مسلم يكتم إيمانه !
جمال سلطان
|هذه رسالة مؤثرة وصلتني من أستاذ جامعي مصري ، واضح أنه من قراء المصريون المتابعين ، وجدت أن بها بعض المعاني التي ربما تكون مهمة للرأي العام الإسلامي والمسيحي في مصر فرأيت أن أشرك الجميع معي في قراءتها ، تقول سطور الرسالة :
الأخ الأستاذ جمال سلطان ، هذه الرسالة من مسلم يكتم إيمانه منذ 15 سنة، وسبب كتمان إيمانى ربما يكون مفهوما من الأحداث الأخيرة التى أسهمتم ببراعة في كشف وقائعها، وأضيف للسبب هذا أن لى أسرة كبيرة أفقدها لو أعلنت إسلامى، وحاولت وما زلت أحاول أن آخذ بيد أسرتى إلى الإيمان (لولا الإرهاب الكنسى) خصوصا أننى مقتنع بما عبر عنه أحد كتاب المصريون من أن اعتناق المسيحي للإسلام ليس ردة عن هذا الدين السماوى ولكنه زيادة في الإيمان لأننى لم أكفر بالنصرانية أو بالمسيح ولكننى أضفت إليها الإيمان بالإسلام وبرسوله صلى الله عليهما وسلم. وأنا نشأت في بيئة غير متعصبة وكنا نعتبر كعائلة أن المسيح كلمة الله، وعرفت متأخرا وصدفة أن جدى لأمى كان مسلما يكتم إيمانه. أما الذي هدانى إلى الإسلام فهو الكنيسة نفسها!، وربما تستغرب من ذلك، فالمسيحى ينشأ في مصر في بيئة سلام ووئام ومحبة مع جيرانه وزملائه المسلمين لأن شعب مصر شعب متدين طيب ودود، حتى يبدأ في الذهاب إلى الكنيسة فينقلب حاله عندما يجد أنه مطلوب منه أن يكره أصدقاءه وجيرانه الذين يحبهم ويثق بهم فتحدث صدمة وهزة عقلية وعاطفية خطيرة، ويؤدى ذلك إلى دفع المثقفين ومن يحترمون عقولهم إلى البحث عن الحقيقة، وسبحان الله يحدث العكس ويؤدى رد الفعل والقراءة عن الإسلام إلى اعتناق المسيحي للإسلام. فالكنيسة ليس لديها المنطق أو الحجة القوية التي تقنع بها روادها، بل إن الكهنة أنفسهم ليسوا مقتنعين بدينهم اقتناعا كاملا، ويفشلون في جذب رواد الكنيسة للدين فيستعيضون عن ذلك بتنفير جمهورهم من الإسلام بادعاءات كلها كاذبة وغير منطقية. والكنيسة مخطئة في ذلك لأنها تزرع في نفوس روادها الكراهية والحقد غير المبرر بما يؤدى إلى الانعزال والفرز الطائفى بل والعقد النفسية، لأننا نعيش في وطن واحد. والسبب في ذلك معروف منذ زمن حين أقبل المصريون بعد الفتح الإسلامى على الدين الجديد المقنع أفواجا، ووجد قادة الكنيسة أنهم يفقدون جمهورهم الذى يمدهم بالمال ويتعيشون من عطاءاته فلم يجدوا سوى زرع الكراهية في الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم لوقف هذه الظاهرة، ولم ينجحوا مع الكبار لوعيهم فتوجهوا للأطفال وأخذوا يزرعون فيهم أن المسلمين كفار وأن الاستماع إلى القرآن أو الأذان أو إلى شيوخ الإسلام حرام، وأن من يلمس القرآن أو يقرأه يحرق في نار جهنم، وأن اللغة العربية إثم، ووصل الأمر إلى الإيحاء بأن المسلمين- شركاء الوطن- يكرهوننا ويريدون التخلص منا، والتعامل معهم دون ضرورة حرام .... الخ. المهم أن هذا كان يحدث في الماضى سرا، حتى جاءت المرحلة الحالية. وما يحدث كرد فعل أن المسيحى الذى يُعمل عقله ولو قليلا يبدأ سرا في القراءة عن الإسلام ليفاجأ بكذب كهنة الكنيسة فينجذب