منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية Support


    قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية

    صلاح محمد حسانين
    صلاح محمد حسانين
    المدير العام


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 6402
    العمر : 60
    تاريخ التسجيل : 28/06/2009
    المهنة : قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية Profes10
    البلد : قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية 3dflag10
    الهواية : قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية Writin10
    مزاجي النهاردة : قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية Pi-ca-10

    قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية Empty قراءة مختلفة للاستاذ عبد الله كمال فى الازمة التونسية

    مُساهمة من طرف صلاح محمد حسانين 17/1/2011, 9:55 pm

    أولاً: مع التسليم الكامل بأن الوضع
    لن يستقر في تونس قريبا، وأن عملية التغيير سوف تأخذ بعض الوقت، لأنها تمت
    دون ترتيب معلن، وربما بطريق الصدفة التي أتاحت لفريق ما أن يدفع في
    الاتجاه الجاري، ولم تتبلور ملامح الصورة بعد.. فإن الحالة التونسية تثبت
    مع كل لحظة تمر أن هناك عوامل خاصة بها.. وأن الشعوب العربية التي تدعي
    اليوم إلي الانقلاب علي دولها.. إنما تجد في مجريات الأمر ما لا تريده..
    حتي لو كان هذا الذي جري قد أسقط حاكما كريها وطاغية كتم أنفاس الشعب.

    ذلك
    أنه - بغض النظر عن أنه ليس لدي الشعوب الأخري نفس مبررات الشعب التونسي -
    حين يري الرأي العام العربي هذا الذي يجري من فوضي.. وانهيار.. وانعدام
    الأمن.. وقتلي في الشوارع.. وعصابات سلب واستيلاء.. وإفراج عن مجرمين في
    السجون.. فإن الدرس الذي ستعيه قطاعات الرأي العام.. ليس هو الانجراف نحو
    الثورة كما قد يتصور البعض.. وإنما حماية استقرارها وحفظ أمنها.

    إن
    هذا الميل للاستقرار لا يعني أبداً أن علي الدول أن تتجاهل طبيعة
    المتغيرات.. وإنما عليها أن تتفاعل بما ينبغي مع المتطلبات الجديدة..
    وتلبية الاستحقاقات إن كانت واجبة.. وقطع الطريق علي صناعة الفوضي التي
    تحظي برواج ملحوظ في هذه الأيام.

    ثانياً: يقودنا
    هذا إلي الملاحظة التالية.. وهي أن فريقا من اليساريين العرب - ومنهم من هم
    في مصر - وفيهم فئة عريضة من (الفوضويين)، إنما وجدوا في الحدث التونسي
    رغم اختلافات ملابساته الموضوعية فرصة لتسويق تقبل فرضية الفوضي بين
    الناس.. لأنهم يدركون أن مشاهد الرعب الجارية في هذا البلد الشقيق تثير
    قلقاً كثيراً من الفئات.. وعلي هذا الأساس يتم (تحلية) الفوضي.. وبيعها علي
    أنها (لذيذة).. والمضي قدما إلي حد محاولة إقناع الناس بأنه لإضير من أن
    تستمر الأوضاع في تونس مرتبكة فترة من الزمن.

    مبدئياً هذه الأوضاع
    ضد طبيعة المجتمع التونسي مع كامل التقدير لمشاعر الفخر بأن الشعب الشقيق
    قد تمكن من إزاحة بن علي من الحكم، ومن جانب آخر.. فإن هذا الذي يتم تسويقه
    تليفزيونيا إنما يتطابق مع ما كان قد قاله رامسفيلد بعد انهيار الدولة في
    العراق وخروج المساجين وانتشار عصابات الإجرام.. حين ذكر أن تلك هي بشائر
    الديمقراطية.. وقد رأيت مصريا يعمل لدي الأمريكان يردد نفس المعني في
    برنامج مسائي ليلة السبت.. بل ويقول بكل صلف لضيف يجاوره: (وإيه يعني.. لما
    الفوضي تقعد لها سنتين تلاته).

