هكذا كتبت جريدة اليوم السابع عن قرية اجهور الكبرى
رغم استمرار تواجد المهندس ماجد جورج وزيرًا للدولة لشئون البيئة، فى 4
حكومات متتابعة، إلا أنه فشل فى القضاء على ظاهرة "مكامير" الفحم النباتى،
المصدر الأساسى للسحابة السوداء والتلوث البيئى والأمراض الصدرية
والسرطان، حيث تحولت محافظة القليوبية إلى بؤر خطيرة بسبب وجود 166 مكمورة
للفحم النباتى، وتستحوذ قرية أجهور الكبرى مركز طوخ على نصيب الأسد فى هذه"
المكامير" حيث تضم بين أرجائها عدد 100 "مكمورة" من إجمالى 124 بمركز طوخ.
من منطقة المؤسسة محطة كلية الزراعة وعلى بعد نصف ساعة أو أقل ستخبرك رائحة
الفحم أنك وصلت لأجهور الكبرى معقل مكامير الفحم، تقع القرية فى ملتقى
ثلاثة قرى تابعين لمركز طوخ قليوبية، عرفت قديما بأجهور الورد لشهرتها
بزراعة الورد البلدى التى تحولت الى رائحة الفحم بفعل وجود 100 مكمورة تنفث
التلوث والروائح فى السماء.
من بداية الطريق تستطيع أن ترى أطفالا وشبابا يقطعون الشجر بمنشار يدوى أو
كهربائى، وبمهارة يفصلون أخشاب شجر البرتقال والفاكهة، لأنه الأغلى سعرا
ويصدر للقرى السياحية وتجار الفحامين بالحسين وشبرا الخيمة، عن الأشجار
البلدى المنتشرة بطول الطريق الزراعى والتى تتحول إلى فحم يطلق عليه نفس
الاسم "الفحم البلدى".
على بعد أمتار تجد عمال المكامير يحملون الخشب على أعناقهم ويغطوه بالقش ثم
يشعلون فيه النيران من الداخل فيأخذ شكل التلة الصغيرة ويحرصون دائما على
وجود فتحات للتهوية داخله حتى لا تنطفئ النيران، ثم يستخدمون مياه الرشاح،
لإطفاء الخشب وبعدها يعاودون الكرة مرة واثنان وثلاثة حتى تكتمل عمليه
التفحيم للخشب، ثم يبدأون تعبئة فى أجولة ويحملونه لسيارات تمهيدا لتوزيعه.
فى ظل وجود 166 مكمورة فحم نباتى، تتعرض قرى ومدن القليوبية لكارثة بيئية
وصحية خطيرة، وبحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات بالمحافظة كشف عن وجود
124 مكمورة فى طوخ و27 فى شبين القناطر و5 فى بنها و3 فى الخانكة و3 فى حى
شرق شبرا الخيمة و2 فى كفر شكر.
وتتركز 100 مكمورة كاملة فى قرية أجهور الكبرى بلد الشهيد سعد أدريس حلاوة
الذى قدم روحه مقابل اعتراضه على زيارة السفير الإسرائيلى لمصر والتطبيع مع
إسرائيل، والتى تعتبر أكبر قرى مركز طوخ حيث يصل عدد سكانها إلى أكثر من
30,483 نسمة، يعمل الكثير منهم فى "المكامير" والذى يبدأ بتقطيع خشب
الأشجار البلدى والفاكهة وينتهى بحرقه، وما ينتج عن ذلك من تلوث الهواء
بثان أكسيد الكربون الذى يهدد المواطنين بأمراض الربو وحساسية الصدر.
"اليوم السابع" التقى بأهالى قرية أجهور وكبار عائلات حمادة وأبو عرب
وحلاوة.. بعضهم اكتفى بالقول إن المكامير هى مصدر الرزق الرئيسى للأهالى
بجانب الزراعة.
