منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
نحن فهمناك فمتى تقول فهمتكم؟ Support


    نحن فهمناك فمتى تقول فهمتكم؟

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : نحن فهمناك فمتى تقول فهمتكم؟ Pi-ca-10

    نحن فهمناك فمتى تقول فهمتكم؟ Empty نحن فهمناك فمتى تقول فهمتكم؟

    مُساهمة من طرف ابو انس 28/3/2011, 5:30 pm

    نحن فهمناك فمتى تقول فهمتكم؟

    المصدر : موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com


    لا يخفى على من يعيش في سورية، أو يزورها، أو يتابع أخبارها، أنها بلد عريق في حضارته، واعٍ بقضاياه، عظيم في إبائه وشهامته وشجاعته، حُرٌّ في فكره وولائه...

    ولئن تمكّن الحاكم أن يخنق الأصوات والأنفاس، بقبضة أجهزته الأمنية برهة من الزمن، فلا ينبغي أن يخدع نفسه، أو يخادع الجماهير أن هذا البلد قد خضع واستكان، فضلاً عن أن يصبح مسبّحاً بحمد الجزّارين والجلاوزة.

    وحين يحاول الحاكم أن "يغطي الشمس بغربال" فإنما يخدع نفسه فحسْب. ولئن وجد أفراداً يلوذون به ويكررون دعاواه، فليعلم أن هؤلاء الأفراد، فضلاً عن جماهير الشعب، يعرفون حقيقة الحاكم ولا يجهلون حقيقة هذا الشعب ومطالبه وطموحاته.

    يتململ أبناء الشعب، ويتهامسون فيما بينهم: إلى متى يبقى الحاكم سادراً في غيّه، متجبراً في طغيانه، مستهيناً بحق شعبه في الحياة الكريمة... ثم يطفح الكيل فينتقل التهامس إلى كلام علني، ويظهر ذلك على المنابر، وعلى مواقع الإنترنت وصفحات الفيسبوك، وتصدر بذلك البيانات التي تدعو إلى التغيير... وعندها يحاول الحاكم أن يعالج الأمر معالجة قاصرة، بل معالجة غبية، فيصدر تعليماته بتنزيل سعر المازوت، وتوزيع بعض "الأعطيات" على بعض الأسر، وتخفيض مدة خدمة العلم... ويدلّل بذلك على أنه لم يفهم شعبه.

    الشعب يعاني من غلاء المازوت، ولكنه كذلك يعاني من غلاء مئات السلع الأخرى، ويعلم أن بلده بلد بترولي، وأن ثمن البترول يحوَّل إلى حسابات في المصارف الأجنبية، ليصبح الحاكم وأفراد أسرته والمقربون منه أصحاب مليارات... ولا يعيش عامة الشعب إلا في الحد الأدنى من أسباب المعيشة، ولا يتمكن من الوصول إلى حق من حقوقه، ولو كان ذلك إقامة حفل زفاف، أو فتح دكان حلاقة، أو الحصول على جواز سفر... إلا بالرشوة... وحين تتم معالجة هذا بتنزيل سعر المازوت فهذا يعني أن الطبيب لم يعرف تشخيص الداء.

    الشعب يعاني من الفقر، ولن يحل مشكلته أن يوزّع مبلغ 1700 ليرة سورية على بعض الأسر، فالشعب ليس متسولاً على باب الحاكم، بل هو صاحب الأرض وخيراتها، ومن حقه أن يتنعم بخيراتها لا أن تتجمع هذه الخيرات في أيدي الحاكم وأقاربه وثلة فاسدة ربطت مصالحها بمصالحه، ثم يهاجر مئات الآلاف والملايين من أبناء الشعب إلى الدول المجاورة بل إلى القارات الخمس ليحصل على لقمة العيش الكريمة، ويهاجر مئات الآلاف والملايين كذلك ليتشتتوا فوق كل أرض وتحت كل سماء، بحثاً عن الكرامة والحرية وحق التعبير... إن الأمر يحتاج إلى محاربة الفساد والمفسدين... وقد استفحل الفساد وانكشف الفاسدون والمفسدون.

    والشعب ينظر إلى أداء خدمة العلم أنها شرف لا يجوز أن يُحرم منه أحد، ولا يستنكف عنه أحد، فإذا مُسخت مهمة الجيش، من الذود عن حمى الوطن وتحرير مرتفعات الجولان.. إلى أن تصبح هذه المهمة حراسة قصر المهاجرين والقصور المتفرعة عنه في أرجاء البلاد، بل أن تحوّل هذه المهمة إلى محاصرة المدن وتمشيطها، وقصف الآمنين، وترويع النساء والأطفال، وفتح السجون للشرفاء من أمثال هيثم المالح وطل الملوحي وغسان النجار... وارتكاب المجازر في سجن صيدنايا، وقمع طلاب الحرية في درعا ودمشق وحماة وحلب وحمص واللاذقية وبانياس ودير الزور والقامشلي... حين تصبح هذه مهمة الجيش فسيكون من الجهل معالجة تذمر الشعب بأن تخفض مدة خدمة العلم.

    والشعب يعرف أنه يعيش تحت كابوس الخوف، لا يعرف شيئاً اسمه إعلام حر، وحق في التجمعات وتشكيل الأحزاب والخروج في مظاهرات، وكل نَفَس يريد أن يتنفّسه يحتاج إلى إذْن من دوائر المخابرات...

    والشعب يعرف أن الجولان الذي انتُزع من الخريطة السورية في ظروف مشبوهة، بل مُدانة، لم يقم الحاكم بأي محاولة لتحريره، بل إنه يحشد جيشه ليكون حارساً يسهر على أمْن المحتلّ!.

    ويعرف أن ضربات العدو الإسرائيلي لم توفّر التحليق فوق قصور الحاكم، ولم توفر قصف بعض المنشآت في دير الزور، وتمكنت من اغتيال عماد مغنية في دمشق ومحمد سليمان في طرطوس...

    ويعرف أن المواطن ينام في فراشه ولا يأمن أن يأتيه زوّار الليل ليقتادوه إلى أماكن مجهولة، ويذيقوه ألوان العذاب في زنزانات الحاكم ولا يخرج إلا بعد شهور أو سنين... أو لا يخرج مطلقاً...

    بعد هذا كله يوعز الحاكم إلى أزلامه ليقولوا: نحن في أمان واستقرار، وإن المطالبة بالحقوق والكرامة يُعَدُّ فتنةً، وإراقة للدماء، وخدمة لإسرائيل!!

    حين يعرف الشعب هذه الحقائق وغيرها، ويكشف زيف الحاكم وأزلامه وأبواقه... ثم يكون جواب الحاكم سأعالج مشكلاتكم بتنزيل سعر المازوت... فهذا يعني أن الحاكم لم يفهم الشعب بعد.

    مشكلات الشعب التي تحتاج إلى علاج سريع هي رفع سقف الحريات، ومحاسبة المفسدين من حاشية الحاكم، وإلغاء حالة الطوارئ، وتعديل الدستور لا سيما المادة الثامنة منه، والإفراج عن المعتقلين السياسيين جميعاً، وإجراء انتخابات حرة، ليست كالانتخابات الكاذبة التي تعوّدها الشعب في ظل هذا الحاكم.

    لقد فهم الشعب سياسة هذا الحاكم، فمتى يقول الحاكم: الآن فهمتكم؟!

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/11/2024, 7:30 pm