ربما تكون هذه الكلمة هى الاخيرة لى ......
مرة اخرى ... احب ان يعلم من لم يكن يعلم ... انى امرؤ لاترهبه بوارق الوعيد .. ولا تهوله الفاظ محفوظة تلوكها الاقلام الذاهلة وتمضغها الافواه المتلمظة .. وتتناقلها العقول الفاترة ... وانى مذ فرغت من ان اشرك بالله احدا لم ترعنى كلمة اوصف بها سوى الشرك بالله .. وكل صفة بعد ذلك فمصيرها عندى كما قال زياد فى خطبته البتراء ...( ان اجعلها دبر اذنى وتحت قدمى ) الا ان اكون مبطلا فى قول او فعل .. فعندئذ اؤوب الى الحق صاغرا خاضع العنق ... لا تأخذنى دون ذلك عزة بالاثم .. ولا يمنعنى منه حياء او كبر ان اقر علانية بخطأ كان منى .. او زلل ترديت فيه ... واستغفر الله واتوب اليه اذ الجأنى من ألجأنى الى ان اصف نفسى بما لا ينبغى للمرء ان يعتاده من التمدح .. فانه يوشك ان يكون بابا من الابواب الخفية الى النفاق ....
على هذا .. فليكرر الاساتذة الكرام .. الفاظهم البالية .. ( تعصب ... تحزب .. اقصاء .. احتكار ...احتقار ... صكوك الايمان ... ابعدية الجنة .. الحكم الالهى ... وهلم جرى .. وهلم جرى ...
اخوانى ... كنت قد عقبت على كلمة الاستاذ سليمان .. والاستاذ الشيخ الداعية ... والمهندس الكبير .. وكان قضيتى انذاك .. تهجم الاستاذ سليمان على شيخ جليل هو الشيخ يعقوب ... ثم خلطه المهين على الاعضاء فى قضية الدين والسياسة ... واشد من ذلك .. طنين الاستاذ الشيخ الداعية ... وبعض اعضاء المنتدى ..له ... بثناء يزيد من خلطه وبلواه ...
وكان ما كان منهم ومنى ...
وما هى الا ليلة او ضحها .. حتى قرأت للمهندس الكبير عبد الله العمرى .. تعقيبا له يقول فيه .... (إقحام اسم الله فى السياسة كان بداية الفتنة الكبرى فى تاريخ الإسلام عندما قال ذو النورين عثمان بن عفان رداً على من طالبوه بترك الحكم وأقسم أمامهم أنه لن يخلع رداء «سربلنيه الله» أى ألبسنيه الله، وكانت هذه هى فكرة الحكم الإلهى التى أثارت حفيظة الثوار، بدأ بعد هذه الجملة الخطيرة نزيف الدم وصراع المصالح)....
واذن ... فقد اراد المهندس الكبير ان يقول ان الفتنة الكبري التى افضت الى قتل عثمان رضى الله عنه .... فتنة ديكتاتورية نشأت من حب خليفة الاسلام الثالث ... للسلطة وتمسكه بالحكم تحت دعوى الحكم الالهى ... كما قال المهندس الكبير او نقل ...
هذا وان كان للمهندس الكبير ان يفتخر فليفتخر بالاكتشاف الذى لخص فيه اسباب فتنة كبرى شاء الله ان تقع بالامه الاسلامية ..فاخذ يطبل له .. ويعرضه مرة على هذا المنتدى ومرة على ( الفيس بوك ) مبتهجا بهجة من ضلته الحكمة فوجدها ....بالطبع اعنى ذلك ... واعنيه هو او من نقل عنهم .. وانا اعرفهم ... والجميع يعرفهم ... اظن ذلك ..
واقول للمهندس الكبير ... هونا ... فما بك الفخر ...فدعواك تلك سبقك بها كثير ممن يتبنون كبر مثل تلك الاقوال ...بل لقد كتب الاستاذ الدكتور العميد ... طه حسين ..كتابا كاملا فى ذلك .. غير انه لم يتهم عثمان رضى الله عنه بما قلت ...
