جمال سلطان
الدكتور محمود حمدي زقزوق أصيب هذه الأيام بما يشبه الوسواس القهري من اتساع ظاهرة الالتزام الديني بالسنة النبوية في أوساط الشباب من الجنسين ، ولا يترك يوما واحدا دون أن يظهر في صحيفة أو قناة تليفزيونية يندد بما يسميه الالتزام الشكلي والتشدد الديني ، دون أن يحدد أي معلم لهذا الشكلي ، كما يندد صراحة بما يسميه "الجماعات السلفية" وكذلك القنوات الفضائية الدينية التي رحب كثيرا بإغلاقها رغم أنه يقدم نفسه داعية للحرية والتحضر والاستنارة ، فكيف تستقيم دعاوى الحرية مع القمع ، وكيف تستقيم الاستنارة مع فرض الرأي الواحد والفكر الواحد والاجتهاد الواحد .
خطب وتصريحات زقزوق لا تضع يديك على قضية محددة أو واقعة أو معنى ، هو أشبه بما يصفه الحكماء بالرجل الذي يتكلم كثيرا لكنه لم يقل شيئا ، فما هي مشكلته المحددة مع اللحية مثلا ، وما هي مشكلته مع الحجاب ، وما هي مشكلته مع الهدي الظاهر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولماذا كل هذه الحرب على مثل تلك المظاهر ، لماذا لا تحترم اختيارات الناس وقناعاتهم الدينية يا رجل الاستنارة والحرية المزعومة ، وهي ـ بالمناسبة ـ استنارة لا يمكن أن تتسق مع طريقة فوزه بمقعده في مجلس الشورى حسب الطريقة المعتادة في مصر ، والحقيقة أن وزير أوقاف الحزب الوطني الحالي لم يحقق للمجتمع المصري والدولة المصرية طوال السنوات المديدة التي قضاها على كرسي الوزارة أي إنجاز يذكر ، هو مجرد ظاهرة كلامية ، بل إن بعض أفعاله أثارت استياء الناس واستغرابهم ، مثل اهتمامه الكبير بنشر أجهزة راديو داخل المساجد لتلقي صوت مؤذن واحد بدلا من أن يؤذن كل مسجد ، وأهدر في هذه اللعبة ملايين الجنيهات من أموال المسلمين ، ومثل قراره بإغلاق المساجد عقب الصلوات مباشرة ومثل عملية تأميم المساجد بحيث لا يظهر فيها إلا رجال الحكومة ودعاتها ومثل إهداره ملايين الجنيهات من أجل طبع مئات الآلاف من النسخ من كتاب تافه علميا يهاجم النقاب والمنقبات ومثل نداءاته المتكررة من أجل التطبيع مع الصهاينة والحصول على تأشيرة من السفارة الإسرائيلية بدعوى زيارة المسجد الأقصى ، ومثل إبعاده أي إمام لا يؤمن بأفكار الحزب الوطني في تحديد النسل ، ومثل اعتماده الكامل على تقارير الأجهزة الأمنية في اختيار الخطباء والأئمة ، هذه تقريبا هي إنجازات محمود حمدي زقزوق ، ولعله لإحساسه بهذا الخواء الذي يمثله تجده شديد التوتر من أي جهود دعوية مستقلة وحرة تلقى قبولا في الناس وتحظى باحترام المجتمع لمصداقيتها وحيويتها ، وهذا جوهريا هو سر هجومه المتتالي على الدعاة الملتزمين بالسنة حتى وإن كان معظمهم من أبناء الأزهر .
وأنا أقترح على وزير أوقاف الحزب الوطني أن يجرب "مبادئ الإسلام" في الحوار والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فبدلا من الشتائم والتطاول المتكرر منه على الدعاة الذين يختلف معهم ، أو لا يروق له كلامهم ، فلماذا لا يدير معهم حوارا علميا وحضاريا يناقشهم ويناقشونه ، ويعرض أفكاره ومآخذه العلمية والأخلاقية ، ويستمع إلى ردودهم ووجهات نظرهم ومآخذهم أيضا عليه ، على طريقة ما أرساه علماء السلف الصالح من مبادئ " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب" ، فربما اكتشف زقزوق أن بعض آرائه ومواقفه ناتجة عن جهل علمي أو ضعف الاطلاع على كتب أهل العلم ، أو أنها أتت من اقتحامه لعلوم شرعية بعيدة عن تخصصه الفلسفي ، أو ناتجة من هشاشة فهمه ومعرفته للسنة وعلومها وأحكامها، وربما بالمقابل استطاع أن يقنعهم بآرائه من خلال الدليل الواضح البين من كتاب الله وسنة نبيه .
أتصور أن مثل هذا الحوار أو تلك المناظرة ستكون مثمرة ، ويمكن أن تجعل زقزوق أكثر هدوءا وأقل هياجا وأكثر التزاما بأدب الحوار وأخلاقياته مع المخالف ، وأنا أوجه له الدعوة على مسؤوليتي الشخصية بأن نسعد به في مواجهة بعض الدعاة السلفيين في نقابة الصحفيين بحضور نخبة من أهل العلم والفكر والثقافة والإعلام .
