منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
ساركوزي والنقاب ... أزمة الغرب مع الرموز الإسلامية Support


    ساركوزي والنقاب ... أزمة الغرب مع الرموز الإسلامية

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : ساركوزي والنقاب ... أزمة الغرب مع الرموز الإسلامية Pi-ca-10

    ساركوزي والنقاب ... أزمة الغرب مع الرموز الإسلامية Empty ساركوزي والنقاب ... أزمة الغرب مع الرموز الإسلامية

    مُساهمة من طرف ابو انس 9/5/2010, 3:01 pm

    ساركوزي والنقاب ... أزمة الغرب مع الرموز الإسلامية




    5 - 7 - 2009





    منذ توليه السلطة في فرنسا، كشف ساركوزي عن وجه متطرف لا يليق بسياسي كبير ورجل دولة، فأعلن أن فرنسا تقف في الصف الأول مع سياسات وتوجهات الرئيس الإرهابي بوش الابن، الذي كرهه العالم أجمع بسبب تطرفه وجهله وانعدام أُفقه.

     

     وإذا كان الرئيس الفرنسي السابق "جاك شيراك" قد قدم وجهًا متوازنًا ومقبولًا للسياسة الفرنسية، وحافظ على استقلال القرار السياسي لبلاده؛ فإن ساركوزي قد أضاع ذلك كله في أسابيع قليلة، بعد أن أعلن انبطاحه الكامل أمام التأثير الأمريكي، وذكَّرنا بمواقف المنبطح البريطاني السابق "توني بلير".

     

     أمثال ساركوزي يسيئون إلى بلادهم، ففرنسا هي مهد ومنشأ الثورة الفرنسية الكبيرة، التي لها تأثير عظيم في نفوس شعوب وأمم العالم أجمع، ولها تراث معروف في الدعوة لتطبيق العدالة الاجتماعية، والإخاء والمساواة والحرية، واحترام حقوق الإنسان للجميع، لكن ما يفعله ساركوزي إنما هو ضد مبادئ ومفاهيم الثورة الفرنسية، التي عبَّدت الطريق أمام بقية دول أوروبا، بل ودول العالم، في منح الأفراد حرياتهم، هذا التراث لا يعرف قيمته ساركوزي؛ بأن يجعل بلاده مجرد تابع ذليل للجبروت والظلم الأمريكي، الذي يتسع يومًا بعد يوم، وكان الأجدر بساركوزي أن يصر على دعوة أرباب السياسة الأمريكية إلى التعلم من تراث فرنسا والثورة الفرنسية، لا أن ينساق ببلاده إلى متابعة دولة الغزو والاحتلال والظلم الأولى في العالم.

     

     الحرب التي أعلنها ساركوزي ضد النقاب الإسلامي، الذي يمثل حسب فكره (واقعًا متخلفًا، وخنوعًا متقوقعًا، يحرم صاحبته من التمتع بملذات الحياة والحرية، وأنه يجعل المرأة على قدر كبير من التحكم بها عن طريق الرجل)، هذه الحرب تدل على قصور شديد في فهم ثقافة علمية أخرى ودين عالمي كبير، تديَّن به به قرابة مليار ونصف مسلم.

     

    ومن العيب والنقص أن يجهل رئيس دولة كبيرة ذلك، وإلا فما هي وظيفة مساعديه ومستشاريه وسفرائه ووزرائه وأركان ومؤسسة دولة في حجم فرنسا؟!

     

    والخطأ الأكبر لساركوزي أنه نسي أن في فرنسا من 5-6 ملايين مسلم، ما كان ينبغي له أن يؤذيَهم بجهله وقلة علمه وقلة وعيه وتعصبه، فهم جزء كبير وأصيل من المجتمع الفرنسي، يجب احترامهم واحترام عقائدهم وثقافتهم، لكن تعصب ساركوزي وعداؤه للإسلام وعنصريته، كل ذلك جعله يُغلِّب منهج التطاول والعدوان على منهج الاحترام والحوار والتعاون والتواصل.

     

    وعلى فرنسا، بلد المنهج العلمي والمنطق، وجامعة "السربون"، التي تعلم فيها الكثير من مثقفي العالم، أن تعيد هذا الرئيس الجاهل المتعصب إلى رشده، فكلامه عارٌ على المنهج العلمي والعقلانية، فمن أين أتى بأن السافرات المتحررات غير المرتديات للحجاب أو النقاب يتمتعن بحرية شخصية أكثر من اللاتي يرتدينه؟! إن النقاب هو اختيار فردي، وحرية شخصية، وتنفيذ لأمر ديني، وليس له دخل من قريب أو بعيد بالتمتع بالحرية الشخصية.

     

     فهذه الحرية مثلًا يفهمها ساركوزي بتعدد العشيقات، بينما تعرفها المنقبة بالانضباط الأخلاقي والعفة، وكان الأجدر احترام اختيارها طالما لم تتسبب بهذا الاختيار في إيذاء أحد أو الإضرار بأحد مثلما هو الحال في احترام خيارات أهل الخمر والانفلات والانحلال.

     

     وكيف يمكن فهم أن الحجاب أو النقاب يجعلان الرجل يتحكم في المرأة؟! فالعكس هو الذي يمكن أن يُقال، فالمنتقبة تعلن عن تميزها الشخصي واستقلالها بشكل كامل، أما مسألة الخضوع والعبودية للرجل فإنها إن أتت فتأتي من التعليم والثقافة وقصور الوعي، والمنتقبة يفترض أنها قرأت ودققت وتعلمت وتسلحت بإرادتها وتمسكت باختيارها وانحازت لدينها، وهي بذلك يستحيل أن تكون أسيرة أو تابعة لأحد، خاصة إذا كان الإسلام قد حررها، وجعل لها إرادة إنسانية كاملة، وذمة مالية مستقلة.

     

     الرئيس الفرنسي المتطرف لم يحاول الاقتراب من المتدينين اليهود، ولم تزعجه رموزهم الدينية؛ مثل: الطاقية واللحية وطرقهم المعروفة في تصميم ملابسهم وتناول طعامهم، وإنما أزعجه الحجاب والنقاب والرمز الإسلامي، وهذا يدل على الانحياز وانعدام المصداقية والعدالة.

     

     قَصَر إدراك الرئيس الفرنسي المتعصب عن إدراك أن منع المرأة من اختيار لباسها الشخصي وفقًا لتعاليم دينها؛ ينطوي على مخالفة للقوانين الدولية، التي حرصت على منح البشر حقوقًا عامة، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الجنسية أو الدينية.

     

    فقد أكدت المادة 3 من ميثاق الأمم المتحدة: على أن من الأهداف الرئيسية لإنشاء المنظمة الدولية: (تشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، من غير تمييز ضد العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين)، وحرمان أية امرأة من ارتداء لباس يفرضه عليها دينها، ينطوي على تجنٍّ على حقوق المرأة المكفولة بالقوانين الدولية، ومن ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي نص في المادة الثانية على منح (كل إنسان حق التمتع بالحقوق والحريات، من دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين ...).

     

     كما أن إعلان مبادئ القانون الدولي الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار رقم 2625 لعام 1970م نص على أنه: (ينبغي على الدول أن تتعاون في ما بينها؛ لتعزيز الاحترام الدولي، ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، ولإزالة التعصب الديني)، ومنع المرأة المسلمة من دخول المدارس والجامعات بحجة لباسها المحتشم، ووصف حجاب المرأة المسلمة بأنه "رمز للاستعباد"، لا يعني بأية حال احترام أتباع هذا الدين.

     

     ونحن نريد من ساركوزي أن يُفتينا عن الفرنسية التي تؤمن بالإسلام بكامل وعيها وإرادتها، وتتزوج مسلمًا، وترتدي النقاب، بكامل اختيارها، دون أن يجبرها أحد إطلاقًا على ارتدائه، بل إنها ربما كانت ترتدي النقاب قبل زواجهما.

     

    فالتي ارتدت النقاب هنا ليست مسلمة مهاجرة، ولكنها مواطنة فرنسية لأب وأم وأجداد فرنسيين، فأين حريتها التي يوفرها لها الدستور الفرنسي والقوانين الفرنسية؟!


      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 9:34 am