منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
الإسلاميون والتحديات المرتقبة Support


    الإسلاميون والتحديات المرتقبة

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : الإسلاميون والتحديات المرتقبة Pi-ca-10

    هام الإسلاميون والتحديات المرتقبة

    مُساهمة من طرف ابو انس 21/3/2012, 9:39 am

    الإسلاميون والتحديات المرتقبة
    ==================
    مولاي المصطفى البرجاوي
    =================

    المصدر : المتلقى الدعوي : https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%8A/234869816592950


    أسفرت الانتخابات التي تم إجراؤها في البلدان العربية عقب الانتفاضات والثورات التي انطلقت شرارتها من تونس لتنتقل إلى مصر واليمن وليبيا وسورية، أسفرت عن إعادة الاعتبار للإسلاميين الذين عانوا ردحاً طويلاً من الزمن من ويلات الاستبداد والطغيان؛ الذي جثم على أنفاسهم خدمة للأجندة الغربية والصهيونية.
    نعم، لقد منحت الاستحقاقاتُ الانتخابية الأغلبيةَ للإسلاميين، لكنها ليست كاسحة كما قد يتوهم بعض الناس، كما سنعرض في ما سيأتي. لكن نتمنى - إن شاء الله - أن يتحقق عكس ما نتوقعه لتزداد ثقة الشعوب بهم، وأن يعطوا صورة ناصعة يشهد لها القاصي والداني.
    نعم، لقد حققت الانتخابات بعثاً جديداً وولادة جديدة للإسلاميين بعد مخاض عسير (الثورات والضغوطات)؛ لكن هذا البعث مشوب بضغوطات وتحديات داخلية وخارجية، وهو ما يجعل تحقيق آمالهم العريضة التي وعدوا بها الشعوب المغلوبة والمستضعفة قد يعتريه نوع من التعثر والنقص.
    إن المستقبل السياسي في هذه الأوساط العربية ليس مفروشاً بالورود ولا بحراً رهواً؛ بل فيه الصالح والطالح، إنه طرائق قددا: من الأيديولوجيات (مذاهب متفرقة ومختلفة)، التي تضاد التوجهات الإسلامية ولا توافقها في أسمى مبادئها.
    إن ما ذكرته آنفاً ليس رجماً بالغيب أو ضرباً من الكهانة؛ بل هو قراءة للمشهد السياسي والواقع العربي المحلي المرتبط بالانتقال من الثورة إلى بناء الدولة، وهو ما يتطلب وقتاً ليس بقصير للترميم من قِبَل الإسلاميين الذين تولوا مقاليد السلطة.
    أخي القارئ! أعرض لك جملة من التحديات التي تنتظر (الإسلاميين) في المشهد السياسي المحلي (المليء بالتناقضات الأيديولوجية والتفسخ الفكري: من علمانية وليبرالية وحداثة... إلخ)، والمشهد العالمي (الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها من الغرب والعرب).
    أولاً: تحدي الضغط (الصهيو - غربي):

    مع الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية في الوطن العربي، لم تقف المؤسسات السياسية الغربية مكتوفة الأيدي؛ وذلك من خلال الاتصالات المكثفة، بل ازدادت مع فوز (الإسلاميين) في الانتخابات، وهو ما بات يطرح أكثر من تساؤل للغرب؛ ففي مصر من خلال الزيارة التي قامت بها (هيلاري كلنتون) وزيرة الخارجية إلى المشير الطنطاوي (القائد الأعلى للمجلس العسكري المصري)، فقد أعطى الطنطاوي للإدارة الأمريكية تطمينات عن عدم خرق الاتفاقيات المبرَمة - وعلى رأسها (اتفاقية كامب ديفيد) - مع الكيان الصهيوني، الذي يزداد تخوفاً من صعود الإسلاميين؛ وخاصة حزب النور السلفي، الذي تصفه الأوساط السياسية الصهيونية بـ (المتشدد) و (الرديكالي)! كما نسجل في هذا الباب أنه من أجل قطع الطريق على الإسلاميين في وضع دستور يتماشى وتوجهاتهم، فقد تم إحداث مجلس استشاري يجمع كل التوجهات الأيديولوجية والسياسية المنتشرة في بلاد كنعان في آخر لحظة.
    أما حزب النهضة في تونس وحزب العدالة والتنمية في المغرب، فكانت العملية أسهل؛ إذ حرص كل منهما على إرسال تطمينات إلى الدول الغربية فور فوزهم في الاستحقاقات الانتخابية، ولعل من أبرز هذه التطمينات: احترام الحريات الفردية (حرية الاعتقاد، وحرية المرأة وما يستتبعها)، احترام الاتفاقيات الدولية على علتها، بل أكثر من ذلك أن وزير الخارجية الفرنسي (ألان جوبيه) قلل من أهمية الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية المغربية، مؤكداً أنهم لا يملكون الأغلبية المطلقة وأنهم كانوا في الأصل جزءاً من البرلمان السابق.
    وأكد جوبيه لإذاعة (فرانس إنفو) أن الحزب الذي جاء في الطليعة، وهو بعيد عن الأغلبية المطلقة بما أنه يشغل حوالي مئة مقعد من أصل حوالي 400، كان ممثلاً في البرلمان المغربي السابق.
    وقال جوبيه: (إنه حزب مواقفه معتدلة، لا يمكننا الانطلاق من مبدأ أن كل حزب مرجعه الإسلام يجب أن يدان)، وأضاف: (سيكون ذلك خطأ تاريخياً، بل على عكس ذلك علينا التحدث إلى الذين لا يتجاوزون الخطوط الحمراء التي هي خطوطنا؛ أي احترام الانتخابات ودولة القانون وحقوق الإنسان والمرأة).
    هذه الإشارة الأخيرة، تدخل في خانة (التقية السياسية) التي يتبعها الغرب من أجل تحقيق مآربه الاقتصادية بل حتى الثقافية على حساب هويتنا وقيمنا.
    ثانياً: التحدي السياسي:

    مع ألوان الطيف المختلفة من الأيديولوجيات الطافية على المشهد السياسي العربي؛ حيث بات واضحاً من خلال تصريحات مسؤولي التيارات الإسلامية الصاعدة (حزب العدالة والتنمية في المغرب، وحزب النهضة في تونس)، والتي في طور الصعود (حزبي الحرية والعدالة والنور في مصر)، بات واضحاً أنه من المستحيل تنزيل مقتضيات التشريع الإسلامي في بعض القضايا على الواقع، وهو ما يفرض عليهم الاهتمام بالقضايا الأخرى التي يشترك فيها (الإسلاميون) والعلمانيون وعلى رأسها قضايا الفساد ومحاربة الرشوة والبطالة. لكن الحديث عن الفساد الأخلاقي (السياحة الجنسية، والمليارات التي تصرف في المهرجانات الهابطة) ليس من أولوياتها. وهذا من فقه التدرج تارة، وفقه الواقع تارة أخرى، وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها.
    كما أن النظام الانتخابي في أغلب الدول العربية التي شهدت صعوداً كبيراً للإسلاميين، لا يؤهلهم لتشكيل حكومة بمفردهم، وهو ما يجعلهم بين مطرقة التحالف الاضطراري مع العَلمانيين وسندان الخضوع لتوجهاتهم.
    ثالثاً: التحدي الإعلامي:

    كما يقول أحد المفكرين اليهود: (في عهد «المركانتيلية» من يملك الذهب يملك العالم، وحالياً من يملك الإعلام يملك العالم)؛ إذ إن الإعلام سيف ذو حدين: فإذا كان في مرحلة الاستبداد قد تابع ما تعرَّض له الإسلاميون من ضغوطات، فقد جعل منهم الأمل في تولي قيادة حكـومات ما بعد مرحلة الطغيان والديكتاتورية؛ إلا أنه مع تقدمهم وحيازتهم المراتب العليا في الانتخابات، بدأت تنتشر أخبار صحفية إن على مستوى الإعلام التلفزيوني من خلال ندوات ومناظرات حوارية، أو على مستوى الإنترنت عن تخوفٍ من الإسلاميين ؛ بدعوى أنهم سيضيقون الخناق على جميع دواليب الحياة في المجتمعات العربية، من خلال ترويج لصورة العتمة والظلام الحالك والفكر (القرسطوي) الذي عاشت إبَّانه أوروبا مع سيطرة الكنسية؛ فتارة يقولون: إن الإسلاميين سيتبعون نظاماً (ثيوقراطياً) بعد ما عانى العالم العربي من النظام (الأوليغارشي) العائلي و (الأوتوقراطي) الفردي.
    وهذا ليس عيباً أن يصدر عن الغرب؛ فهذا ديدنهم، فهم لا يعرفون إلا لغة المصلحة والبراغماتية - الميكافيللية (فن الممكن من الواقع) على حد تعبير المفكر الإسلامي (محمد عمارة)، لكن العيب كل العيب أن يصدر من أبناء جلدتنا وممن يتسمون بأسمائنا، الذين يعرفون قيم الإسلام حق المعرفة، ولله در عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذ يقول: (والله! ما أخشى على الإسلام من أعدائه ولكن أخشى على الإسلام من أدعيائه).
    رابعاً: التحدي الاقتصادي:

    في ظل العولمة الاقتصادية التي طرحت بساطها الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، أصبح لزاماً على الدول العربية أو الدول التابعة أو الهامشية – على حد تعبير المفكر الاشتراكي المصري سمير أمين - الخضوع لتوجهات البنك الدولي الذي أغرقها بالديون تحت الضغط، كما ستلجأ الحكومات الصاعدة إلى تنفيذ مقررات الغرب، واللبيب من الإشارة يفهم.
    وحتى لا ننساق مع الطرح السوداوي والنصف الفارغ من الكأس، فإنني سأسجل - من باب التفاؤل - حرص حزب العدالة والتنمية المغربي، على إحداث بنك إسلامي في المغرب، الذي تنتشر فيه البنوك الربوية انتشار النار في الهشيم.
    خامساً: تحدي ثورة الشعب:

    وفي هذا الباب يتحتم على الأحزاب الإسلامية أن يضعوا في حسبانهم أن الشعب العربي لا يعرف الآن معنى الخوف، ويمكنه أن يثور ضد الحكومات التي لا تخدم مصالح الشعب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً... فها هنا يلزم تغليب مبادئ الحرية والعدل على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.
    وحرصي الشديد على كتابة هذه المقالة إنما هو من منطلق (أن التحدي أرفع درجات الاستجابة والخروج بأقل الخسائر) كما يقول الاقتصاديون، أو اعتماد مبدأ أصيل هو (الحكمة) التي هي قول ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي (وليس ذلك - طبعاً - على حساب ديننا وعقيدتنا).
    هذا ما تسنَّى لي جمعه، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، مع تمنياتي للحكومات الإسلامية الصاعدة بالنجاح والتوفيق في أداء مهمـاتها على الوجه الأكمـل؛ لتحقيـق ما تصبو إليه أمتنا من تنمية شاملة ونهضة علمية وعدل وتكافؤ للفرص. وأذكِّر إخواني الذين تولَّوا مقاليد هذه المرحلة بما عرفته محطة تاريخية ليست ببعيدة (حتى لا نتهم بأننا نعيش في جزيرة خيالية)، ويتعلق الأمر بما صرَّح به أحد مفكري عصر الأنوار (جون بودان) عن الإمبراطورية العثمانية، عندما وصلت أوج عزها وعظمتها، حيث يقول: (إنه بالجدارة وحدها يرتقي الإنسان في سلك الخدمة، إنه نظام يؤكد على أن المناصب لا تُشغَل إلا بالكفاءة وحدَها، إن أولئك الذين عينهم في المناصب الكبرى هم في غالبيتهم أبناء رعاة أو أصحاب ماشية، إن هذا هو السبب في نجاحهم وتفوقهم على الآخرين، وهذا هو السبب في أنهم – أي العثمانيون - يوسعون إمبراطوريتهم يوميّاً، إن هذه ليست أفكارنا؛ ففي بلادنا (أوروبا) ليس الطريق مفتوحاً للكفاءة، إن النَّسَب هو المفتاح الوحيد للترقي في مدارج الخدمة العامة).
    خلاصة القول: إن الإسلاميين في محاولتهم هذه إن وُفِّقوا فذلك ما كنا نريد وإن أخطؤوا أو حيل بينهم وبين تطبيق برامج الإصلاح، فذلك لقصور في جهدهم لتطبيق مقتضيات الشريعة؛ وليس لعيب تعاب به الشريعة؛ حيث إن الإسلام مبادئ منزهة عن العيب ومترفعة عن القصور؛ فان أصابوا في الإصلاح فمن الله وإن أخطؤوا فمنهم ومن شياطين الإنس والجن.[/size][/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/4/2024, 5:59 pm