بعد أكثر من 20 اجتماعا خلال العام الحالى، لم
تتمكن لجنة الانتخابات المركزية بحزب التجمع من حسم كل المشكلات التى نشأت
نتيجة لما سماه رئيس الحزب رفعت السعيد فى رسالة داخلية وجهها للأعضاء بـ
«تدافع أعداد كبيرة من الزملاء للترشيح» عقب فتح باب الترشيحات لانتخابات
مجلس الشعب المقرر إجراؤها نهاية العام الحالى
هذا «التدافع» وما
صاحبه من « تصارع بين أكثر من مرشح على مقعد واحد فى كثير من المحافظات»
على حد وصف محمد فرج عضو لجنة الانتخابات وأمين التثقيف بالتجمع، ينظر إليه
فرج وآخرون من قيادات التجمع وأحزب معارضة أخرى باعتباره أحد العوامل
الضاغطة باتجاه اتخاذ قرار بخوض معركة الشعب داخل هذه الأحزاب.
وكانت
لجنة الانتخابات المركزية بالتجمع قد أقرت خلال آخر اجتماع لها الأسبوع
الماضى 70 مرشحا وبقى أكثر من 20 طلبا آخر، كما يقول سيد عبد العال الأمين
العام للحزب، فى انتظار أن تبت فيها اللجنة خلال الأيام القليلة المتبقية
على إعلان اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشيح للانتخابات.
أما
أطرف «صراعات المرشحين» فى التجمع فكان ذلك الذى دار بين الأختين بثينة
السعيد وثناء السعيد على الترشح على مقعد كوتة المرأة بأسيوط، حيث وافقت
لجنة المحافظة بأغلبية أعضائها على ترشيح الأولى، بينما أيد الاتحاد
النسائى بالتجمع ترشيح الثانية التى تشغل منصب أمينته بأسيوط، وبعد سجالات
وجولات عديدة استقر الأمر فى النهاية على بثينة السعيد.
حتى لجنة
التجمع بالجيزة التى كانت ولا تزال تقود تيار مقاطعة الانتخابات فى حال عدم
توافر ضمانات لنزاهتها والتى لم تقدم مرشحين لانتخابات «تشهد صراعات
مكتومة» على حد وصف أمين التثقيف بالتجمع والعضو بهذه اللجنة، حيث يرغب أحد
أعضائها فى الترشح بدائرة منشية القناطر مركز إمبابة بضغط من أهالى دائرته
الذى يحظى فيها بشعبية فى الوقت الذى تقف فيه مواقف اللجنة المتحفظة على
المشاركة حائلا دون ذلك.
لا ينفى أمين التثقيف فى التجمع أن
«الجوانب الشخصية» و«بريق الكرسى» ربما يكونا كلمة السر وراء جانب من هذا
التدافع وتلك الصراعات، إلا أنه يؤكد فى المقابل أن هناك جوانب موضوعية
أيضا وراء هذه الصراعات وأن كثيرين من هؤلاء مقتنعون فعلا بأن الانتخابات
فرصة لا يجب تفويتها لطرح أفكار وبرامج الحزب والاتصال بالجماهير وتبنى
قضاياهم والدفاع عنهم.
والتجمع ليس الوحيد فى هذه الظاهرة فقد عرفت
أحزاب المعارضة الأخرى ظواهر وحالات شبيهة. وقد تطرق اجتماع لجنة إدارة
الانتخابات بالحزب الناصرى يوم السبت الماضى الذى أقر قائمة من 61 مرشحا
إلى مشكلتى محافظتى الشرقية والمنوفية، اللتىن يتنافس فيهما مرشحان على ذات
المقعد فى نفس الدائرة. وأجرى القائمون على اللجنة اتصالا هاتفيا بأمينى
المحافظتين وطالبوهما بالإسراع فى الاستقرار على مرشح واحد.
وكانت
قيادات بالحزب الناصرى قد أكدت لـ«الشروق» أن وجود مرشحين يعدون أنفسهم
لخوض الانتخابات على مدار قرابة العام، يشكل ضغطا على الحزب فى اتجاه
المشاركة، وهو الشىء نفسه الذى أكده سيد عبد العال الأمين العام للتجمع
فيما يتعلق بحزبه.
