التليفزيون والتربية!نقلا عن الاهرام المسائى
انتهي موسم التليفزيون المكثف بانتهاء شهر رمضان وبدأ موسم دخول المدارس . ولعل ما علق برءوس ووجدان التلاميذ من بقايا مسلسلات رمضان قد عمل عمله وسيبقي يعمل لفترة طويلة, خاصة بالنسبة للتلاميذ الصغار, حيث إنه ـ التليفزيون ـ هو المعلم الأول لهم في هذه المرحلة العمرية قبل الأب والأم والمدرسة.. والملاحظ في دراما هذا العام:أولا: تدني اللغة.. وذلك بإضافة كلمات وتعبيرات جديدة منحطة بحجة أنها لغة الحواري والبيئات العشوائية, وهذه الكلمات البذيئة يتداولها الأطفال بشراهة, حيث إنها بالنسبة لهم كائنات غريبة تستدعي الانتباه.. ثم يتداولونها بعد ذلك حتي تصبح جزءا من قاموسهم اللغوي.. والمعروف أن مستوي ذوق وتحضر الشعوب يقاس برقي لغتهم ويبدو ذلك أولا في الأغاني, خصوصا الشعبية.. فهل استمعت ـ عزيزي القارئ ـ إلي أغاني هذا العام في مقدمة ونهايات المسلسلات؟
إنها أولا كلها تقريبا تدعو إلي الإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة في المستقبل.. ثانيا: لا أعتقد أن هناك جدوي من تدريس الشعر في المدارس, طالما أن تلك الأغنيات الهابطة قد حلت محل الشعر الراقي وقضت عليه.. وهذا واضح من عدم ظهور شاعر له قيمة في السنوات الأخيرة!
ثانيا: الجريمة.. من السمات المميزة لدراما هذا العام الجريمة المشتركة بينها كلها تقريبا.. فالمسدس في أيدي الممثلين أصبح لعبة.. والدم قد لون الشاشة باللون الأحمر, وأصبحت المسابقات كلها تبدأ هكذا اكسب كذا ألف جنيه ودلنا علي القاتل في مسلسل كذا؟.. أي أنه يطلب من المشاهدين التركيز علي الجريمة أولا.. وهكذا أصبحت الجريمة شيئا متداولا ومقبولا.
ثالثا: تسويق المأكولات ـ التي حذر منها العارفون ـ عن طريق تكرار الإعلانات مئات المرات.. وهذه وسيلة ناجحة, وإن كانت غير طيبة, لترويج البضائع, حيث إن الزن علي الودن أمر من السحر.
**
* والآن وبعد انتهاء موسم المسلسلات وبدء موسم المدارس.. ما مدي تأثير تلك المسلسلات علي التلاميذ؟.. وهل ما تبثه وزارة التربية والتعليم سيكون أكبر أثرا مما بثه في عقولهم التليفزيون, أم أن تربية وتعليم التليفزيون أكبر تأثيرا, حيث ان وسيلته هي الدراما المشوقة؟
**
* المطلوب أن يكون في التليفزيون فلتر تنفذ من خلاله البرامج والمسلسلات المعروضة ـ خاصة في شهر رمضان ـ لإزالة تلك العوالق السامة والمؤذية حتي لا تضل لغتنا ـ التي كانت جميلة ـ تتقهقر إلي لغة الحواري, علما بأن اللغة هي المكون الأساسي للفكر.. فهي أدوات التفكير في العقل.. فيتقهقر بدوره العقل إلي الوراء.
انتهي موسم التليفزيون المكثف بانتهاء شهر رمضان وبدأ موسم دخول المدارس . ولعل ما علق برءوس ووجدان التلاميذ من بقايا مسلسلات رمضان قد عمل عمله وسيبقي يعمل لفترة طويلة, خاصة بالنسبة للتلاميذ الصغار, حيث إنه ـ التليفزيون ـ هو المعلم الأول لهم في هذه المرحلة العمرية قبل الأب والأم والمدرسة.. والملاحظ في دراما هذا العام:أولا: تدني اللغة.. وذلك بإضافة كلمات وتعبيرات جديدة منحطة بحجة أنها لغة الحواري والبيئات العشوائية, وهذه الكلمات البذيئة يتداولها الأطفال بشراهة, حيث إنها بالنسبة لهم كائنات غريبة تستدعي الانتباه.. ثم يتداولونها بعد ذلك حتي تصبح جزءا من قاموسهم اللغوي.. والمعروف أن مستوي ذوق وتحضر الشعوب يقاس برقي لغتهم ويبدو ذلك أولا في الأغاني, خصوصا الشعبية.. فهل استمعت ـ عزيزي القارئ ـ إلي أغاني هذا العام في مقدمة ونهايات المسلسلات؟
إنها أولا كلها تقريبا تدعو إلي الإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة في المستقبل.. ثانيا: لا أعتقد أن هناك جدوي من تدريس الشعر في المدارس, طالما أن تلك الأغنيات الهابطة قد حلت محل الشعر الراقي وقضت عليه.. وهذا واضح من عدم ظهور شاعر له قيمة في السنوات الأخيرة!
ثانيا: الجريمة.. من السمات المميزة لدراما هذا العام الجريمة المشتركة بينها كلها تقريبا.. فالمسدس في أيدي الممثلين أصبح لعبة.. والدم قد لون الشاشة باللون الأحمر, وأصبحت المسابقات كلها تبدأ هكذا اكسب كذا ألف جنيه ودلنا علي القاتل في مسلسل كذا؟.. أي أنه يطلب من المشاهدين التركيز علي الجريمة أولا.. وهكذا أصبحت الجريمة شيئا متداولا ومقبولا.
ثالثا: تسويق المأكولات ـ التي حذر منها العارفون ـ عن طريق تكرار الإعلانات مئات المرات.. وهذه وسيلة ناجحة, وإن كانت غير طيبة, لترويج البضائع, حيث إن الزن علي الودن أمر من السحر.
**
* والآن وبعد انتهاء موسم المسلسلات وبدء موسم المدارس.. ما مدي تأثير تلك المسلسلات علي التلاميذ؟.. وهل ما تبثه وزارة التربية والتعليم سيكون أكبر أثرا مما بثه في عقولهم التليفزيون, أم أن تربية وتعليم التليفزيون أكبر تأثيرا, حيث ان وسيلته هي الدراما المشوقة؟
**
* المطلوب أن يكون في التليفزيون فلتر تنفذ من خلاله البرامج والمسلسلات المعروضة ـ خاصة في شهر رمضان ـ لإزالة تلك العوالق السامة والمؤذية حتي لا تضل لغتنا ـ التي كانت جميلة ـ تتقهقر إلي لغة الحواري, علما بأن اللغة هي المكون الأساسي للفكر.. فهي أدوات التفكير في العقل.. فيتقهقر بدوره العقل إلي الوراء.