نقلا عن موقع goal.com كتب الناقد أحمد الدسوقى
المدير الفني بشر مثلنا يصيب ويخطئ ، في بعض الأحيان تجده عبقريا و في أحيان أخرى تشعر أنه لا يفقه شيئا في التدريب ! ، وأنا هنا لأتحدث عن مانويل جوزيه الذي حقق طوال مسيرته التدريبية في البرتغال ومصر وأنجولا والسعودية على 22 بطولة ، جوزيه عاد هذه المرة للأهلي بطاقم فني جديد على الكرة المصرية وأعتقد أنها المرة الأولى في تاريخ مصر وربما تاريخ العرب التي نرى فيها محللا للأداء الفني ، جاء جوزيه ومعه أوسكار وفيدالجو وبيدرو ، وكنت أتصور أن تلك التوليفة ستفيد الأهلي كثيرا ولكني كنت موهوما ! ، الأهلي حين كان يدربه جوزيه ومساعده المحلي حسام البدري كان يفوز ويقدم أروع عروضه رغم أنه لم يكن يملك محللا فنيا ولا مدربا عاما من البرتغال ! ، جوزيه حقق الدوري مع الأهلي هذا الموسم فيما يشبه بالإعجاز وهو شىء نحييه عليه كثيرا ولكن ما يحدث في بطولة أفريقيا حاليا أمر مثير لعلامات الاستفهام والتعجب !.
تلقى الأهلي في بداية مشواره هزيمة أمام سوبر سبورت الجنوب أفريقي وتأهل بصعوبة لدور الـ16 ، ثم تخطى زيسكو الزامبي بصعوبة أيضا وتأهل لدور الـ8 ، ثم تعادل تعادلا دراماتيكيا مع الوداد المغربي في القاهرة ، الى أن لقي هزيمة مرة أمام الترجي بالأمس ليتأزم موقف الفريق بشدة في مجموعته.
في مباراة الوداد ارتكب الثنائي أحمد السيد وشريف عبد الفضيل أخطاء كارثية وخاصة الأخير الذي ينافس على لقب هداف البطولة بعد الهدفين الذين أحرزهما في مرمى الأهلي في تلك المباراة ، ولكن هل من المنطقي أن استبعد عبد الفضيل وأترك أحمد السيد الذي يخطئ منذ 10 سنوات كاملة ؟! ، هل من المنطقي أن أدافع عن عبد الفضيل بعد مباراة الوداد وأؤكد أن ثقتي فيه بلا حدود ثم أناقض نفسي وأستبعده تماما من مباراة الترجي ؟!.
هل من المنطقي أن أنتظر من سيد معوض أفضل ما لديه بعدما حطمت معنوياته خلال الأشهر الأخيرة ووضعت في مكانه لاعب ناشئ لا يعلم شيئا عن كرة القدم اسمه أيمن أشرف ، واعتمدت في بعض الأحيان على أحمد فتحي "الظهير الأيمن" مكانه ؟!.
هل من المنطقي أن ألعب بليبرو + 3 محاور ارتكاز أما الترجي ؟! ، ولو فرضنا أننا نلاقي منتخب نجوم العالم وأن هناك ضرورة حتمية للعب بليبرو و 3 محاور ارتكاز فهل من المنطقي أن يكون الثلاثة محاور بينهم لاعبين لم يلعبا مباريات كاملة منذ فترة طويلة ؟! ، ألم يكن من الأجدر أن أستغل شريف عبد الفضيل في الجبهة اليمنى على أن يلعب أحمد فتحي أفضل لاعب في مصر حاليا بجوار حسام عاشور ؟!.
قلتها و أقولها وسأظل أقولها باستمرار ، أمير سعيود مظلوم في الأهلي ، الفريق يحتاج للاعب موهوب ومهاري مثله ، لو كان يحتفظ كثيرا بالكرة أو يهدر أسهل الفرص ، نعلمه ونصبر عليه لا نقلته ونحطم من معنوياته ، أعطيه كل الثقة بدلا من أن أفضل عليه لاعب لم يلمس الكرة في النادي الأهلي ، لاعب مركزه رأس حربة ويبلغ من العمر 28 عاما وكل ما سجله في تاريخه 14 هدفا فقط يعني لو اعتبرنا أنه يلعب كرة القدم منذ مولده يمكننا أن نقول أنه يحرز هدفا كل موسمين !.
أتمسك برأيي في اللاعب الدولي أمير سعيود ، خاصة وأن جوزيه أطاح بأحمد حسن صاحب الروح القتالية العالية بحجة كبر سنه مع العلم أن هناك من هم في نفس سنه في الفريق ولم يرحلوا ! ، أتمسك برأيي في سعيود في ظل الإصابات المتكررة لمحمد بركات و المستوى الرديء لمحمد أبو تريكة والذي أعتقد أنه "خلص" كورة ولم يعد لديه ما يقدمه !.
لم يستغل جوزيه فقدان الترجي لأقوى أسلحته وهو الجمهور ! ، ولا تواضع مستوى الفريق التونسي و غياب أبرز مدافعيه ، وحتى بعض تغييراته لم يكن موفقا فيها فالفريق كان يحتاج للاعب مهاري وسريع مثل أحمد شكري بدلا من محمد فضل الذي يلعب بالشوكة والسكينة.
جوزيه صرح منذ أسابيع بأن الفريق الحالي للأهلي لا يمكنه الفوز بدوري أبطال أفريقيا ! ، ربما قصد البرتغالي الضغط على إدارة الأهلي لإبرام صفقات جديدة ، لكنه في الحقيقة حطم معنويات أكثر من لاعب في الفريق و أشعرهم بالعجز والضعف !.
رغم كل هذا فهناك بعض الأعذار التي يجب أن نلتمسها لجوزيه ، مثل التراجع الغير مبرر في مستوى أحمد فتحي و عماد متعب ، والغياب المفاجئ لمحمد بركات و دومينيك دا سيلفا بسبب الإصابة ، والمستوى المتذبذب للحارس أحمد عادل عبد المنعم ، وأعتقد أن جوزيه لا تزال لديه الفرصة للتعويض و تصحيح الأخطاء ولكن بشرط التخلي عن العناد و المكابرة ، دعونا ننتظر ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة ، إما أن نجد أهلي جديد قوي و مقاتل ، و إما يستمر تراجع الأهلي بشكل قد يؤدي لشرخ كبير في علاقة جماهير الأهلي بالساحر البرتغالي ، فـالفريق الذي يملك غالي و جدو وفتحي و عاشور و شهاب و معوض و شريف و جمعة و بركات و دومينيك و متعب لا يمكن أبدا أن يكون هذا مستواه !.