ولكنه قال ..ان الفتنة الكبرى ... التى اافضت الى قتل عثمان رضى الله عنه انما كانت فتنة عربية نشأت من تزاحم الاغنياء على الغنى والسلطان ..ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الاغنياء ...ومن اجل تحقيق ذلك ركب كل مركب فى تصوير الحياة الاسلامية الاولى ...فنفى خبر عبد الله بن سبأ اليهودى ..وخبر الكتاب الذى كتب فيه الامر بقتل رؤوس وفد مصر ....وكأن الاستاذ العميد اراد ان ينفى عن اليهود الشركة فى دم عثمان رضى الله عنه ...
هذا وقد كنت استبشع ما قاله الدكتور العميد وما طم فى كتابه هذا ( الفتنة الكبرى ) من عبث وافتراء وكذب فى نقل الاخبار وتفسيرها ...حتى سمعت وقرأت ما كتبه او نقله المهندس الكبير .. فعلمت ان ما كتبه الدكتور العميد كان خطوة اولى .. ومرحلة ممهدة .. الى ما نسمعه ونطالعه الان ...
على ذلك ... فالمهندس الكبير .. يرى ... انه كان هناك ثورة ضد حكم عثمان رضى الله وعنه .. وذلك لما طم من ظلم للعباد وفساد فى البلاد ...فقامت العامة ثائرين مطالبين عثمان رضى الله عنه بالتنحى وترك الحكم ... فتعلق عثمان ( رحمه الله ورضى عنه ) بالسلطة وتمسك بها قائلا ... لا اخلع ما سربلنيه الله ...
اقول .. ليس يجمل بنا ولا بالمهندس الكبير .. ان يغالط فى الحق لشئ يراه هو او نراه نحن حسنا جميلا ...والتاريخ يا سيدى لا يكتب بالتحكم .. وانما بالروية ثم بالاستدلال .. ثم ببذل الجهد فى سد الفجوات ... وسبيل ذلك ان تأخذ من الماضى اسباب وعللا وحوادث ذات خطر ..فأن استقامت ان تمتد معك الى الحاضر الذى تؤرخه فهى حقيقة بأن تكون شيئا من التاريخ يوشك ان يكون حقا كله او بعضه ..
وان لا ادرى الان .. ما هو رأى الاستاذ الداعية .. واعضاء المنتدى ... هل ما زال الاسلوب بليغا جميلا فى الصياغة .. مفعما .. بالمحسنات البديعية .. لالالا... فالمهندس الكبير ليس شاعر ,, وناصية البيان معه بقدر ...
لقد تخطى المهندس الكريم .. عقودا وقرونا .. حتى وصل الى القرن الاول من الاسلام ... يبحث عن ضلته .. ليحقق لنا جميعا .. ان الحكم الدينى لا يصلح ..وان الدولة المدنية المزعومة هى حقا دولة الحق والعدل ...
وانا لن اناقش الان هذا المنهج التاريخى .. فان كل مدعى يستطيع ان يقول : هذا منهجى وهذه دراستى .. وهذا رأيى ...
او امر اخر ...لم اتبينه انا ..الا فى هذه الايام .... الا وهو ..
ان الخليفة الثانى ... خرج من الدين الى السياسة ... فعلى ذلك.. لنا جميعا ان ننسى انه من صحابة محمد صلى الله عليه وسلم .. فهو الان معنا ... عثمان السياسى ... لا عثمان الصحابى الجليل ...( فهذه قاعدة ارسى لنا اصولها الاستاذ سليمان والاستاذ الداعية ).والمخالف لها يكون .. فاشيا ..
وانا يا سيدى المهندس ... لن احقق فى هذه الكلمة فساد ما بنى عليه الحكم التاريخى العجيب الذى استحدثته انت ومن نقلت عنهم ... بل ادعه الى حينه ..
احب ان يعلم من لم يكن يعلم ... ان اسلافنا رضى الله عنهم وغفر لهم... منذ الفوا كتبهم وضعوا لها قواعد يعرفها اهل العلم .. ويجهلها من جنح عن اصولهم وعمى عليه طريقهم ... فهم منذ بدأوا يكتبون اسسوا كتبهم على اسناد الاخبار الى رواتها... وبرئوا من عهدة الرواية بهذا الاسناد .. ولم يبالوا بعد ذلك ان يكون الخبر صحيحا اة ضعيفا او زائدا او ناقصا او موضوعا مكذوبا .. لانهم كانوا يعلمون حال الرواة ومنازلهم من الصدق والكذب ...ومن الورع والاستخفاف .. ومن الامانة والهوى .. وكأنهم ارادوا بهذا ان يجعلوا كتبهم فى التاريخ وغير التاريخ سجلا لما قد قيل فى زمانهم وما قبل زمانهم .. وما كان يقوله قوم .. وما كان يقوله اخرون ...مهما تعارض القولان او اختلفا او تناقضا ...وتركوا للعلما تميز الحق من الباطل .. والصدق من الكذب .. على اساسهم المشهورة .. وهو معرفة الرجال الذين رووا هذه الاخبار او تكذبوها ..
