اشتهر نور في أوساط المثقفين المصريين بفضل أدائه البرلماني المتميز، غير أن شهرته اتّـسعت بعدما أعلن من داخل السجن اعتزامه الترشح لمنصب الرئاسة في مصر.
وعندما أسس حزبه "الغد"، اتهمته المعارضة بأنه عقد صفقة سرية مع الحكومة تسمح له من خلالها بالوجود، مقابل أن تستغله كمسحوق للتجمل أمام أمريكا. لكن المظاهرات التي قادها أعضاء بحزب الغد، والشعارات التي رفعها أيمن نور، ورفضه الصريح إعادة انتخاب الرئيس مبارك لفترة خامسة، ورفضه فكرة "توريث الحكم"، جعلت المعارضة تراجع نفسها لتُـدرك أنه "ليس دُمية اصطنعتها الحكومة" .
لم يكتف نور بما أعلنه مبارك من تعديلات بالمادة 76 من الدستور، إنما دعا صراحة إلى "ضرورة الحد من صلاحيات رئيس الجمهورية نفسه"، وضمّـن ذلك في الوثيقة الأساسية لبرنامج حزب الغد الذي يرأسه.
وقال صراحة في برنامج الحزب، "يجب إعادة النظر في المادة 85 من الدستور التي تنص على أن رئيس الجمهورية غير مسؤول سياسيا أمام مجلس الشعب، وأنه لا تجوز محاكمته إلا في حالة الخيانة العظمى وارتكاب جريمة جنائية" .
ولعل هذه الدعوة هي التي استفزّت النظام، وربما كانت أحد الدوافع وراء قرار رفع الحصانة عنه، واتهامه بتزوير التوكيلات، واعتقاله، في محاولة لإيصال رسالة له وللمعارضة..
فمن هو أيمن نور؟
اسمه أيمن عبد العزيز نور، وشُـهرته أيمن نور، والده كان يعمل محاميا، وكان عضوا منتخبا في مجلس الشعب أكثر من مرة منذ بدايات الخمسينيات وحتى نهاية السبعينيات، أما والدته، فهي واحدة من أبرز قيادات العمل الاجتماعي بالمنصورة، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في اللغة الفرنسية، ابنة محمد محمود حسنين الذي كان محافظا للدقهلية في بدايات الستينيات.
ولد نور في 10 أكتوبر 1964 بمحافظة الإسكندرية، وهو متزوج من المذيعة التليفزيونية اللامعة جميلة إسماعيل، ولديه ولدان هما: نور من مواليد عام 1990، وشادي ولد عام 1993.
تلقى تعليمه الأولي بمدرسة كلية النصر بالإسكندرية، ومدرسة الأمريكان بالمنصورة، ثم تلقى تعليمه في المرحلة الإعدادية بمدرسة المنصورة الإعدادية بنين، وكان رئيسا لاتحاد طلاب المدرسة والمحافظة طوال سنوات المرحلة الإعدادية الثلاثة، تم اختياره الطالب المثالي بمحافظة الدقهلية.
تلقى تعليمه الثانوي بمدرسة الملك الكامل الثانوية بالمنصورة، وكان رئيسا لاتحاد طلاب المدرسة وعلى مستوى الإدارة والمحافظة، وتم اختياره رئيسا لاتحاد الطلاب العام للمدارس الثانوية والفنية، ودور ومعاهد المعلمين والمعلمات، وذلك طوال سنوات المرحلة الثانوية.
تخرج نور في كلية الحقوق بجامعة المنصورة، وكان رئيسا لاتحاد الطلاب لمدة عامين، وحصل على دبلوم في القانون الدولي، ثم حصل على الماجستير في فلسفة التاريخ السياسي، ثم نال درجة الدكتوراه من الأكاديمية العليا للعلوم "معهد العالم العربي" قسم التاريخ بدرجة امتياز، وكان موضوع الرسالة حول "الحركة الإسلامية بمصر من 1980 إلى 1990 " .
