المصدر : موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com
مقدمة
إن نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه رسالة في بيان أهم الأحاديث الضعيفة والباطلة التي تشتهر على ألسنة الناس في رمضان، قمت بجمعها وتخريجها تخريجاً مختصراً، وقد لخَّصت فيها بعض ما قام به العلماء من تخريج سابق للحديث إن وجدته.
ولا يخلو عمل الإنسان من النقص، وهذا جهد بشري، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من زلل وخلل، فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله.
هذا وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، متقبلاً عنده، مقرِّباً إليه، نافعاً يوم العرض عليه، آمين.
قواعد عامة
الحديث الضعيف ضعفاً غير شديدٍ؛ يتقوى بمثله، ويسمى هذا بالحسن لغيره، وقد عمل به طائفة من المتقدمين في فضائل الأعمال.
الحديث الشاذ والمنكر والموضوع، لا يتقوى بغيره أبداً.
الحديث الضعيف ضعفاً شديداً لا يصلح للاعتبار، ولا يتقوى به الإسناد، ومن ذلك الحديث المنقطع والمعضل، ومن كان في إسناده من هو شديد الغفلة، أو فاحش الخطأ، أو متروك، أو مجهول.
في الحديث الصحيح غنية عن الحديث الضعيف.
ينبغي على من أراد أن يتحدث بحديث ضعيف أن يبين ضعفه، بأن يذكر ذلك للناس أو يرويه بما يشعر بضعفه، وذلك حتى يتبين الناس ضعف نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
كما ينبغي التثبت من صحة الحديث قبل روايته، والحذر من رواية الأحاديث الباطلة والموضوعة.
الأحاديث الضعيفة والباطلة التي يشتهر ذكرها في رمضان
الحديث الأول:
((قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك...من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه... وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار... من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء ))
[أخرجه ابن خزيمة (3/191-192) وقال فيه: إن صح الخبر، والبيهقي في الشعب (3/ 305)، و ابن عدي في الكامل (2/306) و (5/293) و (2/220)،، والطبراني في الكبير (6/261)، والبزار في البحر الزخار (6/469) من حديث سلمان الفارسي مرفوعاً.
وفي سنده علي بن زيد بن جدعان البصري: "لا يحتج به، وقد تكلم فيه الجمهور لسوء حفظه، وكان يرفع ما يوقفه غيره"، قال شعبة: "كان رفّاعاً". وقال ابن حبان: "كان شيخاً جليلاً، وكان يهم في الأخبار" [تهذيب التهذيب 4/ 194)] وقد تفرد علي بن زيد بن جدعان على ضعفه- بالحديث عن سعيد بن المسيب، وهذا مما يدل على نكارته، وسعيد بن المسيب لا يُعرف بالرواية عن سلمان، فلا يُدرى هل سمع منه أم لا؟ وليس له رواية عنه في الكتب الستة. أما في إتحاف المهرة فلم يذكر له عن سلمان غير هذا الحديث، وحديث آخر رواه الدارقطني وهو حديث باطل.
والحديث منكر، قال أبو حاتم الرازي: "هذا حديث منكر"[ابن أبي حاتم في العلل 733)]، وقال ابن خزيمة فيه: "إن صح الخبر"[(3/191-192)] وقال ابن حجر: "قد روي من غير وجهٍ، ليس له طريقٌ ثبتٌ بيّن"[إتحاف المهرة 5941)]، وقال الألباني: "منكر"[السلسلة الضعيفة 2/262)]، وقال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "الحديث منكر ولا يصح ألبتة".
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن عدي في الكامل (3/311)، في سنده سلام بن سوار، وهو منكر الحديث كما قاله ابن عدي، وفيه أيضاً مسلمة بن الصلت، وهو متروك الحديث كما قاله أبو حاتم.
الحديث الثاني:
((أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله - عز وجل - كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة)). قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله)).
[هذا الحديث أخرجه أحمد (2/292)، والبيهقي في الشعب (3/302) من حديث أبي هريرة به.
وسنده ضعيف جداً، فيه هشام بن أبي هشام وهو متروك، قال ابن معين وأبو داود والنسائي: "ليس بثقة" [تهذيب التهذيب 6/ 27)] وشيخه محمد بن محمد بن الأسود مستور [التهذيب 5/257)].
وأخرجه البيهقي في الشعب (3/ 303) من حديث جابر - رضي الله عنه -
وفي سنده الهيثم بن الحواري لا يُعرف. وزيد العمي ضعيف [التهذيب 2/ 242، 243)].
قال الشيخ المحدث عبدالله السعد: "وما قال السمعاني في أماليه" كما في البدر المنير 1/697) بأنه: حديثٌ حسن، فيه نظر، ولعله يقصد حُسن ألفاظه"].
الحديث الثالث:
((صوموا تصحوا)).
[أخرجه الطبراني في الأوسط (8/174)، والعقيلي في الضعفاء (2/450) من حديث أبي هريرة.
وفي سنده زهير بن محمد تفرد به، ورواية الشاميين عنه ضعيفة وهذا الحديث من رواية الشاميين عنه، قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سهيل بهذا اللفظ إلا زهير بن محمد".
وقال العقيلي: "لا يُتابع عليه إلا من وجهٍ فيه لين"، وقد أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي من حديث أبي هريرة وضعفه كما ذكر ذلك العراقي في [المغني عن حمل الأسفار 2/754)].
وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/357) من حديث علي - رضي الله عنه -، وإسناده باطل، فيه حسين بن عبدالله بن ضميرة وهو متهم بالكذب، لذلك عدّ ابن عدي هذا الحديث من منكراته.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/57) من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -، وإسناده باطل أيضاً، فيه نهشل بن سعيد وهو متهم بالكذب.
فتبين مما تقدم أن الحديث لا يصح بحال من جميع طرقه، وأنه حديث منكر، وقد ضعفه العقيلي، وكذا العراقي، وحكم عليه الصاغاني بالوضع [الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص90)] له، وقد ضعفه الألباني كما في [السلسلة الضعيفة، 1/ 420)]، وقال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "ولم أقف على أحدٍ من الأئمة قد صحّحه"].
الحديث الرابع:
((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)).
[هذا الحديث أخرجه: عبد الله بن الإمام أحمد (1/259 (والبيهقي في الشعب (3/ 375)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (659) والطبراني في الأوسط (4/189) وأبو نعيم في الحلية (6/269). من حديث أنس بن مالك مرفوعاً.
وفي سنده زائدة بن أبي الرقاد: "منكر الحديث" [التهذيب 2/ 184، 185)]. وزياد بن عبد الله النميري البصري: "ضعيف"[التهذيب 2/226)]، وعلى ضعف زائدة فقد تفرد به كما قاله الطبراني، ولا يُحتمل ذلك منه. وقد قال أبو حاتم في هذه السلسلة: "يحدث زائدة عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة. وقد نقل البيهقي عن البخاري قال: زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري منكر الحديث"[شعب الإيمان3/ 375)].
والحديث ضعفه جماعة؛ منهم:
البيهقي (فضائل الأوقات، ص104)، والنووي (الأذكار 314)، وابن رجب (اللطائف 170)، وابن حجر (تبيين العجب 37)، وقد ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع، برقم 4395)، وقال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "وهذا حديثٌ منكر، وإسناده ضعيف جداً"].
الحديث الخامس:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُبشر أصحابه: ((قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم )).
[أخرجه أحمد (2/385)، وابن أبي شيبة (6/94)، والبيهقي في الشعب (3/ 301) من حديث أبي هريرة.
وأخرجه النسائي (2106)، وأحمد في موضع آخر (2/230، 425) وليس فيه: "يبشر أصحابه".
وأخرجه عبد الرزاق (4/175) عن أيوب عن أبي قلابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. وليس فيه: "يبشر أصحابه".
وقد رجح الدارقطني أن الحديث عن أبي قلابة عن أبي هريرة كما في العلل (11/218)، والحديث ضعيف لانقطاعه؛ فأبو قلابة لم يسمع من أبي هريرة[1].
قال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "وكل ما ورد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُبشّر أصحابه لا يصح فيه شيء"].
الحديث السادس:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يستقبلكم وتستقبلون)) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله وحيٌ نزل؟ قال: ((لا)) قال: عدوٌ حضر؟ قال: ((لا)) قال: فماذا؟ قال: ((إن الله - عز وجل - يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة)) الخ الحديث.
[أخرجه ابن خزيمة (3/189) ومن طريقه العقيلي في الضعفاء (3/985) من حديث أنس بن مالك مرفوعاً.
وفي سنده عمرو بن حمزة القيسي، لا يتابع في حديثه كما قاله البخاري [التاريخ الكبير 6/325)، والعقيلي في الضعفاء (3/984)] وقال ابن عدي في الكامل (5/143): "ومقدار ما يرويه غير محفوظ".
وفيه خَلف، وقد اختلف في شخصه، هل هو خلف بن مهران العدوي البصري -وهذا لا بأس به-؟ أم هو شخصٌ آخر وهو إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة -وهذا متكلم فيه-؟.
وهو ما ذهب إليه البخاري في التاريخ الكبير (3/193)، وأبو حاتم.
وقد أشار ابن خزيمة إلى ضعفه فقال: "إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف خلفاً أبا الربيع هذا بعدالة ولا جرح، ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي هو دونه"، وقال الألباني: منكر [ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 150)]، وقال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "وهو حديث لا يصح، بل هو منكر"].
الحديث السابع:
((لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها)) فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا. فقال: ((إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقرُّ أعيننا بهم وتقرّ أعينهم بنا، قال فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله: (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف، صحفة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات)).
[أخرجه أبو يعلى في المسند (9/180) والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (3/142) وابن خزيمة (3/190) والبيهقي في الشعب (3/313) من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً.
وفي سنده جرير بن أيوب البجلي، قال أبو نعيم: "كان يضع الحديث"، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال النسائي: "متروك"[ميزان الاعتدال2/116)] ولذا قال ابن خزيمة: "إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي".
وقد حكم عليه ابن الجوزي بالوضع [الموضوعات 2/373)]، وكذلك الشوكاني في [الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، ص 88)] وقال الألباني: "موضوع" [ضعيف الترغيب والترغيب 1/ 149)]. قال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "هذا الحديث باطل سنداً ومتناً"].
