قصة مبكية في بر الام
--------------------------------------------------------------------------------
حسب ماروى لي أحد كبار السن ، أن هناك رجل كان بارا بوالديه مات والده ، وظل يراعي ويبر بوالدته ؛ ومن حسن الطالع أنه تزوج بامرأة
تقدس البر بالوالدين ، وبسبب المرض أقعدت هذه الأم بعد إصابتها بالشلل ، ومن حرصه عليها كان يتفق مع صاحب معمل النسيج أن يذهب هو
يوما للعمل ويوم تذهب زوجته مقابل أجر واحد شهريا ،
وهذا الرجل الأبن كان هزيلا والأم بدينة وجسمها ثقيل ، فكان من بره أنه إذا أراد أن يذهب الى التبضع وشراء مايحتاجه ؛ أن يحملها على
ظهره ، فكان الناس يرأفون به لضعف حاله ، ويقولون له إجعل لها من يحملها أو اجعل لها خادمة ، ولكنه يرفض أولا لبره بوالدته و لضعف
حالته الماديه ، وكل مرة كان ينزل والدته في مكان به ظل عن الشمس وبالقرب منه حتى يشتري حاجياته ، وكان كلما أراد حملها تصفعه
على رأسه وتدمع عينيها ،
وهي لا تتكلم بسبب فقدها النطق ، وكان الناس يستغربون لأمر أمه التي تضربه وهو يضحك ويقول لهم : أمي تداعبني ، وكان يخفي دموعها حتى
لا يروا أمه بحالة من الضعف ، ودارت الأيام ، والأبن لم يرزقه الله سبحانه بأي مولود لأن إمرأته كانت عاقراً ، ولكن ذلك لم يؤثر فيه بل
ظل يتودد لأمه بصورة أعجبت أهل القرية ، حتى أن صاحب المعمل طلب من زوجته أن تستطلع أمر هذه الأسرة ، هل بالفعل الإبن باراً بوالدته
أم له عمل آخر ، فأبلغته زوجته أنها لم ترى باراً بوالدته مثل هذا الرجل وفي غيابه تقوم إمرأته بذلك ،
فما كان من صاحب المعمل الا أن يعفي الزوجه من الحضور ، وأن يأمر بأن يكون حضور الإبن للعمل يومين في الاسبوع على أن يأخذ الأجر كاملا
، وبقيت والدته مقعدة عشر سنوات إلى أن جاء أجلها واستحضرت وطلب منها أن تسمح له إن قصر في حقها وبكت ثم بفضل الله نطقت بكلمات
معدودة لتقول له : يابني لقد غلبتني في برك لي عن ما فعلته أنا لوالدتي ، وكنت أصفعك على رأسك وأبكي لأنك كنت تضع عمامتك بعد أن
تفرشها تحتي وثم ترفع رجلي وتثنيهما وتقوم بتدليكهما وتأتي بالماء مسرعا لتسقيني وترطب شفتاي وتمسح على رأسي وتغسل وجهي ثم
تجلسني بقربك وتشتري وعينك علي حتى أنك تستعجل بالشراء وأبكي فتجفف دموعي وتقول للناس أمي تداعبني وكنت إن فقدت السيطرة على نفسي
وسال مايزعجني على ملابسك تقول لقد عطرتي ظهري فأجري عظيم وتبدأ بالغناء والحداء وتقول الشعر فتنسيني خطأي الذي بدر رغما عني ،
أنت نعم الإبن البار لقد كنت بارةً بوالدتي ووالدي وكنت أسير بالظلام وعلى الشوك لأجلب لها الحطب وأشب لها النار وعندما أذهب للسوق
أحملها على ظهري ولكني لم أضع تحتها شيئا وكنت أسقيها الماء ولا أغسل وجهها وأثني رجليها ولا أدلكها وإن بكت لا أخفي دموعها وانفعل
لبكائها ، ووالله ماقصدت أن أنقص من بري بها ، ولأنك بريت بي أكثر كنت أتأوه وأتحسر : لماذا لم أفعل مثلك مع والدتي؟ ،
قال لها الإبن : أمي أريد منك أن تسامحيني إن قصرت ، قالت الأم : انك نعم الإبن البار ومسحت على رأسه ورأس زوجته وأغمضت عينيها وتوفت
، وبفضل من الله حملت الزوجة العاقر ورزق الله الإبن البار بثلاث توائم ذكور ، وبلغ أبنائه من العدد ستة من الذكور وأربع بنات ، وكانوا
الأبناء بارين جدا بوالدهم ووالدتهم . اتعلمون أحبتي إن هذا البر وصوره واقعا بيننا ، يحتاج منا أن نبر بوالدينا وذوينا ، اللهم
ارحمنا ووفقنا لبر والدينا
