هنا سئل الشيخ ابن عثيمين
ما حكم التسمية بأسماء الله مثل كريم وعزيز ونحوهما ؟
التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين :
الوجه الأول : وهو على قسمين :
القسم
الأول أن يحلى بـ " ال " ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله عز وجل ، كما
لو سميت أحداً بالعزيز والسيد والحكيم وما أشبه ذلك ، فإن هذا لا يسمى به
غير الله لأن " ال " هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه هذا
الاسم
القسم الثاني
: إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ " ال " فإنه لا يسمى به ولهذا
غير النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم التي تكنى بها ، لأن أصحابه
يتحاكمون إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله هو الحكم وإليه
الحكم " ثم كناه بأكبر أولاده شريح فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من
أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع ، لأن
هذه التسمية تكون مطابقة تماماً لأسماء الله سبحانه وتعالى فإن أسماء الله
تعالى أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم 0
الوجه الثاني
: أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ "ال" وليس المقصود به معنى الصفة فهذا لا
بأس به مثل حكيم ، ومن أسماء بعض الصحابة حكيم بن حزام الذي قال له النبي
عليه الصلاة والسلام :" لا تبع ما ليس عندك " وهذا دليل على أنه إذا لم
يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به 0
لكن
في مثل جبار لا ينبغي أن يتسمى به وإن كان لم يلاحظ الصفة وذلك لأنه قد
يؤثر في نفس المسمى فيكون معه جبروت وعلو واستكبار على الخلق فمثل هذه
الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها ينبغي للإنسان أن يتجنبها والله أعلم 0
وسئل أيضا
ما حكم التسمي بأسماء الله تعالى مثل الرحيم والحكيم ؟
يجوز
أن يسمى الإنسان بهذه الأسماء بشرط ألا يلاحظ فيها المعنى الذي اشتقت منه
بأن تكون مجرد علم فقط ومن أسماء أصحابه الحكم وحكيم بن حزام ، وكذلك اشتهر
بين الناس اسم عادل وليس بمنكر وأما إذا لوحظ فيه المعنى الذي اشتقت منه
هذه الأسماء فإن الظاهر أنه لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم
أبي الحكم الذي تكني به لكون قومه يتحاكمون إليه ، وقال النبي صلى الله
عليه وسلم عن الله هو الحكم وإليه الحكم ، ثم كناه بأكبر اولاده شريح وقال
له " أنت أبو شرح " وذلك أن هذه الكنية التي تكنى بها هذا الرجل لوحظ فيها
معنى الاسم فكان هذا مماثلاً لأسماء الله سبحانه وتعالى ، لأن أسماء الله
عز وجل ليست مجرد أعلام بل هي أعلام من حيث دلالتها على ذات الله سبحانه
وتعالى واوصاف من حيث دلالتها على المعنى الذي تتضمنه وأما أسماء غيره
سبحانه وتعالى فإنها مجرد أعلام إلا أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فإنها
أعلام وأوصاف وكذلك أسماء كتب الله عز وجل فهي أعلام وأوصاف أيضاً ا هـ 0
ويلاحظ
أن الشيخ ابن عثيمين في السؤال الثاني جعل العبرة أن تكون الأسماء لمجرد
العلمية وظاهره ولو كان محلى بأل خلافاً لما فصله في السؤال السابق 0
والذي عليه ظاهر الإطلاق في هذا الجواب هو ظاهر إطلاق اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الفتوى رقم 11865
هل يصح ما يأتي دليلاً على تحريم تسمية الخلق بأسماء الخالق ؟
حيث
إن تسمية المخلوق بالاسم العلم ( الله ) ممنوعة ، كانت تسمية المخلوق
بأسماء الخالق الأخرى أيضاً ممنوعة إذ لا وجه للتفرقة بين أسماء الله تعالى
؟
من المعلوم في اللغة أن الجار والمجرور
إذا سبق المعرفة أفاد القصر فملاحظ ذلك في قوله تعالى { ولله الأسماء
الحسنى } فتفيد تسمية الآية قصر الأسماء الحسنى على الله وعدم جواز تسمية
الخلق بها ، فهل يصح هذا دليلاً ؟