الحديث الثامن:
((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة))
[أخرجه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642)، والحاكم (1/421)، والبيهقي (4/303)، وابن خزيمة (3/188)، وابن حبان (3426)، والبيهقي في الشعب (3/301) جميعهم من طريق: أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب، عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
وهذا الحديث معلول كما ذكر الترمذي فقال: "حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر".
وقد اختلف فيه على الأعمش اختلافاً كثيراً، لذلك فالحديث مضطرب الإسناد.
قال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "وأصح ما في هذا الخبر الحديث المتقدم في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين)). وليس فيه: ((مردة الجن)). ولا قوله: ((ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة))"].
الحديث التاسع:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر قال: ((اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت))[2].
[وله عدة أسانيد:
أخرجه أبو داود (2358) وفي المراسيل (99)، ومن طريقه البيهقي (4/239)، وابن أبي شيبة (6/329) وعنده: وكان الربيع بن خثيم يقول: " الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت"، وابن السني في عمل اليوم والليلة (479).
جميعهم من طريق: حصين، عن معاذ بن زهرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/227) وسماه: (محمد بن معاذ) وقال: مرسل. وذكره أيضاً في (7/364) باسم (معاذ بن زهرة).
وهذا الإسناد ضعيف لأنه مرسل؛ معاذ تابع، وهو مجهول، وذِكْر ابن حبان له، كعادته في توثيق المجاهيل، ولعله لا يُعرف إلا بهذا الخبر.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (7/298) من حديث أنس بن مالك مرفوعاً.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا: داود بن ال****قان، تفرد به إسماعيل بن عمرو".
وهو سند باطل؛ إسماعيل ضعفه كبار الحفاظ. وعلى ضعفه فقد تفرد به، ولا يحتمل ذلك منه، وداود بن ال****قان: متروك [التهذيب 2/ 114)].
وأخرجه الدارقطني (2/185)، والطبراني في الكبير (12/146) من حديث ابن عباس مرفوعاً.
وسنده باطل أيضاً؛ عبد الملك بن هارون قال فيه أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث، و قال يحيى بن معين: كذاب، وقال ابن حبان: "يضع الحديث"[ميزان الاعتدال 4/ 414، 415)].
وأخرجه الحارث بن أسامة (المطالب العالية 6/141) من حديث علي - رضي الله عنه - مرفوعاً.
وسنده باطل أيضاً؛ فيه حماد بن عمرو وهو النصيـبي، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث وضعاً، وقال أبو زرعة: "واهي الحديث" [ميزن الاعتدال 2/ 368، 369)].
فتبيّن مما تقدم أن هذا الخبر لا يصح من أسانيده شيء، وأقواها السند الأول - طريق: معاذ بن زهرة- على إرساله وعدم شهرة راويه. والله أعلم.
ولذا ضعف ابن القيم في زاد المعاد (2/49) هذا الحديث، فقال: ولا يثبت، وقال ابن حجر: "رواه الدارقطني والطبراني بسند متصل لكنه ضعيف"[الفتوحات الربانية4/341)].
الحديث العاشر:
((إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد))[3].
[هذا الحديث أخرجه ابن ماجه (1753)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (481)، والحاكم (1/422)، والبيهقي في الشعب (3/ 407)؛ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
وفي سنده: (إسحاق بن عبيدالله)، قال المنذري في الترغيب والترهيب (2/53): "وإسحاق هذا مدني لا يعرف"، وقال ابن حجر: "مجهول الحال"[تقريب التهذيب برقم 370)].
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد (2/49) هذا الحديث بصيغة التضعيف، فقال: "ويُذكر.. " وقال الألباني في أحكامه على سنن ابن ماجه: "ضعيف"، وقال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "هذا إسناد غريب". وقال: "وقد جاءت أحاديث أخرى أن لكل مسلم ومسلمة في رمضان دعوة مستجابة، ولا يصح منها شيء"].
الحديث الحادي عشر:
((ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم)).
[أخرجه الترمذي (3598)، وابن ماجه (1752)، وأحمد (2/304)، والطيالسي (2584)، وابن حبان (3428) وابن خزيمة (3/199) من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
وفي سنده أبو المدلّة، قال ابن المدينى: "أبو مدلة مولى عائشة، لا يعرف اسمه، مجهول، لم يرو عنه غير أبي مجاهد"[التهذيب 6/ 425)].
وقد اختلف في متن هذا الحديث، ففي بعض الألفاظ ليس فيه موطن الشاهد، وهو دعاء الصائم.
قال الشيخ المحدث عبد الله السعد: "إسناده فيه ضعف". وقال: "وهذا الحديث من أقوى ما ورد في الباب من الاستجابة لدعاء الصائم". ثم قال عقب ذكره للأحاديث عن الدعاء عند الإفطار: "لم يثبت في الباب شيء يصح الاعتماد عليه"].
الحديث الثاني عشر:
((إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي)).
[أخرجه الطبراني(4/78)، والدارقطني(2/204)، والبيهقي(4/274) من حديث خباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي سنده كيسان أبو عمر، قال أحمد: ضعيف، وقال الدارقطني: "ليس بالقوي"[التهذيب 4/ 578)].
والحديث ضعفه الدارقطني وتبعه البيهقي فقالا: "كيسان أبو عمر ليس بالقوي، ومن بينه وبين علي غير معروف. وأقرهما ابن الملقن في [خلاصة البدر المنير (69 / 2)].
