الشيعة
المصدر : موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأصلِّي وأسلِّم على أشرفِ المرسلين.
أمَّا بعد:
نشْأة الشيعة:
نشَأتِ الشيعة على يدِ المنافق عبدالله بن سبأ اليهودي، الذي أظْهَر الإسلام، وكان يُبطِن الكفر لهدفِ إفساد الدِّين، وقد سعَى في إشْعال فِتنة مقْتل عثمان - رضي الله عنه -.
ولَمَّا قدِم الكُوفة أظْهَر الغلوَّ في سيِّدنا عليٍّ، فزَعَم أولاً أنه نبيٌّ، ثم قال: إنه الإله في الحقيقة، وكان يدعو الخَلْق إلى هذا، وقد أجابه جماعةٌ منهم، فلمَّا علِمَ الإمام عليٌّ خبرَهم أمَر بحفر خندقين وكان يُحرِّقهم فيهما.
وهرَب عبدالله بن سبأ، وبعد أنْ قُتِل الإمام علي قال عبدالله بن سبأ: إنَّ عليًّا حيٌّ لم يُقتلْ ولم يمُت، وعن قريبٍ ينزل من السماء وينتقِم من أعدائه، ووافَقه ابنُ السوداء في هذا، وكانا يقولان: إذا نزلَ عليٌّ من السماء تُفتح له عينان من مسجد الكوفة؛ أحدهما من العسل، والأخرى من السَّمْن، وشيعته يأكلون منها.
ثم ما لَبِث أنْ سرَى هذا الداء في العالَم الإسلامي تحتَ سِتار الكيْد والتآمُر والخِداع، وامتَلأ تاريخُ الأمَّة الإسلاميَّة بغدراتِ وخياناتِ الشيعة، فطالما تواطؤوا مع اليهود والصليبيين والتتار على مدار جميعِ العصور، حتى يومنا هذا، فما دَخَل الأمريكان العراقَ إلا بمساعداتهم.
والدعوة إلى التشيُّعِ أخذتْ شكلاً أكثر جُرْأة، وبدأتْ تطرَحُ نفسَها من خلال دعوَى التقريب بيْن المذاهب الإسلاميَّة، فأطلَّتِ الفِتنة بقرنيها مِن خلال شيوع كُتُب الشيعة وانتشارها، فبعد أن استغلَّت الشيعة مهاراتِها في التقِيَّة لقرونٍ طويلة حتى خَفِي أمرُها على كثيرٍ من العلماء، كشَفتْ عشرات الكتب الحديثة اليوم عن الوجْه القبيح، والأصول البِدعية والشِّرْكية في اعتقاد الشِّيعة.
مَن هم الشيعة؟
تعرَّفْنا على نَشأة الشِّيعة، فمَن هم الشِّيعة؟
يقول الشهرستاني: "الشيعة هم الذين شايَعوا عليًّا - رضي الله عنه - على الخُصوص، وقالوا بإمامته وخِلافته نصًّا ووصيَّة؛ إمَّا جليًّا وإمَّا خفيًّا، واعتَقدوا أنَّ الإمامةَ لا تخرُج عن أولاده، وإنْ خرجتْ فبُظلمٍ يكون مِن غيره، أو بتقيَّة مِن عنده"؛ "الملل والنحل"؛ للشهرستاني، (1/144).
وقد كان الشِّيعي الغالي في زمَنِ السَّلف وعُرْفِهم: هو مَن تَكلَّم في عثمان والزبير، وطلحة ومعاوية - رضي الله عنهم - وطائفة ممَّن حارَبوا عليًّا - رضي الله عنه - وتعرَّض لسَبِّهم، والشيعي الغالي في زماننا وعُرْفنا: هو الذي يُكفِّر هؤلاء السادة، ويتبرَّأ من الشيخَيْن أبي بكر وعمر، فهذا مُرتَدٌّ ضالٌّ مُفْتَرٍ"؛ "ميزان الاعتدال"؛ للذهبي، (1/ 605).
ويقول الحافظ ابن حجر: "مَن قدَّم عليَّ بن أبي طالب علَى أبي بكر وعمر، فهو رافضي".
