سؤال يلح على أذهان جميع المسلمين.. لماذا تأخّر العرب والمسلمون في حين تقدّمت أمم أخرى عليهم؟ في حين أن العلم يدين للثقافة العربية بأنها سبب وجوده؛ فلماذا هذا الضعف والوهن الذي أصاب العرب والمسلمين؟ وما هي وسائل علاج هذه الأمراض التي أصابت الأمة؟
يرى الشيخ محمد الغزالي في كتابه "سر تأخر العرب والمسلمين" أن هذا الضعف ليس راجعًا إلى ضعف في منهجنا الإسلامي فهو كامل وقوي وتامّ، وإنما الإفلاس سببه نفوس المسلمين الذين يجب عليهم أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله تعالى ما بهم.
أولا: القرآن وبقاء الأمم
يتحدث "الغزالي" عن بعض السنن الإلهية في القرآن الكريم والتي تساعد في بقاء الأمم أو هلاكها، منها:
1- في سورة القصص شرح لعواقب الحكم الفردي، والاغترار بالمال {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
2- سورة يوسف تبرز قانونين؛ الأول جدوى الاستقامة {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، والثاني الاستناد إلى الله في تمني مستقبلٍ أفضل {لَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
3- سورة محمد: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} تبرز أن الإلحاد مهما صحبه علم فهو شرك في النهاية، وأن الكفار مهما بلغ ذكاؤهم لا بد أن يُحرموا بركات الله.
4- وتأمل قانونا آخر: {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ} سورة آل عمران.
5- وقانونا آخر: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} الأنفال. فهذه القوانين القرآنية وغيرها تكفل للحضارات البقاء وتحصن الأمم من الهلاك..
ثانيا: أسباب تأخر المسلمين
ينتقل الشيخ الغزالي للحديث عن أسباب تأخر المسلمين ويذكر عدة أسباب منها:
الاستبداد السياسي:
وهو الفارق في نظام الحكم والتحوّل من الشورى إلى الملك الاستبدادي الوراثي، وعدم قيام المال بوظيفته الاجتماعية في تقديم يد العون للفقراء والمحرومين، كذلك انفصال الدين عن مجالات الحياة، وانحصاره داخل المسجد.
الفساد في النظام الاجتماعي:
بسيطرة بعض الأفكار الجاهلية على الحياة الاجتماعية كالأفكار الخاصة بالمرأة.. فالجاهلية الأولى (ما قبل الإسلام) كانت تحتقر المرأة وتنكر حقوقها.
والجاهلية الثانية هي (جاهلية القرن العشرين) التي أعطت للمرأة الحرية دون قيد، فأهانت المرأة بهذه الحرية المطلقة، في حين أن الشريعة أكرمت المرأة؛ والبعض الآن يحاول إما أن يجذب المرأة إلى جاهلية ما قبل الإسلام أو إلى التقاليد الأوربية التي تخالف أخلاقيات الإسلام، مع غياب النظرة الوسطية للمرأة التي تحدّث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "النساء شقائق الرجال".
اشتغال الجهلة والمشعوذين بالدعوة:
ويتحدث الشيخ في اشتغال بعض غير المؤهلين علميًا في مجال الدعوة والتصدي للإفتاء في ظل غياب العلماء والفقهاء؛ فأدى ذلك إلى حصر الإسلام في الشعائر والعبادات الفردية دون الشرائع الاجتماعية، وأخطر ما في هذا الموضوع ظهور الجماعات والفرق والطوائف التي تزعم كل منها لنفسها الصواب، وتخَطّئ غيرها وربما كفّرتها وحاربتها.
فتنة الناس بالفلسفات والآراء الكلامية:
فمنذ أن بدأت حركة الترجمة في العصر العباسي من الفارسية واليونانية والهندية إلى العربية بدأ ينتشر في الفكر الإسلامي آراء الوثنيين وفلسفة الإلحاد، ولم يستطع التخلص منها؛ وهذه الأفكار المشوهة أضرّت بالثقافة الإسلامية، والمؤلّف لا ينكر على أحد فكرة الترجمة، بل يعتبرها ضرورة للتعرّف على الحضارات الأخرى والاستفادة منها، بل ينكر أن نقتبس كل شيء سواء اتّفق أو اختلف مع الإسلام.
