الانتخابات مجمع يخضع لكل المؤثرات الحسية التى تؤثر على الإنسان، فإن الأعلى صوتاً الذى يَعد الوعود ويضرب الأمثال يغلب الخطيب الذى يستخدم المنطق، ولا يلجأ للصوت المرتفع أو الحركات المؤثرة.
ولو دخل سقراط محفلاً انتخابياً لتركه الناس ولتجمعوا حول شكوكو.
الانتخابات أصبحت صناعة لها أصول، ولها مهارات، وتعتمد بالدرجة الأولى على الأموال، فمن لم يكن يملك بضعة ملايين فليتنح لأنه لا فرصة له فى النجاح.
الانتخابات تتطلب الاجتماعات والسرادقات، وتتطلب اليافطات والصور، وتتطلب المرور على المقاهى لإعطاء كل مقهى إكرامية، أو قد يتطلب الأمر عقد صفقات تصل إلى الألوف.
الانتخابات غرضها هو أن يكسب المرشح فهى دعوة ذاتية لا صلة لها بالموضوعية، المهم فيها هو أن ينجح المرشح بأى ثمن وبكل ثمن، ومثل هذا لا يكون لحساب القيم، أو الوطن.
بالاختصار.. إذا دخل الانتخابات مرشحان: مرشح صريح.. صادق.. لا يدعى.. وهو فى الوقت نفسه مقتصد فى الإنفاق لا يدفع باليمين والشمال، ومرشح كاذب.. منافق.. مُدع.. يُنفق على المقاهى والتكتلات ويشترى الأصوات، فمن المؤكد أن المرشح الثانى هو الذى ينجح فى الانتخابات، ففى قانون الانتخابات يطرح المرشح السيئ المرشح الجيد.
■ ■ ■
لقد كانت رغبة الشعب فى أن يحكم نفسه بنفسه ولنفسه، هى التى انتهت إلى الانتخابات، فقد ظهر أنه لا يمكن أن يحكم الشعب نفسه بنفسه،
على أن الأمم عندما أصبحت دولاً قومية يُعد أفرادها ملايين فإنها تعجز عن أن تحكم نفسها بنفسها، ولا يمكن أن يتولى الشعب حكم نفسه بنفسه إلا بطريق الانتخابات، وبهذا استبعد هدف البشرية فى أن تحكم نفسها بنفسها، وحلت محلها الإنابة، أى أن ينيب عدد من السكان شخصاً ينوب عنهم ويمثلهم فى الحكم، ومن هنا اكتسبت الانتخابات أهميتها باعتبارها الوسيلة لإبراز «نواب الشعب».
وتعالوا معنا لنرى النتيجة الأخيرة التى تمخضت عنها هذه المعارك التى نشبت فى كل «دائرة»، والاجتماعات التى تتوالى فيها الوعود، والأموال التى تنفق، وقيل إن من جوائزها رحلة العمرة والخراف وجائزة مالية وأجهزة يابانية
إذا كان عدد سكان مصر ٨٠ مليوناً فإذا استبعد منهم الأطفال ومعظم النساء ومعظم الشيوخ فيبقى الذين يحق لهم الانتخاب فى حدود ثلاثين مليوناً، وهؤلاء هم المفروض أن يسجلوا فى سجلات الانتخابات، ولكن الإهمال والتثاقل سواء من الأفراد أو من البيروقراطية يجعل هذا العدد فى حدود ٢٧ مليوناً، وتشير كل الدراسات إلى أن نسبة الذين يحضرون التصويت تتراوح ما بين ٣٠% و٦٠%، وهذا العدد سيقسم على عدد المرشحين لعضوية مجلس الشعب، بحيث لا ينال الحزب الذى سيتولى الحكم إلا نصف هذه الأعداد، ففى أى منطق يمكن أن يُقال إن هذه ديمقراطية، وإن الشعب يحكم نفسه عن طريق مندوبيه.
من الزاوية الإسلامية فلا جدال أن معظم ما يقومون به هو «رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ» يقول الله «فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ»، بينما محور الخطابات والكتابات هو تزكية فرد لنفسه باعتباره «ابن الدائرة».. «المحسن الكبير»، يقول الرسول «طالب الولاية لا يُولىَّ»، فى حين أن العملية الانتخابية هدفها الوصول إلى المنصب وحرمان الآخــر منه، ويقول الله تعالى «أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»، بينما تقول الانتخابات «إن أكرمكم عند الله أكثركم مالاً وأعلاكم صوتاً، وأكثركم فى الادعاء، وأكرمكم عند الدفع والرشا».
