بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله إن هذا الدين لما نزل وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم للناس وَرَبَّى
عليه من رَبَّى من الناس أخرج لنا أفذاذا ورجالا عرفهم التاريخ وتكلم عنهم الناس
مسلمهم وكافرهم خلف هذا الدين رجالا حملوا لواءه وحكموه في العالمين وصاروا قدوات
ومنارات يهتدي بها من بعدهم وإن من الحق ؛من حق هؤلاء علينا أن نعرف سيرهم ونبلو
أخبارهم
أولا: لنعرف عظمة هذا الدين الذي أخرج لنا هؤلاء الرجال
وثانيا: لأننا نقتدي بسلفنا ونقتدي بأئمتنا وهؤلاء الأئمة الأعلام هؤلاء منارات
يهتدي بها في دجى الظلمات ونعلم أيضا بأن هذه النماذج يمكن أن تتكرر بدرجات أقل
ولا شك إذا ما وجدت البيئه الإسلامية والتربية التي تثقل النفوس وتهذبها فتغرس
العقيدة وتثقل النفوس وتخلقها بأخلاق النبوة ولا شك أن شخصية [عمر بن الخطاب] رضي
الله عنه شخصية مثالية من الشخصيات العظيمة التي مرت في تاريخنا الغني الذي غفل
عنه الكثيرون وإن استرجاع سير مثل هذه الشخصية يذكر الغافلين منا الذين خدعهم
الغرب والشرق بسير عظماء عندهم لو نظر الناظر لعرف أن واحدهم لا يخلو من انتهازية
أو فسق و شرب خمر ونساء أو ظلم وبغي وجور ويبقى أعلام الإسلام لا يوجد لهم مثيل
إن عمر رضي الله عنه كان في الجاهلية يعبد الأصنام وكان يئد بنته ويفعل الأفاعيل
وظلم الناس وظلم المسلمين حتى قال [سعيد بن زيد] لقد رأيتني وإن عمر لموثقي وأخته
على الإسلام ولكنه أسلم وشاء الله أن ينتقل عمر من ضلال الجاهلية إلى نور الإسلام
فتغيرت الشخصية وانقلبت تمام الانقلاب وكان لذلك بادرة وما سيأتي من الأحاديث
الصحيحة والحسنة في سيرة هذا الرجل تدل على جوانب من عظمته لقد كان المسلمون
يستبعدون إسلام عمر حتى قالت [أم عبدالله بنت أبي حفنة] والله إنه لنترحل إلى أرض
الحبشة أقبل عمر حتى وقف عليّ وهو على شركه قالت وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا
وشرا علينا فقالت فقال عمر لما رآهم يتأهبون للجلاء عن <مكة> إنه الانطلاق يا أم
عبد الله قالت قلت نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل
الله لنا مخرجا قالت فقال صحبكم الله ورأيت له رقة لم أكن أراها ثم انصرف وقد
أحزنه فيما أرى خروجنا قالت فجاء [عامر] وهو مسلم من حاجاتنا تلك التي ذهب بها
فقلت له يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفا ورقته وحزنه علينا قال أطمعت في إسلامه
قالت قلت نعم قال لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب هل يسلم الحمار قالها
يأسا لما كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام ولكن ولكن الله أيها الأخوة إذا
أراد أن يهدي هدى ولو كان الرجل أقسى الناس قلبا وأبعدهم عن الله وهذا درس للدعاة
إلى الله عز وجل أن لا ييأسوا من الناس ولو كان من يرون أمامهم من أغلظ الناس
قلبا لكن الله إذا أراد بعبد خيرا هيأه له ووفقه له ويسر الأسباب إليه وهكذا حقا
فلما أسلم عمر ونطق بالشهادتين كان إسلامه فتحا ولم يكن إسلامه سرا بل إنه قد جاء
في الحديث الحسن أنه لما أسلم قال أي قريش أنقل للحديث قيل له [جميل بن معمر
الجمحى ] قال فغدى عليه عمر قال [عبد الله] وغدوت أتبع أثره أنظر ما يفعل وأنا
غلام أعقل كل ما رأيت حتى جاءه فقال أما علمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين
محمد صلى الله عليه وسلم قال فوالله ما راجعه حتى قام يجر رجليه واتبعه عمر
واتبعته أنا حتى إذا قام على باب المسجد -جميل المشرك الإذاعة-وقف على باب المسجد
صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش وهم في أنديتهم حول الكعبة ألا إن عمر قد صبأ قال
يقول عمر من خلفه كذبت ولكن قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا عبده ورسوله.
وللحديث بقيه ان اردتم متابعتها ان شاء الله سانقلها جزءا جزا منعا للملل
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته