--------------------------------------------------------------------------------
عندما أحمل زوجتي في أول يوم زواج ... فلا بد من أن أحملها مدى العمر
إنه الاسم الحرفي لقصة في جرنال فرنسي قديم وللأسف لم يكن مكتوب عليها اسم مؤلفها , مع أنني أعتقد أنها القصة الأولى والأخيرة
التي كتبها في حياته , حيث أنها تروي قصة حياته مع زوجته التي أحبها على مدار عشر سنين , وقد أحسست بالصدق التام بين سطورها
وأحببت أن أعيد نشرها لما وجدت فيها من عـِبَر يمكن أن تكون غائبة عن عيوننا.
وإليكم القصة كما كتبها كاتبها المجهول بالنسبة لدي , بحذافيرها تقريبا,باستثناء بعض الكلمات التي أوجدت مرادفا ً لها في لغتنا .
عندما عدت إلى المنزل ذات ليلة , كانت زوجتي بانتظاري وقد أعدت طعام العشاء ، أمسكت بيدها وأخبرتها بأنه لدي شي أخبرها به ،
جلست هي بهدوء تنظر إلي بعينيها التي أكاد ألمح الألم فيها .
فجأة شعرت أن الكلمات جمدت بلساني فلم أستطع أن أتكلم ، لكن يجب أن أخبرها : ( أريد الطلاق )
خرجت هاتان الكلمتان من فمي بهدوء ولم تبدو زوجتي متضايقة مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني : لماذا ؟
نظرت إليها طويلا وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي : أنت لست برجل !!!!!
في هذه الليلة ، لم نتبادل الحديث أنا وهي . كانت زوجتي تنحب بالبكاء لأني أعلم بأنها تريد أن تفهم ماذا حدث لزواجنا ،
لكني بالكاد كنت أستطيع أن أعطيها سبب حقيقي يرضيها .
في هذه اللحظة أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي ، فقلبي أصبح تملكه امرأة أخرى ( جينا )
أحسست بأنني لم أعد أحب زوجتي ، فقد كنا كالأغراب وإحساسي بها لم يكن يتعدى الشفقة عليها .
في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني ، قدمت لزوجتي أوراق الطلاق لكي توقع عليها وفيها
أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة و30% من أسهم الشركة التي أملكها.
ألقت زوجتي لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها إلى قطع صغيرة ، فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي أصبحت الآن غريبة عني .
أحسست بالأسف عليها ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها ، فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي لها بحبي العميق ( لجينا ) .
وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي ببكاء شديد الأمر الذي أتوقع منها أن تفعله ,
بالنسبة لي ، بكاؤها كان مصدر راحة ، فهو يدل على أن فكرة الطلاق التي كانت تراودني أسابيع طويلة قد بدأت تصبح حقيقة ملموسة أمامي .
في اليوم التالي ، عدت الى المنزل في وقت متأخر من الليل لأجدها منهمكة تكتب شيئاً . لم أتناول ليلتها العشاء وذهبت على الفور
للنوم . وسرعان ما استغرقت بالنوم ، فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة ( جينا ) . ففتحت عيني في منتصف الليل ،
لأجدها مازالت تكتب . في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى .
وفي الصباح ، جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق ولم تكن تريد أية شي مني سوى مهلة شهر فقط .
لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر ، يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا حتى نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجيين .
سبب طلبها هذا كان بسيطاً ويعود إلى أن ولدنا سيخضع لامتحان المدرسة وهي لا تريد أن يؤثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة .
لقد لاقى طلبها قبولاً لدي, لكنها أخبرتني بأنها تريد منى أن أقوم بشي آخر لها . لقد طلبت مني أن أتذكر كيف حملتها
بين ذراعي في صباح أول يوم زواجنا وطلبت أن أحملها لمدة شهر كل صباح من غرفة نومنا إلى باب المنزل!!!
بصراحة الأمر اعتقدت لوهلة أنها قد فقدت عقلها!!!!
لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معنا تمر بسلاسة، قبلت أن أنفذ طلبها الغريب .
لقد أخبرت( جينا ) يومها عن طلب زوجتي الغريب ، فضحكت ملئ فاها وقالت باستهزاء : بأن ما تطلبه زوجتك شي سخيف
ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء ، لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة .
لم نكن أنا وزوجتي على اتصال جسدي منذ أن أعربت لها عن رغبتي بالطلاق ، فعندما حملتها بين ذراعيي في أول يوم أحسست معها
بالارتباك وتفاجئ ولدنا بالمشهد ، فأصبح يصفق ويمشي خلفنا صارخا فرحاً (أبي يحمل أمي بين ذراعيه) . كلماته أحستني بشيء من
الألم وحملتها من غرفة النوم إلى باب المنزل مروراً بغرفة الجلوس ومشيت عشرة أمتار وهي بين ذراعيي . أما هي فأغمضت عينيها
وقالت بصوت ناعم خافت : لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن . فأومأت لها بالموافقة وإحساس بالألم يمتلكني ، إحساس كرهته .
