مقال صحفي بجريدة اليوم السابع...........
أنا غرقان فى خجلى وكسوفى اسمح لى أن أعتذر لك.. أنا آسف عزيزى القارئ، آسف
لأنى وجعت دماغك على مدار يومين بكلمات عن ضرورة المشاركة فى الانتخابات
والنزول لزيارة صناديق الانتخابات وعيش التجربة.. آسف لأننى وضعتك فى تلك
الورطة- هذا إن كنت قد سمعت الكلام وشاركت – آسف لأننى كنت شريكا فى دعوتك
للمشاركة فى حفلة التزوير الأكثر فجاجة منذ زمن التى عاشتها مصر بالأمس،
آسف لأننى كنت شريكًا فى دعوتك فى دفعك للتعامل مع بلطجية اللجان وسماسرة
الأصوات والباحثين عن صوت انتخابى مقابل وجبة غذاء، آسف لأننى كنت شريكا فى
دفعك للنزول إلى الشارع والمشاركة فى الانتخابات وفتحت عينك على المأساة
السياسية التى تعيشها مصر وعلى أصحاب الضمائر التى تتاجر فى كل شئ حتى ولو
كان صوتاً انتخابياً.
بالطبع رأيت ما حدث بالأمس فى انتخابات برلمان 2010 .. بالطبع رأيت البلطجة
والتزوير الذى تم عينى عينك، واللجان التى تم تقفيلها منذ الصباح الباكر..
وبالطبع سألت نفسك ما الذى يدفع دولة تدعى أنها دولة مؤسسات قوية ويدعى
حزبها أنه حزب الأغلببية إلى ممارسات تلك الأفعال الساذجة؟ مالذى يدفع دولة
تقول على الإخوان بأنهم مجرد قلة قليلة مندسة لا تأثير لها ومجرد جماعة
محظورة لا شعبية لها أن ترتعد وتخاف بهذا الشكل المفضوح من مرشح إخوانى
لدرجة جعلت تدمير مواقع الإخوان أول أفعالها الغير شريفة صباح يوم
الانتخابات؟
إنها طفولة سياسية يا سيدى ونظام حكم قرر أن يحكم بالبلطجة والتزوير منذ
أول لحظة حتى آخر نبض فى قلبه، والأغرب من كل هذا هو ذلك الحرص الذى أظهرته
الدولة طوال الأسابيع الماضية بسيل من الإعلانات الذى يدعو الناس
للمشاركة، والذى صدقته أنا فأخذت أدعوك لأن تستقطع من وقتك ساعات للإدلاء
بصوتك فى بلد لا تحترم الأصوات ولا أصحابها من الناخبين، أو إن شئنا الدقة
بلد لم تعتد أبدًا على أن للصوت الانتخابى تلك القوة وتلك القدرة على إحداث
الفارق والتغيير.
عجيب أمر المسئولين فى النظام الحاكم يطلبون منا نحن المواطنين وبإلحاح أن
نذهب إلى صناديق الاقتراع ونشارك فى العملية الانتخابية وكأن التقصير من
جانبنا، يطلبون منا أن نذهب لكى نؤدى الأمانة وندلى بأصواتنا فى عملية
انتخابية لم نضمن بعد نزاهتها وحينما نصدق ونذهب للمشاركة نجد الصناديق وقد
أغلقت والأموات عادوا من عالمهم الآخر وتكفلوا بتقفيل الصناديق نيابة عنا،
والبلطجية تكفلوا بالباقى منا الذى يصر على ممارسة حقه الديمقراطى بناءً
على تعليمات إعلانات التلفزيون.
لا تتعجل الحكم على الكلام السابق فهو نتاج غضب حاد من التزوير المفضوح
الذى شهدته وعشته بالأمس، وفى نفس الوقت أنا لا أدعوك لأن تقاطع الانتخابات
القادمة أو غيرها من تلك الأفكار المحبطة، أنا فقط أتحدث عن الواقع حتى
لايصبح الأمر وكأنه فيه ديمقراطية وانتخابات بينما الحقيقة أننا نعيش
تمثيلية، أنا تحدث عن ضرورة توفير الضمانات اللازمة لنزاهة العملية
الانتخابية حتى ولو كان هذا الضامن هو حماية صناديق الاقتراع وأوقات الفرز
بدمائنا وأجسادنا، أنا أتحدث عن توفير مناخ يسمح للشرفاء وأصحاب العقول بأن
يكونوا هم المرشحين وليس أصحاب المال والنفوذ وشهادات فك الخط وفلوس تجارة
المخدرات والآثار.. وحين تتوفر كل هذه الأشياء بالمزيد من الضغوط من
جانبنا والمزيد من الإصلاح من جانب الحكومة لن نحتاج إلى أى إعلان يشجعنا
على المشاركة لأننا سنملأ لجان الاقتراع حتى ولو كان الطريق إليها لا سير
فيه إلا زحفًا على البطون.
