المتسلقون
ليس هنالك من شك في ان التاريخ مليء بالدروس والعبر التي هي خير ضياء لانارة الطريق امامنا لتجنب الاخطاء التي قد نقع فيها مستقبلا!.
وكل
حركة تغيير تاريخية تكسر حواجز الجمود والركود يطلق عليها اسم
ثورة!...وليس كل محرك تاريخي هو ثورة! كما انه ليس كل من قام بها هو ثائر
او يمتلك مواصفاته!...بل لكل واقعة ظروفها الموضوعية التي تختلف عن
مثيلاتها، وبالتالي لا يصح تطبيق قوانين جامدة لتفسير حركة
التاريخ...ابدا،فكل تفسير قد يناسب واقعة ما وبصورة نسبية.
تلك
الحركات التغييرية والتي نطلق عليها اسم الثورات،هي حركات جذب عام كما انها
حركات طرد ونفي !...والجذب العام هي انها تستطيع جمع الغالبية الشعبية في
بوتقة مثالية نادرة وتطرد بقايا ورموز النظام البائد بما يمثلونه من تشكيلة
مصطنعة من التكوين الامني والفكري بصورتها الارهابية والتحريفية
المتميزة!.
ولكن من العيوب الشائعة لتلك الحركات التغييرية العامة
هي انها لا تستطيع ان تمنع من تسلق الوضاعون وهم الذين يتلونون عادة وحسب
اللون السائد بسبب طبيعتهم التكوينية الانتهازية التي لا تقف عند حد معين
كي يحصلوا على اكبر حصة من الغنائم ويستطيعوا ان يقودوا المرحلة القادمة
دون ان يذوبوا في الاهداف المشروعة التي تخالف خلفياتهم الثقافية
والتقليدية، فهم يريدوا ترويضها وتحويرها لصالحهم وليس العكس!.
اذا
قفز الوضاعون فهم لن يقفوا عند حد معين ابدا!...فهم الذين يحركوا دوائر
الانتقام الداخلية والتي تسمى عادة بالثورة التي تأكل ابنائها!...نعم هنالك
ثوار حقيقون يقعون في تلك المستنقعات اللااخلاقية الآسنة ولكن من يدير
الواقعة او يراقبها يتبين له ان المتسلقون الوضاعون والذين بعضهم هو حديث
الولادة بعد الثورة والبعض الاخر كان منضويا تحت رايتها لاسباب متعددة قد
تكون مختلفة عن اسباب الثائرين الاخرى لان الثورة تجمع عادة مختلف فئات
الشعب الذين تختلف دوافعهم الذاتية والعامة!.
ان المتسلق الوضاع: هو
شخصية انتهازية متلونة حسب طبيعة الحدث ولا تقف عند حدود معينة من النفاق
والدجل والاستغلال وابتكار مختلف الافكار الشيطانية الهزيلة في سبيل الوصول
الى الغايات الذاتية والعامة من خلال اختصار الزمن بظرف مثالي نادر!.
نماذج سوداء!
الجعبة
التاريخية مليئة بالكثير من تلك النماذج السوداء التي شوهت بياضه الناصع
بوحشية لا مثيل لها،واستطاعت في فترة وجيزة من الزمن ومن خلال تسلق
الوضاعون ان تخلق لنا امثلة نادرة في الانتهازية والوحشية، وبالتالي فأن
الواجب الادبي والاخلاقي هو ليس فقط تحديد تلك الظاهرة بل تجنبها وان امكن
التقليل من آثارها!.
لقد قفز الكثير من الوضاعون ضمن مكونات سياسية
مختلفة استطاعت ان تمسك بزمام السلطة وان تستفيد من منافعها المختلفة...ففي
الجانب المنعدم من الصفات العالية التميز...قفز الكثير من البلطجية الذين
يفتقرون لصفات الفكر والثقافة والاخلاق والمثل الوطنية والانسانية الرفيعة
مثل ستالين ضمن صفوف الثورة الروسية واستطاع قتلها بوحشية تاريخية نادرة في
فترة وجيزة من الزمن، كما قفز على السلطة في حركات انقلابية كلا من بول
بوت في كمبوديا وصدام في العراق والقذافي في ليبيا وبن علي في تونس وغيرهم
كثيرون كما قفز الكثيرون من وعاظ السلطة كما هو شائع في السعودية من خلال
مؤسستها الدينية وفي مصر كما هو معروف من الازهر! وايضا ضمن صفوف الحواضر
العلمية التقليدية الاخرى في المغرب وتونس!....كما قفز ايضا الكثير من
مثقفي السلطة خلال الحقبة الشيوعية في روسيا واوروبا الشرقية وفي المانيا
النازية ايضا والذين تركوا تراثا اسودا في مختلف الفروع الثقافية.
واعظ السلطان ومثقف السلطة!
الثورات
العربية المعاصرة التي انطلقت في وقت واحد وفي عدة اماكن، وهي كانت فرصة
مثالية تتيح لوعاظ السلاطين ومثقفي السلطة فضلا عن قدامى المتحكمين في
الرغبة في الفوز بنصيب من الغنائم والشهرة لاختصار الطريق الذي يكون عادة
وعرا وصعبا والذي هو نتيجة طبيعة للمنافسة بين البشر!.
واعظ السلطان
لا يتورع ان ترويض الدين واحكامه الشرعية في خدمة سلطانه او دوافعه
الشخصية...بينما في المقابل فأن مثقف السلطة او المثقف الانتهازي ايضا
شخصية لا تتورع عن بيع الالتزام الناشيء من امتلاك حيز كبير من ملكة
الثقافة والفكر والادب، بثمن بخس في سبيل الوصول الى الغايات الذاتية
الدنيئة!.
كلا الحالتين مرفوضتين وعلى الجميع تعرية اصحابها ونبذهم ووضعهم ضمن حدودهم الهزيلة حتى لا يكونوا امثلة نموذجية للتسلق الوضيع!.
ومن
هنا نرى الكثير من الامثلة البارزة للتسلق الوضيع التي برزت على السطح
واستفادت من تسلط الاضواء الاعلامية التي لا تسلط عادة وبصورة محزنة الا
على الوضاعون...فمن جانب وعاظ السلاطين برز المرتزق يوسف القرضاوي كمتسلق
وضيع يحاول ان يثبت وجوده الفكري المشوه والاخلاقي الهزيل ضمن صفوف ثورات
لا تمت اليه بصلة ولا تعترف به وهو الشخص الذي لا يتورع عن بيع دينه لذاته
ولسلاطين زمانه!...فمن محاولة قيادة ثورة مصر الى الرغبة في تسلق ثورة
ليبيا وبقية الثورات الاخرى ثم الى مهاجمة ثورة البحرين بطريقة طائفية
متخلفة خالية من ادنى مواصفات الانتهازي المستتر بكلمات يمكن التلاعب بها!
وهي الثورة التي عرت اسياده الطائفيين القبليين وكشفت للعلن وضاعة قيمهم
الدينية والاخلاقية الممزوجة بتحريفات وراثية مشوهة ضمن قيم البداوة
الهمجية!...
ليس
هذا فحسب بل الثورة الليبية الراهنة ايضا شهدت محاولات قفز من جانب الكثير
من اتباع الطاغية المعتوه القذافي وزبانيته، ومع شديد الاسف فأن الاحداث
الدامية جعلت من الصعب غربلة هؤلاء المتسلقون من السواد المشارك! الا ان
الثورة التونسية استطاعت غربلة اعداد كبيرة من هؤلاء المتسلقون وان كان
الامر لا يخلو من ثغرات كبيرة بعد استقرارها!.
يبدأ تحريف مبادئ
الثورات الشعبية من خلال تسلق الوضاعون وليس من خلال مبادئها!...والرغبة في
الصيانة والحفظ لخدمة المسيرة الخالدة، تستلزم ابعادهم وتنقية الاجواء من
آثار التلويث المسموم!.