عندها ، خرجت زوجتي ووقفت في موقف الباص تنتظر وأنا قدت سيارتي إلى المكتب .
في اليوم التالي ، تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر ومن ثم ، وضعت رأسها على صدري واستطعت أن اشتم عبقها . حينها ، أدركت في هذه
اللحظة أنني لم أمعن النظر جيداً في هذه المرأة منذ زمن بعيد وأدركت أنها لم تعد فتاة شابة وعلى وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة ،
غزا بعض اللون الرمادي شعرها ، وقد أخذ زواجنا منه شبابها . لدقيقة ، تساءلت ماذا فعلت أنا بها ....
في اليوم الرابع عندما حملتها ، أحسست بإحساس الألفة والمودة
يتملكني اتجاهها !! إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها .
في اليوم الخامس والسادس ، شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح ينمو مرة أخرى ولم أخبر (جينا ) عن ذلك .
وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر التي طلبتها ،
وربطت ذلك إلى أن تمارين حملها هو من جعلني قوياً ، فسهل حملها.
في صباح أحد الأيام ، جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس ؛ لقد جربت عدد لا بأس به من الفساتين لكنها لم تجد ما يناسبها ، فتنهدت بحسرة
قائلة كل فساتيني أصبحت كبيرةً علي ولا تناسبني ) . أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت وهذا هو سبب سهولة حملي لها .
فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها . لاشعورياً ، وضعت يدي على رأسها بحنان . في هذه اللحظة دخل ولدنا
وقال( أبي لقد حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة) . بالنسبة إليه ، رؤية والده يحمل أمه أصبح جزئاً أساسياً من حياته اليومية .
ثم طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة و أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأنني سأغير رأيي في هذه اللحظة الأخيرة .
ثم حملتها بين ذراعيي وأخرجتها من غرفة النوم إلى الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة
وضممت جسدها بقوة وكان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا ، لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً .
في آخر صباح عندما حملتها بين ذراعيي لم استطع أن أخطو خطوة واحده
، وكان ولدنا قد ذهب إلى المدرسة و ضممتها بقوة وقلت لها : لم أكن أتصور أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلا هذه اللحظة .
قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن أية تأخير قد يكون السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه...
صعدت السلالم بسرعة ... فتحت ( جينا) الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلا أنا آسف جينا لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي )
نظرت جينا إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني : هل أنت محموم؟ رفعت يدها عن جبيني وقلت لها : أنا حقاً آسف جينا
لكني لم أعد أريد الطلاق قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي لم نكن نقدر الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا
وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا.
أدركت ( جينا ) صدق ما أقول وعلى قوة قراري ، عندها صفعت وجهي صفعة قوية وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة...
نزلت الدرج وقدت السيارة مبتعداً .
توقفت عند محل لبيع الزهور في الطريق واخترت باقة من الورود جميلة لزوجتي ، سألتني بائعة الزهور ماذا تكتب في البطاقة ،
فابتسمت وكتبت ( سوف استمر أحملك وأضمك بين ذراعيي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت) .
في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة الورد بين يدي وابتسامة تعلو وجهي ، فركضت مسرعاً إلى زوجتي
إلا أني وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها .
لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني وأنا كنت مشغولاً مع (جينا) لكي ألاحظ . لقد علمت أنها
ستموت قريباً وفضلت أن تجنبني ردة فعل سلبية من قبل ولدنا لي وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق وهي على الأقل ،
رأت أن أبقى ذلك الزوج المحب في عيون ولدنا.
أعزائي القرآء :
لا المنزل الفخم ولا السيارة ولا الممتلكات أو المال في البنوك هي مهمة ،
المهم هو التفاصيل الصغيرة الحميمة في حياتكم هي أهم شي في علاقاتكم .
هذه الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة ،
فأوجدوا الوقت لشركاء حياتكم وأصدقاء عائلتكم
واستمروا في عمل هذه الأشياء الصغيرة لبناء المودة والألفة و الحميمية .
وهي أيضا مهمة بين الأصدقاء , فإذا وجدتم أن أصدقائكم بدءوا بالابتعاد عنكم , فربما تعيد الحرارة لصداقتكم كلمة لطيفة
أو هدية صغيرة او رسالة تحتوى على كلمات جميلة أو أيميل يذيب برودة الابتعاد عن بعض .
