حسام محمد كامل يكتب:
الشيخ الشعراوى..
ومفهوم
الثائر الحق
الأحد، 13 مارس 2011 - 17:44
حتى وبعد رحيله الذى قارب الثلاثة عشر عاماً.
ما زلنا ننهل من علم الشيخ محمد متولى الشعراوى
ومما تركه من تراث إسلامى منتشر خلال كتبه
وتسجيلاته المنشورة على قنوات عربية عديدة
وكذلك على الإنترنت، والمتعلقة بتفسير القرآن
وما يحويه من قصص الأولين
وما جادت به قريحة شيخنا من بديع التفسير والبيان
حتى وصل فهمه للعامة قبل الخاصة وللبسطاء قبل المثقفين
ولم تكن مصادفة أن يقع بين يدى تسجيلاً
لإحدى حلقات تفسير القرآن للشيخ الجليل
يتحدث فيه من خلال إحدى قصص القرآن عن
مفهوم الثائر الحق.
لقد بين الشيخ الشعراوى
أنه فى حالة انتشار الفساد، فبالضرورة سوف ينتفع به بعض الناس
والذى يولد بدوره نوعاً من الطغيان
وهو ما ينتج عنه وجود طبقة من الناس تتأثر بحالة الفساد
وتخسر حقوقها نتيجة هذا الطغيان
ولكن استشراء هذا الفساد هو ما يولد الثورة بأن يدفع أحدهم للقيام بها
وهو ما يجد بدوره تأييد من الفئات المغلوبة على أمرها
والتى عانت طويلاً من هذه الحالة المذرية.
وهم بذلك لا يملكون إلا أن يتمسكوا بهذا الشجاع
الذى وقف فى وجه الطغيان
بل إن قلوبهم تكون معه وتؤيده.
إن الفساد الملحوظ والظاهر للعيان
هو ما يستدعى الثورة بهدف تغييره
وحتى ينتصر الحق على الباطل بدحر هذا الفساد
الذى طال البلاد والعباد من خلال الثائرين المطالبين بحقوقهم
ومن هنا يستمد الثوار التأييد من العامة
وأصحاب الحقوق المهضومة المتأثرين بالفساد
ولكن الشيخ بين أن هناك آفة قد تطال بعض الثائرين حين قال:
"آفة الثائر من البشر
هى شىء واحد
أن الثائر سيظل ثائراً"
هذه هى الآفة
فالثائر يريد دوماً أن يكون عالى الصوت
بهدف إيصال مطالبه إلى أعلى المستويات
وهو ما يتناقض مع مفهوم الثائر الحق
الذى يفهم معنى القضاء على الفساد
والحاجة إلى استخدام كل الإمكانات والطاقات المتاحة
لإعادة بناء وإعمار ما خلفته مرحلة ما قبل الثورة
وهنا يبين الشيخ ذلك حين قال:
"الثائر الحق
هو الذى يثور ليهدم الفساد
ثم يهدأ
ليبنى الأمجاد"
قاعدة بسيطة وبليغة ومثالية فى نفس الوقت
ثم يستطرد الشيخ موجهاً كلامه للثائر:
"اهدأ ولا تسلط سيفك على الكل"
هذا هو الثائر المطلوب فى هذه المرحلة الحرجة
من تاريخ أى وطن ثار أبناؤه على الفساد
لأنه ما ثار إلا عن حق وفهم
لما يريد وليس من قبيل الدخول فى هرج ومرج
وإدخال حالة من البلبلة والتخبط
وهو على هذا
أى الثائر
يحتاج إلى تجاوز مرحلة الثورة سريعاً
ليصل إلى مرحلة إعادة البناء
التى يأخذ فيها بيد الآخرين
إلى طريق الآمان.
لقد حمل الشيخ الشعراوى الثائرين أمانة ومهمة
إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعى
بأن يردوا مظالم الناس من ظالميهم، وأكلى حقوقهم
ولكن هذا يقتضى بالضرورة المقاربة بين الناس بعد رفع الظلم
وتسوية الخصومة، أى المقاربة بين الظلم والمظلوم
لأن هذه الطريقة الكفيلة بإزالة الأحقاد
وحتى لا يحدث اختلال فى ميزان العدل
وقد ذكر الشيخ الشعراوى
هذا حين قال:
"إذا أخذت من الظالم وأعطيت المظلوم
فاجعل الاثنين سواءً أمام عينك"
ومن هنا تعود حالة الهدوء والاستقرار وبناء الأمجاد
..............
وهل كلام شيوخنا الافاضل الان
يختلف عما قال الشيخ الشعرواى منذ زمن
فاتقوا الله وادعو الى الاستقرار
واتركوا الثورة تهدأ
واتركوا البلد لتلم شتات نفسها
والله ولى التوفيق
الشيخ الشعراوى..
