على نعمة المرض.. نعم نعمة المرض !! المرض ذلك العرض الذى يعترض طريق البعض احيانا و يلازم البعض الاخر ربما لسنوات طويله الى ان يقض الله امرا كان مفعولا, ذلك العرض الذى يقض مضاجعنا و يقلقنا و يغير الكثير من احوالنا وسلوكنا و تصرفاتنا و احيانا اخلاقنا احيانا الى الاحسن حينما ندرك انه لابد وان نستعد لملاقاة رب العزه و يتحول بعض شياطين الانس الى ملائكه وهذا بسبب هذا العرض الذى نكرهه و نبغضه جميعا بلا استثناء ولكن للمرض نعم كثيرة وسوف أسردها فى موضوع أخر إن شاء الله..وقد منحت هذه النعمه فى الأيام الماضيه..وطرحت على نفسى سؤال:::::
السُّؤَالُ هُوَ : مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتي ؟!
نَعَم ، مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتي ؟! إِنَّهُ سُؤَالٌ قَد يَتَرَاءَى لِسَامِعِهِ أَنَّهُ عَرِيضٌ وَكَبِيرٌ ، وَمِن ثَمَّ فَهُوَ يَتَسَاءَلُ : وَمَاذَا يُمكِنُ لِفَردٍ لا يُمَثِّلُ في هَذَا الكَونِ الضَّخمِ سِوَى ذَرَّةٍ أَو هَبَاءَةٍ أَن يَفعَلَ ؟! وَهَل يُتَصَوَّرُ أَن يَخسَرَ النَّاسُ بِمَوتِ فَردٍ وَاحِدٍ شَيئًا ؟! هَكَذَا يُفَكِّرُ الكَثِيرُونَ ، وَهَكَذَا يَقتُلُونَ أَنفُسَهُم وَهُم أَحيَاءٌ ، غَيرَ أَنَّ مَن أَمعَنَ النَّظَرَ فِيمَا حَولَهُ وَأَطَالَ التَّأَمُّلَ ، عَلِمَ أَنَّهُ لا بُدَّ أَن يَكُونَ لَهُ أَثَرٌ في هَذَا العَالَمِ يَقِلُّ أَو يَكثُرُ ، وَأَنَّ هَذِهِ الحَرَكَةَ الدَّائِبَةَ في الكَونِ وَالصَّخَبَ المُرتَفِعَ في الحَيَاةِ ، مَا هُوَ إِلاَّ تَجَمُّعُ هَذِهِ النُّقَطِ مِنَ النَّاسِ نُقطَةً مَعَ الأُخرَى ، حَتَّى صَارَ مِنهَا ذَلِكُمُ الغَيثُ الهَادِرُ وَالسَّيلُ الجَرَّارُ . وَلَو أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ احتَقَرَ نَفسَهُ وَطامَنَ مِن ذَاتِهِ ، وَاستَصغَرَ شَأنَهُ وَلم يَتَصَوَّرْ أَنَّ لَهُ ذَاكَ التَّأثِيرَ في الكَونِ ، لَتَوَقَّفَتِ الحَيَاةُ حِينَئِذٍ وَتَعَطَّلَتِ المَصَالِحُ ، وَلأَصبَحَتِ البُيُوتُ قُبُورًا لا حَيَاةَ فِيهَا ، وَلَصَارَ النَّاسُ جَمَادَاتٍ لا تَضُرُّ وَلا تَنفَعُ وإِنَّنَا ـ نَحنُ المُسلِمِينَ ـ خَيرُ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ ، أَخرَجَنَا اللهُ ـ تَعَالى ـ لِتَقوِيمِ العِوَجِ وَإِصلاحِ الفَسَادِ ، وَبَعَثَنَا المَولى ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لِهِدَايَةِ العِبَادِ ، وَأَرسَلَنَا لِتَخلِيصِهِم مِن رِقِّ العِبَادِ إِلى عِبَادَةِ رَبِّ العِبَادِ ، وَنَقلِهِم مِن جَورِ الأَديَانِ إِلى عَدلِ الإِسلامِ ، وَإِخرَاجِهِم مِن ضِيقِ الدُّنيَا وَظُلُمَاتِ الجَهلِ إِلى سَعَةِ الآخِرَةِ وَنُورِ العِلمِ والدِّينِ [كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ] وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مَن عَاشَ هَذِهِ الخَيرِيَّةَ وَأَرَادَ أَن يَحيَا عَظِيمًا وَيَمُوتَ كَرِيمًا ، فَإِنَّهُ لا بُدَّ أَن يَسأَلَ نَفسَهُ : مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتي ؟ ؟!
