هناك فاكهة أحبها بعض الناس في زماننا بشراهة، وتفننوا في أكلها في كل وقت وحين.. في كل مكان وفي كل مجال! إنها الفاكهة التي أصبحت تسلي الناس في أوقات فراغهم، فضلا عن ساعات عملهم!.
إنها فاكهة يأكلها الغني والفقير برغم أن الله حرمها في كتابه الكريم ووصف آكلها بأبشع صفة، ونهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكلها
لعلكم عرفتموها!
إنها الغيبـة التي نعتها الحسن البصري بــ "فاكهة النساء"، لكن ما أحسبها تقتصر في زماننا على النساء فقط؛ لأنها أصبحت فاكهة الرجال والنساء معا، رغم أنها تتضح أكثر عند النساء.
فهل آن الأوان كي يحرم البعض منا على نفسه هذا النوع من الفاكهة المسمومة؟ وهل يكتفي هؤلاء وأمثالهم بوصف الله الذي قال فيه: "ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"، وهل آن الأوان لترك هذا النوع من الفاكهة التي ربما أحبها البعض بشراهة؟!.
حقيقة الغيبة فخ خطير نقع فيه و لكن لا ندري كيف لأن عندما نلتقي بأحد و نبدأ تجادب أطراف الحديث عن الشغل أو الأسرة لا يمكن أن نتحدث عن أنفسنا دون الحديث عن الآخرين من رئيس عمل أو زملاء أو زوج أو صديقة أو أو لأن هناك أمور مشتركة بيننا و بين هؤلاء الناس و قد نذكرهم و نذكر تصرفاتهم في أمور تعنينا
فمثلا لو سألني أحد عن الشغل قد أكون مظلومة فيه فأقول إن رئيسي فلان قد فعل بي كذا و كذا فهل هذه غيبة؟؟ و إن كانت كذلك فالأحوط أن لا نتحدث البتة مع أحد
فقد أصبحت أقلل من الإختلاط مع الناس هروبا من الغيبة حتى أني أصبحت لا أزور و لا أستقبل أحد فهل هذا حل؟ طبعاً لا
و هل إذا حذرنا أحدا من سوء أو خبث أحد آخر كي يحذره هل يدخل هذا في خانة الغيبة؟ الله أعلم