هذا الطبرى مثلا .. يقول فى فاتحة كتابه فى التاريخ ( فما يكون فى كتابى هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه او يستشنعه سامعه من اجل انه لم يعرف له وجها صحيحا ولا معنى فى الحقيقة .. فليعلم انه لم يؤت فى ذلك من قبلنا .. وانما اتى من بعض ناقليه الينا .. وانما ادينا ذلك على نحو ما ادٌى الينا ) ...ومن عرف كتابه وكتب القوم علم يقينا صدق ما يقول ...
وكان الناس على عهدهم اهل دين وتقوى .. ولا يستحل امرؤمنهم _ الا من ضل _ ان يحتج فى دين الله ولا فى تاريخ الناس والحكم عليه .. بخبر لا يدرى اصدق قائله فيما روى ام كذب .... فلما جاء زماننا هذا ... بشع الامر وقبح ... فان الناس قد هجروا ادب دينهم ومروءة اسلافهم .. وعلم كتبهم .. واقتجموا بالجهالة على الظنون المردية واستخفهم الهوى حتى اخذوا الباطل وعارضوا به الحق بلا تمحيص ولا رواية ولا فهم ..وشابهوا زمن هذه الحضارة الغالبة عليهم .. فاجترؤا وتهوروا واستغلظوا معانى الورع ومخافة العذاب يوم القيامة .. حتى قذفوا بالغيب من مكان بعيد ... واجترأوا على اصجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باوهامهم واهوائهم فافحشوا القالة فيهم بلا معرفة ولا تخوف ... ورب العلمين ينذرهم فيما يتلون من كتابه : ( والذين يؤزون المؤمنين بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ) صدق الله العظيم ..
هناك تتمه
مرة اخرى ... احب ان يعلم من لم يكن يعلم ... انى امرؤ لاترهبه بوارق الوعيد .. ولا تهوله الفاظ محفوظة تلوكها الاقلام الذاهلة وتمضغها الافواه المتلمظة .. وتتناقلها العقول الفاترة ... وانى مذ فرغت من ان اشرك بالله احدا لم ترعنى كلمة اوصف بها سوى الشرك بالله .. وكل صفة بعد ذلك فمصيرها عندى كما قال زياد فى خطبته البتراء ...( ان اجعلها دبر اذنى وتحت قدمى ) الا ان اكون مبطلا فى قول او فعل .. فعندئذ اؤوب الى الحق صاغرا خاضع العنق ... لا تأخذنى دون ذلك عزة بالاثم .. ولا يمنعنى منه حياء او كبر ان اقر علانية بخطأ كان منى .. او زلل ترديت فيه ... واستغفر الله واتوب اليه اذ الجأنى من ألجأنى الى ان اصف نفسى بما لا ينبغى للمرء ان يعتاده من التمدح .. فانه يوشك ان يكون بابا من الابواب الخفية الى النفاق ....
على هذا .. فليكرر الاساتذة الكرام .. الفاظهم البالية .. ( تعصب ... تحزب .. اقصاء .. احتكار ...احتقار ... صكوك الايمان ... ابعدية الجنة .. الحكم الالهى ... وهلم جرى .. وهلم جرى ...
اخوانى ... كنت قد عقبت على كلمة الاستاذ سليمان .. والاستاذ الشيخ الداعية ... والمهندس الكبير .. وكان قضيتى انذاك .. تهجم الاستاذ سليمان على شيخ جليل هو الشيخ يعقوب ... ثم خلطه المهين على الاعضاء فى قضية الدين والسياسة ... واشد من ذلك .. طنين الاستاذ الشيخ الداعية ... وبعض اعضاء المنتدى ..له ... بثناء يزيد من خلطه وبلواه ...
وكان ما كان منهم ومنى ...
