السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
سُئِلَ مالك -رحمه الله- عن أهل السُنَّةِ فقال :
أَهْلُ السُنَّةِ الذين ليس لهم لقبٌ يُعْرَفُونَ به
لا جهمى ولا قدرى ولا رافضى
[ انظر الانتقاء لابن عبد البر صـ35 ] .
...........
فأهل السنة ليس لهم لقبٌ يعرفون به
لأنهم الأصل الذى أشتق عنه كل المخالفين
والمخالف هو الذى سرعان ما يشتهر ببدعته
حينما يتنكب السبيل
والأصل لا يحتاج إلى سمةٍ خاصة تُميزه
وإنما الذى يحتاج لاسم ومدلول هو الفرع المنشق
وأهل السنة هم أصحاب الطريق الوسط
السائرون على الصراط المستقيم
والمخالفون لأهل البدع
[ انظر أهل السنة ، القفارى
، صـ35 . منهاج السنة ، 2 / 163 ] .
ويقول ابن تيمية فى الفتاوى ( 3 / 346 ) :
فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع
كان من أهل السنة والجماعة .
ثم يقول فى 3 / 157 :
"لأن الجماعة هى الاجتماع وضدها الفرقة" .
وهم يَزِنُونَ بهذه الأصول الثلاثة
جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال
مِمَّا له تعلُّقٌ بالدين .
وأهل السنة قد يراد بها :
إذا اجتمعوا تحت امرة أمير واحد لهم جميعاً .
وبهذا المعنى روى الطبرى بسنده عن عمرو بن حريث
سأل سعيد بن زيد قال :
"فمتى بُويِع أبو بكر ؟ قال :
يوم مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
كَرِهُوا أن يَبْقوا بعض يوم وليسوا فى جماعة"
[ تاريخ الطبرى 2 / 447 ] .
وأهل السنة والجماعة
إذا اجتمعوا افترقا
وإذا افترقا اجتمعا :
1- إذا اجتمعا .
السنة معنى الاعتقاد الحق أو الاتجاه الحق
والجماعة أصحاب ذلك الاعتقاد .
2- إذا افترقا ..
لحديث أبى هريرة ..
وأما ترك السنة فالخروج عن الجماعة
ويؤخذ منه أن الجماعة ترادف السنة .
الحديث : حم ( 12 / 98-101 )
وقال شاكر : إسناده صحيح
والحاكم ( 1 / 119 - 120 )
وقال :
صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبى .
........
يقول ابن تيمية :
ومذهب أهل السنة والجماعة
مذهب قديم معروف قبل أن يخلق الله أبا حنيفة
ومالكاً ، والشافعى ، وأحمد
فإنه مذهب الصحابة
[ منهاج السنة 2 / 482 ، 483 ] .
ومن خصائص أهل السنة :
الاجتماع وعدم التفرق والتنازع
روى البخارى عن علىِّ قال :
"اقضوا كما كنتم تقضون
فإنى أكره الاختلاف حتى يكون الناس جماعة"
[ فتح 7 / 71 ] .
ولذلك كما جاء فى فتح البارى ( 13 / 63 ) :
أن العام الذى تنازل فيه الحسن لمعاوية
سنة الجماعة
لاجتماع الناس وانقطاع الحرب .
فإن ابن تيمية من كلامه السابق
كما قال الدكتور القفارى :
"يلحظ فى التسمية بالجماعة
معنى الاجتماع وعدم الفرقة
وأن الإجماع أصلٌ من أصول أهل السنة
وأنهم اجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله
-صلى الله عليه وسلم-
وما أجمع عليه السلف الصالح
وبهذه الأصول يزنون ما عليه الناس" .
وفى الاعتصام 2 / 260-265 للشاطبى :
ورد خمسة أقول فى معنى الجماعة الواردة
فى بعض الأحاديث :
1- أنها السواد الأعظم .
2- أنها جماعة العلماء المجتهدين .
3- أن الجماعة هى الصحابة على الخصوص .
4- أن الجماعة هى جماعة أهل الإسلام إذا اجتمعوا على أمر .
5- أن الجماعة جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمر .
يقول ابن القيم :
أهل السنة لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء
بل هم مع هؤلاء فيما أصابوا فيه
وهم مع هؤلاء فيما أصابوا فيه
فكل حق مع طائفة من الطوائف فهم يوافقونهم فيه
وهم براء من باطلهم
فمذهبهم حق جميع الطوائف بعضه إلى بعض
[ نقلاً من المؤامرة على الإسلام ، أنور الجندى ، صـ266