لملم عام 2010 أوراقه ورحل بحلوها ومرها
وإن كان مرها هو الأكثر بالقطع ولم
يعط فرصة لنا لكي ما نتذوق ذلك القليل
والنذر اليسير من الحلو وكان ما خلفه لنا
هو غصة في الحلوق ومرارة لا تبرحها وبالتأكيد
كما كان هو الحال في نهاية عام 2009 قد توقع
الكثيرون أن ندخل عام 2010 بهذه الهموم التي كانت في عام 2009 وهو ما حدث بالفعل ومفاد ذلك هو أن يصدر عام 2010
همومه ويتم ترحيلها بلغة المحاسبة إلي عام ..2011
هذه هي الرؤية الإنسانية المحدودة التي نملكها
وهذه هي قدراتنا علي تحليل الواقع الذي
لم يعد لدينا قدرة علي تحليله ومعرفة
ما يخبئه لنا الغد إذ أن الأحداث قد
اتسمت بالفجائية وعدم التوقع في معظمها
وسرعتها وأيضاً عدم القدرة أو بمعني آخر
عدم قابليتها للحل والتسوية وكان علي
الإنسان أن يئن تحت وطأتها وهو يعيش في حالة
من القلق والتوتر النفسي والخوف من أن
تأتي رياح الغد بما لا تشتهي سفن النفس البشرية..
بدأ عام 2011 ملطخاً بدماء الضحايا والشهداء الذين دفعوا
أرواحهم ثمناً لعمل إرهابي أخرق نفذه تنظيم القاعدة علي يد أحد عملائه في
مصر.
جاء العام الجديد محملا بإرث ثقيل من عام سييء سبقه.. فقد رحل عام
2010 أمس الأول بعد أن لملم أوراقه واشلاءه ولكنه لم يأخذ معه مشاكله
وصراعاته التي لم تنته بنهايته والمرجح ان تبقي تداعياتها وآثارها وما قد
يترتب عليها لتكون ارثا ثقيلا يلاحق العام الوليد. مضي عام كان ضيفا ثقيلا
أبي أن يتركنا دون أن يضيف إلينا هموما فوق همومنا ومشاكل فوق مشاكلنا
وأتأمل
بالذاكرة عام 2010 وحوادثه وأراه أيضا
الأسوأ بكل المقاييس فهو العام الذي
بدأ بحادث نجع حمادي المؤلم واختتم بأحداث العمرانية التي تقل إيلاما وما
بين الاثنين عشرات الحوادث والصدامات
والصراعات.
هو العام الذي جرت فيه
أسوأ انتخابات برلمانية في تاريخ الحياة النيابية المصرية.. وهو العام
الذي تدني فيه أداء مختلف مؤسسات المجتمع إلي درجة غير مسبوقة في تعاملها
مع الجماهير وأزمة العلاج علي نفقة الدولة خير دليل.
اعتدنا دائما ونحن
ندير ظهورنا إلي عام مضي أن نكتب: وداعا عام كذا واعتدنا ايضا ونحن نولي
وجوهنا استقبالا لعام جديد
أن نكتب ونقول: أهلا عام كذا.. ولكني وبعد كل
ما سبق أجدني فاقد الرغبة في وداع عام مضي لا يستحق الوداع وأجدني أيضا
فاقد القدرة علي الترحيب بعام بدأ
لا أعرف ماذا يحمل لي بين صفحاته
وأوراقه.
وما بين فقدان الرغبة
في الوداع وفقدان القدرة علي الترحيب
اخرج عما اعتدنا عليه في مثل هذه النوعية
من المناسبات ولن اقول وداعا
2010 أو أهلا 2011 ولا أجد أفضل من أن
أتوجه إلي الله بدعائي الأثير إلي
نفسي وادعوه بكل جوارحي ومن أعماق قلبي
: يارب استر!!