لا أستطيع أن أخفى دهشتى وربما غصتى من الدفع بالسيد نبيل العربى إلى منصب
الأمين العام لجامعة الدول العربية.. ليس استخساراً له فى المنصب الإقليمى
الرفيع ولا تقليلا من أهمية احتفاظ مصر بالمنصب وعدم فقدانها له، ولا يأسا
من وجود من هو فى مثل كفاءته وجرأته وقدرته على قيادة الدبلوماسية المصرية،
ولكن لأن مصر الثورة فقدت وزيرا للخارجية كان بإجماع الآراء رجلا على قدر
قامتها.. والأهم أن الرجل منذ اليوم الأول لتعيينه تلقى سهاما حادة
وانتقادات شديدة من الدولة العبرية.. فإسرائيل لم تخف قلقها من وجوده على
رأس الدبلوماسية المصرية.. وصبت عليه جام غضبها ولعناتها، وصدرت هذه
المخاوف إلى واشنطن وبعض الجيران بل وإلى المجلس العسكرى الحاكم.
إسرائيل هللت لوجود حكم عسكرى فى مصر بعد الثورة وتمادت الأقلام فى الدعوة
لتشجيع حكم العسكر فى كل المنطقة العربية.. بلا ديمقراطية وحكم مدنى ولا
يحزنون.
ورغم عدم ارتياحها تماما لشخص المشير محمد حسين طنطاوى، إلا أنها تعتبر أن
الحكم العسكرى هو أفضل السيئ ولا تتصور حاكما مدنيا ديمقراطيا فى مصر،
ولذلك ركزت فى الشكوى والتحذير من خطورة نبيل العربى الذى وصفته بألد
خصومها.. فالرجل تمكن خلال الفترة الوجيزة التى تولى فيها وزارة الخارجية
المصرية بعد الثورة من فتح الباب لعلاقات طبيعية مع إيران ألد أعدائها،
وأنجز المصالحة الفلسطينية التى تعثرت طيلة السنوات الماضية وتفتحت فى عهده
المعابر مع غزة.
ومن أسف أن تلتقى المخاوف والمصالح الصهيونية مع مخاوف أخرى عربية فى مسألة
العلاقات المصرية مع إيران، للدرجة التى شحنت كل رياح الغضب الخليجى على
الدبلوماسية المصرية الجديدة.. ومن أسف أيضًا أن يتجاهل الأشقاء الخليجيون
المصالح العليا المصرية من أجل صراع إقليمى ضيق فى الوقت الذى يتمتعون فيه
بعلاقات دبلوماسية كاملة مع هذا الخصم "الفارسى الشيعى"، فيما لا يتعدى
مستوى التمثيل الدبلوماسى المتبادل بين مصر وإيران درجة مكتب محدود لرعاية
المصالح.
وكان من الأمانة أن يتذكر هؤلاء الأشقاء أنهم هرولوا جميعا لإقامة علاقات
دبلوماسية واقتصادية وتجارية مع العدو الصهيونى بدعوى أنهم لم يكونوا
الأسبق فى ذلك "معايرين" مصر بأنها كانت الدولة العربية الأولى التى تقيم
اتفاق سلام مع إسرائيل.. وكانوا هم أكثر من استفاد من هذه العلاقات مع
الصهاينة.
كذلك لا يمكننى أن أخفى قلقى من الدور المريب الذى تقوم به إسرائيل وأمريكا
فى تعيينات الحكام العرب.. وليس من قبيل سواد القلب أن أتذكر التصريح
الخطير للدكتور مصطفى الفقى قبل الثورة من أن رئيس مصر القادم يجب أن يحظى
بقبول أمريكي! كما لا يمكننى إغماض عينى عن كل محاولات الرئيس الفلسطينى
محمود عباس للدفع بإعادة تعيين السيد سلام فياض رئيسًا لوزراء السلطة
الفلسطينية، حيث هو الوحيد الذى يحظى بالرضا الأمريكى والأوروبى.
هنا لابد من طرح هذا السؤال البرىء جدا: هل مازالت واشنطن تتحكم فيمن يحكم
العرب حتى بعد هذه الثورات؟ ولو تخليت عن براءتى تلك وأجبت كما قد يجيبنى
أصحاب نظرية المؤامرة بملء فيهم: طبعاااا. دعونى إذاً أن أقدم التهنئة
الخالصة للصديقة تل أبيب فقد نجحت فى إزاحة العربى من الخارجية المصرية،
وربنا يستر على رئيسنا القادم وسلام على ربيع العرب.
