إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، أما بعد :
المكان : رحاب المسجد الحرام بجوار بيت الله العتيق
الزمان: ليلة السابع والعشرين من رمضان ( من ليالى العشر الأواخر )
أدى أعداد لا أظن أن أحدا أحصاها الا الله صلاة القيام ( التهجد )
ما إن بدأ الإمام بصوته الشجى فى الدعاء فى هذه الأجواء التى لا تكاد روحانياتها توصف الا وبدأ النشيج والبكاء حتى إنك فى بعض المواضع فى المسجد لا تكاد تسمع صوت الإمام
مسلمون باكون وآخرون متباكون وفى كل خير إن شاء الله
وأنا متأكد أن هذا ليس مقتصر على المسجد الحرام بل فى اغلب مساجدنا ولله الحمد
ولكن الغريب فعلا والمتكرر كثيرا ( فهى فعلا ظاهرة وليست مجرد عرض ) أنه ما إن إنتهت الصلاه وبدأت هذه الحشود الغفيرة التى لا نهاية لها فى الخروج من أبواب المسجد المائة وخمسة خمسون الا وإنتهى الخشوع ونسى البكاء بل ونسيت تلك الكلمات المؤثرات التى أخذت بمجامع القلوب والعقول والتى دعونا الله تعالى بها
وكأن الصلاة لها خلق والواقع الإجتماعى له خلق آخر وتصرف آخر
تبخرت تلك الروحانيات بمجرد قول الإمام السلام عليكم ورحمة الله
وبدأ الزحام والتدافع الذى لم يكن له نظير بل والتضييق على الناس المارة بقصد ، والكلام فى الهاتف بشكل مخجل بل والسباب والشتائم - ولقد سمعت ذلك والله
هذه الظاهرة كما قلت ليست مقصورة على المسجد الحرام بل رآها كثير من الناس فى العديد من المساجد هنا وهناك
ولكن عاملى المكان والزمان كان المفترض أن يتركا فى قلوب الناس أثرا أكثر عمقا فى القلوب بحيث لا ينتهى أثر الصلاة بما فيها بهذه السرعه المثيرة للدهشة
ظاهرة غريبة فعلا - وكأن هناك علمنة باطنية ( بقصد أو غير قصد ) إنتشرت بين الناس
إذا كنت أنا وأنت وغيرنا من أمة الإسلام قد أصبنا بهذا الداء وتسربت آثار تلك الظاهرة الى قلوبنا من حيث لا نشعر أو أصابت البعض من الذين فى قلوبهم مرض فأنا أسألكم بالله تعالى أن تفسروا لنا ما وقعنا جميعا فيه
فلقد كان مفترضا أن مكانا كهذا ( أطهر البقاع على ظهر الأرض ) وليلة كهذه من أفضل ليالى السنه وقد تكون هى أفضل ليلة فى العام كله وينتظرها الملياار ونصف من العام للآخر
كان مفترضا أن تستمر آثار قيامها وما ظهر فيها من التأثر الذى فاق التصورات - شهورا وليست دقائقا
ظاهرة كهذه تستحق التدبر والتوقف والمحاسبة ثم إتخاذ القرار الصائب نحو أنفسنا .
فهى كارثية بكل المقاييس لقد أمل الواحد فينا أن يكون الوقوف بين يدى الله تعالى فى هذا المكان وتلك الليلة مؤثرا فى القلوب لا الأعين فحسب
فإذا كانت تلك حالنا فى هذا الموضع بهذا الشكل ( وهو أرفع المواضع وأشرفها على الإطلاق ) فإن حالنا فيما هو سواه سيكون مؤسفا حقا
والله لن نندم إذا حاسبنا أنفسنا وتعاهد كل منا قلبه ، فهذا من علامات حياة القلب وإستدراك له قبل أن يموت ونكبر عليه أربعا
أما أنا فأظن سبب تلك الظاهرة إجمالا : المعاصى والتمادى فيها ، وترك القلب بلا تعاهد ، وإطلاق العنان للنفس والهوى والدنيا .