إلا أن عبد العال يشير إلى أن تأثير هذه الظاهرة
ربما يختلف من حزب لآخر، مشيرا إلى أنه بالرغم من ضغوط هؤلاء المرشحين على
التجمع باتخاذ قرار بالمشاركة إلا أن اعتياد أعضاء الحزب على أن القرار
يكون مركزيا بعد مشاورات واحترامهم لذلك يمكن أن يجعل التجمع يتخذ قرار
بالمقاطعة دون حدوث مشاكل داخلية بعكس الحال فى الوفد مثلا.
وكان
«الوفد» قد شهد أيضا تدافعا وتنافسا مماثلا بين مرشحيه وهو ما دفع لجنة
الانتخابات به فى وقت ما على سبيل المثال إلى «إحالة ملف محافظة بورسعيد
للمكتب التنفيذى للحزب لعدم ورود موافقات من لجنة بورسعيد على أسماء
المرشحين ووجود أكثر من مرشح يتنافسون على المقعد نفسه»، بحسب تصريحات
لرئيس لجنة الانتخابات بالحزب.
وتنظر د.دينا شحاتة، الباحثة بوحدة
النظم السياسية بمركز الدراسات بالأهرام، إلى هذه الظواهر باعتبارها شيئا
طبيعا، مشيرة إلى أن هدف الأحزاب الأساسى هو المشاركة السياسية وخوض
العملية الانتخابية، كما أنها لا تستغرب سعى المرشحين إلى الفوز بكرسى فى
البرلمان، مشيرة إلى أن «من الطبيعى أن يكون ذلك من أسباب انضمامهم للأحزاب
وممارستهم للسياسة».
لكن أيا ما كان الأمر فإن الشىء المؤكد، كما
يقول محمد فرج «أن هؤلاء المرشحين بأعدادهم الكبيرة وتدافعهم وصراعتهم على
الترشيح، يشكلون ضغطا على أحزابهم من أجل المشاركة فى الانتخابات على الرغم
من أن فكرة المقاطعة تحظى بمبررات قوية أيضا فى ظل غياب الإشراف القضائى
وغيره من الضمانات الواجبة لنزاهة الانتخابات».
هل
لديك تعليق؟
تتمكن لجنة الانتخابات المركزية بحزب التجمع من حسم كل المشكلات التى نشأت
نتيجة لما سماه رئيس الحزب رفعت السعيد فى رسالة داخلية وجهها للأعضاء بـ
«تدافع أعداد كبيرة من الزملاء للترشيح» عقب فتح باب الترشيحات لانتخابات
مجلس الشعب المقرر إجراؤها نهاية العام الحالى
هذا «التدافع» وما
صاحبه من « تصارع بين أكثر من مرشح على مقعد واحد فى كثير من المحافظات»
على حد وصف محمد فرج عضو لجنة الانتخابات وأمين التثقيف بالتجمع، ينظر إليه
فرج وآخرون من قيادات التجمع وأحزب معارضة أخرى باعتباره أحد العوامل
الضاغطة باتجاه اتخاذ قرار بخوض معركة الشعب داخل هذه الأحزاب.
وكانت
لجنة الانتخابات المركزية بالتجمع قد أقرت خلال آخر اجتماع لها الأسبوع
الماضى 70 مرشحا وبقى أكثر من 20 طلبا آخر، كما يقول سيد عبد العال الأمين
العام للحزب، فى انتظار أن تبت فيها اللجنة خلال الأيام القليلة المتبقية
على إعلان اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشيح للانتخابات.
أما
أطرف «صراعات المرشحين» فى التجمع فكان ذلك الذى دار بين الأختين بثينة
السعيد وثناء السعيد على الترشح على مقعد كوتة المرأة بأسيوط، حيث وافقت
لجنة المحافظة بأغلبية أعضائها على ترشيح الأولى، بينما أيد الاتحاد
النسائى بالتجمع ترشيح الثانية التى تشغل منصب أمينته بأسيوط، وبعد سجالات
وجولات عديدة استقر الأمر فى النهاية على بثينة السعيد.