أنا غرقان فى خجلى وكسوفى اسمح لى أن أعتذر لك.. أنا آسف عزيزى القارئ، آسف
لأنى وجعت دماغك على مدار يومين بكلمات عن ضرورة المشاركة فى الانتخابات
والنزول لزيارة صناديق الانتخابات وعيش التجربة.. آسف لأننى وضعتك فى تلك
الورطة- هذا إن كنت قد سمعت الكلام وشاركت – آسف لأننى كنت شريكا فى دعوتك
للمشاركة فى حفلة التزوير الأكثر فجاجة منذ زمن التى عاشتها مصر بالأمس،
آسف لأننى كنت شريكًا فى دعوتك فى دفعك للتعامل مع بلطجية اللجان وسماسرة
الأصوات والباحثين عن صوت انتخابى مقابل وجبة غذاء، آسف لأننى كنت شريكا فى
دفعك للنزول إلى الشارع والمشاركة فى الانتخابات وفتحت عينك على المأساة
السياسية التى تعيشها مصر وعلى أصحاب الضمائر التى تتاجر فى كل شئ حتى ولو
كان صوتاً انتخابياً.
بالطبع رأيت ما حدث بالأمس فى انتخابات برلمان 2010 .. بالطبع رأيت البلطجة
والتزوير الذى تم عينى عينك، واللجان التى تم تقفيلها منذ الصباح الباكر..
وبالطبع سألت نفسك ما الذى يدفع دولة تدعى أنها دولة مؤسسات قوية ويدعى
حزبها أنه حزب الأغلببية إلى ممارسات تلك الأفعال الساذجة؟ مالذى يدفع دولة
تقول على الإخوان بأنهم مجرد قلة قليلة مندسة لا تأثير لها ومجرد جماعة
محظورة لا شعبية لها أن ترتعد وتخاف بهذا الشكل المفضوح من مرشح إخوانى
لدرجة جعلت تدمير مواقع الإخوان أول أفعالها الغير شريفة صباح يوم
الانتخابات؟
إنها طفولة سياسية يا سيدى ونظام حكم قرر أن يحكم بالبلطجة والتزوير منذ
أول لحظة حتى آخر نبض فى قلبه، والأغرب من كل هذا هو ذلك الحرص الذى أظهرته
الدولة طوال الأسابيع الماضية بسيل من الإعلانات الذى يدعو الناس
للمشاركة، والذى صدقته أنا فأخذت أدعوك لأن تستقطع من وقتك ساعات للإدلاء
بصوتك فى بلد لا تحترم الأصوات ولا أصحابها من الناخبين، أو إن شئنا الدقة
بلد لم تعتد أبدًا على أن للصوت الانتخابى تلك القوة وتلك القدرة على إحداث
الفارق والتغيير.
عجيب أمر المسئولين فى النظام الحاكم يطلبون منا نحن المواطنين وبإلحاح أن
نذهب إلى صناديق الاقتراع ونشارك فى العملية الانتخابية وكأن التقصير من
جانبنا، يطلبون منا أن نذهب لكى نؤدى الأمانة وندلى بأصواتنا فى عملية
انتخابية لم نضمن بعد نزاهتها وحينما نصدق ونذهب للمشاركة نجد الصناديق وقد
أغلقت والأموات عادوا من عالمهم الآخر وتكفلوا بتقفيل الصناديق نيابة عنا،
والبلطجية تكفلوا بالباقى منا الذى يصر على ممارسة حقه الديمقراطى بناءً
على تعليمات إعلانات التلفزيون.
لا تتعجل الحكم على الكلام السابق فهو نتاج غضب حاد من التزوير المفضوح
الذى شهدته وعشته بالأمس، وفى نفس الوقت أنا لا أدعوك لأن تقاطع الانتخابات
القادمة أو غيرها من تلك الأفكار المحبطة، أنا فقط أتحدث عن الواقع حتى
لايصبح الأمر وكأنه فيه ديمقراطية وانتخابات بينما الحقيقة أننا نعيش
تمثيلية، أنا تحدث عن ضرورة توفير الضمانات اللازمة لنزاهة العملية
الانتخابية حتى ولو كان هذا الضامن هو حماية صناديق الاقتراع وأوقات الفرز
بدمائنا وأجسادنا، أنا أتحدث عن توفير مناخ يسمح للشرفاء وأصحاب العقول بأن
يكونوا هم المرشحين وليس أصحاب المال والنفوذ وشهادات فك الخط وفلوس تجارة
المخدرات والآثار.. وحين تتوفر كل هذه الأشياء بالمزيد من الضغوط من
جانبنا والمزيد من الإصلاح من جانب الحكومة لن نحتاج إلى أى إعلان يشجعنا
على المشاركة لأننا سنملأ لجان الاقتراع حتى ولو كان الطريق إليها لا سير
فيه إلا زحفًا على البطون.