وقال الألباني: "ضعيف"[السلسلة الضعيفة 1/577)].
الحديث الثالث عشر:
((اعتكاف عشر في رمضان كحجتين وعمرتين)).
[أخرجه الطبراني في الكبير (3/128) والبيهقي في الشعب (3/ 425) من حديث الحسين بن علي، وفي سنده محمد بن زاذان، قال البيهقي: "وهو متروك، قال البخاري: "لا يكتب حديثه"، وفي سنده عنبسة بن عبد الرحمن، قال أبو حاتم: "متروك الحديث كان يضع الحديث"، وقال البخاري: "تركوه" [التهذيب 4/ 399)]. والحديث قال عنه الألباني: "موضوع" [السلسلة الضعيفة 2/10)].
الحديث الرابع عشر:
((أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان)).
[أخرجه الترمذي (663) من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي"، وأشار المنذري في الترغيب إلى تضعيف الحديث (2/ 72)، وقال الألباني: "ضعيف"[إرواء الغليل 3/ 397)].
الحديث الخامس عشر:
((أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار)).
[أخرجه العقيلي في (الضعفاء2/162) وابن عدي (1/ 165) والديلمي (1/1 / 10 - 11) من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به.
وفي سنده سلام بن سوار، ومسلمة بن الصلت، قال ابن عدي: "وسلام (ابن سليمان بن سوار) هو عندي منكر الحديث، ومسلمة ليس بالمعروف"، وقال العقيلي: "لا أصل له من حديث الزهري"، ومسلمة قد قال فيه أبو حاتم: "متروك الحديث"[ميزان الاعتدال 6/422)، وقال الألباني في حكمه على الحديث: "منكر" [السلسلة الضعيفة 4/70)].
الحديث السادس عشر:
((تسحروا من آخر الليل)) وكان يقول: ((هو الغداء المبارك)).
[أخرجه الطبراني في (الكبير 17/ 131)، وابن عدي (170 / 2) من حديث عتبة بن عبدٍ السلمي وأبي الدرداء مرفوعاً.
وفي سنده سلمة بن رجاء، والأحوص بن حكيم، قال ابن عدي: "سلمة بن رجاء أحاديثه أفراد وغرائب ويحدث بأحاديث لا يتابع عليها". وقال الحافظ ابن حجر فيه: "صدوق يغرب"[التقريب 2490)]. وقال في الأحوص بن حكيم: "ضعيف الحفظ"[التقريب 290)] والحديث ضعفه الهيثمي(3 / 151)، وقال الألباني: "ضعيف"[السلسلة الضعيفة 4/ 430)].
الحديث السابع عشر
((شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر)).
[أخرجه الديلمي (2/ 233-234) من حديث عائشة مرفوعاً.
وفي سنده الحسن بن يحيى الخشني، قال الدارقطني: "متروك"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن المتقنين ما لا يتابع عليه، وكان رجلاً صالحاً يحدث من حفظه، كثير الوهم فيما يرويه، حتى فحشت المناكير في أخباره، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، فلذلك استحق الترك"[التهذيب 1/ 577)] وقال الألباني: "يبدو لي أن هذا من موضوعاته". وقال في حكمه على الحديث: "ضعيف جداً"[السلسلة الضعيفة 8/ 222)].
الحديث الثامن عشر:
((صمت الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف)).
[أخرجه الديلمي (2/ 253) من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً به.
وفي سنده الربيع بن بدر، قال النسائي والدارقطني: "متروك"، وقال أبو حاتم: "لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ضعيف الحديث، ذاهب الحديث. وكذا ضعفه أحمد وأبو داود والبخاري والجوزجاني وغيرهم [التهذيب 2/ 147)]. وقال الألباني في حكمه على الحديث: "ضعيف جداً"[السلسلة الضعيفة 8/260)].
الحديث التاسع عشر:
((صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر)).
[رواه ابن ماجه (1666) من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف مرفوعاً به.
وفي سنده انقطاع لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه، وفيه أسامة بن زيد في حفظه ضعف، وقد خالفه الثقة وهو ابن أبي ذئب فرواه عن الزهري ابن شهاب به موقوفاً.
وقد ضعف ابن ماجه الحديث فقال: "قال أبو إسحاق: هذا الحديث ليس بشيء"، وضعف البيهقي الحديث فقال: "وهو موقوف، وفي إسناده انقطاع، وروي مرفوعاً وإسناده ضعيف" [السنن 4/244)]، وقال الألباني: "منكر"[السلسلة الضعيفة 1/713)].
الحديث العشرون
((الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار)).
[أخرجه الديلمي (2/ 258) من حديث ابن عباس مرفوعاً.
وفي سنده أبو مسكين الجزري؛ قال أبو حاتم (4/ 2/ 447): "مجهول، والحديث الذي رواه كأنه موضوع". وفيه إسماعيل بن نشيط - وهو العامري -؛ قال أبو حاتم: "ليس بالقوي". وضعفه الأزدي. وقال البخاري: "في إسناده نظر"[الميزان 1/ 414)] والحديث ضعفه المناوي (4/231) وقال الألباني: "ضعيف جداً"[السلسلة الضعيفة 8/263)].