هَل سَيَخسَرُونَ عَالِمًا يَنشُرُ العِلمَ وَيَبُثُّ المَعرِفَةَ وَيُفَقِّهُ النَّاسَ في الدِّينِ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ دَاعِيَةً حَكِيمًا وَوَاعِظًا مُؤَثِّرًا وَنَاصِحًا مُخلِصًا ؟
هَل سَيَخسَرُونَ جَوَادًا مُنفِقًا مَالَهُ في طُرُقِ الإِصلاحِ وَدَعمِ مَشرُوعَاتِ الخَيرِ وَأَعمَالِ البِرِّ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ مُؤْثِرًا عَلَى نَفسِهِ بَاذِلاً وَقتَهُ وَجُهدَهُ في نَفعِ الأُمَّةِ وَقَضَاءِ الحَاجَاتِ وَتَفرِيجِ الكُرُبَاتِ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ إِمَامًا لِلمُتَّقِينَ آمِرًا بِالمَعرُوفِ نَاهِيًا عَنِ المُنكَرِ حَافِظًا لِحُدُودِ اللهِ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ قَوَّامًا لِلَّيلِ صَوَّامًا لِلنَّهَارِ يَحفَظُ اللهُ بِبَرَكَتِهِ بَيتَهُ وَمَن حَولَهُ ؟!
اللهُ أَعلَمُ مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا وَ[قَد عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشرَبَهُم] [وَلِكُلٍّ وِجهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا] غَيرَ أَنَّ مِنَ المُؤَكَّدِ وَلِشَدِيدِ الأَسَفِ أَنَّ في المُجتَمَعِ أَقوَامًا لَن يَخسَرَ النَّاسُ بِمَوتِهِم شَيئًا ، وَلَن يُقِيمُوا لِرَحِيلِهِم وَزنًا ، لَن تَذَرِفَ لِفَقدِهِم عُيُونٌ ، وَلَن تُسكَبَ عَلَى وَدَاعِهِم عَبَرَاتٌ ، وَلَن تَجِفَ لَنَبَأِ وَفَاتِهِم قُلُوبٌ وَلَن تَتَحَرَّكَ بِهِ أَفئِدَةٌ ، وَلَن يَحزَنَ النَّاسُ بَعدَ دَفنِهِم لأَنَّهُم لَن يَرَوهُم عَلَى وَجهِ الأَرضِ مَرَّةً أُخرَى ؛ لأَنَّ حَيَاتَهُم وَمَوتَهُم سَوَاءٌ ، بَل إِنَّ ثَمَّةَ أُنَاسًا سَيَكسَبُ الآخَرُونَ بِمَوتِهِم بَعضَ المَكَاسِبِ ، وَمَن ثَمَّ فَسَيَفرَحُونَ بِمَوتِهِم بَاطِنًا وَإِن لم يُعلِنُوا ذَلِكَ ظَاهِرًا ، إِذْ سَيَفقِدُونَ مُفسِدِينَ في الأَرضِ ، يُؤتُونَ مِن أَنفُسِهِم الفِتنَةَ مَتى مَا سُئِلُوهَا ، إِن وَجَدُوا مُغتَابًا شَارَكُوهُ ، أَو نَمَّامًا أَيَّدُوهُ ، أَو حَاسِدًا أَوقَدُوهُ ، أَو صَاحِبَ شَرٍّ دَعَمُوهُ وسَانَدُوهُ ، يُؤذُونَ الجِيرَانَ ، وَلا يَصِلُونَ الأَرحَامَ ، وَيَغُشُّونَ النَّاسَ وَلا يُوفُونَ المَكَايِيِلَ ، هُم مَعَ زَوجَاتِهِم غَلِيظُونَ جَبَّارُونَ ، وَعَلَى النَّاسِ مُتَفَيهِقُونَ مُتَكَبِّرُونَ ، وَلِلأَموَالِ جَمَّاعُونَ وَللخَيرِ مَنَّاعُونَ ، إِنْ تَوَلىَّ أَحَدُهُم سَعَى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيهَا ، وَإِنْ كَانَت لِلنَّاسِ عِندَهُ حَاجَةٌ أَو مُعَامَلَةٌ شَقَّ عَلَيهِم ، وَإِن كَانَ عَلَى مَالٍ عَامٍّ لم يَألُ مَا نَهَبَ مِنهُ وَحَازَهُ لِنَفسِهِ ،
فَسُبحَانَ مَن جَعَلَ بَينَ النَّاسِ كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ !! أَقوَامٌ طَهُرَت قُلُوبُهُم فَسَمَت هِمَمُهُم ، وَزَكَت نُفُوسُهُم فَصَلَحَت أَعمَالُهُم ، فَهُم كَالنَّحلِ لا يَأكُلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَلا يُخرِجُ إِلاَّ طَيِّبًا ، وَآخَرُونَ أَظلَمَت قُلُوبُهُم فَسَفُلَت إِرَادَاتُهُم ، وَخَبُثَت نُفُوسُهُم فَانحَطَّت أَعمَالُهُم ، فَهُم كَالَذُّبَابِ لا يَحُومُ إِلاَّ عَلَى المَزَابِلِ وَلا يَقَعُ إِلاَّ عَلَى الجُرُوحِ
السُّؤَالُ هُوَ : مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتي ؟!