أصول الشيعة البِدعيَّة والشِّرْكيَّة:
أولاً: مذهبُهم في الإمامة:
تَعتَقِد الشيعة بأنَّ أئمَّتهم معصومون من جميع المعاصي؛ الصغيرة والكبيرة، حتى السهو والنِّسيان، وأنَّ لهم سلطةً كاملة للتقيَّة، وهم مُحيطون علمًا بكلِّ شيءٍ يتَّصل بالشريعة.
قال الخميني: "إنَّ مِن ضروريَّات مذهبنا أنَّ لأئمَّتنا مقامًا لا يَبْلُغه مَلَكٌ مقرَّب، ولا نبيٌّ مُرسَل"؛ "كتاب الحكومة الإسلامية"؛ للخميني.
وهم يقولون: إنَّ الإمامة وصيةٌ لعليِّ بن أبي طالب، ثم لسُلالته مِن بعده، وكلَّما ماتَ إمامٌ نصَّ على مَن يخلفه بوحيٍ من الله.
ثانيًا: القول بالرَّجْعة:
ذهَب أكثرُ فِرَق الشِّيعة إلى القول برجُوعِ أئمَّتهم إلى الحياة بعدَ موتهم، ويقولون: إنَّهم غائبون وسَيَرْجعون، وعقيدة الرَّجْعة عندَ الشيعة خاصَّة برجْعة الإمام عند بعضِ فِرَقهم، كالسبئيَّة والكيسائيَّة، أمَّا عندَ الاثني عشريَّة، فهي عامَّة للإمام وكثيرٍ من الناس؛ "أصول المذهب الشيعي".
ثالثًا: القول بالتقيَّة:
التقية هي: كِتْمانُ الحقِّ وسَتْر الاعتقاد عن المخالفين مستدلين عليها بقوله - تعالى -: ((إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)[آل عمران: 28].
وهناك أكثرُ مِن فارق بيْن التقيَّة عندَ أهْل السُّنة التي تُعتبَر رُخْصة في حالِ الاضطرار فقط.
أمَّا الشِّيعة فهي عندهم من أرْكان الدِّين، كالصلاة أو أعظم من الصلاة! قال ابن بابويه - وهو مِن شيوخ الشيعة -: "اعتقادُنا في التقيَّة أنَّها واجبةٌ، مَن تركَها بمنزلة مَن ترَك الصلاة"؛ "كتاب الاعتقادات"؛ للقمي (ص: 114).
بل غَالَى بعضُهم في التقيَّة فقال: إنَّها الدِّين كلُّه، وإنَّه لا دِينَ لِمَن لا تقيَّة له، وإنَّ ترْك التقيَّة ذنبٌ لا يُغفَر كالشِّرْك بالله؛ "كتاب بحار الأنوار" (75/415).
والتقيَّة عند أهل السُّنة تكون مع الكفَّار غالبًا، أمَّا عند الشيعة فهي مع المسلمين، ولا سيَّما أهل السُّنة.
رابعًا: القول بالبداء:
ما شاء الله! والمقصود بالبداء عندَهم أنهم يُجوِّزون أنْ يريد الله شيئًا، ثم يبدو له خلافُه؛ أي: يظهر له ما لم يكنْ ظاهرًا، فيُغيِّر خبرَه وأمرَه الذي بدَا له - تعالى -الله عمَّا يقولون!
القول بالبداء يستَلزِم سابقَ الجهل، وألاَّ يكون الله - تعالى - عالِمًا بعواقبِ الأمور، وإنَّما لجَأ الشِّيعة إلى القوْل بعقيدة البداء؛ لأنَّ أئمَّتهم كانوا يُخبرون أخبارًا، فإنْ تحقَّقتْ قالوا: ألم نقُلْ لكم: إنَّنا نعلم الغيب مِن الله؟ وإنْ خالَف قولهُم الواقِع، قالوا: بدا لله أمرٌ فغيَّر ما أخبَرْناكم به! وهذا قولٌ كذِب باطلٌ، مُوغِلٌ في الضلال، لا يجوز لأيِّ مسلم أنْ يقوله عنِ الله - سبحانه وتعالى -.