حتى صرنا حيارى لا ندرى الى أين نحن سائرون [ أهو وقت الصلاة نروح نصلى ووقت الصيام خلاص نصوم إيه المشكلة يعنى ؟ الزكاه بسيطة كام جنية فى السنه ونخلص ، الحج يا سلام والله كانت رحلة جميلة ]
لم ندرك لماذا نحن مخلوقون لم يغص ويتعمق الواحد منا فى أعماق قلبه ليخرج منه الخبيث ويذر فيه الطيب
مع أن القلب هو الملك ، ملك الجوارح ، إن صلح صلحت الجوارح
وهكذا أخذتنا الحياة الدنيا وصرنا ننتظر تلك الليالى فعلا بشغف حتى نبكى ونبكى ناسين أن هناك أكداسا من الران قد طبقت على قلوبنا وننسى أننا شيدنا بفن وحرفية خنادق عميقة واسعة بيننا وبين الله عز وجل
العلاج : ولأن الوضع بهذا المنظر فلم يعد يجدى لا مسجدا حراما ولا ليلة ظنها الأغلب ليلة القدر ، فلابد وحتما من البداية من جديد ولنأخذ تعاليم ديننا برفق وبلا تشدد ولنعلم أن من تقرب الى الله تعالى ذراعا تقرب الله تعالى بفضله باعا والمسألة يسيرة بتيسير الله عز وجل
المسألة مسالة صدق مع الله عز وجل وإخلاص
ولنتعاهد قلوبنا فهو والله أغلى من أموال الدنيا ولنحدد موقعنا على الخارطة ولننظر أين أخذتنا الدنيا وأين أوقعتنا نفوسنا الأمارة بالسوء ثم لنحدد الهدف وكيف الوصول إليه
فالهدف واحد لا ثانى له ( رضا الله تبارك وتعالى وعبادته )
أما الوصول اليه فلن تصل إليه الا من طريق واحد أيضا لا ثانى له وهو (طريق محمد صلى الله عليه وسلم فهو القائد والمعلم صلوات ربى وسلامه عليه ).
وإنى لأسال الله جلت قدرته أن يردنا بفضله الى دينه القويم مردا جميلا غير مخز ولا فاضح وان يصلح أحوالنا ويتول أمورنا
وأسأل الله أن يبارك فيكم و يبلغكم فضل ليلة القدر وأن يجعلكم من عتقاءه من النار
المكان : رحاب المسجد الحرام بجوار بيت الله العتيق
الزمان: ليلة السابع والعشرين من رمضان ( من ليالى العشر الأواخر )
أدى أعداد لا أظن أن أحدا أحصاها الا الله صلاة القيام ( التهجد )
ما إن بدأ الإمام بصوته الشجى فى الدعاء فى هذه الأجواء التى لا تكاد روحانياتها توصف الا وبدأ النشيج والبكاء حتى إنك فى بعض المواضع فى المسجد لا تكاد تسمع صوت الإمام
مسلمون باكون وآخرون متباكون وفى كل خير إن شاء الله
وأنا متأكد أن هذا ليس مقتصر على المسجد الحرام بل فى اغلب مساجدنا ولله الحمد
ولكن الغريب فعلا والمتكرر كثيرا ( فهى فعلا ظاهرة وليست مجرد عرض ) أنه ما إن إنتهت الصلاه وبدأت هذه الحشود الغفيرة التى لا نهاية لها فى الخروج من أبواب المسجد المائة وخمسة خمسون الا وإنتهى الخشوع ونسى البكاء بل ونسيت تلك الكلمات المؤثرات التى أخذت بمجامع القلوب والعقول والتى دعونا الله تعالى بها
وكأن الصلاة لها خلق والواقع الإجتماعى له خلق آخر وتصرف آخر
تبخرت تلك الروحانيات بمجرد قول الإمام السلام عليكم ورحمة الله
وبدأ الزحام والتدافع الذى لم يكن له نظير بل والتضييق على الناس المارة بقصد ، والكلام فى الهاتف بشكل مخجل بل والسباب والشتائم - ولقد سمعت ذلك والله
هذه الظاهرة كما قلت ليست مقصورة على المسجد الحرام بل رآها كثير من الناس فى العديد من المساجد هنا وهناك
ولكن عاملى المكان والزمان كان المفترض أن يتركا فى قلوب الناس أثرا أكثر عمقا فى القلوب بحيث لا ينتهى أثر الصلاة بما فيها بهذه السرعه المثيرة للدهشة
ظاهرة غريبة فعلا - وكأن هناك علمنة باطنية ( بقصد أو غير قصد ) إنتشرت بين الناس
إذا كنت أنا وأنت وغيرنا من أمة الإسلام قد أصبنا بهذا الداء وتسربت آثار تلك الظاهرة الى قلوبنا من حيث لا نشعر أو أصابت البعض من الذين فى قلوبهم مرض فأنا أسألكم بالله تعالى أن تفسروا لنا ما وقعنا جميعا فيه
فلقد كان مفترضا أن مكانا كهذا ( أطهر البقاع على ظهر الأرض ) وليلة كهذه من أفضل ليالى السنه وقد تكون هى أفضل ليلة فى العام كله وينتظرها الملياار ونصف من العام للآخر
كان مفترضا أن تستمر آثار قيامها وما ظهر فيها من التأثر الذى فاق التصورات - شهورا وليست دقائقا
ظاهرة كهذه تستحق التدبر والتوقف والمحاسبة ثم إتخاذ القرار الصائب نحو أنفسنا .