بقوة إلى الإسلام كرد فعل، وأعتقد أنهم لو غيروا هذه السياسة الغبية وتركوا الأمور على طبيعتها لهدأت عمليات الفرار من المسيحية إلى الإسلام، ولكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ولعل الإقبال الكبير من زوجات الكهنة على الإسلام سببه أنهم يعرفون حقيقتهم وأنهم (يمثلون) الإيمان على جمهور الكنيسة فيشُكون في صحة الدين المسيحى، والمهم هنا أن الدين البديل ليس ببعيد، فمن السهل التعرف على الإسلام الذى أشهد أنه قريب جدا من النفس البشرية وفطرتها فلا يستغرق الأمر أياما حتى يجد الإنسان العاقل نفسه مشدودا إلى الإسلام. وأعتقد أنه لولا الظروف الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى الإرهاب الكنسى وضعف الحكومة تجاه الكنيسة، لولا ذلك لوجدنا طوابير المسيحيين أمام الأزهر لاعتناق الإسلام. وعموما فمن ينتظرون الفرصة للإسلام كثيرون جدا، ومن يكتمون إيمانهم بالآلاف، وعندما توجد الدولة القوية التى تحمى اختيار المواطن وتمنع الإرهاب الكنسى فسوف يتحول المئات يوميا إلى الإسلام. وأنا أجد مشقة كبيرة في ممارسة العبادات لأننى أكتم إيمانى، ولولا أن ظروف عملى كأستاذ جامعى تمكننى من الغياب عن البيت بحجة السفر للخارج، أو التأخر في العمل، لصعب على صيام رمضان، و أن نظم الاتصال الحديثة تساعدنى على إخفاء مكانى. وأعتقد يا أستاذ جمال أن التعصب على الجانبين المسيحى والإسلامى يسهم في دعم سياسة الكنيسة، وأنا أدعو إخوانى المسلمين ألا يحتفلوا بإسلام من يسلم ويتركوا الأمر على طبيعته، لأن المسيحيين المتعصبين يشعرون بأن هناك مكايدة وإهانة من الجانب الآخر فيحرقهم التعصب، فلو مر إسلام من يسلم بهدوء دون مكايدة أو مظاهر احتفالية، فهذا يحفظ للكنيسة ماء الوجه على الأقل، ويقلل من رد الفعل المتعصب. موضوع اختطاف كاميليا شحاتة وأخواتها ليس جديدا، وأعرف أن هناك المئات من الحالات المشابهة، والسبب أن الكنائس والأديرة تقع خارج سلطة الدولة وهذا خطير جدا، ... وهناك الآن سياسة نشطة للسيطرة على مساحات شاسعة من أراضى الدولة برشوة المسئولين المحليين، خصوصا في المناطق المجاورة للكنائس والمقابر والأديرة، .... وأنا أشعر من خلال احتكاكي بالمجتمع المسيحى أن هناك فتنة كبرى قادمة وأنا صراحة أخشى على أولادى رغم أنهم مازالوا نصارى، وليت العقلاء يتدخلون لأنه لا أمل في الدولة، خصوصا عقلاء النصارى لأن الخاسر الأكبر سوف يكون الجانب المسيحى، الذى يظن خطأ أن أمريكا أو إسرائيل سوف تقف معه.
وأخيرا أقول إن الدين عند الله الإسلام، ولو ترك كل إنسان لعقله وضميره دون تدخل مغرض فسوف يتحول الناس جميعا إلى الإسلام الذى يشترط الإيمان بكل الأديان السماوية السابقة، فاعتناق الإسلام لا يشكل ردة عن أى دين سماوى، ولكنه تدعيم للإيمان بالله الواحد الأحد.
انتهت رسالة الدكتور "ش ....." والذي أمهرها باسمه كاملا مع رجاء خاص بعدم نشره ، وقد نشرتها بنصها ، لأن أسلوبها يكشف عن مستوى ثقافي متميز ، ولم أحذف منها إلا بعض المعلومات ذات الحساسية والتي لا يناسب نشرها في سياق عام .
