منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
الـــغــيـرة  فـــــى   الاســـــــــلام  Support


    الـــغــيـرة فـــــى الاســـــــــلام

    avatar
    ابراهيم عثمان
    مشرف قسم إمياي الحبيبة
    مشرف قسم إمياي الحبيبة


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 864
    العمر : 56
    تاريخ التسجيل : 10/11/2010
    المهنة : الـــغــيـرة  فـــــى   الاســـــــــلام  Unknow10
    البلد : الـــغــيـرة  فـــــى   الاســـــــــلام  3dflag23
    الهواية : الـــغــيـرة  فـــــى   الاســـــــــلام  Unknow11
    مزاجي النهاردة : الـــغــيـرة  فـــــى   الاســـــــــلام  Pi-ca-51
    الـــغــيـرة  فـــــى   الاســـــــــلام  30

    الـــغــيـرة  فـــــى   الاســـــــــلام  Empty الـــغــيـرة فـــــى الاســـــــــلام

    مُساهمة من طرف ابراهيم عثمان 26/1/2011, 6:27 am

    السلام عليكم ورحمة الله

    لقد كان أهل الجاهلية الأولى - رغم جاهليتهم – كانوا يرفضون الزنا ، ويرونه عاراً ، ولم يزِد الإسلام ذلك إلا شِدّة ، إلا أن الإسلام تمم

    مكارم الأخلاق وضبطها بضوابط الشريعة .

    فالرجل الجاهلي كانت تحمله الغيرة على دفن ابنته وهي حيّـة ، فجاء الإسلام وأقرّ الغيرة ، وحرّم وأد البنات .

    وكانت الغيرة خُلُـقـاً يُمدح به الرجال والنساء .

    فيقول الشاعر مُفتخراً بالغيرة :

    ألسنا قد عَلِمَتْ معـدٌ *** غداةَ الرّوعِ أجدرُ أن نغارا

    وكان ضعف الغيرة علامة على سقوط الرجولة بل على ذهاب الديانة .

    ولذا كان ضعيف الغيرة يُذمّ ، حتى قيل :

    إذ لا تغارُ على النساءِ قبائلُ *** يوم الحفاظِ ولا يَفُون لجـارِ

    وكانت العرب تقول : تموت الحُـرّة ولا تأكل بثدييها


    وقال هند بنت عتبة – رضي الله عنها – وقد جاءت تُبايع النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فكان أن أخذ عليها في البيعة ( وألاّ تزنين )

    قالت : أوَ تزني الحُـــرّة ؟؟؟

    ولقد جاء الإسلامُ مُتمِّماً لمكارمِ الأخلاق ، فجعل الغيرةَ من ركائزِ الإيمان ، بل جعلها علامة على قوّة الإيمان .

    وفاقِدُها - أجارك الله - هو الدّيوث . الذي يُقرُّ الخبثَ في أهله ، فالجنةُ عليه حرام

    عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم قال : ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ الخمر ، والعاقّ

    ، والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ . رواه أحمد والنسائي .

    والدّيوث قد فسّره النبي صلى الله عليه على آله وسلم في هذا الحديث بأنه الذي يُقرّ الخبث في أهله سواء في زوجته أوأخته أوابنته ونحوهنّ .

    والخبث المقصود به الزنا ، وبواعثه ودواعيه وأسبابه من خلوة ونحوها .

    قال علي رضي الله عنه : أما تغارون أن تخرج نساؤكم ؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج . رواه الإمام أحمد

    تأمل في أحوال الصحابة – رضي الله عنهم – تجد عجباً ، فهم يغارون أشدّ الغيرة ، وكان رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم أشد منهم غيرة .

    ففي الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ

    رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه على آله وسلم فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَ الله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي ، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ

    مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله ، وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثُ الله الْمُرْسَلِينَ مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ

    إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنّةَ .

    قال ابن القيم رحمه الله : فَجَمَعَ هذا الحديثُ بين الغيرةِ التي أصلُها كراهةُ القبائح وبُغضُها ، وبين محبةِ العُذرِ الذي يوجبُ كمالَ العدلِ

    والرحمةِ والإحسانِ …

    فالغيورُ قد وافقَ ربَّهُ سبحانه في صفةٍ من صِفاتِه ، ومَنْ وافقَ الله في صفه من صفاتِه قادته تلك الصفة إليه بزمامه وأدخلته على ربِّه ، وأدنته

    منه وقربته من رحمته ، وصيّرته محبوباً له . انتهى .

    إذاً فالغيرةُ صفةٌ من صفات الرب جل وعلا ، وصفاته صفاتُ كمالٍ ومدح .

    والغَيْرةُ لا يتّصفُ بـها سوى أفذاذ الرّجال الذين قاموا بحقِّ القَوامَـة .