ترجمة فؤاد الاتاسي
عندما أحمل زوجتي في أول يوم زواج ... فلا بد من أن أحملها مدى العمر
إنه الاسم الحرفي لقصة في جرنال فرنسي قديم وللأسف لم يكن مكتوب عليها اسم مؤلفها , مع أنني أعتقد أنها القصة الأولى والأخيرة
التي كتبها في حياته , حيث أنها تروي قصة حياته مع زوجته التي أحبها على مدار عشر سنين , وقد أحسست بالصدق التام بين سطورها
وأحببت أن أعيد نشرها لما وجدت فيها من عـِبَر يمكن أن تكون غائبة عن عيوننا.
وإليكم القصة كما كتبها كاتبها المجهول بالنسبة لدي , بحذافيرها تقريبا,باستثناء بعض الكلمات التي أوجدت مرادفا ً لها في لغتنا .
عندما عدت إلى المنزل ذات ليلة , كانت زوجتي بانتظاري وقد أعدت طعام العشاء ، أمسكت بيدها وأخبرتها بأنه لدي شي أخبرها به ،
جلست هي بهدوء تنظر إلي بعينيها التي أكاد ألمح الألم فيها .
فجأة شعرت أن الكلمات جمدت بلساني فلم أستطع أن أتكلم ، لكن يجب أن أخبرها : ( أريد الطلاق )
خرجت هاتان الكلمتان من فمي بهدوء ولم تبدو زوجتي متضايقة مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني : لماذا ؟
نظرت إليها طويلا وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي : أنت لست برجل !!!!!
في هذه الليلة ، لم نتبادل الحديث أنا وهي . كانت زوجتي تنحب بالبكاء لأني أعلم بأنها تريد أن تفهم ماذا حدث لزواجنا ،
لكني بالكاد كنت أستطيع أن أعطيها سبب حقيقي يرضيها .
في هذه اللحظة أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي ، فقلبي أصبح تملكه امرأة أخرى ( جينا )
أحسست بأنني لم أعد أحب زوجتي ، فقد كنا كالأغراب وإحساسي بها لم يكن يتعدى الشفقة عليها .
في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني ، قدمت لزوجتي أوراق الطلاق لكي توقع عليها وفيها
أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة و30% من أسهم الشركة التي أملكها.
ألقت زوجتي لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها إلى قطع صغيرة ، فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي أصبحت الآن غريبة عني .
أحسست بالأسف عليها ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها ، فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي لها بحبي العميق ( لجينا ) .
وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي ببكاء شديد الأمر الذي أتوقع منها أن تفعله ,
بالنسبة لي ، بكاؤها كان مصدر راحة ، فهو يدل على أن فكرة الطلاق التي كانت تراودني أسابيع طويلة قد بدأت تصبح حقيقة ملموسة أمامي .
في اليوم التالي ، عدت الى المنزل في وقت متأخر من الليل لأجدها منهمكة تكتب شيئاً . لم أتناول ليلتها العشاء وذهبت على الفور
للنوم . وسرعان ما استغرقت بالنوم ، فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة ( جينا ) . ففتحت عيني في منتصف الليل ،
لأجدها مازالت تكتب . في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى .
وفي الصباح ، جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق ولم تكن تريد أية شي مني سوى مهلة شهر فقط .
لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر ، يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا حتى نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجيين .
سبب طلبها هذا كان بسيطاً ويعود إلى أن ولدنا سيخضع لامتحان المدرسة وهي لا تريد أن يؤثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة .
لقد لاقى طلبها قبولاً لدي, لكنها أخبرتني بأنها تريد منى أن أقوم بشي آخر لها . لقد طلبت مني أن أتذكر كيف حملتها
بين ذراعي في صباح أول يوم زواجنا وطلبت أن أحملها لمدة شهر كل صباح من غرفة نومنا إلى باب المنزل!!!
بصراحة الأمر اعتقدت لوهلة أنها قد فقدت عقلها!!!!
لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معنا تمر بسلاسة، قبلت أن أنفذ طلبها الغريب .
لقد أخبرت( جينا ) يومها عن طلب زوجتي الغريب ، فضحكت ملئ فاها وقالت باستهزاء : بأن ما تطلبه زوجتك شي سخيف
ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء ، لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة .
لم نكن أنا وزوجتي على اتصال جسدي منذ أن أعربت لها عن رغبتي بالطلاق ، فعندما حملتها بين ذراعيي في أول يوم أحسست معها
بالارتباك وتفاجئ ولدنا بالمشهد ، فأصبح يصفق ويمشي خلفنا صارخا فرحاً (أبي يحمل أمي بين ذراعيه) . كلماته أحستني بشيء من
الألم وحملتها من غرفة النوم إلى باب المنزل مروراً بغرفة الجلوس ومشيت عشرة أمتار وهي بين ذراعيي . أما هي فأغمضت عينيها
وقالت بصوت ناعم خافت : لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن . فأومأت لها بالموافقة وإحساس بالألم يمتلكني ، إحساس كرهته .