الجواب :
ما
كان من أسماء الله تعالى علم شخص كلفظ ( الله ) امتنع تسمية غير الله به
لأن مسماه معين لا يقبل الشركة وكذا ما كان من أسمائه في معناه في عدم قبول
الشركة كالخالق والبارىء فإن الخالق من يوجد الشيء على غير مثال سابق
والبارىء من يوجد الشيء بريئا من العيب ، وذلك لا يكون إلا من الله وحده
فلا يسمى به إلا الله تعالى ، أما ما كان له معنى كلي تتفاوت فيه أفراده من
الأسماء والصفات كالملك ، والعزيز ، والجبار، والمتكبر ، فيجوز تسمية غيره
بها فقد سمى الله نفسه بهذه الأسماء وسمى بعض عباده بها مثال : قول تعالى {
قالت امرأة العزيز } وقال:{كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} إلى
أمثال ذلك ، ولا يلزم التماثل ، لاختصاص كل مسمى بسمات تميزه عن غيره وبهذا
يعرف الفرق بين تسمية الله بلفظ الجلالة وتسميته بأسماء لها معان كلية
تشترك أفرادها فيها فلا تقاس على لفظ الجلالة أما الآية { ولله الأسماء
الحسنى } فالمراد منها قصر كمال الحسن في أسمائه تعالى لأن كلمة الحسنى اسم
تفضيل وهي صفة للأسماء لا قصر مطلق أسمائه عليه تعالى كما في قوله تعالى :
{والله هو الغني الحميد} فالمراد قصر كمال الغنى والحمد عليه تعالى لا قصر
اسم الغني والحميد عليه فإن غير الله يسمى غنياً وحميداً
س
: إذا ثبت أن من أسماء الله تعالى ما يجوز تسمية الخلق بها فهل من أسماء
الله تعالى مالا يجوز تسمية الخلق بها ؟ وهل يدخل ضمن هذا المنع الرحمن
والقيوم وهل هناك أسماء أخرى لا يجوز وصف الخلق بها ؟
جـ:
تقدم في جواب السؤال الثاني والثالث بيان الضابط مع أمثلة لما يجوز تسمية
المخلوق به من أسماء الله تعالى وما لا يجوز وبناء على ذلك لا يجوز تسمية
المخلوق بالقيوم لأن القيوم هو المستغني بنفسه عن غيره المفتقر إليه كل ما
سواه وذلك مختص بالله لا يشركه فيه غيره قال ابن القيم رحمه الله في
النونية : -
هذا ومن أوصافه القيوم
احداهما القيوم قام بنفسه
فالأول استغناؤه عن غيره
****
****
****
والقيوم في أوصافه أمران
والكون قام به هما الأمران
والفقر من كل إليه الثاني
وكذا
لا يسمى المخلوق - بالرحمن - لأنه بكثرة استعماله اسماً لله تعالى صار
علماً بالغلبة عليه مختصاً به كلفظ الجلالة فلا يجوز تسمية غيره به
وسئلت اللجنة الدائمة في الفتوى رقم 8911 عن ذلك وفيما يلي نص السؤال والجواب :
يسعدني
أن أتحدث في رسالتي المتواضعة إلى سماحتكم فأنا أتحدث إلى واحد من أشهر
الشخصيات الإسلامية في عالمنا الإسلامي وغيره أرجو أن يتسع صدركم الكبير
لقراءة هذه السطور ولكم من الله جزيل الشكر والعرفان وجزاكم الله خيراً عنا
0
(ذو الجلال والإكرام ) اسم من أسماء الله
الحسنى وهو تعظيم لله عن كل شيء وتنزيه له وقد قرأت لسماحتكم رسالة مرسلة
إلى العاهل السعودي وكنتم قد بدأتموها بقولكم " جلالة الملك " ألستم معي في
أن الجلالة لله وحده وأن الملك اسم من أسمائه الحسنى لا يجوز تسمية شخص
بها أيا كانت صفته وشخصيته فنرجو إيضاح ذلك من سماحتكم حتى لا يقع المسلمون
في إثم من جراء تنزيه الأشخاص بهذه الصفات التي اختصها الله لنفسه دون
غيره اللهم إلا " رؤوف رحيم " صفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 0
وفي
نفس الوقت تصادفت تحت يدي وأنا أتصفح في المجلة العربية في العدد (89)
منها رسالة شكر من الأستاذ / محمد النويصر رئيس المكتب الخاص للعاهل
السعودي إلى القائمين على إخراج المجلة وهو يبدأ رسالته بقوله : ( لقد تسلم
جلالة مولاي حفظه الله خطابكم المرسل وبه أعداد المجلة ……)
الجواب :
وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه …….وبعد
إن
كثيراً من الأسماء مشتركة بين الله تعالى وبين غيره من مخلوقاته في اللفظ
والمعنى الكلي الذهني فتطلق على الله بمعنى يخصه تعالى ويليق بجلاله سبحانه