خامسًا: موقِفهم من القرآن الكريم:
زعَم الشِّيعةُ أنَّ القرآن الذي بيْن أيدينا ليس هو الذي أُنزِل على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - إنَّما وقَع فيه تحريفٌ وتغيير؛ حيث ادَّعى الشِّيعة أنَّ الصحابة حذَفوا كلَّ الآيات التي نزلَتْ في فضائل أهل البيت، والتي نزلتْ في مثالب الصحابة، وأنَّ مجموع ما حُذِف من القرآن بلَغ الثُّلثين؛ أي: إنَّ الذي بيْن أيدينا هو ثُلُث القرآن فقط!.
قال شيخُهم محمد بن النعمان العُكبري في كتاب "أوائل المقالات في المذاهب المختارات": إنَّ الأخبار جاءتْ مستفيضة عن أئمَّة الهُدى من آل البيت باختلافِ ما أحْدَثه بعضُ الطاغين فيه مِنَ الحَذْف والنقصان.
وهناك أكثرُ مِن ألفَي رِواية منَ الروايات الشيعيَّة تُفيد بتحريف القرآن، ذكَرَها نوري الطبرسي في كتابه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب".
سادسًا: موقفهم من القبور:
يَجعَل الشِّيعة زيارةَ القبور والأَضرِحة فريضةً مِن فرائض مذهبهم، بل إنَّهم يجعلون القبورَ بمنزلة بيْت الله الحرام، فيأمرون الناسَ بحجِّ القبور والطواف لها، والصلاة والدعاء عندَها، وتقبيل أعتابها، وغير ذلك منَ الأفعال الوَثنيَّة، وقد قال الله - تعالى -: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)[الجن: 18].
وقد صَنَّف شيخُهم شيخُ الموسوي والطُّوسي كتابًا سمَّاه "مناسك المشاهد"، وجعَل فيه قبورَ المخلوقين تُحجُّ كما تُحَج الكعبة الحرام، ومنهم مَن جعَل الحجَّ إلى الأضرحةِ أعظمَ من الحج إلى الكعبة، ضارِبين عُرْضَ الحائط بوصايا الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - المتكرِّرة قبلَ وفاته فيمَن يتَّخذ القبور مساجِد، أو يجعَلها وثنًا، أو يصلِّي فيها، ويقول المجلسيُّ في "بحار الأنوار": إنَّ استقبالَ القبر أمرٌ لازم، وإنْ لم يكنْ موافقًا للقِبلة!.
بل واستحسنَ بعضُهم الصلاة عندَ زِيارة القبر قبل أن يستقبلَ المصلِّي القبر ويَستدبِر الكعبة، بل جاءتْ رِوايات كثيرة تُفضِّل أرض كربلاء على كلِّ بِقاع الأرض بما فيها بَيْت الله الحرام.
سابعًا: موقفهم من الصحابة:
وقَع الشِّيعة في الصحابة - رضي الله عنهم - يقول الإمام مالك بن أنس: "هؤلاء قومٌ أرادوا الطعنَ في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُمكِنْهم ذلك، فطَعَنوا في الصحابة؛ ليقول القائل: رجل سوء، كان له أصحابُ سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان الصحابةُ صالحين".
فالشِّيعة يُكفِّرون الصحابة بسبب تَوليتهم لأبي بَكْر الصِّدِّيق، ويتَّهمونهم بتحريفِ القرآن الكريم، وهم يَخصُّون الشيخين؛ أبا بكر الصِّدِّيق والفاروق عمر - رضي الله عنهما - بالقسط الأَوْفَى من السبِّ واللعْن والتكفير، ويَجعلون البراءة منهما مِن أصول الإيمان، مُكذِّبين أحاديثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - التي جعَلَتْ إيمان أبي بكر يَعدِل إيمان أمَّة، ويُكذِّبون صريحَ القرآن من سورة التوبة التي قصَّتْ أحداث الهِجرة الشريفة، وجعلتْه بعدَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في معيَّةِ الله، كما أنَّهم يُكفِّرون أُمَّهاتِ المؤمنين، وخاصَّة عائشة وحَفْصة - رضي الله عنهما - كما أنهم يَرْمُون السيدةَ عائشة - رضي الله عنها - بالقذْف.