فهى كارثية بكل المقاييس لقد أمل الواحد فينا أن يكون الوقوف بين يدى الله تعالى فى هذا المكان وتلك الليلة مؤثرا فى القلوب لا الأعين فحسب
فإذا كانت تلك حالنا فى هذا الموضع بهذا الشكل ( وهو أرفع المواضع وأشرفها على الإطلاق ) فإن حالنا فيما هو سواه سيكون مؤسفا حقا
والله لن نندم إذا حاسبنا أنفسنا وتعاهد كل منا قلبه ، فهذا من علامات حياة القلب وإستدراك له قبل أن يموت ونكبر عليه أربعا
أما أنا فأظن سبب تلك الظاهرة إجمالا : المعاصى والتمادى فيها ، وترك القلب بلا تعاهد ، وإطلاق العنان للنفس والهوى والدنيا .
حتى صرنا حيارى لا ندرى الى أين نحن سائرون [ أهو وقت الصلاة نروح نصلى ووقت الصيام خلاص نصوم إيه المشكلة يعنى ؟ الزكاه بسيطة كام جنية فى السنه ونخلص ، الحج يا سلام والله كانت رحلة جميلة ]
لم ندرك لماذا نحن مخلوقون لم يغص ويتعمق الواحد منا فى أعماق قلبه ليخرج منه الخبيث ويذر فيه الطيب
مع أن القلب هو الملك ، ملك الجوارح ، إن صلح صلحت الجوارح
وهكذا أخذتنا الحياة الدنيا وصرنا ننتظر تلك الليالى فعلا بشغف حتى نبكى ونبكى ناسين أن هناك أكداسا من الران قد طبقت على قلوبنا وننسى أننا شيدنا بفن وحرفية خنادق عميقة واسعة بيننا وبين الله عز وجل
العلاج : ولأن الوضع بهذا المنظر فلم يعد يجدى لا مسجدا حراما ولا ليلة ظنها الأغلب ليلة القدر ، فلابد وحتما من البداية من جديد ولنأخذ تعاليم ديننا برفق وبلا تشدد ولنعلم أن من تقرب الى الله تعالى ذراعا تقرب الله تعالى بفضله باعا والمسألة يسيرة بتيسير الله عز وجل
المسألة مسالة صدق مع الله عز وجل وإخلاص
ولنتعاهد قلوبنا فهو والله أغلى من أموال الدنيا ولنحدد موقعنا على الخارطة ولننظر أين أخذتنا الدنيا وأين أوقعتنا نفوسنا الأمارة بالسوء ثم لنحدد الهدف وكيف الوصول إليه
فالهدف واحد لا ثانى له ( رضا الله تبارك وتعالى وعبادته )
أما الوصول اليه فلن تصل إليه الا من طريق واحد أيضا لا ثانى له وهو (طريق محمد صلى الله عليه وسلم فهو القائد والمعلم صلوات ربى وسلامه عليه ).
وإنى لأسال الله جلت قدرته أن يردنا بفضله الى دينه القويم مردا جميلا غير مخز ولا فاضح وان يصلح أحوالنا ويتول أمورنا
وأسأل الله أن يبارك فيكم و يبلغكم فضل ليلة القدر وأن يجعلكم من عتقاءه من النار