الغزو الثقافي (بشقّيه الصليبي اليهودي والشيوعي الإلحادي):
فحين أصيب المسلمون بنكسة ثقافية وفراغ روحي كان من السهل أن تستغل أجهزة الغزو الثقافي أخطاء المسلمين وانحرافاتهم الفكرية والسلوكية؛ وملأت رؤوس الشباب بالأفكار المادية، بما قدمت لهم من حلول سريعة لمشكلاتهم المادية الطارئة، وكان من أخطر هذه الأفكار "الثورة الجنسية" على يد "فرويد" الذي جعل من الإنسان مجرد غريزة يسعى لإشباعها، ورأى أن كل طاقات الإنسان التي منحها الله إليه تخدم هذه الغريزة الجنسية فهو جسد بلا روح.
ثالثا: علاج التأخر (أو حل أزمة المسلمين)
ينتقل المؤلف بعد أن شخّص أمراض الأمة الإسلامية إلى محاولة علاج هذه الأمراض، ويذكر أن هناك سبع مراحل؛ هي:
1- ضرورة غربلة تراثنا الضخم ومراجعته: مما يعطينا الفهم الصحيح للإسلام.
2- دراسة الحضارة الجديدة ومنجزاتها؛ للاستفادة من تجاربها والتركيز على الجانب "التكنولوجي" خاصة للنهوض بأمتنا.
3- تحصيل الحد الأدنى من الثقافة الإسلامية للفرد؛ باكتساب الصفات الواجب توافرها في المسلم وهي: الخشية، والرجاء، والصبر، والشكر، وتوفير الأسباب، وحب الله، والذكر، والتوبة.
4- تقديم الإسلام كاملا للناس: فلا بد من تخطيط سياسي دقيق لإعادة بناء الأمة الإسلامية وهذا التخطيط يقوم على ما يلي:
أ- أن علوم الدين ليست كلامًا نظريًا في العقائد بل يجب أن تتحول إلى سلوكيات.
ب- أن الإسلام ليس حزبًا سياسيًا، وإنما هو "برنامج شمولي" وواقعي، يبدأ بصناعة الفرد، ثم يسري في الجماعة.
جـ - إذا انفصل الإيمان عن المجتمع هلك المجتمع .
د- إن تعمير الأرض جزء من رسالة الإنسان ومن العبادة التي من أجلها خُلق الإنسان: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.
هـ- إن الله لم يخلق الإنسان ليشقى بل خلقه مُكرَّمًا في إطار النهي عن اتخاذ العباد بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله.
و - إيجاد علماء من طراز رفيع: على أيديهم تعرف الأمة دينها.
5- فقه العبادات: فالعبادة في الإسلام ليست هي قواعد الإسلام الخمس فقط، بل هي مرتكزات الدين وأسسه التي يقوم عليها، وبعد قيامه تصبح كل حركة تصدر من المؤمن عبادة لله تعالى.
6- الوحدة الإسلامية وتبدأ بتوحيد الثقافة والفكر الإسلامي والتصورات والمفاهيم الأساسية.
• مفهوم الولاء للإسلام: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ}.
• مفهوم الأخوة الإسلامية: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}.
• مفهوم الأمة الإسلامية: {إِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} أما قضية إحياء لغة القرآن فمسألة مفروغ منها؛ لأنها وسيلة أصلية في القضاء على التخلف.
ويطرح المؤلف في النهاية تساؤلاً: لماذا تقام لليهود وحدة وللنصارى وحدة وللملحدين "كتلة" وتتعثر هذه الوحدة للمسلمين؟ لماذا يتُهَّم المسلمون بالرجعية إذا أرادوا العودة إلى ربهم سبحانه وتعالى، وإذا عادت الأنظمة المعاصرة إلى "حمورابي" و"زرادشت" فلا يتهمها أحد بالرجعية.
الخاتمة
الكتاب محاولة جيدة من الشيخ "الغزالي" يفتح بها الطريق أمام علماء الأمة ومثقفيها للبحث عن علل الأمة وتقديم العلاج لها، فالأمر لا يتوقف عند حد الثقافة بل يجب أن يشمل التعليم والصناعة والزراعة والصحة وكل فرد في مجال علمه وعلى قدر ملكاته التي وهبها الله له.