--------------------------------------------------------------------------------
حسب ماروى لي أحد كبار السن ، أن هناك رجل كان بارا بوالديه مات والده ، وظل يراعي ويبر بوالدته ؛ ومن حسن الطالع أنه تزوج بامرأة
تقدس البر بالوالدين ، وبسبب المرض أقعدت هذه الأم بعد إصابتها بالشلل ، ومن حرصه عليها كان يتفق مع صاحب معمل النسيج أن يذهب هو
يوما للعمل ويوم تذهب زوجته مقابل أجر واحد شهريا ،
وهذا الرجل الأبن كان هزيلا والأم بدينة وجسمها ثقيل ، فكان من بره أنه إذا أراد أن يذهب الى التبضع وشراء مايحتاجه ؛ أن يحملها على
ظهره ، فكان الناس يرأفون به لضعف حاله ، ويقولون له إجعل لها من يحملها أو اجعل لها خادمة ، ولكنه يرفض أولا لبره بوالدته و لضعف
حالته الماديه ، وكل مرة كان ينزل والدته في مكان به ظل عن الشمس وبالقرب منه حتى يشتري حاجياته ، وكان كلما أراد حملها تصفعه
على رأسه وتدمع عينيها ،
وهي لا تتكلم بسبب فقدها النطق ، وكان الناس يستغربون لأمر أمه التي تضربه وهو يضحك ويقول لهم : أمي تداعبني ، وكان يخفي دموعها حتى
لا يروا أمه بحالة من الضعف ، ودارت الأيام ، والأبن لم يرزقه الله سبحانه بأي مولود لأن إمرأته كانت عاقراً ، ولكن ذلك لم يؤثر فيه بل
ظل يتودد لأمه بصورة أعجبت أهل القرية ، حتى أن صاحب المعمل طلب من زوجته أن تستطلع أمر هذه الأسرة ، هل بالفعل الإبن باراً بوالدته
أم له عمل آخر ، فأبلغته زوجته أنها لم ترى باراً بوالدته مثل هذا الرجل وفي غيابه تقوم إمرأته بذلك ،
فما كان من صاحب المعمل الا أن يعفي الزوجه من الحضور ، وأن يأمر بأن يكون حضور الإبن للعمل يومين في الاسبوع على أن يأخذ الأجر كاملا
، وبقيت والدته مقعدة عشر سنوات إلى أن جاء أجلها واستحضرت وطلب منها أن تسمح له إن قصر في حقها وبكت ثم بفضل الله نطقت بكلمات
معدودة لتقول له : يابني لقد غلبتني في برك لي عن ما فعلته أنا لوالدتي ، وكنت أصفعك على رأسك وأبكي لأنك كنت تضع عمامتك بعد أن
تفرشها تحتي وثم ترفع رجلي وتثنيهما وتقوم بتدليكهما وتأتي بالماء مسرعا لتسقيني وترطب شفتاي وتمسح على رأسي وتغسل وجهي ثم
تجلسني بقربك وتشتري وعينك علي حتى أنك تستعجل بالشراء وأبكي فتجفف دموعي وتقول للناس أمي تداعبني وكنت إن فقدت السيطرة على نفسي
وسال مايزعجني على ملابسك تقول لقد عطرتي ظهري فأجري عظيم وتبدأ بالغناء والحداء وتقول الشعر فتنسيني خطأي الذي بدر رغما عني ،
أنت نعم الإبن البار لقد كنت بارةً بوالدتي ووالدي وكنت أسير بالظلام وعلى الشوك لأجلب لها الحطب وأشب لها النار وعندما أذهب للسوق
أحملها على ظهري ولكني لم أضع تحتها شيئا وكنت أسقيها الماء ولا أغسل وجهها وأثني رجليها ولا أدلكها وإن بكت لا أخفي دموعها وانفعل
لبكائها ، ووالله ماقصدت أن أنقص من بري بها ، ولأنك بريت بي أكثر كنت أتأوه وأتحسر : لماذا لم أفعل مثلك مع والدتي؟ ،
قال لها الإبن : أمي أريد منك أن تسامحيني إن قصرت ، قالت الأم : انك نعم الإبن البار ومسحت على رأسه ورأس زوجته وأغمضت عينيها وتوفت
، وبفضل من الله حملت الزوجة العاقر ورزق الله الإبن البار بثلاث توائم ذكور ، وبلغ أبنائه من العدد ستة من الذكور وأربع بنات ، وكانوا
الأبناء بارين جدا بوالدهم ووالدتهم . اتعلمون أحبتي إن هذا البر وصوره واقعا بيننا ، يحتاج منا أن نبر بوالدينا وذوينا ، اللهم
ارحمنا ووفقنا لبر والدينا