الدكتور محمود حمدي زقزوق أصيب هذه الأيام بما يشبه الوسواس القهري من اتساع ظاهرة الالتزام الديني بالسنة النبوية في أوساط الشباب من الجنسين ، ولا يترك يوما واحدا دون أن يظهر في صحيفة أو قناة تليفزيونية يندد بما يسميه الالتزام الشكلي والتشدد الديني ، دون أن يحدد أي معلم لهذا الشكلي ، كما يندد صراحة بما يسميه "الجماعات السلفية" وكذلك القنوات الفضائية الدينية التي رحب كثيرا بإغلاقها رغم أنه يقدم نفسه داعية للحرية والتحضر والاستنارة ، فكيف تستقيم دعاوى الحرية مع القمع ، وكيف تستقيم الاستنارة مع فرض الرأي الواحد والفكر الواحد والاجتهاد الواحد .
خطب وتصريحات زقزوق لا تضع يديك على قضية محددة أو واقعة أو معنى ، هو أشبه بما يصفه الحكماء بالرجل الذي يتكلم كثيرا لكنه لم يقل شيئا ، فما هي مشكلته المحددة مع اللحية مثلا ، وما هي مشكلته مع الحجاب ، وما هي مشكلته مع الهدي الظاهر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولماذا كل هذه الحرب على مثل تلك المظاهر ، لماذا لا تحترم اختيارات الناس وقناعاتهم الدينية يا رجل الاستنارة والحرية المزعومة ، وهي ـ بالمناسبة ـ استنارة لا يمكن أن تتسق مع طريقة فوزه بمقعده في مجلس الشورى حسب الطريقة المعتادة في مصر ، والحقيقة أن وزير أوقاف الحزب الوطني الحالي لم يحقق للمجتمع المصري والدولة المصرية طوال السنوات المديدة التي قضاها على كرسي الوزارة أي إنجاز يذكر ، هو مجرد ظاهرة كلامية ، بل إن بعض أفعاله أثارت استياء الناس واستغرابهم ، مثل اهتمامه الكبير بنشر أجهزة راديو داخل المساجد لتلقي صوت مؤذن واحد بدلا من أن يؤذن كل مسجد ، وأهدر في هذه اللعبة ملايين الجنيهات من أموال المسلمين ، ومثل قراره بإغلاق المساجد عقب الصلوات مباشرة ومثل عملية تأميم المساجد بحيث لا يظهر فيها إلا رجال الحكومة ودعاتها ومثل إهداره ملايين الجنيهات من أجل طبع مئات الآلاف من النسخ من كتاب تافه علميا يهاجم النقاب والمنقبات ومثل نداءاته المتكررة من أجل التطبيع مع الصهاينة والحصول على تأشيرة من السفارة الإسرائيلية بدعوى زيارة المسجد الأقصى ، ومثل إبعاده أي إمام لا يؤمن بأفكار الحزب الوطني في تحديد النسل ، ومثل اعتماده الكامل على تقارير الأجهزة الأمنية في اختيار الخطباء والأئمة ، هذه تقريبا هي إنجازات محمود حمدي زقزوق ، ولعله لإحساسه بهذا الخواء الذي يمثله تجده شديد التوتر من أي جهود دعوية مستقلة وحرة تلقى قبولا في الناس وتحظى باحترام المجتمع لمصداقيتها وحيويتها ، وهذا جوهريا هو سر هجومه المتتالي على الدعاة الملتزمين بالسنة حتى وإن كان معظمهم من أبناء الأزهر .
وأنا أقترح على وزير أوقاف الحزب الوطني أن يجرب "مبادئ الإسلام" في الحوار والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فبدلا من الشتائم والتطاول المتكرر منه على الدعاة الذين يختلف معهم ، أو لا يروق له كلامهم ، فلماذا لا يدير معهم حوارا علميا وحضاريا يناقشهم ويناقشونه ، ويعرض أفكاره ومآخذه العلمية والأخلاقية ، ويستمع إلى ردودهم ووجهات نظرهم ومآخذهم أيضا عليه ، على طريقة ما أرساه علماء السلف الصالح من مبادئ " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب" ، فربما اكتشف زقزوق أن بعض آرائه ومواقفه ناتجة عن جهل علمي أو ضعف الاطلاع على كتب أهل العلم ، أو أنها أتت من اقتحامه لعلوم شرعية بعيدة عن تخصصه الفلسفي ، أو ناتجة من هشاشة فهمه ومعرفته للسنة وعلومها وأحكامها، وربما بالمقابل استطاع أن يقنعهم بآرائه من خلال الدليل الواضح البين من كتاب الله وسنة نبيه .
أتصور أن مثل هذا الحوار أو تلك المناظرة ستكون مثمرة ، ويمكن أن تجعل زقزوق أكثر هدوءا وأقل هياجا وأكثر التزاما بأدب الحوار وأخلاقياته مع المخالف ، وأنا أوجه له الدعوة على مسؤوليتي الشخصية بأن نسعد به في مواجهة بعض الدعاة السلفيين في نقابة الصحفيين بحضور نخبة من أهل العلم والفكر والثقافة والإعلام .