المصدر www.mohdatn.com
جمال سلطان
|هذه رسالة مؤثرة وصلتني من أستاذ جامعي مصري ، واضح أنه من قراء المصريون المتابعين ، وجدت أن بها بعض المعاني التي ربما تكون مهمة للرأي العام الإسلامي والمسيحي في مصر فرأيت أن أشرك الجميع معي في قراءتها ، تقول سطور الرسالة :
الأخ الأستاذ جمال سلطان ، هذه الرسالة من مسلم يكتم إيمانه منذ 15 سنة، وسبب كتمان إيمانى ربما يكون مفهوما من الأحداث الأخيرة التى أسهمتم ببراعة في كشف وقائعها، وأضيف للسبب هذا أن لى أسرة كبيرة أفقدها لو أعلنت إسلامى، وحاولت وما زلت أحاول أن آخذ بيد أسرتى إلى الإيمان (لولا الإرهاب الكنسى) خصوصا أننى مقتنع بما عبر عنه أحد كتاب المصريون من أن اعتناق المسيحي للإسلام ليس ردة عن هذا الدين السماوى ولكنه زيادة في الإيمان لأننى لم أكفر بالنصرانية أو بالمسيح ولكننى أضفت إليها الإيمان بالإسلام وبرسوله صلى الله عليهما وسلم. وأنا نشأت في بيئة غير متعصبة وكنا نعتبر كعائلة أن المسيح كلمة الله، وعرفت متأخرا وصدفة أن جدى لأمى كان مسلما يكتم إيمانه. أما الذي هدانى إلى الإسلام فهو الكنيسة نفسها!، وربما تستغرب من ذلك، فالمسيحى ينشأ في مصر في بيئة سلام ووئام ومحبة مع جيرانه وزملائه المسلمين لأن شعب مصر شعب متدين طيب ودود، حتى يبدأ في الذهاب إلى الكنيسة فينقلب حاله عندما يجد أنه مطلوب منه أن يكره أصدقاءه وجيرانه الذين يحبهم ويثق بهم فتحدث صدمة وهزة عقلية وعاطفية خطيرة، ويؤدى ذلك إلى دفع المثقفين ومن يحترمون عقولهم إلى البحث عن الحقيقة، وسبحان الله يحدث العكس ويؤدى رد الفعل والقراءة عن الإسلام إلى اعتناق المسيحي للإسلام. فالكنيسة ليس لديها المنطق أو الحجة القوية التي تقنع بها روادها، بل إن الكهنة أنفسهم ليسوا مقتنعين بدينهم اقتناعا كاملا، ويفشلون في جذب رواد الكنيسة للدين فيستعيضون عن ذلك بتنفير جمهورهم من الإسلام بادعاءات كلها كاذبة وغير منطقية. والكنيسة مخطئة في ذلك لأنها تزرع في نفوس روادها الكراهية والحقد غير المبرر بما يؤدى إلى الانعزال والفرز الطائفى بل والعقد النفسية، لأننا نعيش في وطن واحد. والسبب في ذلك معروف منذ زمن حين أقبل المصريون بعد الفتح الإسلامى على الدين الجديد المقنع أفواجا، ووجد قادة الكنيسة أنهم يفقدون جمهورهم الذى يمدهم بالمال ويتعيشون من عطاءاته فلم يجدوا سوى زرع الكراهية في الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم لوقف هذه الظاهرة، ولم ينجحوا مع الكبار لوعيهم فتوجهوا للأطفال وأخذوا يزرعون فيهم أن المسلمين كفار وأن الاستماع إلى القرآن أو الأذان أو إلى شيوخ الإسلام حرام، وأن من يلمس القرآن أو يقرأه يحرق في نار جهنم، وأن اللغة العربية إثم، ووصل الأمر إلى الإيحاء بأن المسلمين- شركاء الوطن- يكرهوننا ويريدون التخلص منا، والتعامل معهم دون ضرورة حرام .... الخ. المهم أن هذا كان يحدث في الماضى سرا، حتى جاءت المرحلة الحالية. وما يحدث كرد فعل أن المسيحى الذى يُعمل عقله ولو قليلا يبدأ سرا في القراءة عن الإسلام ليفاجأ بكذب كهنة الكنيسة فينجذب بقوة إلى