نَعَم ، مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتي ؟! إِنَّهُ سُؤَالٌ قَد يَتَرَاءَى لِسَامِعِهِ أَنَّهُ عَرِيضٌ وَكَبِيرٌ ، وَمِن ثَمَّ فَهُوَ يَتَسَاءَلُ : وَمَاذَا يُمكِنُ لِفَردٍ لا يُمَثِّلُ في هَذَا الكَونِ الضَّخمِ سِوَى ذَرَّةٍ أَو هَبَاءَةٍ أَن يَفعَلَ ؟! وَهَل يُتَصَوَّرُ أَن يَخسَرَ النَّاسُ بِمَوتِ فَردٍ وَاحِدٍ شَيئًا ؟! هَكَذَا يُفَكِّرُ الكَثِيرُونَ ، وَهَكَذَا يَقتُلُونَ أَنفُسَهُم وَهُم أَحيَاءٌ ، غَيرَ أَنَّ مَن أَمعَنَ النَّظَرَ فِيمَا حَولَهُ وَأَطَالَ التَّأَمُّلَ ، عَلِمَ أَنَّهُ لا بُدَّ أَن يَكُونَ لَهُ أَثَرٌ في هَذَا العَالَمِ يَقِلُّ أَو يَكثُرُ ، وَأَنَّ هَذِهِ الحَرَكَةَ الدَّائِبَةَ في الكَونِ وَالصَّخَبَ المُرتَفِعَ في الحَيَاةِ ، مَا هُوَ إِلاَّ تَجَمُّعُ هَذِهِ النُّقَطِ مِنَ النَّاسِ نُقطَةً مَعَ الأُخرَى ، حَتَّى صَارَ مِنهَا ذَلِكُمُ الغَيثُ الهَادِرُ وَالسَّيلُ الجَرَّارُ . وَلَو أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ احتَقَرَ نَفسَهُ وَطامَنَ مِن ذَاتِهِ ، وَاستَصغَرَ شَأنَهُ وَلم يَتَصَوَّرْ أَنَّ لَهُ ذَاكَ التَّأثِيرَ في الكَونِ ، لَتَوَقَّفَتِ الحَيَاةُ حِينَئِذٍ وَتَعَطَّلَتِ المَصَالِحُ ، وَلأَصبَحَتِ البُيُوتُ قُبُورًا لا حَيَاةَ فِيهَا ، وَلَصَارَ النَّاسُ جَمَادَاتٍ لا تَضُرُّ وَلا تَنفَعُ وإِنَّنَا ـ نَحنُ المُسلِمِينَ ـ خَيرُ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ ، أَخرَجَنَا اللهُ ـ تَعَالى ـ لِتَقوِيمِ العِوَجِ وَإِصلاحِ الفَسَادِ ، وَبَعَثَنَا المَولى ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لِهِدَايَةِ العِبَادِ ، وَأَرسَلَنَا لِتَخلِيصِهِم مِن رِقِّ العِبَادِ إِلى عِبَادَةِ رَبِّ العِبَادِ ، وَنَقلِهِم مِن جَورِ الأَديَانِ إِلى عَدلِ الإِسلامِ ، وَإِخرَاجِهِم مِن ضِيقِ الدُّنيَا وَظُلُمَاتِ الجَهلِ إِلى سَعَةِ الآخِرَةِ وَنُورِ العِلمِ والدِّينِ [كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ] وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مَن عَاشَ هَذِهِ الخَيرِيَّةَ وَأَرَادَ أَن يَحيَا عَظِيمًا وَيَمُوتَ كَرِيمًا ، فَإِنَّهُ لا بُدَّ أَن يَسأَلَ نَفسَهُ : مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتي ؟ ؟!