لا تقولوا «إنما نريد وجه الله.. وتطبيق الشريعة»، فإن ذلك له آداب أخرى ووسائل أخرى.
ولو دخل سقراط محفلاً انتخابياً لتركه الناس ولتجمعوا حول شكوكو.
الانتخابات أصبحت صناعة لها أصول، ولها مهارات، وتعتمد بالدرجة الأولى على الأموال، فمن لم يكن يملك بضعة ملايين فليتنح لأنه لا فرصة له فى النجاح.
الانتخابات تتطلب الاجتماعات والسرادقات، وتتطلب اليافطات والصور، وتتطلب المرور على المقاهى لإعطاء كل مقهى إكرامية، أو قد يتطلب الأمر عقد صفقات تصل إلى الألوف.
الانتخابات غرضها هو أن يكسب المرشح فهى دعوة ذاتية لا صلة لها بالموضوعية، المهم فيها هو أن ينجح المرشح بأى ثمن وبكل ثمن، ومثل هذا لا يكون لحساب القيم، أو الوطن.
بالاختصار.. إذا دخل الانتخابات مرشحان: مرشح صريح.. صادق.. لا يدعى.. وهو فى الوقت نفسه مقتصد فى الإنفاق لا يدفع باليمين والشمال، ومرشح كاذب.. منافق.. مُدع.. يُنفق على المقاهى والتكتلات ويشترى الأصوات، فمن المؤكد أن المرشح الثانى هو الذى ينجح فى الانتخابات، ففى قانون الانتخابات يطرح المرشح السيئ المرشح الجيد.
■ ■ ■
لقد كانت رغبة الشعب فى أن يحكم نفسه بنفسه ولنفسه، هى التى انتهت إلى الانتخابات، فقد ظهر أنه لا يمكن أن يحكم الشعب نفسه بنفسه،
على أن الأمم عندما أصبحت دولاً قومية يُعد أفرادها ملايين فإنها تعجز عن أن تحكم نفسها بنفسها، ولا يمكن أن يتولى الشعب حكم نفسه بنفسه إلا بطريق الانتخابات، وبهذا استبعد هدف البشرية فى أن تحكم نفسها بنفسها، وحلت محلها الإنابة، أى أن ينيب عدد من السكان شخصاً ينوب عنهم ويمثلهم فى الحكم، ومن هنا اكتسبت الانتخابات أهميتها باعتبارها الوسيلة لإبراز «نواب الشعب».
وتعالوا معنا لنرى النتيجة الأخيرة التى تمخضت عنها هذه المعارك التى نشبت فى كل «دائرة»، والاجتماعات التى تتوالى فيها الوعود، والأموال التى تنفق، وقيل إن من جوائزها رحلة العمرة والخراف وجائزة مالية وأجهزة يابانية
إذا كان عدد سكان مصر ٨٠ مليوناً فإذا استبعد منهم الأطفال ومعظم النساء ومعظم الشيوخ فيبقى الذين يحق لهم الانتخاب فى حدود ثلاثين مليوناً، وهؤلاء هم المفروض أن يسجلوا فى سجلات الانتخابات، ولكن الإهمال والتثاقل سواء من الأفراد أو من البيروقراطية يجعل هذا العدد فى حدود ٢٧ مليوناً، وتشير كل الدراسات إلى أن نسبة الذين يحضرون التصويت تتراوح ما بين ٣٠% و٦٠%، وهذا العدد سيقسم على عدد المرشحين لعضوية مجلس الشعب، بحيث لا ينال الحزب الذى سيتولى الحكم إلا نصف هذه الأعداد، ففى أى منطق يمكن أن يُقال إن هذه ديمقراطية، وإن الشعب يحكم نفسه عن طريق مندوبيه.
من الزاوية الإسلامية فلا جدال أن معظم ما يقومون به هو «رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ» يقول الله «فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ»، بينما محور الخطابات والكتابات هو تزكية فرد لنفسه باعتباره «ابن الدائرة».. «المحسن الكبير»، يقول الرسول «طالب الولاية لا يُولىَّ»، فى حين أن العملية الانتخابية هدفها الوصول إلى المنصب وحرمان الآخــر منه، ويقول الله تعالى «أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»، بينما تقول الانتخابات «إن أكرمكم عند الله أكثركم مالاً وأعلاكم صوتاً، وأكثركم فى الادعاء، وأكرمكم عند الدفع والرشا».
لا تقولوا «إنما نريد وجه الله.. وتطبيق الشريعة»، فإن ذلك له آداب أخرى ووسائل أخرى.