الحديث الحادي والعشرون
((الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي، إذا قام قام، وإذا صلى صلى، وإذا نام نام، وإذا أحدث أحدث، ما لم يغتب، فإذا اغتاب خرق صومه)).
[أخرجه الديلمي (2/ 257-258) من حديث عبد الله بن عباس مرفوعاً.
وفي سنده مقاتل وهو ابن سليمان البلخي المفسر؛ وهو كذاب (التهذيب 5/ 504). وعمر بن مدرك، قال يحيى ابن معين: "كذاب"[الميزان 5/ 269)].
والحديث موضوع كما قال الألباني [السلسلة الضعيفة 8/263)].
الحديث الثاني والعشرون:
((الصائم في عبادة، ما لم يغتب ))[4].
[أخرجه ابن عدي (1/ 302) من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وأخرجه الديلمي (2/411) وزاد فيه: "ما لم يغتب مسلماً أو يؤذه".
وفي سنده عبد الرحيم بن هارون أبو هشام الغساني وهو ضعيف كذبه الدراقطني، وقال أبو حاتم: "مجهول لا أعرفه"[التهذيب 3/ 421)].
والحديث قال فيه ابن عدي: "منكر"، وضعفه المناوي [فيض القدير 4 / 305)]، وقال الألباني: "منكر"[السلسلة الضعيفة 4/311)].
الحديث الثالث والعشرون:
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: قال ربنا - عز وجل -: ((الصيام جنة يجتنُّ بها العبد من النار، وهو لي وأنا أجزي به)). وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: ((الصيام جنة حصينة من النار)).
[أخرجه البيهقي في الشعب (3/ 289) من حديث جابر مرفوعاً، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف على الراجح قبل اختلاط كتبه وبعدها، ضعفه البخاري ويحيى بن سعيد وابن مهدي وابن المديني وابن خزيمة وابن معين وغيرهم، وفيه أحمد بن عيسى ضعفه أبو زرعة وكذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: "تكلم الناس فيه"[التهذيب 3/ 227 230)].
والحديث ضعفه المناوي في فيض القدير (4/ 328) والألباني في ضعيف الجامع الصغير (3577)].
الحديث الرابع والعشرون:
((الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة))[5].
[أخرجه ابن عدي (3/ 129) والطبراني في الأوسط، رقم 4673) من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
وفي سنده الربيع بن بدر وهو متروك، قاله النسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: "لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ضعيف الحديث، ذاهب الحديث. وكذا ضعفه أحمد وأبو داود والبخاري والجوزجاني وغيرهم [التهذيب 2/ 147)].
وقد أشار الطبراني وابن عدي إلى ضعف الحديث حيث قالا: "لم يروه عن يونس إلا الربيع" كما ضعفه الهيثمي (3/ 400) والمناوي (4/329). وقال الألباني: "ضعيف جداً"[السلسلة الضعيفة3/631)].
الحديث الخامس والعشرون:
((الصيام نصف الصبر )).
[أخرجه الترمذي (3519)، والبيهقي في الشعب (1/436) من حديث رجل من بني سليم، وتمامه: ((عدّهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يدي أو في يده، التسبيح نصف الميزان، والحمد يملأه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر والطهور نصف الإيمان)).
وفي سنده جُري النهدي، قال المزِّي: روى له الترمذي هذا الحديث الواحد [تهذيب الكمال 4/ 554، 555)]، وقال ابن حجر: "مقبول"[التقريب 921)]، قال الترمذي: "هذا حديث حسن، وقد رواه شعبة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق. ويبدو لي والله أعلم أن الحديث ضعيف لجهالة جُري النهدي، وقد ضعفه الألباني في أحكامه على سنن الترمذي"].
الحديث السادس والعشرون:
((الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام)).
[رواه ابن ماجه (1745)، والبيهقي في الشعب(3/ 292/ 3577 و 3578)، من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
وفي سنده موسى بن عبيدة؛ وهو متفق على تضعيفه.
وقد ضعف البوصيري هذا الحديث في زوائده على سنن ابن ماجه (سنن ابن ماجه وبحاشيته تعليقات مصباح الزجاجة 2/347)، وكذلك المناوي (4/ 330)، وقال الألباني: "ضعيف (السلسلة الضعيفة 8/ 281)].
الحديث السابع والعشرون
((خصاء أمتي الصيام والقيام ))[6].
[أخرجه أحمد (2/173) وابن عدي (2/111) والديلمي (2/193).
من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أتأذن لي أن أختصي؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: فذكره، و زاد: ((والقيام)).
وفي سنده عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف من قبل حفظه"].
الحديث الثامن والعشرون:
((من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه)).
[أخرجه الترمذي (723) و أبو داود (2396) وابن ماجه (1672) بألفاظ متقاربة من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
وفي سنده يزيد بن المطوس لين الحديث (التقريب 8374)، والمُطوِّس وهو مجهول (التقريب 6714)، قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وسمعت محمداً يقول: "أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث". وقد ضعفه الألباني في أحكامه على السنن، كما ضعفه الشيخ المحدث سليمان العلوان في شرحه لسنن الترمذي"].
الحديث التاسع والعشرون:
((لله عند كل فطر عتقاء من النار)).
[أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 284)، والبيهقي في الشعب (5/ 221) من حديث أبي أمامة.