كما أوْرد الإمامُ ابن تيميَّة في كتابه "منهاج السُّنة النبويَّة" تمثيلَهم لِمَن يُبغِضون بالحيوانات؛ مثل اتِّخاذهم نعجةً حمراء ويجعلونها عائشة - رضي الله عنها - فيُعذِّبونها، وكأنها عقوبة لعائشة - رضي الله عنها - وينتفون شَعْرَها شعرةً شعرةً، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قَتلتُم فأحْسِنوا القِتْلة، وإذا ذبحْتُم فأحْسِنوا الذِّبْحة)).
كما أنَّهم يُسمُّون حَمِيرَهم بأسماء الشيخَيْن أبي بكر وعمر، ومنهم مَن يُعظِّم أبا لؤلؤة المجوسي؛ لأنَّه قتَل عمر بن الخطاب، بل بلَغ جهلُهم أنْ بنوا ضريحًا لأبي لؤلؤة المجوسي يُزار ويُصلَّى فيه، ويطوفون حولَه.
ثامنًا: موقِفهم من مصادر الأحْكام:
لا تَعتمد الشيعة مصادر التشريع الإسلامي مِن قرآنٍ وسُنَّة وإجماع وقياس وغيرها، بل جَعَلوا اعتمادَهم من ذلك أقوال أئمَّتهم ومشايخهم، والتأويلات الباطنيَّة للنصوص، رغمَ وضوحِ أدلَّتها من القرآن والسُّنة.
ومن المسائل التي شَذُّوا عنِ المسلمين فيها، وفيها إجماعُ المسلمين:
1- يُخالِف الشيعة إجماعَ الأمَّة على وجوبِ غَسْل الرِّجلين في الوضوء، ويَجعلون فرضَها المسْحَ فقط "دون خُفَّيْن أو جَوْرَبَين".
2- إباحتُهم إتيانَ النِّساء في أدبارهنَّ، مخالفين في ذلك إجماعَ الأمَّة.
3- إباحة نِكاح المتعة، بل حَثُّوا عليه وجعَلُوه مِن أفضلِ العبادات، وهو الزواج المؤقَّت بمدَّة معيَّنة، وإذا انقَضتْ حدَثتِ الفرقة بغير طلاق؛ وهو حرامٌ شرعًا، ومن الأدلَّة على تحريمِ ذلك ما ورَد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيُّها الناس، إنِّي قد أذنِتُ لكم في الاستمتاعِ مِنَ النِّساء، وإنَّ الله قد حرَّم ذلك إلى يومِ القِيامة)).
والشِّيعة يَزْعمون أنَّ الذي حرَّم المتعة هو عمرُ بن الخطاب، بل ويَجعلون نِكاحَ المتعة من القُربات والطاعات لله - تعالى - وأوردوا حديثًا مكذوبًا عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - أخبَرَه جبريل، فقال: يا محمد، إنَّ الله - تبارك وتعالى - يقول: إنِّي قد غفرتُ للمستمتعين مِن أُمَّتك من النِّساء.
4- يُحرِّم الشيعة نِكاحَ نساء أهل الكتاب، رغمَ وضوح النصِّ الصريح: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)[المائدة: 5].
تاسعًا: اعتقاد الطينة:
وهو أنَّ الِّشيعي خُلِق مِن طينة خاصَّة، والسُّني خُلِق من طينةٍ أخرى، وجرَى المزْج بين الطينتين بوجْهٍ معيَّن، فما من الشِّيعي من مَعاصٍ وجرائم، فهو من تأثُّره بطِينة السُّنِّي، وما في السُّني من صلاح وأمانة فهو بسبب تأثُّره بطِينة الشيعي، فإذا كان يومُ القيامة فإنَّ سيئاتِ وموبقاتِ الشيعة تُوضَع على أهل السُّنة، وحَسناتِ أهل السُّنة تُعْطَى للشِّيعة، وعلى هذا المعنى تدور أكثرُ مِن ستِّين رواية من رِواياتهم.
و ربِّ العالمين.