اتجه للعمل الصحفي مبكرا، فعمل صحفيا هاويا خلال فترات الدراسة، ثم احترف الصحافة مع صدور أول أعداد جريدة الوفد، لسان حال حزب الوفد، وظل يتدرج بالوفد حتى أصبح رئيسا للتحرير عام 1984، وظل يكتب عمودا ثابتا بها بعنوان "يوميات صحفي مشاغب" لأكثر من 16 عاما، ويكتب عدة مقالات أسبوعية في بعض الصحف القومية والمستقلة والحزبية، مثل مجلة أكتوبر، وجريدة الأحرار، وجريدة الميدان، وهو أحد مؤسسي جريدة الحرية، وكان مديرا إقليميا لتحرير عدة صحف عربية ودولية، مثل الحياة "لندن"، والدولية "باريس"، وجريدة المدينة "جدة"، والفجر الجديد "الكويت" ، كما عمل مراسلا للإذاعة الفرنسية بالقاهرة.
ثم اتجه إلى ممارسة العمل الحزبي، فتم انتخابه رئيسا للجنة شباب الوفد بالقاهرة، ثم سكرتيرا عاما للوفد بالقاهرة، ثم سكرتيرا للهيئة الوفدية العليا، ثم عضوا بالهيئة العليا للحزب، ثم ترك حزب الوفد في مارس 2001، بعد وفاة زعيم الوفد فؤاد سراج الدين، إثر خلافات سياسية مع رئيس الحزب الجديد الدكتور نعمان جمعة وسط أزمة سياسية كبيرة ليؤسس حزب الغد في أكتوبر 2004، بعدما رفضته لجنة شؤون الأحزاب خمس مرات.
اتجه للعمل البرلماني، فتم انتخابه عضوا بمجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) في انتخابات 1995 عن دائرة باب الشعرية والموسكي بوسط القاهرة، وهي من أكثر الدوائر الشعبية والجماهيرية في مصر ازدحاما، ليُـصبح بذلك أصغر نائب في البرلمان المصري.
وفي المجلس، تم اختياره نائبا لزعيم المعارضة، وقد حصل نور في عام 1999 على جائزة أفضل أداء برلماني لدول شرق البحر الأبيض المتوسط، ثم أعيد انتخابه عضوا في البرلمان في الانتخابات التي تلتها عام 2000، عن نفس الدائرة.
أما عن صلته بالعمل الاجتماعي، فقد تم انتخابه أكثر من مرة عضوا بمجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعضوا باللجنة العربية الشعبية لدعم الانتفاضة، ومقرها دمشق، ورئيسا (مؤسسا) لجمعية نور الخيرية بوسط القاهرة منذ 1994 وحتى الآن، كما تم انتخابه عضوا بالعديد من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان ومواجهة الفساد، وهو مؤسس اللجنة المصرية البرلمانية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية.
حصل نور على جائزة أفضل أداء برلماني مصري وعربي، وتم اختياره كأفضل نائب في دول البحر الأبيض المتوسط ، وحصل على عدة جوائز محلية ودولية في هذا المجال، وقد تلقت مكاتبه الثلاثة عشر أكثر من 27 ألف طلب وخدمة، أنجز منها في بعض القطاعات ما يقترب من 95%.
وقاد حملة لتجميل ميدان باب الشعرية، حيث دائرته الانتخابية، وأقام تمثالا لابن باب الشعرية، مطرب الأجيال محمد عبد الوهاب، بالجهود الذاتية، وساهم بدور كبير وملموس في العمل الشبابي من خلال الأنشطة التي تقوم بها جمعية نور، ونظم عشرات الندوات والحفلات والرحلات مجانا للشباب، كما اهتم خلال وجوده بالبرلمان بمشاكل أبناء دائرته من الباعة الجائلين، والذين يعملون في صناعة الأحذية والجلود في شارع الموسكي (أكبر شارع تجاري بمصر) ، حيث تقدم بأكثر من طلب إحاطة للحكومة بشأنهم، وصدرت من أجلها عشرات القوانين منذ عام 1995 وحتى 2001.