وقد أورد الشوكاني هذا الحديث في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (ص89) وقال البيهقي عقب الحديث: "وهذا غريب في رواية الأكابر عن الأصاغر وهي رواية الأعمش عن حسين بن واقد".
وفي سنده أبو غالب حزوَّر البصري، قال العلامة المعلمي: "هذا: وحسين وأبو غالب كلاهما موصوفان بالوهم والغلط"[[7]].
الحديث الثلاثون:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: ((اللهم أهلِلْهُ علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله)).
[أخرجه الترمذي (3451) وأحمد (1/142) والدارمي(1695) من حديث طلحة بن عبيد الله مرفوعاً.
وفي سنده بلال بن يحيى بن طلحة وهو لين الحديث (التقريب 785).
والحديث ضعفه العقيلي، فقال عقب ذكره لهذا الحديث: "وفى الدعاء لرؤية الهلال أحاديث هذا عندي من أصلحها إسناداً كلها لينة الأسانيد" [الضعفاء 2/135 )]، وضعفه أبو داود فقال: "ليس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب حديث مسند صحيح"(5095)].
الحديث الحادي والثلاثون
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال: ((الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى ربنا وربك الله)).
[أخرجه الدارمي (1694)، وابن حبان(2374) وابن السني (640) من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً.
وفي سنده عثمان بن إبراهيم الحاطبي، قال الهيثمي في مجمع الزوائد [رواه الطبراني وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات](10/139).
قال أبو داود: "ليس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب حديث مسند صحيح"(5095)].
الحديث الثاني والثلاثون
الحديث الطويل: ((إني رأيت البارحة عجبًا.. رأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشًا كلما ورد حوضًا مُنع وطُرد، فجاءه صيامه فسقاه وأرواه ))... الخ.
[أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال (39) من حديث عبد الرحمن بن سمرة.
وفي سنده خالد بن عبد الرحمن المخزومي، قال البخاري وأبو حاتم: "ذاهب الحديث"، وقال البخارى: "رماه عمرو بن علي بالوضع"[تهذيب التهذيب (2/67)].
والحديث ضعفه الهيثمي في (المجمع 7/180)، وقال الألباني: "منكر جداً، اضطرب فيه الرواة سنداً ومتناً واتفق الحفاظ المتقدمون ومن سار سيرهم من المتأخرين على استنكاره وتضعيفه"[السلسلة الضعيفة 14/ 1228)].
الحديث الثالث والثلاثون
((إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب وإن في رمضان ثلاث ليال من فاتته فاته خير كثير ليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وآخرها سوى ليلة القدر فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له)).
أخرجه الديلمي(2/ 60) من حديث أنس بن مالك.
وفي سنده زياد بن ميمون، قال العلائي: "كذاب وضع أحاديث كثيرة"[جامع التحصيل في أحكام المراسيل، رقم 208)] وقد حكم عليه الشوكاني بالوضع في فوائده، ص91)].
الحديث الرابع والثلاثون
((لا تكتحل بالنهار وأنت صائم )).
[أخرجه البيهقي (4/262)، وأبو داود (2377) ولفظه ((أنه أمر بالإثمد المروَّح عند النوم وقال: "ليتَّقه الصائم" من حديث معبد بن هوذة الأنصاري مرفوعاً.
وفي سنده النعمان بن معبد مجهول [التقريب 7161)].
قال أبو داود: "قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر. يعني حديث الكحل" والحديث ضعفه الشيخ المحدث سليمان العلوان في شرحه لسنن الترمذي].
الحديث الخامس والثلاثون
((ثلاثة لا يفطرن الصائم: الحجامة والقيء والاحتلام)).
[أخرجه الترمذي (719) من حديث أبي سعيد الخدري، وأبو داود (2377) من حديث زيد بن أسلم عن رجل من أصحابه عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - به.
والحديث معلول، قال الترمذي: "قال أبو عيسى: حديث أبي سعيد الخدري حديث غير محفوظ، وقد روى عبد الله بن زيد بن أسلم وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلاً، ولم يذكروا فيه (عن أبي سعيد) وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يضعف في الحديث قال: سمعت أبا داود السجزي يقول: سألت أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؟ فقال: أخوه عبد الله بن زيد لا بأس به، قال: وسمعت محمداً يذكر عن علي بن عبد الله المديني قال: عبد الله بن زيد بن أسلم ثقة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف، قال محمد: ولا أروي عنه شيئاً: "وضعف الألباني الحديث في أحكامه على سنن الترمذي، كما ضعفه الشيخ المحدث سليمان العلوان في شرحه لسنن الترمذي"].
الحديث السادس والثلاثون
((ليس في الصيام رياء)).
[أخرجه البيهقي في الشعب (3/299) عن ابن شهاب الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والحديث مرسل، وقد ضعفه الألباني (السلسلة الضعيفة9/ 375)].
الحديث السابع والثلاثون
((نوم الصائم عبادة)).
[أخرجه البيهقي في الشعب (3/ 416) والديلمي(4/ 248) من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وتمامه: ((نوم الصائم عبادة، وسكوته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله متقبل)).
وقد ضعف البيهقي الحديث عقب ذكره لطرقه، فقال: "معروف بن حسان ضعيف وسليمان بن عمرو النخعي أضعف منه". وسليمان بن عمرو النخعي هذا قال عنه أحمد: "كان يضع الحديث"، وقال البخاري: "متروك، رماه قتيبة وإسحاق بالكذب"، وقال الذهبي: "كذاب"[الميزان 3/305)]، وأما معروف بن حسان فقد قال عنه ابن عدي: "منكر الحديث"[الميزان 6/ 467)].
