منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
مرثية  فى الاندلس.... لمسيحى  لبنانى  ... Support


    مرثية فى الاندلس.... لمسيحى لبنانى ...

    ابو يزيد
    ابو يزيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 153
    العمر : 43
    تاريخ التسجيل : 11/12/2010
    المهنة : مرثية  فى الاندلس.... لمسيحى  لبنانى  ... Unknow10
    البلد : مرثية  فى الاندلس.... لمسيحى  لبنانى  ... 3dflag23
    الهواية : مرثية  فى الاندلس.... لمسيحى  لبنانى  ... Unknow11
    مزاجي النهاردة : مرثية  فى الاندلس.... لمسيحى  لبنانى  ... Pi-ca-10

    مرثية  فى الاندلس.... لمسيحى  لبنانى  ... Empty مرثية فى الاندلس.... لمسيحى لبنانى ...

    مُساهمة من طرف ابو يزيد 21/1/2011, 8:15 pm

    هذه مرثية رائعة لمسيحي لبناني
    تهز المشاعر ويستغرب مثلها من نصراني
    وهي لـ"أبي الفضل الوليد بن طعمة" شاعر لبناني نصراني قالها عام 1939م
    وقد ذكرها بنصها شكيب أرسلان في الحلل السندسية في الأخبار الأندلسية



    يا أرض أندلس الخضراء حيينا *** لعــل روحًا مــن الـحـمـــراء تُـحيـيـنا
    عادت إلى أهلها تشتاق فتيتها *** فـأسمعـت مـن غنـاء الحـب تلــحـيـنـا
    كانت لنا فعنت تحت السيوف لهم *** لـكــن حـــاضـرها رســمٌ لـمـاضــينا
    وفي عزنا اكتسبت منا فصورتنا *** مـحــــفــوظـةٌ أبــدًا فــيـهـا تُعــزيـنـا
    في البرتغال وإسبانيا ازدهرت *** أدابـنــا وسـمــــت دهــرًا مـبـانــيـنـا
    وفي صقلية الآثار ما برحت تبكي *** الـتـمــدن حـيــنًا والـعـلا حـيـنــــــــا
    كم من قصور وجنات مزخرفة *** فـيهـا الفنــون جمــعـنـاهـا أفـانـيـنــا
    وكم صروح وأبراج ممردة زدنا *** بـهــا الــمُـلك تــوطــيـدًا وتـمـكـينــا
    وكم مساجد أعلينا مآذنها *** فـاطـــلعـت أنجـمًا منـها مـعــالـيـنــا
    تلك البلاد استمدت من حضارتنا *** مــا أبـــدعـتـه وأولــتــه أيــاديـــنـــا
    فيها النفائس جاءت من صناعتنا *** ومـن زراعـتـنـا صارت بــسـاتـيـنـا
    فأجدبت بعدنا واستوحشت زمنًا *** تـصــبوا إلـيـنـا وتـبـكي مــن تـنائينا
    أيام كانت قصور الملك عالية *** كـــان الفـرنـج إلـى الغــابـات آويـنـا
    وحين كنا نجر الخز أردية كانوا *** يـسـيــرون فــي الأســواق عـاريـنـا
    جاءت من الملء الأعلى قصائدنا *** والـروم قـد أخـذوا عــنـا قـــوافـيـنـا
    لم يعرفوا العلم إلا من مدارسنا *** ولا الفــروسـة إلا مــن مــجــاريـنـا
    أعلى الممالك داستها جحافلنا *** وســرحـت خيلنـا فيـهـا سـراحــيـنـا
    تلك الجياد بأبطال الوغى قطعت *** جـبـال برناتـة وانقضـت شـواهيــنا
    في أرض إفرنسة القصوى لها أثرٌ*** قــد زاده الدهـر إيـضاحًا وتـبـيـيـنـا
    داست حوافرها ثلجًا كما وطئت *** رمــلاً وخاضـت عُبـابًا في مغازينا
    كسرى وقيصر قد فرت جيوشهما *** للــــمـرزبـان والبطـريـق شـاكـيـنـا
    حيث العمامة بالتيجان مُرزية *** مـن يـوم يـرمـوك حتـى يوم حطينا
    والعروش طوافٌ بالسرير إذا *** قام الخليفة يُـعـطـي النـاسَ تـأمـينـا
    بعد الخلافة ضاعت أرضَ أندلسٍ *** وما وفـى الـعُربُ الـدنيـا ولا الديـنا
    الملك أصبح دعوى في طوائفهم *** واسـتـمسكوا بعُرى اللـذات غـازينا
    وهكذا يفقد السلطان هيبته *** إن أكثر الناس بالفوضى السلاطينا
    تلك المساجد صارت للعِدى بيَعًا *** بـعـد الأئـمـة لا تهــوى الـرهـابـينا
    هل ترجعن لنا يا عهد قرطبة *** فكيـف نبـكـي وقـد جـفـت مـآقـيـنـا
    ما كان أعظمها للملك عاصمة *** وكــان أكـثــــرهـا للـعلـم تــلـقـيـنـا
    لم يبق منها ومن مُلكٍ ومن دولٍ *** إلا رســوم وأطـيـاف تُـبـاكـيـنــــــا
    والدهر مازال في آثار نعمتها *** يــروي حـديـثًا بـه يـشـجـو أعادينا
    أين الملوك بنو مروان ساستها *** يصـحـون قـاضينا ويسمون غازينا
    وأين أبناءُ عبّادٍ ورونقهم *** وهــم أواخـر نـورٍ فــي ديـاجـيـنــا
    يأيها المسجد العاني بقرطبةٍ *** هـلاّ تـذكــرك الأجــراس تـأذيـنـــا
    تلك القصور من الزهراء طامسةٌ *** وبـالـتـمـكـيـن نـبـنـيـهـا وتـبـنتيـنــا
    على الممالك منها أشرفت شُرَفٌ *** والـمُـلـك يـعـشـق تشـيـيدًا وتـزيـنًـا
    وعبد رحمانها يلهو بزُخرُفِها *** والفـن يـجـمـع فـيـها الهند والصينا
    كانت حقيقة سلطان ومقدرةٌ *** فـأصبـحـت في البِلى وهمًا وتخمينًا
    عمائم العُرب الأمجاد ما برحت *** علـى المـطـارف بالتـمـثيـل تُصبينا
    وفي المحاريب أشباحٌ تلوح لنا *** وفـي الـمـنـابـر أصـواتٌ تُـنـاديـنــا
    يا برق طالع قصورًا أهلها رحلوا*** وحــي أجـداث أبـطـالٍ مُنـيـخـيـنــا
    أهكذا كانت الحمراء موحشةً *** إذ كُنــتَ تَـرقــُبُ أفـواج الـمـغـنـينا
    وللبرود حفيفٌ فوق مرمرها *** وقـد تـطـوع مـنـها مـسـك داريــنـا
    ويا غمام افتقد جنات مُرسيةٍ *** ورد مــن زهــرها وردًا ونـسـريـنا
    وأمطر النخل والزيتون غاديةً *** والتــوت والكــرم والرمـان والـتينا
    أوصيك خيرًا بأشجارٍ مباركةٍ *** وأنــها كـلـها مـن غـرس أيـديـنـــــا
    كنا الملوك وكان الكون مملكة *** فـكـيـف بـتـنـا الـمـمالـيك الـمساكينا
    وفي رقاب العِدى فلت صوارمنا *** والــيوم قـد نـزعوا مـنـا السكـاكــينا

      الوقت/التاريخ الآن هو 20/5/2024, 11:07 pm