تقدم بمشروع "البرلمان العربي للبرلمانيين الشبان"، ووافق عليه الاتحاد البرلماني العربي في دورته عام 2001. حصل على أكثر من ثلث أصوات المجلس، عندما تقدم للترشيح لمنصب وكيل المجلس عام 2000، فحصل على 161 صوتا من إجمالي 454 صوتا، ليُـسجل بذلك سابقة برلمانية لم تحدث من قبل.
ألف نور عدة كتب، أشهرها "الحرية السياسية في الإسلام"، و"الليبرالية هي الحل"، و"العسكري الأسود زكي بدر"، و"يوميات صحفي مشاغب"، و"أزمة الخليج، اغتيال الكويت"، و"من قتل سليمان خاطر"
اعتقل في 29 يناير 2005 بتهمة تزوير توكيلات ألفي شخص، لتأمين حصول حزبه المعارض على الترخيص، وهي تُـهمة في نظر أنصاره "لها أسباب سياسية" . أثار اعتقاله ردود فعل دولية، أبرزها ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عندما التقت نظيرها المصري أحمد أبو الغيط في أول زيارة قامت بها للقاهرة، وقالت له إنها تأمل أن ترى "حلا سريعا لمسألة اعتقال د. أيمن نور" .
أفرِج عنه في 12 مارس 2005 بكفالة مالية مع استمرار التحقيقات، بعد ثلاثة أيام فقط على إصدار العدد الأول من صحيفة الغد، لسان حال حزبه الذي يحمل نفس الاسم، ثم تم الحكم عليه بواسطة القاضي عادل عبد السلام جمعة الذي تنحي عن قضية العادلي بعد مواجهات بينه وبين القوي السياسية التي اتهمته بأنه قاضي النظام وخاصة في قضية الدكتور أيمن نور والذي قضى في محبسه فترات عصيبة كان النظام البائد يريد تصفيته بالبطئ في محبسه ولكن واجه الرجل كل هذه الضغوط قويا في شجاعة منقطعة النظير
وفيما تتهمه الحكومة، على لسان صحفييها، بأنه"رجل أمريكا ووجهها الجديد في مصر"، وهي تهمة كفيلة بحرق ورقة الرجل الذي تنتظره حياة سياسية حافلة، يقول نور: "ليس عندي أي معلومات عن هذا الموضوع، ولم أطلب من أحد أن يدافع عني، وفيما يتصل بالتأييد أو التعاطف الدولي، فأنا مع التعاطف الدولي، لكنني ضد التدخل الخارجي" .
وحول اهتمام رايس بموضوعه يقول: "أنا شخصياً مندهش، وأشعر بعدم المنطقية وعدم المصداقية لهذا الكلام، فأنا لا أعرف السيدة كوندوليزا ولم يسبق لي أي لقاء بها"!
وينفي نور الاتهامات الموجهة ضده بتلقي أموالاً ودعماً مالياً من الولايات المتحدة، ويقول: "حسبي الله ونعم الوكيل، فنحن لم نقبل ولم يُـعرض علينا، ولم نسمع عن هذا الكلام لا من أمريكا ولا من أي جهة أخرى"، معتبرا أن "هذه القصة خيال مريض أو توجيه حكومي لبعض الصحف نصف الحكومية"، واصفا هذا بأنه "محاولة لاغتياله معنويا وتشويه صورته" .
ويقول: "إذا كنا قد رفضنا الحصول على مخصصاتنا القانونية من لجنة شؤون الأحزاب، وهي لجنة مصرية، فكيف نقبل تمويل دولة أجنبية"؟ ويضيف: "نحن حتى الآن ليس لدينا مقرً رئيسيً للحزب، والمؤتمر العام الذي عقدناه للحزب، جمعنا أمواله من تبرّعات مؤسسي الحزب" .
عدل سابقا من قبل الفارس في 31/8/2011, 7:27 pm عدل 1 مرات