المصدر : موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأصلِّي وأسلِّم على أشرفِ المرسلين.
أمَّا بعد:
نشْأة الشيعة:
نشَأتِ الشيعة على يدِ المنافق عبدالله بن سبأ اليهودي، الذي أظْهَر الإسلام، وكان يُبطِن الكفر لهدفِ إفساد الدِّين، وقد سعَى في إشْعال فِتنة مقْتل عثمان - رضي الله عنه -.
ولَمَّا قدِم الكُوفة أظْهَر الغلوَّ في سيِّدنا عليٍّ، فزَعَم أولاً أنه نبيٌّ، ثم قال: إنه الإله في الحقيقة، وكان يدعو الخَلْق إلى هذا، وقد أجابه جماعةٌ منهم، فلمَّا علِمَ الإمام عليٌّ خبرَهم أمَر بحفر خندقين وكان يُحرِّقهم فيهما.
وهرَب عبدالله بن سبأ، وبعد أنْ قُتِل الإمام علي قال عبدالله بن سبأ: إنَّ عليًّا حيٌّ لم يُقتلْ ولم يمُت، وعن قريبٍ ينزل من السماء وينتقِم من أعدائه، ووافَقه ابنُ السوداء في هذا، وكانا يقولان: إذا نزلَ عليٌّ من السماء تُفتح له عينان من مسجد الكوفة؛ أحدهما من العسل، والأخرى من السَّمْن، وشيعته يأكلون منها.
ثم ما لَبِث أنْ سرَى هذا الداء في العالَم الإسلامي تحتَ سِتار الكيْد والتآمُر والخِداع، وامتَلأ تاريخُ الأمَّة الإسلاميَّة بغدراتِ وخياناتِ الشيعة، فطالما تواطؤوا مع اليهود والصليبيين والتتار على مدار جميعِ العصور، حتى يومنا هذا، فما دَخَل الأمريكان العراقَ إلا بمساعداتهم.
والدعوة إلى التشيُّعِ أخذتْ شكلاً أكثر جُرْأة، وبدأتْ تطرَحُ نفسَها من خلال دعوَى التقريب بيْن المذاهب الإسلاميَّة، فأطلَّتِ الفِتنة بقرنيها مِن خلال شيوع كُتُب الشيعة وانتشارها، فبعد أن استغلَّت الشيعة مهاراتِها في التقِيَّة لقرونٍ طويلة حتى خَفِي أمرُها على كثيرٍ من العلماء، كشَفتْ عشرات الكتب الحديثة اليوم عن الوجْه القبيح، والأصول البِدعية والشِّرْكية في اعتقاد الشِّيعة.
مَن هم الشيعة؟
تعرَّفْنا على نَشأة الشِّيعة، فمَن هم الشِّيعة؟
يقول الشهرستاني: "الشيعة هم الذين شايَعوا عليًّا - رضي الله عنه - على الخُصوص، وقالوا بإمامته وخِلافته نصًّا ووصيَّة؛ إمَّا جليًّا وإمَّا خفيًّا، واعتَقدوا أنَّ الإمامةَ لا تخرُج عن أولاده، وإنْ خرجتْ فبُظلمٍ يكون مِن غيره، أو بتقيَّة مِن عنده"؛ "الملل والنحل"؛ للشهرستاني، (1/144).
وقد كان الشِّيعي الغالي في زمَنِ السَّلف وعُرْفِهم: هو مَن تَكلَّم في عثمان والزبير، وطلحة ومعاوية - رضي الله عنهم - وطائفة ممَّن حارَبوا عليًّا - رضي الله عنه - وتعرَّض لسَبِّهم، والشيعي الغالي في زماننا وعُرْفنا: هو الذي يُكفِّر هؤلاء السادة، ويتبرَّأ من الشيخَيْن أبي بكر وعمر، فهذا مُرتَدٌّ ضالٌّ مُفْتَرٍ"؛ "ميزان الاعتدال"؛ للذهبي، (1/ 605).
ويقول الحافظ ابن حجر: "مَن قدَّم عليَّ بن أبي طالب علَى أبي بكر وعمر، فهو رافضي".
