في أحد قيعان المحيطات الدامسة فتحت محارة صغيرة قوقعتها لتلتقط الطعام
وأثناء مرور التيار قامت المجسات بالتقاط وأثناء ذلك مرّت سمكة كبيرة بجانب القوقعة
وحرّكت الرمال فأسرعت المحارة بإغلاق قوقعتها
ولكن بعد فوات الأوان
فقد استقرت حبة رمل في داخلها ونحن نعلم كم تكره المحارة الرمل الخشن.
لأنه يعيق حياتها،فحزنت المحارة كثير
ولكن الحزن لن ينفعها،فقررّت أن تفعل شيئا
وفعلاً فقد بدأت خلايا خاصّة منحها الله تعالى إيّاها بإفراز مادة بيضاء لامعة حول حبّة الرمل.
ومع مرور الزمن تحوّلت حبّة الرمل إلى لؤلؤة جميلة وثمينة
لا يمكن أن تتخلّى عنها المحارة بعد أن كانت مشكلة حقيقية قد تودي بحياتها.
وأنا أقول لك:
إذا كان الله تعالى قد منح َ هذه المحارة الصغيرة
الوسائل والأدوات لكي تتغلب على متاعب الحياة...! فما بالك بالإنسان الّذي
كرّمه الله على جميع المخلوقات وجعله خليفة في الأرض.
إذا كانت محارة صغيرة منسيّة في غياهب البحار السحيقة
لا تيأس فكيف تسمح لنفسك أنت الإنسان العاقل أن تيأس؟.
فما أرجوه منك يا صاحبي أن لا تعيش على هامش الحياة
بل اجعل لنفسك رسالة في الحياة واسعَ في سبيل تحقيقها واعلم أنّه ما من إنسان يضع هدفاً ويسعى لتحقيقه إلا ويُهيئ الله له ذلك.
فنصيحتي لك...
جدّد الأمل في الحياة وتوكّل على الله وحاول(فشرف التجربة يكفيك)
حتى ولو فشلت فليس العيب أن نفشل لكن العيب أن نعتبر فشلنا هو النهاية
إن الفشل هو اختبار وليس النهاية.
ثق بالله أولاً،ثم بنفسك وقدراتك لأن الواثق من نفسه هو الّذي يستطيع التقدم
فلو لم يثق الربّان بقدرة سفينته على الطوفان في البحر لما أبحر ميلاً واحداً
أمّا أن تغرق أو لا فهذا ليس بيده ، إنّما بيد الله عزّ وجل
فنحن نعمل ونسعى ونترك الباقي على الله، لأننا نأخذ بالأسباب ونتوكّل على مسبّب الأسباب..
هيا ماذا تنتظر؟؟...
قرر منذ الآن أن تغيّر حياتك وتجعل الأمل نصب عينيك.
وكن محبّاً للناس متفهّماً لهم،حتى ولو اختلفت معهم فهذا لا يعني أنّك على خطأ أو هم على خطأ
بل حاول أن تجد مساحة مشتركة للتفاهم معهم.