هَل سَيَخسَرُونَ عَالِمًا يَنشُرُ العِلمَ وَيَبُثُّ المَعرِفَةَ وَيُفَقِّهُ النَّاسَ في الدِّينِ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ دَاعِيَةً حَكِيمًا وَوَاعِظًا مُؤَثِّرًا وَنَاصِحًا مُخلِصًا ؟
هَل سَيَخسَرُونَ جَوَادًا مُنفِقًا مَالَهُ في طُرُقِ الإِصلاحِ وَدَعمِ مَشرُوعَاتِ الخَيرِ وَأَعمَالِ البِرِّ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ مُؤْثِرًا عَلَى نَفسِهِ بَاذِلاً وَقتَهُ وَجُهدَهُ في نَفعِ الأُمَّةِ وَقَضَاءِ الحَاجَاتِ وَتَفرِيجِ الكُرُبَاتِ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ إِمَامًا لِلمُتَّقِينَ آمِرًا بِالمَعرُوفِ نَاهِيًا عَنِ المُنكَرِ حَافِظًا لِحُدُودِ اللهِ ؟
هَل سَيَخسَرُونَ قَوَّامًا لِلَّيلِ صَوَّامًا لِلنَّهَارِ يَحفَظُ اللهُ بِبَرَكَتِهِ بَيتَهُ وَمَن حَولَهُ ؟!
اللهُ أَعلَمُ مَاذَا سَيَخسَرُ النَّاسُ بِمَوتِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا وَ[قَد عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشرَبَهُم] [وَلِكُلٍّ وِجهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا] غَيرَ أَنَّ مِنَ المُؤَكَّدِ وَلِشَدِيدِ الأَسَفِ أَنَّ في المُجتَمَعِ أَقوَامًا لَن يَخسَرَ النَّاسُ بِمَوتِهِم شَيئًا ، وَلَن يُقِيمُوا لِرَحِيلِهِم وَزنًا ، لَن تَذَرِفَ لِفَقدِهِم عُيُونٌ ، وَلَن تُسكَبَ عَلَى وَدَاعِهِم عَبَرَاتٌ ، وَلَن تَجِفَ لَنَبَأِ وَفَاتِهِم قُلُوبٌ وَلَن تَتَحَرَّكَ بِهِ أَفئِدَةٌ ، وَلَن يَحزَنَ النَّاسُ بَعدَ دَفنِهِم لأَنَّهُم لَن يَرَوهُم عَلَى وَجهِ الأَرضِ مَرَّةً أُخرَى ؛ لأَنَّ حَيَاتَهُم وَمَوتَهُم سَوَاءٌ ، بَل إِنَّ ثَمَّةَ أُنَاسًا سَيَكسَبُ الآخَرُونَ بِمَوتِهِم بَعضَ المَكَاسِبِ ، وَمَن ثَمَّ فَسَيَفرَحُونَ بِمَوتِهِم بَاطِنًا وَإِن لم يُعلِنُوا ذَلِكَ ظَاهِرًا ، إِذْ سَيَفقِدُونَ مُفسِدِينَ في الأَرضِ ، يُؤتُونَ مِن أَنفُسِهِم الفِتنَةَ مَتى مَا سُئِلُوهَا ، إِن وَجَدُوا مُغتَابًا شَارَكُوهُ ، أَو نَمَّامًا أَيَّدُوهُ ، أَو حَاسِدًا أَوقَدُوهُ ، أَو صَاحِبَ شَرٍّ دَعَمُوهُ وسَانَدُوهُ ، يُؤذُونَ الجِيرَانَ ، وَلا يَصِلُونَ الأَرحَامَ ، وَيَغُشُّونَ النَّاسَ وَلا يُوفُونَ المَكَايِيِلَ ، هُم مَعَ زَوجَاتِهِم غَلِيظُونَ جَبَّارُونَ ، وَعَلَى النَّاسِ مُتَفَيهِقُونَ مُتَكَبِّرُونَ ، وَلِلأَموَالِ جَمَّاعُونَ وَللخَيرِ مَنَّاعُونَ ، إِنْ تَوَلىَّ أَحَدُهُم سَعَى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيهَا ، وَإِنْ كَانَت لِلنَّاسِ عِندَهُ حَاجَةٌ أَو مُعَامَلَةٌ شَقَّ عَلَيهِم ، وَإِن كَانَ عَلَى مَالٍ عَامٍّ لم يَألُ مَا نَهَبَ مِنهُ وَحَازَهُ لِنَفسِهِ ،
فَسُبحَانَ مَن جَعَلَ بَينَ النَّاسِ كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ !! أَقوَامٌ طَهُرَت قُلُوبُهُم فَسَمَت هِمَمُهُم ، وَزَكَت نُفُوسُهُم فَصَلَحَت أَعمَالُهُم ، فَهُم كَالنَّحلِ لا يَأكُلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَلا يُخرِجُ إِلاَّ طَيِّبًا ، وَآخَرُونَ أَظلَمَت قُلُوبُهُم فَسَفُلَت إِرَادَاتُهُم ، وَخَبُثَت نُفُوسُهُم فَانحَطَّت أَعمَالُهُم ، فَهُم كَالَذُّبَابِ لا يَحُومُ إِلاَّ عَلَى المَزَابِلِ وَلا يَقَعُ إِلاَّ عَلَى الجُرُوحِ