أصول الشيعة البِدعيَّة والشِّرْكيَّة:
أولاً: مذهبُهم في الإمامة:
تَعتَقِد الشيعة بأنَّ أئمَّتهم معصومون من جميع المعاصي؛ الصغيرة والكبيرة، حتى السهو والنِّسيان، وأنَّ لهم سلطةً كاملة للتقيَّة، وهم مُحيطون علمًا بكلِّ شيءٍ يتَّصل بالشريعة.
قال الخميني: "إنَّ مِن ضروريَّات مذهبنا أنَّ لأئمَّتنا مقامًا لا يَبْلُغه مَلَكٌ مقرَّب، ولا نبيٌّ مُرسَل"؛ "كتاب الحكومة الإسلامية"؛ للخميني.
وهم يقولون: إنَّ الإمامة وصيةٌ لعليِّ بن أبي طالب، ثم لسُلالته مِن بعده، وكلَّما ماتَ إمامٌ نصَّ على مَن يخلفه بوحيٍ من الله.
ثانيًا: القول بالرَّجْعة:
ذهَب أكثرُ فِرَق الشِّيعة إلى القول برجُوعِ أئمَّتهم إلى الحياة بعدَ موتهم، ويقولون: إنَّهم غائبون وسَيَرْجعون، وعقيدة الرَّجْعة عندَ الشيعة خاصَّة برجْعة الإمام عند بعضِ فِرَقهم، كالسبئيَّة والكيسائيَّة، أمَّا عندَ الاثني عشريَّة، فهي عامَّة للإمام وكثيرٍ من الناس؛ "أصول المذهب الشيعي".
ثالثًا: القول بالتقيَّة:
التقية هي: كِتْمانُ الحقِّ وسَتْر الاعتقاد عن المخالفين مستدلين عليها بقوله - تعالى -: ((إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)[آل عمران: 28].
وهناك أكثرُ مِن فارق بيْن التقيَّة عندَ أهْل السُّنة التي تُعتبَر رُخْصة في حالِ الاضطرار فقط.
أمَّا الشِّيعة فهي عندهم من أرْكان الدِّين، كالصلاة أو أعظم من الصلاة! قال ابن بابويه - وهو مِن شيوخ الشيعة -: "اعتقادُنا في التقيَّة أنَّها واجبةٌ، مَن تركَها بمنزلة مَن ترَك الصلاة"؛ "كتاب الاعتقادات"؛ للقمي (ص: 114).
بل غَالَى بعضُهم في التقيَّة فقال: إنَّها الدِّين كلُّه، وإنَّه لا دِينَ لِمَن لا تقيَّة له، وإنَّ ترْك التقيَّة ذنبٌ لا يُغفَر كالشِّرْك بالله؛ "كتاب بحار الأنوار" (75/415).
والتقيَّة عند أهل السُّنة تكون مع الكفَّار غالبًا، أمَّا عند الشيعة فهي مع المسلمين، ولا سيَّما أهل السُّنة.
رابعًا: القول بالبداء:
ما شاء الله! والمقصود بالبداء عندَهم أنهم يُجوِّزون أنْ يريد الله شيئًا، ثم يبدو له خلافُه؛ أي: يظهر له ما لم يكنْ ظاهرًا، فيُغيِّر خبرَه وأمرَه الذي بدَا له - تعالى -الله عمَّا يقولون!
القول بالبداء يستَلزِم سابقَ الجهل، وألاَّ يكون الله - تعالى - عالِمًا بعواقبِ الأمور، وإنَّما لجَأ الشِّيعة إلى القوْل بعقيدة البداء؛ لأنَّ أئمَّتهم كانوا يُخبرون أخبارًا، فإنْ تحقَّقتْ قالوا: ألم نقُلْ لكم: إنَّنا نعلم الغيب مِن الله؟ وإنْ خالَف قولهُم الواقِع، قالوا: بدا لله أمرٌ فغيَّر ما أخبَرْناكم به! وهذا قولٌ كذِب باطلٌ، مُوغِلٌ في الضلال، لا يجوز لأيِّ مسلم أنْ يقوله عنِ الله - سبحانه وتعالى -.