عندها ، خرجت زوجتي ووقفت في موقف الباص تنتظر وأنا قدت سيارتي إلى المكتب .
في اليوم التالي ، تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر ومن ثم ، وضعت رأسها على صدري واستطعت أن اشتم عبقها . حينها ، أدركت في هذه
اللحظة أنني لم أمعن النظر جيداً في هذه المرأة منذ زمن بعيد وأدركت أنها لم تعد فتاة شابة وعلى وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة ،
غزا بعض اللون الرمادي شعرها ، وقد أخذ زواجنا منه شبابها . لدقيقة ، تساءلت ماذا فعلت أنا بها ....
في اليوم الرابع عندما حملتها ، أحسست بإحساس الألفة والمودة
يتملكني اتجاهها !! إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها .
في اليوم الخامس والسادس ، شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح ينمو مرة أخرى ولم أخبر (جينا ) عن ذلك .
وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر التي طلبتها ،
وربطت ذلك إلى أن تمارين حملها هو من جعلني قوياً ، فسهل حملها.
في صباح أحد الأيام ، جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس ؛ لقد جربت عدد لا بأس به من الفساتين لكنها لم تجد ما يناسبها ، فتنهدت بحسرة
قائلة كل فساتيني أصبحت كبيرةً علي ولا تناسبني ) . أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت وهذا هو سبب سهولة حملي لها .
فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها . لاشعورياً ، وضعت يدي على رأسها بحنان . في هذه اللحظة دخل ولدنا
وقال( أبي لقد حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة) . بالنسبة إليه ، رؤية والده يحمل أمه أصبح جزئاً أساسياً من حياته اليومية .
ثم طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة و أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأنني سأغير رأيي في هذه اللحظة الأخيرة .
ثم حملتها بين ذراعيي وأخرجتها من غرفة النوم إلى الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة
وضممت جسدها بقوة وكان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا ، لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً .
في آخر صباح عندما حملتها بين ذراعيي لم استطع أن أخطو خطوة واحده
، وكان ولدنا قد ذهب إلى المدرسة و ضممتها بقوة وقلت لها : لم أكن أتصور أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلا هذه اللحظة .
قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن أية تأخير قد يكون السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه...
صعدت السلالم بسرعة ... فتحت ( جينا) الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلا أنا آسف جينا لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي )
نظرت جينا إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني : هل أنت محموم؟ رفعت يدها عن جبيني وقلت لها : أنا حقاً آسف جينا
لكني لم أعد أريد الطلاق قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي لم نكن نقدر الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا
وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا.
أدركت ( جينا ) صدق ما أقول وعلى قوة قراري ، عندها صفعت وجهي صفعة قوية وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة...
نزلت الدرج وقدت السيارة مبتعداً .
توقفت عند محل لبيع الزهور في الطريق واخترت باقة من الورود جميلة لزوجتي ، سألتني بائعة الزهور ماذا تكتب في البطاقة ،
فابتسمت وكتبت ( سوف استمر أحملك وأضمك بين ذراعيي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت) .
في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة الورد بين يدي وابتسامة تعلو وجهي ، فركضت مسرعاً إلى زوجتي
إلا أني وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها .
لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني وأنا كنت مشغولاً مع (جينا) لكي ألاحظ . لقد علمت أنها
ستموت قريباً وفضلت أن تجنبني ردة فعل سلبية من قبل ولدنا لي وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق وهي على الأقل ،
رأت أن أبقى ذلك الزوج المحب في عيون ولدنا.
أعزائي القرآء :
لا المنزل الفخم ولا السيارة ولا الممتلكات أو المال في البنوك هي مهمة ،
المهم هو التفاصيل الصغيرة الحميمة في حياتكم هي أهم شي في علاقاتكم .
هذه الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة ،
فأوجدوا الوقت لشركاء حياتكم وأصدقاء عائلتكم
واستمروا في عمل هذه الأشياء الصغيرة لبناء المودة والألفة و الحميمية .
وهي أيضا مهمة بين الأصدقاء , فإذا وجدتم أن أصدقائكم بدءوا بالابتعاد عنكم , فربما تعيد الحرارة لصداقتكم كلمة لطيفة
أو هدية صغيرة او رسالة تحتوى على كلمات جميلة أو أيميل يذيب برودة الابتعاد عن بعض .
ترجمة فؤاد الاتاسي