منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
الذين فرقوا الأمة Support


    الذين فرقوا الأمة

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : الذين فرقوا الأمة Pi-ca-10

    الذين فرقوا الأمة Empty الذين فرقوا الأمة

    مُساهمة من طرف ابو انس 20/5/2010, 5:54 pm

    مما لا ريب فيه أن الإسلام هو الدين الحق (إنّ الدين عند الله الإسلام) الذي لا يقبل الله دينا سواه، (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه)، فهو دين الأنبياء جميعًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد))، وهو الدين الذي جاء بالخير والصلاح للبشرية أجمع، وهدى إلى شريعة تصلح للناس كلهم، وراعى حقوق جميع الخلق حتى من خالف أمر الله وكفر به، وجعل منهم أهل ذمة وعهد وميثاق، وحفظ لهم حقوقهم، ونهى عن ظلمهم والاعتداء عليهم.

    والإسلام الحق هو ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيّنه بسنته، وعمل به أصحابه من بعده، وأنزل الله فيه: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، فما لقي - صلى الله عليه وسلم - ربه إلا بعد أن ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وأمر بالتمسك بما كان عليه أصحابه فقال عليكم بسنتي وسنته الخلفاء الراشدين من بعدي.

    إلا أنّ أهل البدع فرقوا الأمة إلى طوائف وأحزاب، وجعلوا دينهم شيعاً، وفارقوا منهج السنة وخالفوا هدي الكتاب، كما حدث لليهود والنصارى الذين صاروا شيعاً وأحزاباً بينها نزاع وعداوة وخلافات مستمرة، أخبر الله عنها بقوله: (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)، كما صح عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: ((افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وإحدى وسبعين في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتين وسبعين في النار))، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: ((هم الجماعة)) [ابن ماجه وصححه الألباني]، ومصداق ذلك في قول الله تعالى-: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ)، وتفرق اليهود والنصارى غير مستغرب لعدم وجود أصل ثابت يرجعون إليه، فقد حُرفت كتبهم، وتلاشت معالم دينهم، وضلّ أحبارهم ورهبانهم.

    أما تفرق هذه الأمة -التي حفظ الله لها مصدر تشريعها- فإنه بسبب ما ابتدعه أهل الأهواء من بدع وضلالات، فقد كان الناس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على منهج واحد، لا خلاف بينهم إلا في بعض المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد من فروع العبادات وقضايا المعاملات حتى نشأت القدرية، والخوارج، والرافضة، والصوفية وغيرهم من الفرق والطوائف الضالة التي بدأ انحرافها ببدع (يسيرة) في العبادات والاعتقادات، خالفوا فيها الهدي النبوي وأحدثوا ما لم يثبت في الشرع، واستحساناً لها، واعتبروها من الخير الذي يقصدون به التقرب إلى الله، فأنكر عليهم الصحابة رضوان الله عليه ذلك، كما صح عن ابن مسعود: " أنه رأى في المسجد الكوفة قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجلٌ، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبّروا مائة فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة، فيقول: سبحوا مائة، فيسبحون مائة، قال الراوى: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج".

    ثم تطور بهم الحال حتى صار كل صاحب بدعة ينحاز إلى فئته فتجمعوا إلى بعضهم وكونوا طائفة لها أفكارها ومناهجها وأتباعها، حتى تحولت الأمة إلى فرق وطوائف وأحزاب، ووقعت الفتن ونزول العذاب عقوبة لهم على مخالفة السنة قال - تعالى -: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، وأصاب الأمة من آثارها ما أصابهم: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة).

    فكل من خالف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - واجتمع مع أمثاله على بدعة - مهما كانت صغيرة- فهم طائفة ضالة خارجة عن الحق، يجب الحذر والتحذير منها، لما تسببه من تشويه لصورة الإسلام البيضاء الناصعة، وذهاب السنن، وما أوتي المسلمون إلا من قبل أولئك الذين ينتسبون للإسلام وهم مخالفون لهدي نبيه - عليه الصلاة والسلام -.

    أما من كان ثابتا على منهج أهل السنة والجماعة الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فهم الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية الباقية إلى قيام الساعة، التي يجب الانتساب إليها، ولا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة))، قال العلماء: هذه الطائفة كانت موجودة على مر العصور والأيام ولن ينقطع وجودها، لأنهم يمثلون هدى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهي الأصل الذي يجب أن يرجع إليه عند اختلاف الطوائف، ومن خالف ذلك فقد نقص من إيمانه ودينه بقدر بعده عن هذا المنهج السوي ومخالفته لماكان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، لأن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكل بدعة ضلالة، والله – تعالى – يقول: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)، لذلك فإن دول الكفر والأنظمة الظالمة تساند البدع، وتدعم المبتدعة ويشاركون في هذا البدع ويروجون لها بشتى الوسائل، لما يترتب على ذلك من نقض عرى الإسلام، وتشتيت شمله، وهو ما يسعى إليه أعداء الله من الكفار والمنافقين.

    ولا يمكن أن تجتمع كلمة المسلمين وتتحد صفوفهم إلا بالثبات على منهج أهل السنة والجماعة، ورجوع أرباب تلك الفرق وأتباعها، ونبْذ ما هم عليه من البدع، وهجر المبتدعة والإنكار عليهم، واستمساك أهل الحق بدينهم، قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات).

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/4/2024, 11:54 am