لماذا نتصارع على قطع الأرض وحسابات الأموال وننسى حسابات السماء؟
كان هناك مزارع اختلفَ مع جاره على بضعة أمتار عند حدود أرضه... وتعالى الصراخ بينهما وكادا أن يطلبا مساعدة الأمم المتحدة، ومساندة القوات الأمريكية والروسية... لكنهما في النهاية قررا أن يسألا الأرض ماذا تقول...
فهي أكبر منهما وتعرف تماماً كيف كان تقسيم المساحات قبل وقوع الخلاف...
سألاها فكان جوابها....
هذه الأمتار ليست ملكك لا أنت ولا هو...
أنتما وعائلاتكم وبيوتكم ومزارعكم جميعاً ملكي... أكلتم من نباتات ترابي.. وشربتم من مياه أنهاري... فكيف تدّعون امتلاكي وتتقاتلون على اقتسامي؟؟؟
الأرض تعرف التوازن والخلود... ونحن لا نعرف إلا القتال على الحدود...
وهذا ما يفعله الإنسان عندما ينسى أنه سيد هذا الزمان... عندما ينسى أنه خير المخلوقات وأنه خليفة الله على الأرض.
إذا كنا نريد حلّ مشاكل المستقبل، فعلينا أن ننظر إلى جذورها في الماضي...
أفكارنا وأعمالنا الماضية هي التي أدّت إلى هذه الحالة من الجهالة... ولا أحد يعترف بخطئه...
الأجيال الماضية لم تبالي بالمستقبل.. وهكذا تعلّمنا نحن أن نعيش بنفس الطريقة...
لكن هذا لم يعد ممكناً أبداً الآن.
علينا بالمبادرة الجريئة للاعتراف بأخطائنا، وتعليم الجيل الجديد ألا يعيش كما عشنا...
"لا تربّوا أولادكم على عاداتكم وأخلاقكم، لأنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم"... وعندها فقط يمكننا تغيير المستقبل وتلطيف القدر... وإنقاذ حياة الأرض والبشر..
تحيااااااتي