لكن هناك من تحدث بصراحة وإن أصروا على عدم ذكر أسمائهم وعادوا بذاكرتهم
إلى بداية الستينات، حين تحولت أجهور الكبرى التى كانت تشتهر بزراعة
الورود، من رائحة الورد، إلى رائحة الفحم المبلل بالندى، منذ قيام الحاج
بكرى عبد العزيز حلاوة، بإدخال "مكامير الفحم" إلى القرية، ونظراً لربحها
الكبير والذى يفوق العائد من الزراعة، تحول الكثير من أهالى القرية إلى
العمل بها، ومع مرور الوقت تحولت أجهور من زراعة الورد إلى بؤر تلوث خطيرة
يتصاعد منها الدخان الأسود ليلا، حيث تعمل تحت جنح الظلام حتى تفلت من
تحرير محاضر مخالفات ضدها.
كشف جمال الديبة أحد أهالى القرية أن هذه المكامير صدرت لها قرارات
بإزالتها منذ عام 93، ولكنها لم تنفذ حتى الآن، وتم إعطاء أصحابها أكثر من
مهلة للتطوير أو الغلق، لكن بقى الحال على ما هو عليه، فمثلا فى عزبة
الدوانى قدم الأهالى شكاوى عديدة بعد إصابة العديد من أبنائهم بأمراض
سرطان الرئة والربو، وأبلغوا المحافظة والبيئة إلا أن الأخيرة اكتفت بتحرير
المحاضر لأصحاب المكامير المخالفة وكان آخرها 33 مكموره بطوخ، دون أن
يتعدى الأمر ذلك.
كما اتهم الأهالى أصحاب المكامير بالتعدى على الأراضى الزراعية وجعلها
مخازن للأخشاب، وتصريف مياه الصرف لهذه المكامير على ترعة الباسوسية، حيث
يتم رى الزرع بها مرة أخرى مما يهدد بإصابة الزرع بالأمراض وبالتالى تهديد
صحة المواطنين، فضلاً عن أن استخدام المياه فى المكامير يقلل من منسوب
المياه المخصصة للزراعة، بالإضافة إلى اجتذاب المكامير للعمالة نتيجة
ارتفاع العائد المادى لهم مما يؤثر فى ضعف العمالة العاملة فى الزراعة
وتأثير دخان المكامير على الزرع بشكل عام.
أما طبيب الأطفال ياسر بدر، ففجر قضية أكثر خطورة وهى أن معظم أطفال أجهور
مصابون بحساسية الصدر والربو وأحيانا تصل إلى السرطان، بسبب التلوث الناتج
عن هذه المكامير.
وطالب الأهالى بضرورة تفعيل قرارات وزارة البيئة حول تطوير هذه المكامير،
وتخصيص أراض لها فى صحراء الخانكة لنقلها إليها، مثلما حدث فى مسابك شبرا
الخيمة للحفاظ على صحة المواطنين.
من جانبه، أكد المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة، أنه تم التعاقد
مع إحدى الشركات الأوكرانية لاستيراد "فرن متطور" لإنتاج الفحم النباتى،
بأساليب علمية حديثة تهدف إلى الحد من التلوث البيئى الذى تسببه مكامير
الفحم لمعالجة مشكلات مكامير الفحم، بجانب منع إهدار كميات كبيرة من الخشب،
حيث إن هذه النوعية من الأفران تتميز بأنها صديقة للبيئة، وغير مكلفة
مقارنة بالمكامير التقليدية، وتنتج نسبة عالية من الفحم عالى الجودة، كما
أنها سهلة الصيانة والاستخدام، وأن المشروع سيبدأ تنفيذه خلال المرحلة
الأولى فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ثم يبدأ تعميمه على باقى
أنحاء الجمهورية، فضلا عن إنه سيتم تمويل تلك الأفران عن طريق صندوق حماية
البيئة.
وأضاف الوزير أنه تم ضبط33 مكمورة مخالفة للبيئة بمنطقة مركز طوخ (أجهور
الكبرى)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحابها.