    المرأة إذا علِمت من زوجها أو وليّها الغيرة عليها راعت ذلك وجعلته في حُسبانها


    هذه أسماءُ بنت أبي بكر تقول : تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ غيرِ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَهُ وأستقي

    الماءَ وأخرِزُ غَربَهُ وأعجِن ، ولم أكن أُحسِنُ أخبزُ ، وكان يَخبزُ جاراتٌ لي من الأنصار ، وكن نِسوَةَ صِدق ، وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي

    أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ

    نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ، وكان أغيَرَ الناس ،

    فَعَرَفَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أني قد استحييتُ فمضى ، فجئتُ الزّبيرَ فقلتُ : لَقيَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النّوَى ، ومعهُ

    نفرٌ من أصحابه ، فأناخَ لأركبَ ، فاستَحييتُ منه ، وعرَفتُ غَيرتَك ، فقال : والله لَحملُكِ النّوى كان أشدّ عليّ من ركوبِك معَه . قالت : حتى أرسلَ

    إليّ أبو بكرٍ بعدَ ذلك بخادمٍ تَكفيني سِياسةَ الفَرَس ، فكأنما أعتَقَني . متفق عليه .

    وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أنه قال : كان فتى منـّا حديثُ عهد بعُرس قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ،

    فكان ذلك الفتى يستأذنُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجعُ إلى أهله ، فاستأذنه يوماً ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه

    وسلم : خذ عليك سلاحك ، فإني أخشى عليك قريظة . فأخذ الرجلُ سلاحَه ، ثم رجع ، فإذا امرأتُهُ بين البابين قائمةً ، فأهوى إليها الرُّمحَ

    ليطعنها به ، وأصابته غَيْرَةٌ ، فقالت له : اكفف عليك رُمْحَكَ ، وادخل البيتَ حتى تنظـرَ ما الذي أخرجني ، فدخل فإذا بِحَيّةٍ عظيمةٍ منطويةٍ

    على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمَها به ، ثم خرج فركـزَه فـي الدار ، فاضطربَتْ عليه ، فما يُدرى أيهما كان أسرعَ موتاً . الحيّةَ أم

    الفتى ؟ . الحديث .

    وبالمقابل فإن المرأة إذا عرفتْ أن وليَّها لا يهتمُّ بـها ، ولا يرفعُ بالغيرة رأساً سَهُل عليها التماديَ في الباطل ، والوقوعَ في وحلِ

    الخطيئة ، ومستنقعات الرذيلة .

    وواجبُ المؤمنُ أن يُحبَّ ما يُحبُّه الله . وأن يكره ما يكرهه الله .

    يروى أن أعرابياً رأى امرأته تنظر إلى الرجال فطلّقها ، فعُوتِب في ذلك ، فقال :

    وأتركُ حُبَّها من غـيرِ بغضٍ *** وذاك لكثرةِ الشركـاءِ فيـه

    إذا وقع الذباب على طعـامٍ *** رفعـت يدي ونفسي تشتهيـه

    وتجتنبُ الأسودُ ورودَ مـاءِ *** إذا كنَّ الكلاب وَلَـغْـنَ فيه


    وإذا رأيت ضعيف الغيرة فاعلم أنه أُصيب في مَـقْـتَـل ، وأن ذلك بسبب الذنوب .

    قال ابنُ القيّمِ رحمه الله : ومن عقوباتِ الذنوب أنـها تُطفئ من القلب نارَ الغيرة … وأشرفُ الناسِ وأجدُّهم وأعلاهم هِمَّةً أشدَّهم غيْرةً على نفسه

    وخاصته وعموم الناس ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم أغيرَ الخلقِ على الأُمّة ، والله سبحانه أشدُّ غيرةً منه .

    والمقصودُ أنه كلما اشتدّت ملابستُهُ للذنوب أخرجت من قلبه الغيْرةَ على نفسه وأهله وعموم الناس ، وقد تضعفُ في القلب جداً حتى لا يستقبح

    بعدَ ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيرِه ، وإذا وصَلَ إلى هذا الحدِّ فقد دخل في باب الهلاك ، وكثيرٌ من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح ،

    بل يُحسِّنُ الفواحشَ والظُلمَ لغيرِه ، ويُزيِّنهُ له ، ويدعوه إليه ، ويحُثُّه عليه ، ويسعى له في تحصيله ، ولهذا كان الديوثُ أخبثَ خلقِ الله ،

    والجنـةُ عليه حرام وكذلك محللُ الظلم والبغي لغيره ، ومزيِّـنَـه له .

    فانظر ما الذي حَمَلَتْ عليه قِلَّـةُ الغيرة ؟!

    وهذا يدُلُّكَ على أن أصل الدينِ الغيرة ، ومن لا غيرة له لا دين له ، فالغيرةُ تحمي القلب فتحمي له الجوارح ، فتدفعُ السوءَ والفواحشَ .

    وعدمُ الغيرةِ تُميتُ القلبَ فتموتَ الجوارحُ ، فلا يبقى عندها دفعٌ البتّةَ …

    وبين الذنوب وبين قِلّةِ الحياءِ وعدمِ الغيرةِ تلازمٌ من الطرفين ، وكلٌ منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثاً .

    انتهى كلامُه رحمه الله ، ولا مزيد عليه .

    والمرأة عموما – أختـاً أو بنتاً أو زوجة – تُريد من يغار عليها

    دمتم فى رعاية الله وحفظه

      الوقت/التاريخ الآن هو 25/11/2024, 8:06 pm