يرى الشيخ محمد الغزالي في كتابه "سر تأخر العرب والمسلمين" أن هذا الضعف ليس راجعًا إلى ضعف في منهجنا الإسلامي فهو كامل وقوي وتامّ، وإنما الإفلاس سببه نفوس المسلمين الذين يجب عليهم أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله تعالى ما بهم.
أولا: القرآن وبقاء الأمم
يتحدث "الغزالي" عن بعض السنن الإلهية في القرآن الكريم والتي تساعد في بقاء الأمم أو هلاكها، منها:
1- في سورة القصص شرح لعواقب الحكم الفردي، والاغترار بالمال {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
2- سورة يوسف تبرز قانونين؛ الأول جدوى الاستقامة {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، والثاني الاستناد إلى الله في تمني مستقبلٍ أفضل {لَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
3- سورة محمد: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} تبرز أن الإلحاد مهما صحبه علم فهو شرك في النهاية، وأن الكفار مهما بلغ ذكاؤهم لا بد أن يُحرموا بركات الله.
4- وتأمل قانونا آخر: {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ} سورة آل عمران.
5- وقانونا آخر: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} الأنفال. فهذه القوانين القرآنية وغيرها تكفل للحضارات البقاء وتحصن الأمم من الهلاك..
ثانيا: أسباب تأخر المسلمين
ينتقل الشيخ الغزالي للحديث عن أسباب تأخر المسلمين ويذكر عدة أسباب منها:
الاستبداد السياسي:
وهو الفارق في نظام الحكم والتحوّل من الشورى إلى الملك الاستبدادي الوراثي، وعدم قيام المال بوظيفته الاجتماعية في تقديم يد العون للفقراء والمحرومين، كذلك انفصال الدين عن مجالات الحياة، وانحصاره داخل المسجد.
الفساد في النظام الاجتماعي:
بسيطرة بعض الأفكار الجاهلية على الحياة الاجتماعية كالأفكار الخاصة بالمرأة.. فالجاهلية الأولى (ما قبل الإسلام) كانت تحتقر المرأة وتنكر حقوقها.
والجاهلية الثانية هي (جاهلية القرن العشرين) التي أعطت للمرأة الحرية دون قيد، فأهانت المرأة بهذه الحرية المطلقة، في حين أن الشريعة أكرمت المرأة؛ والبعض الآن يحاول إما أن يجذب المرأة إلى جاهلية ما قبل الإسلام أو إلى التقاليد الأوربية التي تخالف أخلاقيات الإسلام، مع غياب النظرة الوسطية للمرأة التي تحدّث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "النساء شقائق الرجال".
اشتغال الجهلة والمشعوذين بالدعوة:
ويتحدث الشيخ في اشتغال بعض غير المؤهلين علميًا في مجال الدعوة والتصدي للإفتاء في ظل غياب العلماء والفقهاء؛ فأدى ذلك إلى حصر الإسلام في الشعائر والعبادات الفردية دون الشرائع الاجتماعية، وأخطر ما في هذا الموضوع ظهور الجماعات والفرق والطوائف التي تزعم كل منها لنفسها الصواب، وتخَطّئ غيرها وربما كفّرتها وحاربتها.
فتنة الناس بالفلسفات والآراء الكلامية:
فمنذ أن بدأت حركة الترجمة في العصر العباسي من الفارسية واليونانية والهندية إلى العربية بدأ ينتشر في الفكر الإسلامي آراء الوثنيين وفلسفة الإلحاد، ولم يستطع التخلص منها؛ وهذه الأفكار المشوهة أضرّت بالثقافة الإسلامية، والمؤلّف لا ينكر على أحد فكرة الترجمة، بل يعتبرها ضرورة للتعرّف على الحضارات الأخرى والاستفادة منها، بل ينكر أن نقتبس كل شيء سواء اتّفق أو اختلف مع الإسلام.