وما هى الا ليلة او ضحها .. حتى قرأت للمهندس الكبير عبد الله العمرى .. تعقيبا له يقول فيه .... (إقحام اسم الله فى السياسة كان بداية الفتنة الكبرى فى تاريخ الإسلام عندما قال ذو النورين عثمان بن عفان رداً على من طالبوه بترك الحكم وأقسم أمامهم أنه لن يخلع رداء «سربلنيه الله» أى ألبسنيه الله، وكانت هذه هى فكرة الحكم الإلهى التى أثارت حفيظة الثوار، بدأ بعد هذه الجملة الخطيرة نزيف الدم وصراع المصالح)....
واذن ... فقد اراد المهندس الكبير ان يقول ان الفتنة الكبري التى افضت الى قتل عثمان رضى الله عنه .... فتنة ديكتاتورية نشأت من حب خليفة الاسلام الثالث ... للسلطة وتمسكه بالحكم تحت دعوى الحكم الالهى ... كما قال المهندس الكبير او نقل ...
هذا وان كان للمهندس الكبير ان يفتخر فليفتخر بالاكتشاف الذى لخص فيه اسباب فتنة كبرى شاء الله ان تقع بالامه الاسلامية ..فاخذ يطبل له .. ويعرضه مرة على هذا المنتدى ومرة على ( الفيس بوك ) مبتهجا بهجة من ضلته الحكمة فوجدها ....بالطبع اعنى ذلك ... واعنيه هو او من نقل عنهم .. وانا اعرفهم ... والجميع يعرفهم ... اظن ذلك ..
واقول للمهندس الكبير ... هونا ... فما بك الفخر ...فدعواك تلك سبقك بها كثير ممن يتبنون كبر مثل تلك الاقوال ...بل لقد كتب الاستاذ الدكتور العميد ... طه حسين ..كتابا كاملا فى ذلك .. غير انه لم يتهم عثمان رضى الله عنه بما قلت ...
ولكنه قال ..ان الفتنة الكبرى ... التى اافضت الى قتل عثمان رضى الله عنه انما كانت فتنة عربية نشأت من تزاحم الاغنياء على الغنى والسلطان ..ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الاغنياء ...ومن اجل تحقيق ذلك ركب كل مركب فى تصوير الحياة الاسلامية الاولى ...فنفى خبر عبد الله بن سبأ اليهودى ..وخبر الكتاب الذى كتب فيه الامر بقتل رؤوس وفد مصر ....وكأن الاستاذ العميد اراد ان ينفى عن اليهود الشركة فى دم عثمان رضى الله عنه ...
هذا وقد كنت استبشع ما قاله الدكتور العميد وما طم فى كتابه هذا ( الفتنة الكبرى ) من عبث وافتراء وكذب فى نقل الاخبار وتفسيرها ...حتى سمعت وقرأت ما كتبه او نقله المهندس الكبير .. فعلمت ان ما كتبه الدكتور العميد كان خطوة اولى .. ومرحلة ممهدة .. الى ما نسمعه ونطالعه الان ...
على ذلك ... فالمهندس الكبير .. يرى ... انه كان هناك ثورة ضد حكم عثمان رضى الله وعنه .. وذلك لما طم من ظلم للعباد وفساد فى البلاد ...فقامت العامة ثائرين مطالبين عثمان رضى الله عنه بالتنحى وترك الحكم ... فتعلق عثمان ( رحمه الله ورضى عنه ) بالسلطة وتمسك بها قائلا ... لا اخلع ما سربلنيه الله ...
اقول .. ليس يجمل بنا ولا بالمهندس الكبير .. ان يغالط فى الحق لشئ يراه هو او نراه نحن حسنا جميلا ...والتاريخ يا سيدى لا يكتب بالتحكم .. وانما بالروية ثم بالاستدلال .. ثم ببذل الجهد فى سد الفجوات ... وسبيل ذلك ان تأخذ من الماضى اسباب وعللا وحوادث ذات خطر ..فأن استقامت ان تمتد معك الى الحاضر الذى تؤرخه فهى حقيقة بأن تكون شيئا من التاريخ يوشك ان يكون حقا كله او بعضه ..
وان لا ادرى الان .. ما هو رأى الاستاذ الداعية .. واعضاء المنتدى ... هل ما زال الاسلوب بليغا جميلا فى الصياغة .. مفعما .. بالمحسنات البديعية .. لالالا... فالمهندس الكبير ليس شاعر ,, وناصية البيان معه بقدر ...