خامسًا: موقِفهم من القرآن الكريم:
زعَم الشِّيعةُ أنَّ القرآن الذي بيْن أيدينا ليس هو الذي أُنزِل على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - إنَّما وقَع فيه تحريفٌ وتغيير؛ حيث ادَّعى الشِّيعة أنَّ الصحابة حذَفوا كلَّ الآيات التي نزلَتْ في فضائل أهل البيت، والتي نزلتْ في مثالب الصحابة، وأنَّ مجموع ما حُذِف من القرآن بلَغ الثُّلثين؛ أي: إنَّ الذي بيْن أيدينا هو ثُلُث القرآن فقط!.
قال شيخُهم محمد بن النعمان العُكبري في كتاب "أوائل المقالات في المذاهب المختارات": إنَّ الأخبار جاءتْ مستفيضة عن أئمَّة الهُدى من آل البيت باختلافِ ما أحْدَثه بعضُ الطاغين فيه مِنَ الحَذْف والنقصان.
وهناك أكثرُ مِن ألفَي رِواية منَ الروايات الشيعيَّة تُفيد بتحريف القرآن، ذكَرَها نوري الطبرسي في كتابه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب".
سادسًا: موقفهم من القبور:
يَجعَل الشِّيعة زيارةَ القبور والأَضرِحة فريضةً مِن فرائض مذهبهم، بل إنَّهم يجعلون القبورَ بمنزلة بيْت الله الحرام، فيأمرون الناسَ بحجِّ القبور والطواف لها، والصلاة والدعاء عندَها، وتقبيل أعتابها، وغير ذلك منَ الأفعال الوَثنيَّة، وقد قال الله - تعالى -: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)[الجن: 18].
وقد صَنَّف شيخُهم شيخُ الموسوي والطُّوسي كتابًا سمَّاه "مناسك المشاهد"، وجعَل فيه قبورَ المخلوقين تُحجُّ كما تُحَج الكعبة الحرام، ومنهم مَن جعَل الحجَّ إلى الأضرحةِ أعظمَ من الحج إلى الكعبة، ضارِبين عُرْضَ الحائط بوصايا الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - المتكرِّرة قبلَ وفاته فيمَن يتَّخذ القبور مساجِد، أو يجعَلها وثنًا، أو يصلِّي فيها، ويقول المجلسيُّ في "بحار الأنوار": إنَّ استقبالَ القبر أمرٌ لازم، وإنْ لم يكنْ موافقًا للقِبلة!.
بل واستحسنَ بعضُهم الصلاة عندَ زِيارة القبر قبل أن يستقبلَ المصلِّي القبر ويَستدبِر الكعبة، بل جاءتْ رِوايات كثيرة تُفضِّل أرض كربلاء على كلِّ بِقاع الأرض بما فيها بَيْت الله الحرام.
سابعًا: موقفهم من الصحابة:
وقَع الشِّيعة في الصحابة - رضي الله عنهم - يقول الإمام مالك بن أنس: "هؤلاء قومٌ أرادوا الطعنَ في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُمكِنْهم ذلك، فطَعَنوا في الصحابة؛ ليقول القائل: رجل سوء، كان له أصحابُ سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان الصحابةُ صالحين".
فالشِّيعة يُكفِّرون الصحابة بسبب تَوليتهم لأبي بَكْر الصِّدِّيق، ويتَّهمونهم بتحريفِ القرآن الكريم، وهم يَخصُّون الشيخين؛ أبا بكر الصِّدِّيق والفاروق عمر - رضي الله عنهما - بالقسط الأَوْفَى من السبِّ واللعْن والتكفير، ويَجعلون البراءة منهما مِن أصول الإيمان، مُكذِّبين أحاديثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - التي جعَلَتْ إيمان أبي بكر يَعدِل إيمان أمَّة، ويُكذِّبون صريحَ القرآن من سورة التوبة التي قصَّتْ أحداث الهِجرة الشريفة، وجعلتْه بعدَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في معيَّةِ الله، كما أنَّهم يُكفِّرون أُمَّهاتِ المؤمنين، وخاصَّة عائشة وحَفْصة - رضي الله عنهما - كما أنهم يَرْمُون السيدةَ عائشة - رضي الله عنها - بالقذْف.