وتطلق على المخلوق بمعنى يخصه ويليق به ، فيقال مثلاً : الله حليم ،
وإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حليم ، وليس حلم إبراهيم كحلم الله ،
والله رؤوف رحيم ومحمد صلى الله عليه وسلم رؤوف رحيم وليس رأفة محمد صلى
الله عليه وسلم ورحمته كرأفة الله بخلقه ورحمته والله تعالى جليل كريم ذو
الجلال والإكرام على وجه الإطلاق ، وكل نبي كريم جليل ، وليست جلالة كل نبي
وكرمه كجلالة غيره من الأنبياء وكرمه ولا مثل جلال الله وكرمه بل لكل من
الجلالة والكرم ما يخصه والله تعالى حي ، وكثير من مخلوقاته حي ، وليست
حياتهم كحياة الله تعالى ، والله سبحانه مولى رسوله محمد صلى الله عليه
وسلم وجبريل وصالح المؤمنين وليس ما لجبريل وصالح المؤمنين من ذلك مثل ما
لله من الولاية والنصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ………..إلى غير ذلك من
الأمثلة الكثيرة المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
الثابتة عنه ، ولا يلزم من ذلك تشبيه المخلوق بالخالق في الاسم أو الصفة ،
وأسلوب الكلام ، وما احتف به من القرائن يدل على الفرق بين ما لله من
الكمال في أسمائه وصفاته وما للمخلوقات مما يخصهم من ذلك على وجه محدود
يليق بهم أ 0 هـ
وبهذا يتبين لنا أن حكم تسمية الخلق بأسماء الخالق فيه تفصيل عند اللجنة الدائمة للإفتاء :
أن
هناك أسماء خاصة لله عز وجل لا يجوز أن يسمى غير الله به مثل : الله -
الرحمن - الخالق - البارىء - القيوم ، وضابط هذا النوع هو ما كان مسماه
معيناً لا يقبل الشركة ، أو ما كان في معنى عدم قبول الشركة كالخالق ونحوه 0
والخلاصة
أنه إذا قصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا يجوز أن يسمى العبد سواء كان محل بألـ أو غير محلى 0
أما
إذا لم يكن واحداً مما سبق فإنه يجوز أن يسمى به العبد ولو كان محلى بأل
لأنه معنى كلي تتفاوت فيه أفراده كالملك والعزيز والجبار >
ما حكم التسمية بأسماء الله مثل كريم وعزيز ونحوهما ؟
التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين :
الوجه الأول : وهو على قسمين :
القسم
الأول أن يحلى بـ " ال " ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله عز وجل ، كما
لو سميت أحداً بالعزيز والسيد والحكيم وما أشبه ذلك ، فإن هذا لا يسمى به
غير الله لأن " ال " هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه هذا
الاسم
القسم الثاني
: إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ " ال " فإنه لا يسمى به ولهذا
غير النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم التي تكنى بها ، لأن أصحابه
يتحاكمون إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله هو الحكم وإليه
الحكم " ثم كناه بأكبر أولاده شريح فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من
أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع ، لأن
هذه التسمية تكون مطابقة تماماً لأسماء الله سبحانه وتعالى فإن أسماء الله
تعالى أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم 0
الوجه الثاني
: أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ "ال" وليس المقصود به معنى الصفة فهذا لا
بأس به مثل حكيم ، ومن أسماء بعض الصحابة حكيم بن حزام الذي قال له النبي
عليه الصلاة والسلام :" لا تبع ما ليس عندك " وهذا دليل على أنه إذا لم
يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به 0
لكن
في مثل جبار لا ينبغي أن يتسمى به وإن كان لم يلاحظ الصفة وذلك لأنه قد
يؤثر في نفس المسمى فيكون معه جبروت وعلو واستكبار على الخلق فمثل هذه
الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها ينبغي للإنسان أن يتجنبها والله أعلم 0
وسئل أيضا
ما حكم التسمي بأسماء الله تعالى مثل الرحيم والحكيم ؟
