لهو الدين السمح الكريم وإنكم
لعلى الحق المبين وإنى لأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد
رسول الله أما السيف فهو لك يا على واعتنق اليهودى الاسلام
وصار من أعظم المسلمين شأنا
*****
عمرو بن العاص لما دخل مصر ذهب إلى يهودية وطلب منها
قطعة أرض فى حجم جلد البعير فوقفت اليهودية وكان عمرو بن
العاص معروف بدهائه ومكره فجاء بجلد البعير وقصه إلى أشرطة
دقيقة فأخذ مساحة كبيرة جدا من الارض فغضبت اليهودية غضبا
شديدا وقالت له سأشكوك إلى عمر بن الخطاب فأخذت عبدها
وذهبت إلى المدينة وسألت عن عمر بن الخطاب فرأته فى وسط
الطين يعمل فى بناء مسجد ولما شكت له حال عمرو بن العاص
فى مصر جاء بقطعة من الفخار وكتب عليها رسالة وقال لها
سلميها إلى عاملنا عمرو بن العاص فاستخفت به اليهودية
وبرسالته لأنها لم تستطع قراءتها ورمتها فى الأرض احتقارا
لشأنها فأخذ عبدها قطعة الفخار التى كتبت عليها الرسالة ووضعها
فى جيبه ولما وصلت المرأه إلى مصر سألها عمرو بن العاص
ماذا فعلت مع أمير المؤمنين قالت هو مثلك وكلكم من شكل واحد
أعطانى قطعة الفخار وقال سلمى هذه الرسالة إلى عمرو بن
العاص فأخذتها فلم اقرأ عليها شيئا فرميتها فى الأرض احتقارا
لشأنها قال العبد ولكنى أتيت بها معى قال عمرو بن العاص
فأرينها فأخذ عمرو الرسالة وقرأها وقبلها ووضعها فوق رأسه
وقال للعمال كفوا عن البناء قالت اليهودية فى عجب وما الذى
حملك على هذا قال أمرنى بذلك أمير المؤمنين ولابد ان التزم أمره
قالت اليهودية ولكنى لم اقرأ شيئا فى الرسالة قال عمرو لأنها
كتبت بنور الايمان فلا تقرأ إلا بنور الايمان فما كان من اليهودية
الا أن أعلنت إسلامها إزاء هذا الموقف وأعطاها عمرو الرسالة
لتقرأها فإذا مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب إلى عمر بن العاص عاملنا على مصر
أما بعد فنحن أحق بالعدل من كسرى يا عمرو فما كان من
اليهودية إلا أن قامت بإتمام بناء المسجد على نفقتها الخاصة