إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمد عبده ورسوله
فهذه رسالة قصيرة وقعت تحت يدى وأحببت أن أنقلها لكم تبين بعضا من أسباب ما نحن فيه من الفوضى وكيف النجاة منها .
الرسالة عبارة عن قول للإمام العلامة الحبر البحر ابن القيم رحمه الله تعالى وفيها :
[وأى دين وأى خير فى من يرى محارم الله تُنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق :وهل بلية الدين الا مِن هؤلاء ..
الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على الدين ، وخيارهم : المُتَحَزِن المتلمظ فإن أصابه بعض ما فيه غضاضة عليه فى جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاث .
فهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بُلُوا فى الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون هى موت القلب
فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل.] ا.هـ(انتهى كلامه رحمه الله)
ثم اتبعت الرسالة بأضرار ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهى كالتالى :
إذا ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ظهر الفساد فى البر والبحر وترتب على تركه أمور عظيمة منها :
أولا :وقوع الهلاك والعذاب ،قال الله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ).ولما قالت أم المؤمنين زينب رضى الله عنها (أنهلك وفينا الصالحون ؟قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم نعم إذا كثر الخبث )رواه البخارى.
ثانيا :عدم اجابة الدعاء وقد وردت احاديث فى ذلك منها حديث عائشة رضى الله عنها مرفوعا :(مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان تدعوا فلا يستجاب لكم )رواه الإمام أحمد.
ثالثا :انتفاء الخيرية عن الأمة ،قال صلى الله عليه وسلم (والله لتأمرنَ بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثمن ليلعنكم كما لعنهم ) رواه أبوداوود
رابعا :تسلط الفساق والفجار وتزيين المعاصى وشيوع المنكر واستمراؤه
خامسا : ظهور الجهل واندثار العلم وتخبط الأمة فى ظلمة حالكة لا فجر لها .
اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى ونعوذ بالله تعالى من العمى والضلال