الإسلام كرد فعل، وأعتقد أنهم لو غيروا هذه السياسة الغبية وتركوا الأمور على طبيعتها لهدأت عمليات الفرار من المسيحية إلى الإسلام، ولكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ولعل الإقبال الكبير من زوجات الكهنة على الإسلام سببه أنهم يعرفون حقيقتهم وأنهم (يمثلون) الإيمان على جمهور الكنيسة فيشُكون في صحة الدين المسيحى، والمهم هنا أن الدين البديل ليس ببعيد، فمن السهل التعرف على الإسلام الذى أشهد أنه قريب جدا من النفس البشرية وفطرتها فلا يستغرق الأمر أياما حتى يجد الإنسان العاقل نفسه مشدودا إلى الإسلام. وأعتقد أنه لولا الظروف الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى الإرهاب الكنسى وضعف الحكومة تجاه الكنيسة، لولا ذلك لوجدنا طوابير المسيحيين أمام الأزهر لاعتناق الإسلام. وعموما فمن ينتظرون الفرصة للإسلام كثيرون جدا، ومن يكتمون إيمانهم بالآلاف، وعندما توجد الدولة القوية التى تحمى اختيار المواطن وتمنع الإرهاب الكنسى فسوف يتحول المئات يوميا إلى الإسلام. وأنا أجد مشقة كبيرة في ممارسة العبادات لأننى أكتم إيمانى، ولولا أن ظروف عملى كأستاذ جامعى تمكننى من الغياب عن البيت بحجة السفر للخارج، أو التأخر في العمل، لصعب على صيام رمضان، و أن نظم الاتصال الحديثة تساعدنى على إخفاء مكانى. وأعتقد يا أستاذ جمال أن التعصب على الجانبين المسيحى والإسلامى يسهم في دعم سياسة الكنيسة، وأنا أدعو إخوانى المسلمين ألا يحتفلوا بإسلام من يسلم ويتركوا الأمر على طبيعته، لأن المسيحيين المتعصبين يشعرون بأن هناك مكايدة وإهانة من الجانب الآخر فيحرقهم التعصب، فلو مر إسلام من يسلم بهدوء دون مكايدة أو مظاهر احتفالية، فهذا يحفظ للكنيسة ماء الوجه على الأقل، ويقلل من رد الفعل المتعصب. موضوع اختطاف كاميليا شحاتة وأخواتها ليس جديدا، وأعرف أن هناك المئات من الحالات المشابهة، والسبب أن الكنائس والأديرة تقع خارج سلطة الدولة وهذا خطير جدا، ... وهناك الآن سياسة نشطة للسيطرة على مساحات شاسعة من أراضى الدولة برشوة المسئولين المحليين، خصوصا في المناطق المجاورة للكنائس والمقابر والأديرة، .... وأنا أشعر من خلال احتكاكي بالمجتمع المسيحى أن هناك فتنة كبرى قادمة وأنا صراحة أخشى على أولادى رغم أنهم مازالوا نصارى، وليت العقلاء يتدخلون لأنه لا أمل في الدولة، خصوصا عقلاء النصارى لأن الخاسر الأكبر سوف يكون الجانب المسيحى، الذى يظن خطأ أن أمريكا أو إسرائيل سوف تقف معه.
وأخيرا أقول إن الدين عند الله الإسلام، ولو ترك كل إنسان لعقله وضميره دون تدخل مغرض فسوف يتحول الناس جميعا إلى الإسلام الذى يشترط الإيمان بكل الأديان السماوية السابقة، فاعتناق الإسلام لا يشكل ردة عن أى دين سماوى، ولكنه تدعيم للإيمان بالله الواحد الأحد.
انتهت رسالة الدكتور "ش ....." والذي أمهرها باسمه كاملا مع رجاء خاص بعدم نشره ، وقد نشرتها بنصها ، لأن أسلوبها يكشف عن مستوى ثقافي متميز ، ولم أحذف منها إلا بعض المعلومات ذات الحساسية والتي لا يناسب نشرها في سياق عام .
المصدر www.mohdatn.com