ومفهوم
الثائر الحق
الأحد، 13 مارس 2011 - 17:44
حتى وبعد رحيله الذى قارب الثلاثة عشر عاماً.
ما زلنا ننهل من علم الشيخ محمد متولى الشعراوى
ومما تركه من تراث إسلامى منتشر خلال كتبه
وتسجيلاته المنشورة على قنوات عربية عديدة
وكذلك على الإنترنت، والمتعلقة بتفسير القرآن
وما يحويه من قصص الأولين
وما جادت به قريحة شيخنا من بديع التفسير والبيان
حتى وصل فهمه للعامة قبل الخاصة وللبسطاء قبل المثقفين
ولم تكن مصادفة أن يقع بين يدى تسجيلاً
لإحدى حلقات تفسير القرآن للشيخ الجليل
يتحدث فيه من خلال إحدى قصص القرآن عن
مفهوم الثائر الحق.
لقد بين الشيخ الشعراوى
أنه فى حالة انتشار الفساد، فبالضرورة سوف ينتفع به بعض الناس
والذى يولد بدوره نوعاً من الطغيان
وهو ما ينتج عنه وجود طبقة من الناس تتأثر بحالة الفساد
وتخسر حقوقها نتيجة هذا الطغيان
ولكن استشراء هذا الفساد هو ما يولد الثورة بأن يدفع أحدهم للقيام بها
وهو ما يجد بدوره تأييد من الفئات المغلوبة على أمرها
والتى عانت طويلاً من هذه الحالة المذرية.
وهم بذلك لا يملكون إلا أن يتمسكوا بهذا الشجاع
الذى وقف فى وجه الطغيان
بل إن قلوبهم تكون معه وتؤيده.
إن الفساد الملحوظ والظاهر للعيان
هو ما يستدعى الثورة بهدف تغييره
وحتى ينتصر الحق على الباطل بدحر هذا الفساد
الذى طال البلاد والعباد من خلال الثائرين المطالبين بحقوقهم
ومن هنا يستمد الثوار التأييد من العامة
وأصحاب الحقوق المهضومة المتأثرين بالفساد
ولكن الشيخ بين أن هناك آفة قد تطال بعض الثائرين حين قال:
"آفة الثائر من البشر
هى شىء واحد
أن الثائر سيظل ثائراً"
هذه هى الآفة
فالثائر يريد دوماً أن يكون عالى الصوت
بهدف إيصال مطالبه إلى أعلى المستويات
وهو ما يتناقض مع مفهوم الثائر الحق
الذى يفهم معنى القضاء على الفساد
والحاجة إلى استخدام كل الإمكانات والطاقات المتاحة
لإعادة بناء وإعمار ما خلفته مرحلة ما قبل الثورة
وهنا يبين الشيخ ذلك حين قال:
"الثائر الحق
هو الذى يثور ليهدم الفساد
ثم يهدأ
ليبنى الأمجاد"
قاعدة بسيطة وبليغة ومثالية فى نفس الوقت
ثم يستطرد الشيخ موجهاً كلامه للثائر:
"اهدأ ولا تسلط سيفك على الكل"
هذا هو الثائر المطلوب فى هذه المرحلة الحرجة
من تاريخ أى وطن ثار أبناؤه على الفساد
لأنه ما ثار إلا عن حق وفهم
لما يريد وليس من قبيل الدخول فى هرج ومرج
وإدخال حالة من البلبلة والتخبط
وهو على هذا
أى الثائر
يحتاج إلى تجاوز مرحلة الثورة سريعاً
ليصل إلى مرحلة إعادة البناء
التى يأخذ فيها بيد الآخرين
إلى طريق الآمان.
لقد حمل الشيخ الشعراوى الثائرين أمانة ومهمة
إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعى
بأن يردوا مظالم الناس من ظالميهم، وأكلى حقوقهم
ولكن هذا يقتضى بالضرورة المقاربة بين الناس بعد رفع الظلم
وتسوية الخصومة، أى المقاربة بين الظلم والمظلوم
لأن هذه الطريقة الكفيلة بإزالة الأحقاد
وحتى لا يحدث اختلال فى ميزان العدل
وقد ذكر الشيخ الشعراوى
هذا حين قال:
"إذا أخذت من الظالم وأعطيت المظلوم
فاجعل الاثنين سواءً أمام عينك"
ومن هنا تعود حالة الهدوء والاستقرار وبناء الأمجاد
..............
وهل كلام شيوخنا الافاضل الان
يختلف عما قال الشيخ الشعرواى منذ زمن
فاتقوا الله وادعو الى الاستقرار
واتركوا الثورة تهدأ
واتركوا البلد لتلم شتات نفسها
والله ولى التوفيق