والحديث ضعفه البيهقي، والعراقي والمناوي (فيض القدير 6/378)، وقال الألباني: "ضعيف"[السلسلة الضعيفة 10/ 230)].
الحديث الثامن والثلاثون
((لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله - عز وجل -، ولكن قولوا شهر رمضان)).
[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 201)، والديلمي (5/ 52) من حديث أبي هريرة.
وفي سنده نجيح بن عبد الرحمن السندي أبو معشر، قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو داود، والنسائي: ضعيف (التهذيب 5/ 593).
والحديث ضعفه ابن عدي (7/53)، والبيهقي، وابن حجر في الفتح (4/ 113)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 370) والشوكاني في فوائده، ص 87)، وحكم عليه الشيخ المحدث سليمان العلوان بالوضع في شرحه لسنن الترمذي].
الحديث التاسع والثلاثون
((يوم صومكم يوم نحركم )). وفي لفظ: ((يوم رأس سنتكم)).
لا أصل له كما قاله الإمام أحمد وغيره كالزركشي والسيوطي والسخاوي، انظر كشف الخفاء(2/ 365) واللآليء المنثورة، ص33) والمقاصد الحسنة (1355)].
الحديث الأربعون
قال الله - عز وجل -: ((إن أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطراً))[8].
[أخرجه أحمد (2/ 329) والترمذي (700) وابن خزيمة (3/ 273) وابن حبان (3507) والبيهقي في السنن الكبرى (4/237) من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
وفي سنده قرة بن عبد الرحمن، قال أبو زرعة: "الأحاديث التي يرويها مناكير".
وقال أبو حاتم والنسائي: "ليس بقوي"، وقال أحمد بن حنبل: "منكر الحديث جداً"، وقال يحيى بن معين: "ضعيف الحديث"[التهذيب 4/ 529، 530)].
وقد ضعف الألباني الحديث في أحكامه على سنن الترمذي، كما ضعفه الشيخ المحدث سليمان العلوان في شرحه لسنن الترمذي].
الحديث الحادي والأربعون
((من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه)).
[أخرجه أحمد (3/476) وأبو داود (2410) من حديث سلمة بن المحبق مرفوعاً.
وفي سنده حبيب بن عبد الله الأزدي، قال أبو حاتم: مجهول [تهذيب التهذيب 1/ 496)].
والحديث ضعفه ابن عبد الهادي في رسالة له بعنوان: "جملة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة 231)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/539)، وقال الألباني: "ضعيف"[السلسلة الضعيفة 2/ 412)].
الحديث الثاني والأربعون
((من خير خصال الصائم السواك))
[أخرجه ابن ماجه (1677)، والدارقطني (2/ 203) من حديث عائشة مرفوعاً.
وفي سنده مجالد بن سعيد الهمداني، قال البخارى: "كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يروى عنه شيئا، وكان ابن حنبل لا يراه شيئا، يقول: "ليس بشيء"[تهذيب التهذيب5/ 350)].
وقد ضعف الألباني الحديث في (ضعيف الجامع الصغير وزيادته 5299)].
الحديث الثالث والأربعون
((انبسطُوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله)).
[أخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (24) عن ضمرة بن حبيب، وراشد بن سعد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والحديث مرسل، وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي والدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة (التهذيب 6/ 295، 260)].
وقال الألباني في الحديث: "منكر"[السلسلة الضعيفة 14/ 242)].
الحديث الرابع والأربعون:
((لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور))[9].
[أخرجه أحمد (1/ 147) من حديث أبي ذر مرفوعاً.
وفي سنده عبدالله بن لهيعة وهو ضعيف، وسليمان بن أبي عثمان، قال الهيثمي (3/154): "فيه سليمان بن أبى عثمان قال أبو حاتم: مجهول"].
مجمل للأحاديث الضعيفة والباطلة مرتبةً على حروف المعجم
((إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي))[ضعيف].
((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ))[ضعيف جداً].
((اعتكاف عشر في رمضان كحجتين وعمرتين ))[موضوع].
((أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله - عز وجل - كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة )). قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله ))[ضعيف جداً].
((أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان))[ضعيف].
((الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى ربنا وربك الله ))[ضعيف].
((اللهم أهلِلْهُ علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله ))[ضعيف].
((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ))[منكر].
((اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت))[ضعيف].
((انبسطُوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله))[منكر].
((إن أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطراً ))[ضعيف].
((إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد ))[ضعيف].
((إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب وإن في رمضان ثلاث ليال من فاتته فاته خير كثير ليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وآخرها سوى ليلة القدر فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له ))[موضوع].
((إني رأيت البارحة عجبًا.. رأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشًا كلما ورد حوضًا مُنع وطُرد، فجاءه صيامه فسقاه وأرواه ))[منكر].
((أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ))[منكر].
((تسحروا من آخر الليل((و كان يقول ((هو الغداء المبارك))[ضعيف].
((ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم ))[ضعيف].
((ثلاثة لا يفطرن الصائم: الحجامة والقيء والاحتلام))[ضعيف].