لقد تخطى المهندس الكريم .. عقودا وقرونا .. حتى وصل الى القرن الاول من الاسلام ... يبحث عن ضلته .. ليحقق لنا جميعا .. ان الحكم الدينى لا يصلح ..وان الدولة المدنية المزعومة هى حقا دولة الحق والعدل ...
وانا لن اناقش الان هذا المنهج التاريخى .. فان كل مدعى يستطيع ان يقول : هذا منهجى وهذه دراستى .. وهذا رأيى ...
او امر اخر ...لم اتبينه انا ..الا فى هذه الايام .... الا وهو ..
ان الخليفة الثانى ... خرج من الدين الى السياسة ... فعلى ذلك.. لنا جميعا ان ننسى انه من صحابة محمد صلى الله عليه وسلم .. فهو الان معنا ... عثمان السياسى ... لا عثمان الصحابى الجليل ...( فهذه قاعدة ارسى لنا اصولها الاستاذ سليمان والاستاذ الداعية ).والمخالف لها يكون .. فاشيا ..
وانا يا سيدى المهندس ... لن احقق فى هذه الكلمة فساد ما بنى عليه الحكم التاريخى العجيب الذى استحدثته انت ومن نقلت عنهم ... بل ادعه الى حينه ..
احب ان يعلم من لم يكن يعلم ... ان اسلافنا رضى الله عنهم وغفر لهم... منذ الفوا كتبهم وضعوا لها قواعد يعرفها اهل العلم .. ويجهلها من جنح عن اصولهم وعمى عليه طريقهم ... فهم منذ بدأوا يكتبون اسسوا كتبهم على اسناد الاخبار الى رواتها... وبرئوا من عهدة الرواية بهذا الاسناد .. ولم يبالوا بعد ذلك ان يكون الخبر صحيحا اة ضعيفا او زائدا او ناقصا او موضوعا مكذوبا .. لانهم كانوا يعلمون حال الرواة ومنازلهم من الصدق والكذب ...ومن الورع والاستخفاف .. ومن الامانة والهوى .. وكأنهم ارادوا بهذا ان يجعلوا كتبهم فى التاريخ وغير التاريخ سجلا لما قد قيل فى زمانهم وما قبل زمانهم .. وما كان يقوله قوم .. وما كان يقوله اخرون ...مهما تعارض القولان او اختلفا او تناقضا ...وتركوا للعلما تميز الحق من الباطل .. والصدق من الكذب .. على اساسهم المشهورة .. وهو معرفة الرجال الذين رووا هذه الاخبار او تكذبوها ..
هذا الطبرى مثلا .. يقول فى فاتحة كتابه فى التاريخ ( فما يكون فى كتابى هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه او يستشنعه سامعه من اجل انه لم يعرف له وجها صحيحا ولا معنى فى الحقيقة .. فليعلم انه لم يؤت فى ذلك من قبلنا .. وانما اتى من بعض ناقليه الينا .. وانما ادينا ذلك على نحو ما ادٌى الينا ) ...ومن عرف كتابه وكتب القوم علم يقينا صدق ما يقول ...
وكان الناس على عهدهم اهل دين وتقوى .. ولا يستحل امرؤمنهم _ الا من ضل _ ان يحتج فى دين الله ولا فى تاريخ الناس والحكم عليه .. بخبر لا يدرى اصدق قائله فيما روى ام كذب .... فلما جاء زماننا هذا ... بشع الامر وقبح ... فان الناس قد هجروا ادب دينهم ومروءة اسلافهم .. وعلم كتبهم .. واقتجموا بالجهالة على الظنون المردية واستخفهم الهوى حتى اخذوا الباطل وعارضوا به الحق بلا تمحيص ولا رواية ولا فهم ..وشابهوا زمن هذه الحضارة الغالبة عليهم .. فاجترؤا وتهوروا واستغلظوا معانى الورع ومخافة العذاب يوم القيامة .. حتى قذفوا بالغيب من مكان بعيد ... واجترأوا على اصجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باوهامهم واهوائهم فافحشوا القالة فيهم بلا معرفة ولا تخوف ... ورب العلمين ينذرهم فيما يتلون من كتابه : ( والذين يؤزون المؤمنين بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ) صدق الله العظيم ..
هناك تتمه