يجوز
أن يسمى الإنسان بهذه الأسماء بشرط ألا يلاحظ فيها المعنى الذي اشتقت منه
بأن تكون مجرد علم فقط ومن أسماء أصحابه الحكم وحكيم بن حزام ، وكذلك اشتهر
بين الناس اسم عادل وليس بمنكر وأما إذا لوحظ فيه المعنى الذي اشتقت منه
هذه الأسماء فإن الظاهر أنه لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم
أبي الحكم الذي تكني به لكون قومه يتحاكمون إليه ، وقال النبي صلى الله
عليه وسلم عن الله هو الحكم وإليه الحكم ، ثم كناه بأكبر اولاده شريح وقال
له " أنت أبو شرح " وذلك أن هذه الكنية التي تكنى بها هذا الرجل لوحظ فيها
معنى الاسم فكان هذا مماثلاً لأسماء الله سبحانه وتعالى ، لأن أسماء الله
عز وجل ليست مجرد أعلام بل هي أعلام من حيث دلالتها على ذات الله سبحانه
وتعالى واوصاف من حيث دلالتها على المعنى الذي تتضمنه وأما أسماء غيره
سبحانه وتعالى فإنها مجرد أعلام إلا أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فإنها
أعلام وأوصاف وكذلك أسماء كتب الله عز وجل فهي أعلام وأوصاف أيضاً ا هـ 0
ويلاحظ
أن الشيخ ابن عثيمين في السؤال الثاني جعل العبرة أن تكون الأسماء لمجرد
العلمية وظاهره ولو كان محلى بأل خلافاً لما فصله في السؤال السابق 0
والذي عليه ظاهر الإطلاق في هذا الجواب هو ظاهر إطلاق اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الفتوى رقم 11865
هل يصح ما يأتي دليلاً على تحريم تسمية الخلق بأسماء الخالق ؟
حيث
إن تسمية المخلوق بالاسم العلم ( الله ) ممنوعة ، كانت تسمية المخلوق
بأسماء الخالق الأخرى أيضاً ممنوعة إذ لا وجه للتفرقة بين أسماء الله تعالى
؟
من المعلوم في اللغة أن الجار والمجرور
إذا سبق المعرفة أفاد القصر فملاحظ ذلك في قوله تعالى { ولله الأسماء
الحسنى } فتفيد تسمية الآية قصر الأسماء الحسنى على الله وعدم جواز تسمية
الخلق بها ، فهل يصح هذا دليلاً ؟
الجواب :
ما
كان من أسماء الله تعالى علم شخص كلفظ ( الله ) امتنع تسمية غير الله به
لأن مسماه معين لا يقبل الشركة وكذا ما كان من أسمائه في معناه في عدم قبول
الشركة كالخالق والبارىء فإن الخالق من يوجد الشيء على غير مثال سابق
والبارىء من يوجد الشيء بريئا من العيب ، وذلك لا يكون إلا من الله وحده
فلا يسمى به إلا الله تعالى ، أما ما كان له معنى كلي تتفاوت فيه أفراده من
الأسماء والصفات كالملك ، والعزيز ، والجبار، والمتكبر ، فيجوز تسمية غيره
بها فقد سمى الله نفسه بهذه الأسماء وسمى بعض عباده بها مثال : قول تعالى {
قالت امرأة العزيز } وقال:{كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} إلى
أمثال ذلك ، ولا يلزم التماثل ، لاختصاص كل مسمى بسمات تميزه عن غيره وبهذا
يعرف الفرق بين تسمية الله بلفظ الجلالة وتسميته بأسماء لها معان كلية
تشترك أفرادها فيها فلا تقاس على لفظ الجلالة أما الآية { ولله الأسماء
الحسنى } فالمراد منها قصر كمال الحسن في أسمائه تعالى لأن كلمة الحسنى اسم
تفضيل وهي صفة للأسماء لا قصر مطلق أسمائه عليه تعالى كما في قوله تعالى :
{والله هو الغني الحميد} فالمراد قصر كمال الغنى والحمد عليه تعالى لا قصر
اسم الغني والحميد عليه فإن غير الله يسمى غنياً وحميداً
س
: إذا ثبت أن من أسماء الله تعالى ما يجوز تسمية الخلق بها فهل من أسماء
الله تعالى مالا يجوز تسمية الخلق بها ؟ وهل يدخل ضمن هذا المنع الرحمن
والقيوم وهل هناك أسماء أخرى لا يجوز وصف الخلق بها ؟
جـ:
تقدم في جواب السؤال الثاني والثالث بيان الضابط مع أمثلة لما يجوز تسمية
المخلوق به من أسماء الله تعالى وما لا يجوز وبناء على ذلك لا يجوز تسمية
المخلوق بالقيوم لأن القيوم هو المستغني بنفسه عن غيره المفتقر إليه كل ما
سواه وذلك مختص بالله لا يشركه فيه غيره قال ابن القيم رحمه الله في
النونية : -