((خصاء أمتي الصيام والقيام ))[ضعيف].
((شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر ))[ضعيف جداً].
((صائم رمضان في السفر كالمفطر فى الحضر ))[منكر].
((الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار))[ضعيف جداً].
((الصائم في عبادة، ما لم يغتب ))[موضوع].
((الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي، إذا قام قام، وإذا صلى صلى، وإذا نام نام، وإذا أحدث أحدث، ما لم يغتب، فإذا اغتاب خرق صومه ))[موضوع].
((الصيام جنة حصينة من النار))[ضعيف].
((الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة))[ضعيف جداً].
((الصيام جنة يجتنُّ بها العبد من النار، وهو لي وأنا أجزي به))[ضعيف].
((الصيام نصف الصبر ))[ضعيف].
((الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام ))[ضعيف].
((صمت الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف ))[ضعيف جداً].
((صوموا تصحوا ))[موضوع].
((قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك... من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه... وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار... من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء ))[منكر].
((قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم))[ضعيف].
((لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور ))[ضعيف].
((لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله - عز وجل -، ولكن قولوا شهر رمضان))[ضعيف].
((لا تكتحل بالنهار وأنت صائم ))[منكر].
((لله عند كل فطر عتقاء من النار))[ضعيف جداً].
((لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها)) فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا. فقال: ((إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقرُّ أعيننا بهم وتقرّ أعينهم بنا، قال فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله: (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات))[موضوع].
((ليس في الصيام رياء ))[ضعيف].
((من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه ))[ضعيف].
((من خير خصال الصائم السواك ))[ضعيف].
((من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه ))[ضعيف].
((نوم الصائم عبادة ))[موضوع].
((يستقبلكم وتستقبلون)) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله وحيٌ نزل؟ قال: ((لا)) قال: عدوٌ حضر؟ قال: ((لا)) قال: فماذا؟ قال: ((إن الله - عز وجل - يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة))[منكر].
((يوم صومكم يوم نحركم )). وفي لفظ: ((يوم رأس سنتكم ))[لا أصل له].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] وأصله ما جاء في الصحيحين: البخاري (1898)، ومسلم (1079) من حديث أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" وهذا لفظ مسلم.
[2] يغني عنه ما أخرجه أبو داود ( 2357 ) والدارقطني ( 2/ 185 ) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 239) وفي الشعب (3/ 407 ) من حديث ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " والحديث حسنه الدارقطني، وابن حجر والمناوي ( فيض القدير 5/136) والألباني ( أبو داود 2357 ) وقال الشيخ المحد سليمان العلوان في شرحه لسنن الترمذي: جيد الإسناد.
[3] الدليل على أن الدعاء مشروع ومستحب في حق الصائم في رمضان؛ أن الآية التي ذكر الله فيها الأمر بالدعاء وقعت في أثناء آيات الصيام في سورة البقرة، مما يدل والله أعلم على الارتباط الوثيق بينهما.
[4] والصحيح أنه من قول كعب وقد أخرجه عبد الرزاق عنه في مصنفه بسند صحيح ( 4/307 )، وقد صح أيضاً من قول أبي العالية بلفظ " الصائم في عبادة ما لم يغتب أحداً وإن كان نائماً على فراشه " ( المصنف 4/307 ). وقد أورد بعضهم هذا الأخير مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح رفعه، وقد نبه الألباني على هذا في السلسلة الضعيفة ( 2/ 106، 107 ).
[5] أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ( 3/6 ) من حديث أَبي عبيدة بن الجراح موقوفاً عليه قال" الصوم جُنَّة ما لم تخرِقه ". وفي سنده بشار بن أبي سيف، وعياض بن غطيف، ذكرهما ابن حبان في الثقات، وقد روي عند النسائي من طريق الوليد بن أبي مالك قال حدثنا أصحابنا عن أبي عبيدة، فذكره. وقد صححه أبو حاتم كما في العلل لابن أبي حاتم ( 1/ 583)، والألباني في أحكامه على سنن النسائي ( 2235 ).
[6] يغني عنه الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود مرفوعاً : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " البخاري (1905) ومسلم (1400).
[7] تنبيه مهم : قد ورد نحو هذا المتن من حديث جابر مرفوعاً كما في سنن ابن ماجه (1643)، وقد صححه البوصيري، وقال الألباني في أحكامه على سنن ابن ماجه: صحيح. ولفظه " إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة"، وفي سنده أبو سفيان وهو طلحة بن نافع، قال علي ابن المدينى : أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث . و قال فيها: أبو سفيان يكتب حديثه، و ليس بالقوى . و قال أبو حاتم عن شعبة : لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث. وقال ابن حجر لم يخرج البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنها التي عناها شيخه (تهذيب التهذيب 3/20)، لذلك ففي تصحيح هذا الحديث نظر، والله أعلم.
[8] يغني عنه ما في الصحيحين من حديث " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " البخاري (1957) ومسلم(1098).
[9] وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد مرفوعاً: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر))[البخاري1957 ) ومسلم (1098)] دون قوله: ((وأخروا السحور)). وقد ذكر مسلم حديثاً يدل على تأخير السحور عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة. قلت كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية"[مسلم 1097)].