حتى لجنة
التجمع بالجيزة التى كانت ولا تزال تقود تيار مقاطعة الانتخابات فى حال عدم
توافر ضمانات لنزاهتها والتى لم تقدم مرشحين لانتخابات «تشهد صراعات
مكتومة» على حد وصف أمين التثقيف بالتجمع والعضو بهذه اللجنة، حيث يرغب أحد
أعضائها فى الترشح بدائرة منشية القناطر مركز إمبابة بضغط من أهالى دائرته
الذى يحظى فيها بشعبية فى الوقت الذى تقف فيه مواقف اللجنة المتحفظة على
المشاركة حائلا دون ذلك.
لا ينفى أمين التثقيف فى التجمع أن
«الجوانب الشخصية» و«بريق الكرسى» ربما يكونا كلمة السر وراء جانب من هذا
التدافع وتلك الصراعات، إلا أنه يؤكد فى المقابل أن هناك جوانب موضوعية
أيضا وراء هذه الصراعات وأن كثيرين من هؤلاء مقتنعون فعلا بأن الانتخابات
فرصة لا يجب تفويتها لطرح أفكار وبرامج الحزب والاتصال بالجماهير وتبنى
قضاياهم والدفاع عنهم.
والتجمع ليس الوحيد فى هذه الظاهرة فقد عرفت
أحزاب المعارضة الأخرى ظواهر وحالات شبيهة. وقد تطرق اجتماع لجنة إدارة
الانتخابات بالحزب الناصرى يوم السبت الماضى الذى أقر قائمة من 61 مرشحا
إلى مشكلتى محافظتى الشرقية والمنوفية، اللتىن يتنافس فيهما مرشحان على ذات
المقعد فى نفس الدائرة. وأجرى القائمون على اللجنة اتصالا هاتفيا بأمينى
المحافظتين وطالبوهما بالإسراع فى الاستقرار على مرشح واحد.
وكانت
قيادات بالحزب الناصرى قد أكدت لـ«الشروق» أن وجود مرشحين يعدون أنفسهم
لخوض الانتخابات على مدار قرابة العام، يشكل ضغطا على الحزب فى اتجاه
المشاركة، وهو الشىء نفسه الذى أكده سيد عبد العال الأمين العام للتجمع
فيما يتعلق بحزبه.
إلا أن عبد العال يشير إلى أن تأثير هذه الظاهرة
ربما يختلف من حزب لآخر، مشيرا إلى أنه بالرغم من ضغوط هؤلاء المرشحين على
التجمع باتخاذ قرار بالمشاركة إلا أن اعتياد أعضاء الحزب على أن القرار
يكون مركزيا بعد مشاورات واحترامهم لذلك يمكن أن يجعل التجمع يتخذ قرار
بالمقاطعة دون حدوث مشاكل داخلية بعكس الحال فى الوفد مثلا.
وكان
«الوفد» قد شهد أيضا تدافعا وتنافسا مماثلا بين مرشحيه وهو ما دفع لجنة
الانتخابات به فى وقت ما على سبيل المثال إلى «إحالة ملف محافظة بورسعيد
للمكتب التنفيذى للحزب لعدم ورود موافقات من لجنة بورسعيد على أسماء
المرشحين ووجود أكثر من مرشح يتنافسون على المقعد نفسه»، بحسب تصريحات
لرئيس لجنة الانتخابات بالحزب.
وتنظر د.دينا شحاتة، الباحثة بوحدة
النظم السياسية بمركز الدراسات بالأهرام، إلى هذه الظواهر باعتبارها شيئا
طبيعا، مشيرة إلى أن هدف الأحزاب الأساسى هو المشاركة السياسية وخوض
العملية الانتخابية، كما أنها لا تستغرب سعى المرشحين إلى الفوز بكرسى فى
البرلمان، مشيرة إلى أن «من الطبيعى أن يكون ذلك من أسباب انضمامهم للأحزاب
وممارستهم للسياسة».
لكن أيا ما كان الأمر فإن الشىء المؤكد، كما
يقول محمد فرج «أن هؤلاء المرشحين بأعدادهم الكبيرة وتدافعهم وصراعتهم على
الترشيح، يشكلون ضغطا على أحزابهم من أجل المشاركة فى الانتخابات على الرغم
من أن فكرة المقاطعة تحظى بمبررات قوية أيضا فى ظل غياب الإشراف القضائى
وغيره من الضمانات الواجبة لنزاهة الانتخابات».
هل
لديك تعليق؟