قديما ... قيل ....
لا تأمنوا قوما يشب صبيهم ..... بين القوابل بالعدواة ينشع
فضلت عدواتهم على احلامهم .... وأبت ضباب صدورهم لا تنزع
ان الذين ترونهم اخوانكم ...... يشفى غليل صدورهم ان تصرعوا .......
لا اعلم نكبة نزلت بالشرق العربى و الاسلامى بلدا بلدا ... كانت افحش اثرا وأشأم عاقبة من نكبة النسيان ... والغفلة ... لقد نسينا نسيانا تاما ان العالم كما هو فى الواقع الذى نشهده بالليل والنهار قد انقسم قسمين ... قسم من الاقوياء يقع الصراع بين قواه حتى يبلغ الحرب العالمية المدمرة ... وهو انما يصطرع ويقاتل على القسم الثانى من العالم .. وهو الضعفاء ... والقسم الاول من هذا العالم يري انه هو السيد .. وان القسم الاخر هو العبد .. الذى لا ينبغى ان يطمح الا بقدر محدود يعينه على ان يكون حسن الانتاج فى خدمة هذا السيد ... وهؤلاء الاقوياء هم شئ واحد وان اختلفت اسماؤهم ... بريطانيا ... روسيا .. امريكا ... فرنسا ... هولاندة ... اسبانيا ...
وهم ان اختلفوا فيما بينهم , لا يختلفون أبدا على القسم الثانى من العالم ... وهو الشرق المستعبد ... ينبغى ان يظل كما هو ... وان يتعاونوا جميعا عليه حتى يبقى كما هو ... ومن استطاع ان يستعمر بنفسه فعل ... ومن لم يستطع فهو يؤازر اخا له على الاستعمار واستعباد الاحرار ...
انه شئ معلوم بالضرورة .. لانه ظاهر بين ....
ومن يختلف على ذلك ... فليتهم عقله ...وينظر فى قلبه ...
بيد اننا ننسى كل هذا ...
وقد أنشأ المستعمر مثلا مدارسنا بيديه ... مدارسنا الذى يجهد بعض الاساتذة فى جمع التبرعات لاقامتها ... ووضع لنا المستعمر ذا .. برامجها بنفسه وتولى الاشراف عليها .. حتى أنشأ الجيل الذى يستولى به على اداة الحكم كلها ... ومنها وزارة التربية والتعليم ... فنحن نتعلم فى هذه المدارس والجامعات وننسى ان اكثر ما يلقى الينا : اما علم ..( يصرفنا عن التأهب لقتال الغاصب المستعمر ) او علم يقرب ما بيننا وبينه ليكون التفاهم معه اقرب .. والاعتدال فى عدوانه ادنى واسرع ... ونحن نتكلم عن الاستعمار الاقتصادى ولكننا ننسى فنعيش بهذا الاقتصاد , وفى ظل نظامه الاجتماعى يوما بعد يوم عيشة اللاهى المستمتع ... بل عيشة الذى لا يري الحياة الا هذا الضرب من الحياة ...
اذكروا اسم عدوكم ... فأن نسيانه جريمة ...
واعرفوا عدوكم فأن جهله هو الذل ....
لا تنسوا فان النسيان هو الهلاك ....
اكرر.....
لا تأمنوا قوما يشب صبيهم ..... بين القوابل بالعدواة ينشع
فضلت عدواتهم على احلامهم .... وأبت ضباب صدورهم لا تنزع
ان الذين ترونهم اخوانكم ...... يشفى غليل صدورهم ان تصرعوا
و