كما أوْرد الإمامُ ابن تيميَّة في كتابه "منهاج السُّنة النبويَّة" تمثيلَهم لِمَن يُبغِضون بالحيوانات؛ مثل اتِّخاذهم نعجةً حمراء ويجعلونها عائشة - رضي الله عنها - فيُعذِّبونها، وكأنها عقوبة لعائشة - رضي الله عنها - وينتفون شَعْرَها شعرةً شعرةً، وقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قَتلتُم فأحْسِنوا القِتْلة، وإذا ذبحْتُم فأحْسِنوا الذِّبْحة)).
كما أنَّهم يُسمُّون حَمِيرَهم بأسماء الشيخَيْن أبي بكر وعمر، ومنهم مَن يُعظِّم أبا لؤلؤة المجوسي؛ لأنَّه قتَل عمر بن الخطاب، بل بلَغ جهلُهم أنْ بنوا ضريحًا لأبي لؤلؤة المجوسي يُزار ويُصلَّى فيه، ويطوفون حولَه.
ثامنًا: موقِفهم من مصادر الأحْكام:
لا تَعتمد الشيعة مصادر التشريع الإسلامي مِن قرآنٍ وسُنَّة وإجماع وقياس وغيرها، بل جَعَلوا اعتمادَهم من ذلك أقوال أئمَّتهم ومشايخهم، والتأويلات الباطنيَّة للنصوص، رغمَ وضوحِ أدلَّتها من القرآن والسُّنة.
ومن المسائل التي شَذُّوا عنِ المسلمين فيها، وفيها إجماعُ المسلمين:
1- يُخالِف الشيعة إجماعَ الأمَّة على وجوبِ غَسْل الرِّجلين في الوضوء، ويَجعلون فرضَها المسْحَ فقط "دون خُفَّيْن أو جَوْرَبَين".
2- إباحتُهم إتيانَ النِّساء في أدبارهنَّ، مخالفين في ذلك إجماعَ الأمَّة.
3- إباحة نِكاح المتعة، بل حَثُّوا عليه وجعَلُوه مِن أفضلِ العبادات، وهو الزواج المؤقَّت بمدَّة معيَّنة، وإذا انقَضتْ حدَثتِ الفرقة بغير طلاق؛ وهو حرامٌ شرعًا، ومن الأدلَّة على تحريمِ ذلك ما ورَد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيُّها الناس، إنِّي قد أذنِتُ لكم في الاستمتاعِ مِنَ النِّساء، وإنَّ الله قد حرَّم ذلك إلى يومِ القِيامة)).
والشِّيعة يَزْعمون أنَّ الذي حرَّم المتعة هو عمرُ بن الخطاب، بل ويَجعلون نِكاحَ المتعة من القُربات والطاعات لله - تعالى - وأوردوا حديثًا مكذوبًا عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - أخبَرَه جبريل، فقال: يا محمد، إنَّ الله - تبارك وتعالى - يقول: إنِّي قد غفرتُ للمستمتعين مِن أُمَّتك من النِّساء.
4- يُحرِّم الشيعة نِكاحَ نساء أهل الكتاب، رغمَ وضوح النصِّ الصريح: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)[المائدة: 5].
تاسعًا: اعتقاد الطينة:
وهو أنَّ الِّشيعي خُلِق مِن طينة خاصَّة، والسُّني خُلِق من طينةٍ أخرى، وجرَى المزْج بين الطينتين بوجْهٍ معيَّن، فما من الشِّيعي من مَعاصٍ وجرائم، فهو من تأثُّره بطِينة السُّنِّي، وما في السُّني من صلاح وأمانة فهو بسبب تأثُّره بطِينة الشيعي، فإذا كان يومُ القيامة فإنَّ سيئاتِ وموبقاتِ الشيعة تُوضَع على أهل السُّنة، وحَسناتِ أهل السُّنة تُعْطَى للشِّيعة، وعلى هذا المعنى تدور أكثرُ مِن ستِّين رواية من رِواياتهم.
و ربِّ العالمين.