ليس هنالك من شك في ان التاريخ مليء بالدروس والعبر التي هي خير ضياء لانارة الطريق امامنا لتجنب الاخطاء التي قد نقع فيها مستقبلا!.
وكل
حركة تغيير تاريخية تكسر حواجز الجمود والركود يطلق عليها اسم
ثورة!...وليس كل محرك تاريخي هو ثورة! كما انه ليس كل من قام بها هو ثائر
او يمتلك مواصفاته!...بل لكل واقعة ظروفها الموضوعية التي تختلف عن
مثيلاتها، وبالتالي لا يصح تطبيق قوانين جامدة لتفسير حركة
التاريخ...ابدا،فكل تفسير قد يناسب واقعة ما وبصورة نسبية.
تلك
الحركات التغييرية والتي نطلق عليها اسم الثورات،هي حركات جذب عام كما انها
حركات طرد ونفي !...والجذب العام هي انها تستطيع جمع الغالبية الشعبية في
بوتقة مثالية نادرة وتطرد بقايا ورموز النظام البائد بما يمثلونه من تشكيلة
مصطنعة من التكوين الامني والفكري بصورتها الارهابية والتحريفية
المتميزة!.
ولكن من العيوب الشائعة لتلك الحركات التغييرية العامة
هي انها لا تستطيع ان تمنع من تسلق الوضاعون وهم الذين يتلونون عادة وحسب
اللون السائد بسبب طبيعتهم التكوينية الانتهازية التي لا تقف عند حد معين
كي يحصلوا على اكبر حصة من الغنائم ويستطيعوا ان يقودوا المرحلة القادمة
دون ان يذوبوا في الاهداف المشروعة التي تخالف خلفياتهم الثقافية
والتقليدية، فهم يريدوا ترويضها وتحويرها لصالحهم وليس العكس!.
اذا
قفز الوضاعون فهم لن يقفوا عند حد معين ابدا!...فهم الذين يحركوا دوائر
الانتقام الداخلية والتي تسمى عادة بالثورة التي تأكل ابنائها!...نعم هنالك
ثوار حقيقون يقعون في تلك المستنقعات اللااخلاقية الآسنة ولكن من يدير
الواقعة او يراقبها يتبين له ان المتسلقون الوضاعون والذين بعضهم هو حديث
الولادة بعد الثورة والبعض الاخر كان منضويا تحت رايتها لاسباب متعددة قد
تكون مختلفة عن اسباب الثائرين الاخرى لان الثورة تجمع عادة مختلف فئات
الشعب الذين تختلف دوافعهم الذاتية والعامة!.
ان المتسلق الوضاع: هو
شخصية انتهازية متلونة حسب طبيعة الحدث ولا تقف عند حدود معينة من النفاق
والدجل والاستغلال وابتكار مختلف الافكار الشيطانية الهزيلة في سبيل الوصول
الى الغايات الذاتية والعامة من خلال اختصار الزمن بظرف مثالي نادر!.
نماذج سوداء!
الجعبة
التاريخية مليئة بالكثير من تلك النماذج السوداء التي شوهت بياضه الناصع
بوحشية لا مثيل لها،واستطاعت في فترة وجيزة من الزمن ومن خلال تسلق
الوضاعون ان تخلق لنا امثلة نادرة في الانتهازية والوحشية، وبالتالي فأن
الواجب الادبي والاخلاقي هو ليس فقط تحديد تلك الظاهرة بل تجنبها وان امكن
التقليل من آثارها!.