رغم استمرار تواجد المهندس ماجد جورج وزيرًا للدولة لشئون البيئة، فى 4
حكومات متتابعة، إلا أنه فشل فى القضاء على ظاهرة "مكامير" الفحم النباتى،
المصدر الأساسى للسحابة السوداء والتلوث البيئى والأمراض الصدرية
والسرطان، حيث تحولت محافظة القليوبية إلى بؤر خطيرة بسبب وجود 166 مكمورة
للفحم النباتى، وتستحوذ قرية أجهور الكبرى مركز طوخ على نصيب الأسد فى هذه"
المكامير" حيث تضم بين أرجائها عدد 100 "مكمورة" من إجمالى 124 بمركز طوخ.
من منطقة المؤسسة محطة كلية الزراعة وعلى بعد نصف ساعة أو أقل ستخبرك رائحة
الفحم أنك وصلت لأجهور الكبرى معقل مكامير الفحم، تقع القرية فى ملتقى
ثلاثة قرى تابعين لمركز طوخ قليوبية، عرفت قديما بأجهور الورد لشهرتها
بزراعة الورد البلدى التى تحولت الى رائحة الفحم بفعل وجود 100 مكمورة تنفث
التلوث والروائح فى السماء.
من بداية الطريق تستطيع أن ترى أطفالا وشبابا يقطعون الشجر بمنشار يدوى أو
كهربائى، وبمهارة يفصلون أخشاب شجر البرتقال والفاكهة، لأنه الأغلى سعرا
ويصدر للقرى السياحية وتجار الفحامين بالحسين وشبرا الخيمة، عن الأشجار
البلدى المنتشرة بطول الطريق الزراعى والتى تتحول إلى فحم يطلق عليه نفس
الاسم "الفحم البلدى".
على بعد أمتار تجد عمال المكامير يحملون الخشب على أعناقهم ويغطوه بالقش ثم
يشعلون فيه النيران من الداخل فيأخذ شكل التلة الصغيرة ويحرصون دائما على
وجود فتحات للتهوية داخله حتى لا تنطفئ النيران، ثم يستخدمون مياه الرشاح،
لإطفاء الخشب وبعدها يعاودون الكرة مرة واثنان وثلاثة حتى تكتمل عمليه
التفحيم للخشب، ثم يبدأون تعبئة فى أجولة ويحملونه لسيارات تمهيدا لتوزيعه.
فى ظل وجود 166 مكمورة فحم نباتى، تتعرض قرى ومدن القليوبية لكارثة بيئية
وصحية خطيرة، وبحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات بالمحافظة كشف عن وجود
124 مكمورة فى طوخ و27 فى شبين القناطر و5 فى بنها و3 فى الخانكة و3 فى حى
شرق شبرا الخيمة و2 فى كفر شكر.
وتتركز 100 مكمورة كاملة فى قرية أجهور الكبرى بلد الشهيد سعد أدريس حلاوة
الذى قدم روحه مقابل اعتراضه على زيارة السفير الإسرائيلى لمصر والتطبيع مع
إسرائيل، والتى تعتبر أكبر قرى مركز طوخ حيث يصل عدد سكانها إلى أكثر من
30,483 نسمة، يعمل الكثير منهم فى "المكامير" والذى يبدأ بتقطيع خشب
الأشجار البلدى والفاكهة وينتهى بحرقه، وما ينتج عن ذلك من تلوث الهواء
بثان أكسيد الكربون الذى يهدد المواطنين بأمراض الربو وحساسية الصدر.
"اليوم السابع" التقى بأهالى قرية أجهور وكبار عائلات حمادة وأبو عرب
وحلاوة.. بعضهم اكتفى بالقول إن المكامير هى مصدر الرزق الرئيسى للأهالى
بجانب الزراعة.