الغزو الثقافي (بشقّيه الصليبي اليهودي والشيوعي الإلحادي):
فحين أصيب المسلمون بنكسة ثقافية وفراغ روحي كان من السهل أن تستغل أجهزة الغزو الثقافي أخطاء المسلمين وانحرافاتهم الفكرية والسلوكية؛ وملأت رؤوس الشباب بالأفكار المادية، بما قدمت لهم من حلول سريعة لمشكلاتهم المادية الطارئة، وكان من أخطر هذه الأفكار "الثورة الجنسية" على يد "فرويد" الذي جعل من الإنسان مجرد غريزة يسعى لإشباعها، ورأى أن كل طاقات الإنسان التي منحها الله إليه تخدم هذه الغريزة الجنسية فهو جسد بلا روح.
ثالثا: علاج التأخر (أو حل أزمة المسلمين)
ينتقل المؤلف بعد أن شخّص أمراض الأمة الإسلامية إلى محاولة علاج هذه الأمراض، ويذكر أن هناك سبع مراحل؛ هي:
1- ضرورة غربلة تراثنا الضخم ومراجعته: مما يعطينا الفهم الصحيح للإسلام.
2- دراسة الحضارة الجديدة ومنجزاتها؛ للاستفادة من تجاربها والتركيز على الجانب "التكنولوجي" خاصة للنهوض بأمتنا.
3- تحصيل الحد الأدنى من الثقافة الإسلامية للفرد؛ باكتساب الصفات الواجب توافرها في المسلم وهي: الخشية، والرجاء، والصبر، والشكر، وتوفير الأسباب، وحب الله، والذكر، والتوبة.
4- تقديم الإسلام كاملا للناس: فلا بد من تخطيط سياسي دقيق لإعادة بناء الأمة الإسلامية وهذا التخطيط يقوم على ما يلي:
أ- أن علوم الدين ليست كلامًا نظريًا في العقائد بل يجب أن تتحول إلى سلوكيات.
ب- أن الإسلام ليس حزبًا سياسيًا، وإنما هو "برنامج شمولي" وواقعي، يبدأ بصناعة الفرد، ثم يسري في الجماعة.
جـ - إذا انفصل الإيمان عن المجتمع هلك المجتمع .
د- إن تعمير الأرض جزء من رسالة الإنسان ومن العبادة التي من أجلها خُلق الإنسان: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.
هـ- إن الله لم يخلق الإنسان ليشقى بل خلقه مُكرَّمًا في إطار النهي عن اتخاذ العباد بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله.
و - إيجاد علماء من طراز رفيع: على أيديهم تعرف الأمة دينها.
5- فقه العبادات: فالعبادة في الإسلام ليست هي قواعد الإسلام الخمس فقط، بل هي مرتكزات الدين وأسسه التي يقوم عليها، وبعد قيامه تصبح كل حركة تصدر من المؤمن عبادة لله تعالى.
6- الوحدة الإسلامية وتبدأ بتوحيد الثقافة والفكر الإسلامي والتصورات والمفاهيم الأساسية.
• مفهوم الولاء للإسلام: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ}.
• مفهوم الأخوة الإسلامية: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}.
• مفهوم الأمة الإسلامية: {إِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} أما قضية إحياء لغة القرآن فمسألة مفروغ منها؛ لأنها وسيلة أصلية في القضاء على التخلف.
ويطرح المؤلف في النهاية تساؤلاً: لماذا تقام لليهود وحدة وللنصارى وحدة وللملحدين "كتلة" وتتعثر هذه الوحدة للمسلمين؟ لماذا يتُهَّم المسلمون بالرجعية إذا أرادوا العودة إلى ربهم سبحانه وتعالى، وإذا عادت الأنظمة المعاصرة إلى "حمورابي" و"زرادشت" فلا يتهمها أحد بالرجعية.
الخاتمة
الكتاب محاولة جيدة من الشيخ "الغزالي" يفتح بها الطريق أمام علماء الأمة ومثقفيها للبحث عن علل الأمة وتقديم العلاج لها، فالأمر لا يتوقف عند حد الثقافة بل يجب أن يشمل التعليم والصناعة والزراعة والصحة وكل فرد في مجال علمه وعلى قدر ملكاته التي وهبها الله له.