الأمين العام لجامعة الدول العربية.. ليس استخساراً له فى المنصب الإقليمى
الرفيع ولا تقليلا من أهمية احتفاظ مصر بالمنصب وعدم فقدانها له، ولا يأسا
من وجود من هو فى مثل كفاءته وجرأته وقدرته على قيادة الدبلوماسية المصرية،
ولكن لأن مصر الثورة فقدت وزيرا للخارجية كان بإجماع الآراء رجلا على قدر
قامتها.. والأهم أن الرجل منذ اليوم الأول لتعيينه تلقى سهاما حادة
وانتقادات شديدة من الدولة العبرية.. فإسرائيل لم تخف قلقها من وجوده على
رأس الدبلوماسية المصرية.. وصبت عليه جام غضبها ولعناتها، وصدرت هذه
المخاوف إلى واشنطن وبعض الجيران بل وإلى المجلس العسكرى الحاكم.
إسرائيل هللت لوجود حكم عسكرى فى مصر بعد الثورة وتمادت الأقلام فى الدعوة
لتشجيع حكم العسكر فى كل المنطقة العربية.. بلا ديمقراطية وحكم مدنى ولا
يحزنون.
ورغم عدم ارتياحها تماما لشخص المشير محمد حسين طنطاوى، إلا أنها تعتبر أن
الحكم العسكرى هو أفضل السيئ ولا تتصور حاكما مدنيا ديمقراطيا فى مصر،
ولذلك ركزت فى الشكوى والتحذير من خطورة نبيل العربى الذى وصفته بألد
خصومها.. فالرجل تمكن خلال الفترة الوجيزة التى تولى فيها وزارة الخارجية
المصرية بعد الثورة من فتح الباب لعلاقات طبيعية مع إيران ألد أعدائها،
وأنجز المصالحة الفلسطينية التى تعثرت طيلة السنوات الماضية وتفتحت فى عهده
المعابر مع غزة.
ومن أسف أن تلتقى المخاوف والمصالح الصهيونية مع مخاوف أخرى عربية فى مسألة
العلاقات المصرية مع إيران، للدرجة التى شحنت كل رياح الغضب الخليجى على
الدبلوماسية المصرية الجديدة.. ومن أسف أيضًا أن يتجاهل الأشقاء الخليجيون
المصالح العليا المصرية من أجل صراع إقليمى ضيق فى الوقت الذى يتمتعون فيه
بعلاقات دبلوماسية كاملة مع هذا الخصم "الفارسى الشيعى"، فيما لا يتعدى
مستوى التمثيل الدبلوماسى المتبادل بين مصر وإيران درجة مكتب محدود لرعاية
المصالح.
وكان من الأمانة أن يتذكر هؤلاء الأشقاء أنهم هرولوا جميعا لإقامة علاقات
دبلوماسية واقتصادية وتجارية مع العدو الصهيونى بدعوى أنهم لم يكونوا
الأسبق فى ذلك "معايرين" مصر بأنها كانت الدولة العربية الأولى التى تقيم
اتفاق سلام مع إسرائيل.. وكانوا هم أكثر من استفاد من هذه العلاقات مع
الصهاينة.
كذلك لا يمكننى أن أخفى قلقى من الدور المريب الذى تقوم به إسرائيل وأمريكا
فى تعيينات الحكام العرب.. وليس من قبيل سواد القلب أن أتذكر التصريح
الخطير للدكتور مصطفى الفقى قبل الثورة من أن رئيس مصر القادم يجب أن يحظى
بقبول أمريكي! كما لا يمكننى إغماض عينى عن كل محاولات الرئيس الفلسطينى
محمود عباس للدفع بإعادة تعيين السيد سلام فياض رئيسًا لوزراء السلطة
الفلسطينية، حيث هو الوحيد الذى يحظى بالرضا الأمريكى والأوروبى.
هنا لابد من طرح هذا السؤال البرىء جدا: هل مازالت واشنطن تتحكم فيمن يحكم
العرب حتى بعد هذه الثورات؟ ولو تخليت عن براءتى تلك وأجبت كما قد يجيبنى
أصحاب نظرية المؤامرة بملء فيهم: طبعاااا. دعونى إذاً أن أقدم التهنئة
الخالصة للصديقة تل أبيب فقد نجحت فى إزاحة العربى من الخارجية المصرية،
وربنا يستر على رئيسنا القادم وسلام على ربيع العرب.