لكن هناك من تحدث بصراحة وإن أصروا على عدم ذكر أسمائهم وعادوا بذاكرتهم
إلى بداية الستينات، حين تحولت أجهور الكبرى التى كانت تشتهر بزراعة
الورود، من رائحة الورد، إلى رائحة الفحم المبلل بالندى، منذ قيام الحاج
بكرى عبد العزيز حلاوة، بإدخال "مكامير الفحم" إلى القرية، ونظراً لربحها
الكبير والذى يفوق العائد من الزراعة، تحول الكثير من أهالى القرية إلى
العمل بها، ومع مرور الوقت تحولت أجهور من زراعة الورد إلى بؤر تلوث خطيرة
يتصاعد منها الدخان الأسود ليلا، حيث تعمل تحت جنح الظلام حتى تفلت من
تحرير محاضر مخالفات ضدها.
كشف جمال الديبة أحد أهالى القرية أن هذه المكامير صدرت لها قرارات
بإزالتها منذ عام 93، ولكنها لم تنفذ حتى الآن، وتم إعطاء أصحابها أكثر من
مهلة للتطوير أو الغلق، لكن بقى الحال على ما هو عليه، فمثلا فى عزبة
الدوانى قدم الأهالى شكاوى عديدة بعد إصابة العديد من أبنائهم بأمراض
سرطان الرئة والربو، وأبلغوا المحافظة والبيئة إلا أن الأخيرة اكتفت بتحرير
المحاضر لأصحاب المكامير المخالفة وكان آخرها 33 مكموره بطوخ، دون أن
يتعدى الأمر ذلك.
كما اتهم الأهالى أصحاب المكامير بالتعدى على الأراضى الزراعية وجعلها
مخازن للأخشاب، وتصريف مياه الصرف لهذه المكامير على ترعة الباسوسية، حيث
يتم رى الزرع بها مرة أخرى مما يهدد بإصابة الزرع بالأمراض وبالتالى تهديد
صحة المواطنين، فضلاً عن أن استخدام المياه فى المكامير يقلل من منسوب
المياه المخصصة للزراعة، بالإضافة إلى اجتذاب المكامير للعمالة نتيجة
ارتفاع العائد المادى لهم مما يؤثر فى ضعف العمالة العاملة فى الزراعة
وتأثير دخان المكامير على الزرع بشكل عام.
أما طبيب الأطفال ياسر بدر، ففجر قضية أكثر خطورة وهى أن معظم أطفال أجهور
مصابون بحساسية الصدر والربو وأحيانا تصل إلى السرطان، بسبب التلوث الناتج
عن هذه المكامير.
وطالب الأهالى بضرورة تفعيل قرارات وزارة البيئة حول تطوير هذه المكامير،
وتخصيص أراض لها فى صحراء الخانكة لنقلها إليها، مثلما حدث فى مسابك شبرا
الخيمة للحفاظ على صحة المواطنين.
من جانبه، أكد المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة، أنه تم التعاقد
مع إحدى الشركات الأوكرانية لاستيراد "فرن متطور" لإنتاج الفحم النباتى،
بأساليب علمية حديثة تهدف إلى الحد من التلوث البيئى الذى تسببه مكامير
الفحم لمعالجة مشكلات مكامير الفحم، بجانب منع إهدار كميات كبيرة من الخشب،
حيث إن هذه النوعية من الأفران تتميز بأنها صديقة للبيئة، وغير مكلفة
مقارنة بالمكامير التقليدية، وتنتج نسبة عالية من الفحم عالى الجودة، كما
أنها سهلة الصيانة والاستخدام، وأن المشروع سيبدأ تنفيذه خلال المرحلة
الأولى فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ثم يبدأ تعميمه على باقى
أنحاء الجمهورية، فضلا عن إنه سيتم تمويل تلك الأفران عن طريق صندوق حماية
البيئة.
وأضاف الوزير أنه تم ضبط33 مكمورة مخالفة للبيئة بمنطقة مركز طوخ (أجهور
الكبرى)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أصحابها.