    هذا النوع من الناس - وقد ضمن
    راتبه من المركز الأمريكي الذي يشغله - لا ينشغل علي الإطلاق بترتيبات
    أرزاق الناس، ولا المهدر من أصول الدول في عمليات الفوضي، ولا يريد من أحد
    أن ينتبه إلي أن الفوضي لن تقود دائما إلي استقرار من نوع جديد.. وإنما إلي
    كوارث.. نموذج العراق يعبر عنها.. وهو لا ينهي فساداً.. وإنما يفتح الباب
    لفساد جديد وعلي نطاق واسع.. يحاول أن يغطي نفسه بالشرعية الثورية.

    ثالثا:
    من الملاحظ بالطبع أن هناك عصابات منظمة تتحرك في شوارع تونس.. فريق منها
    يستلب ما لدي الناس العاديين.. وأملاك الدولة.. ويقتحم بيوتا وبنوكا ومحلات
    بعينها.. وفريق آخر يتجه إلي بيوت عائلة الطرابلسي أصهار الرئيس الهارب بن
    علي.. وأهل زوجته ليلي.. مما يعني أمراً من اثنين.. أن هناك غضباً شعبياً
    عارماً مما كانوا يفعلونة وقد طغوا وعاثوا فسادا إلي درجة غير متخيلة.. وأن
    هناك أيضا عملية تصفية حسابات معقدة تتم علي الأرض.. تجاه كل ما تملك هذه
    الأسرة التي صعدت فجأة وبسبب علاقتها بالرئيس.

    هل هذا الذي يجري
    منسوب إلي الفعل الثوري، والشعبي صانع التغيير في تونس؟ بالطبع لا..
    الجماهير حين عبرت عن غضبها لم تكن تريد أن تمارس أي قدر من هذه الأفعال
    المشينة.. ولكن هناك قافزين في تلك اللحظات ينتهزون الفرص من أجل تحقيق
    مصالح معينة.. ومنها - لاشك في ذلك - الإساءة إلي صورة الفعل الشعبي..
    وربما تخويف الناس من التالي ودفعهم إلي الركون لأي اختيار سوف تستقر عليه
    الأمور.

    رابعاً: تلوح في الأفق مساعٍ مختلفة، علي
    المستوي الإعلامي، خصوصا من قناة الجزيرة، بهدف التأثير في المجريات
    الفوضوية في تونس.. دفعا نحو بلوغ الإسلاميين الحكم في تونس أو التأثير في
    أي معادلة تالية.. ومن ثم نلحظ، بخلاف المعلوم من الأمر بطرق مختلفة، حالة
    تحفيز ورعاية من القناة في اتجاه تعضيد العناصر الإسلامية للدفع بها بعد
    تجهيزها إلي الساحة المبركنة في تونس.. وعلي رأس هؤلاء راشد الغنوشي زعيم
    حركة النهضة المعروف.

    بغض النظر عن حالة الانتشاء الجزيرية، التي
    أوحت لمن فيها بأنه يمكن للقناة أن تدير شئون دولة في هذه اللحظة التي
    يتابع فيها الناس الشاشات، لأن البديل هو فراغ والمؤسسات غير موجودة.. فإن
    المجتمع التونسي بطبيعته مدني المواصفات وليس لديه ميل حقيقي لمثل هذه
    التيارات.. بل إن الغنوشي نفسه ليس له علي الأرض أي وجود حقيقي هو وحركته..
    ناهيك عن أن الأحزاب التي دبت فيها روح مختلفة في تونس ليس لها تفضيل صادق
    للتعامل مع الإسلاميين.. ربما فقط إتاحة الفرصة للمشاركة بشكل ما في
    الحياة السياسية، ولكنه أبداً لن يكون نوعاً من تسليم السلطة للإسلاميين.
     

      الوقت/التاريخ الآن هو 29/3/2024, 3:17 am