”وائل غنيم” .. الشاب الذي أبكى المصريين
كانت أبلغ تعبير عن صدقه.. كلماته لم تكن بحاجة لأدلة.. بساطته وحواره
التلقائي كان عنوانه.. فأبكى المصريين جميعًا.. واستحق أن يكن ما لم يحب أن
يصف نفسه به ” بطلاً”.
وائل سعيد عباس غنيم.. شاب مصري يحب بلده.. لم تسعفه الكلمات ليقدم أسفه
وتعازيه لكل أهالي شهداء ثورة الغضب.. ولم تسعفه أيضًا في تقديم اعتذاره
للمصريين عن أضرار لحقت بمصالحهم.. قال إنه وغيره لا يتحملوا مسئوليتها..
نحن أصحاب حق، ولست بطلا أو رمزًا أو فارسًا، أنا بطل ” كي بورد أو لوحة
مفاتيح الكمبيوتر” .. ولست خائنًا.. أو مدفوعًا من قبل أحد.. هكذا صمّم أن
يتحدث عن نفسه .. متوجهًا لشباب ميدان التحرير بأنهم من يستحقوا البطولة..
لأنهم من قبلوا التضحية في الوقت الذي كان لا يمتلك فيها حريته عندما
اختطفه أمن الدولة ليلة الشرارة الأولى للمظاهرات..
انهياره في البكاء عند رؤيته لصور شباب الشهداء لأول مرة.. وعدم استكماله
لحلقة برنامج العاشرة مساءا على قناة دريم .. جعل جميع من يشاهدونه لا
يمتلكون أن يمنعوا دموعهم من الفرار …
” أنا عاوز أقول لكل أب وأم أنا آسف، بس مش غلطتي، دي غلطة كل واحد كان
ماسك في السلطة ومتبت فيها”.. كانت أولى الكلمات التي نطق بها وائل غنيم في
حواره مع الإعلامية منى الشاذلي، عقب الإفراج عنه من مقر أمن الدولة، بعد
اختطافه ليلة الخميس 25 يناير من قبل 4 من مخبري أمن الدولة.
مؤسس صفحة ” كلنا خالد سعيد” أو وائل غنيم، أكد في حديثه إنه لم يتعرض لأي
نوع من أنواع التعذيب البدني، في أمن الدولة، ولكنهم قاموا فور اعتقاله
بتعصيب عينيه، فلم يرى من يحدثونه، أو حتى عرف أي معلومات عن ما حدث بعد
مظاهرة 25 يناير، حتى التحقيق الأخير قبيل ميعاد الإفراج عنه.
لم يكن ذلك تأكيده فقط، بل شدد على أنه ليس خائنًا، أو تحركه هو ومن يعرفه
من شباب مصر، أي أجندات خارجية، أو جماعات أو أحزاب سياسية، كما تصور أمن
الدولة، وحاول أن ينتزع منه اعتراف بذلك، إلى أن اقتنعوا بأنه شاب مصري
يريد الخير لبلده – حسبما قال وائل-.
وائل قال إنه قابل اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية الجديد، قبيل الإفراج
عنه، وتحدث معه حول مشكلتين أساسيتين.. الأولى .. لا يوجد حوار بين الشباب
والنظام في مصر، الثانية .. انعدام الثقة بين الطرفين، إضافة الى التضليل
الذي يمارسه الإعلام المصري.