هذا ومن أوصافه القيوم
احداهما القيوم قام بنفسه
فالأول استغناؤه عن غيره
****
****
****
والقيوم في أوصافه أمران
والكون قام به هما الأمران
والفقر من كل إليه الثاني
وكذا
لا يسمى المخلوق - بالرحمن - لأنه بكثرة استعماله اسماً لله تعالى صار
علماً بالغلبة عليه مختصاً به كلفظ الجلالة فلا يجوز تسمية غيره به
وسئلت اللجنة الدائمة في الفتوى رقم 8911 عن ذلك وفيما يلي نص السؤال والجواب :
يسعدني
أن أتحدث في رسالتي المتواضعة إلى سماحتكم فأنا أتحدث إلى واحد من أشهر
الشخصيات الإسلامية في عالمنا الإسلامي وغيره أرجو أن يتسع صدركم الكبير
لقراءة هذه السطور ولكم من الله جزيل الشكر والعرفان وجزاكم الله خيراً عنا
0
(ذو الجلال والإكرام ) اسم من أسماء الله
الحسنى وهو تعظيم لله عن كل شيء وتنزيه له وقد قرأت لسماحتكم رسالة مرسلة
إلى العاهل السعودي وكنتم قد بدأتموها بقولكم " جلالة الملك " ألستم معي في
أن الجلالة لله وحده وأن الملك اسم من أسمائه الحسنى لا يجوز تسمية شخص
بها أيا كانت صفته وشخصيته فنرجو إيضاح ذلك من سماحتكم حتى لا يقع المسلمون
في إثم من جراء تنزيه الأشخاص بهذه الصفات التي اختصها الله لنفسه دون
غيره اللهم إلا " رؤوف رحيم " صفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 0
وفي
نفس الوقت تصادفت تحت يدي وأنا أتصفح في المجلة العربية في العدد (89)
منها رسالة شكر من الأستاذ / محمد النويصر رئيس المكتب الخاص للعاهل
السعودي إلى القائمين على إخراج المجلة وهو يبدأ رسالته بقوله : ( لقد تسلم
جلالة مولاي حفظه الله خطابكم المرسل وبه أعداد المجلة ……)
الجواب :
وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه …….وبعد
إن
كثيراً من الأسماء مشتركة بين الله تعالى وبين غيره من مخلوقاته في اللفظ
والمعنى الكلي الذهني فتطلق على الله بمعنى يخصه تعالى ويليق بجلاله سبحانه
وتطلق على المخلوق بمعنى يخصه ويليق به ، فيقال مثلاً : الله حليم ،
وإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حليم ، وليس حلم إبراهيم كحلم الله ،
والله رؤوف رحيم ومحمد صلى الله عليه وسلم رؤوف رحيم وليس رأفة محمد صلى
الله عليه وسلم ورحمته كرأفة الله بخلقه ورحمته والله تعالى جليل كريم ذو
الجلال والإكرام على وجه الإطلاق ، وكل نبي كريم جليل ، وليست جلالة كل نبي
وكرمه كجلالة غيره من الأنبياء وكرمه ولا مثل جلال الله وكرمه بل لكل من
الجلالة والكرم ما يخصه والله تعالى حي ، وكثير من مخلوقاته حي ، وليست
حياتهم كحياة الله تعالى ، والله سبحانه مولى رسوله محمد صلى الله عليه
وسلم وجبريل وصالح المؤمنين وليس ما لجبريل وصالح المؤمنين من ذلك مثل ما
لله من الولاية والنصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ………..إلى غير ذلك من
الأمثلة الكثيرة المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
الثابتة عنه ، ولا يلزم من ذلك تشبيه المخلوق بالخالق في الاسم أو الصفة ،
وأسلوب الكلام ، وما احتف به من القرائن يدل على الفرق بين ما لله من
الكمال في أسمائه وصفاته وما للمخلوقات مما يخصهم من ذلك على وجه محدود
يليق بهم أ 0 هـ
وبهذا يتبين لنا أن حكم تسمية الخلق بأسماء الخالق فيه تفصيل عند اللجنة الدائمة للإفتاء :
أن
هناك أسماء خاصة لله عز وجل لا يجوز أن يسمى غير الله به مثل : الله -
الرحمن - الخالق - البارىء - القيوم ، وضابط هذا النوع هو ما كان مسماه
معيناً لا يقبل الشركة ، أو ما كان في معنى عدم قبول الشركة كالخالق ونحوه 0
والخلاصة
أنه إذا قصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا يجوز أن يسمى العبد سواء كان محل بألـ أو غير محلى 0
أما
إذا لم يكن واحداً مما سبق فإنه يجوز أن يسمى به العبد ولو كان محلى بأل
لأنه معنى كلي تتفاوت فيه أفراده كالملك والعزيز والجبار >