لقد قفز الكثير من الوضاعون ضمن مكونات سياسية
مختلفة استطاعت ان تمسك بزمام السلطة وان تستفيد من منافعها المختلفة...ففي
الجانب المنعدم من الصفات العالية التميز...قفز الكثير من البلطجية الذين
يفتقرون لصفات الفكر والثقافة والاخلاق والمثل الوطنية والانسانية الرفيعة
مثل ستالين ضمن صفوف الثورة الروسية واستطاع قتلها بوحشية تاريخية نادرة في
فترة وجيزة من الزمن، كما قفز على السلطة في حركات انقلابية كلا من بول
بوت في كمبوديا وصدام في العراق والقذافي في ليبيا وبن علي في تونس وغيرهم
كثيرون كما قفز الكثيرون من وعاظ السلطة كما هو شائع في السعودية من خلال
مؤسستها الدينية وفي مصر كما هو معروف من الازهر! وايضا ضمن صفوف الحواضر
العلمية التقليدية الاخرى في المغرب وتونس!....كما قفز ايضا الكثير من
مثقفي السلطة خلال الحقبة الشيوعية في روسيا واوروبا الشرقية وفي المانيا
النازية ايضا والذين تركوا تراثا اسودا في مختلف الفروع الثقافية.
واعظ السلطان ومثقف السلطة!
الثورات
العربية المعاصرة التي انطلقت في وقت واحد وفي عدة اماكن، وهي كانت فرصة
مثالية تتيح لوعاظ السلاطين ومثقفي السلطة فضلا عن قدامى المتحكمين في
الرغبة في الفوز بنصيب من الغنائم والشهرة لاختصار الطريق الذي يكون عادة
وعرا وصعبا والذي هو نتيجة طبيعة للمنافسة بين البشر!.
واعظ السلطان
لا يتورع ان ترويض الدين واحكامه الشرعية في خدمة سلطانه او دوافعه
الشخصية...بينما في المقابل فأن مثقف السلطة او المثقف الانتهازي ايضا
شخصية لا تتورع عن بيع الالتزام الناشيء من امتلاك حيز كبير من ملكة
الثقافة والفكر والادب، بثمن بخس في سبيل الوصول الى الغايات الذاتية
الدنيئة!.
كلا الحالتين مرفوضتين وعلى الجميع تعرية اصحابها ونبذهم ووضعهم ضمن حدودهم الهزيلة حتى لا يكونوا امثلة نموذجية للتسلق الوضيع!.
ومن
هنا نرى الكثير من الامثلة البارزة للتسلق الوضيع التي برزت على السطح
واستفادت من تسلط الاضواء الاعلامية التي لا تسلط عادة وبصورة محزنة الا
على الوضاعون...فمن جانب وعاظ السلاطين برز المرتزق يوسف القرضاوي كمتسلق
وضيع يحاول ان يثبت وجوده الفكري المشوه والاخلاقي الهزيل ضمن صفوف ثورات
لا تمت اليه بصلة ولا تعترف به وهو الشخص الذي لا يتورع عن بيع دينه لذاته
ولسلاطين زمانه!...فمن محاولة قيادة ثورة مصر الى الرغبة في تسلق ثورة
ليبيا وبقية الثورات الاخرى ثم الى مهاجمة ثورة البحرين بطريقة طائفية
متخلفة خالية من ادنى مواصفات الانتهازي المستتر بكلمات يمكن التلاعب بها!
وهي الثورة التي عرت اسياده الطائفيين القبليين وكشفت للعلن وضاعة قيمهم
الدينية والاخلاقية الممزوجة بتحريفات وراثية مشوهة ضمن قيم البداوة
الهمجية!...
ليس
هذا فحسب بل الثورة الليبية الراهنة ايضا شهدت محاولات قفز من جانب الكثير
من اتباع الطاغية المعتوه القذافي وزبانيته، ومع شديد الاسف فأن الاحداث
الدامية جعلت من الصعب غربلة هؤلاء المتسلقون من السواد المشارك! الا ان
الثورة التونسية استطاعت غربلة اعداد كبيرة من هؤلاء المتسلقون وان كان
الامر لا يخلو من ثغرات كبيرة بعد استقرارها!.
يبدأ تحريف مبادئ
الثورات الشعبية من خلال تسلق الوضاعون وليس من خلال مبادئها!...والرغبة في
الصيانة والحفظ لخدمة المسيرة الخالدة، تستلزم ابعادهم وتنقية الاجواء من
آثار التلويث المسموم!.