البدري يعيد كتابة التاريخ مع الأهلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نجاح حسام البدري المدير الفني للأهلي في قيادة الفريق نحو التتويج بدرع الدوري المصري للموسم السادس على التوالي ، جاء ليشكل حدوتة تدريبية مصرية غابت عن أجواء الكرة المصرية لسنوات عديدة ، خاصة وأن البدري يعد أول مدرب مصري يفوز بالدوري مع الأهلي منذ فوز الدكتور طه إسماعيل الذي قاد الأهلي للتتويج بالدرع موسم 1986/1987

كما يعد البدري ثالث المدربين المصريين الذين تولوا المهمة الفنية للأهلي خلال العشرين سنة الأخيرة ، حيث سبقه أنور سلامة في موسم 1992/1993 ، وحقق كأس مصر فقط ، ثم تولى فتحي المهمة مؤقتاً مرتين ، الأولى مع نهاية موسم 2002/2003 خلفاً للهولندي جو بونفرير ، وفاز بكأس مصر أيضاً ، والثانية في موسم 2003/2004 بعد إقالة البرتغالي توني أوليفيرا ، وقبل الولاية الثانية للبرتغالي مانويل جوزيه.

الدموع التي انهمرت من حسام البدري عقب مباراة المنصورة والتى توج فيها الفريق رسميا ، لم تأت من فراغ ، خاصة وأن هذا المدرب في أول سنة له يقوم بدور الرجل الأول تحمل على عاتقه مهمة كبيرة تشبه في صعوبتها إلقاء شخص في بحر مليء بالأمواج العاتية ، فكان من الطبيعي أن يتعثر البدري في مراحل صراعه مع هذه الأمواج ولكنه نجح في النهاية أن يصل إلى بر الأمان.

وجاءت أولى الموجات قبل أن يبدأ البدري مهمته ، فبعد أن أعلن مجلس إدارة الأهلي تعاقده رسمياً مع المدرب البرتغالي نيلو فينجادا ليقود الفريق خلفاً لمواطنه مانويل جوزيه ، اعتذر فينجادا عن تولي المسئولية بعد أقل من أسبوع من توقيع العقود ، معللاً قراره لاسباب شخصية.

ومع هذا القرار المفاجئ ، ووسط تقارير عديدة تشير بوجود أزمة مالية تعيق إدارة النادي الأهلي في التعاقد مع مدير فني عالمي ، رضخت الإدارة الحمراء للأمر الواقع ، ووضعت البدري على كرسي القيادة الفنية ليخلف البدري أستاذه -جوزيه- كما أعلنها في مرات عديدة.

بدأ البدري في وضع أول لمساته على الفريق بتغيير طريقة لعبه إلى 4/4/2 مع دخول الفريق في معسكر الإعداد في ألمانيا ، والاستغناء عن دور الليبرو بعد رحيل شادي محمد إلى الاتحاد السكندري ، إلا أن نتائج وأداء الأهلي في الدورة الودية بألمانيا لم تنل رضا جماهيره ، ثم زاد الطين بلة بعد الخسائر الثقيلة التي لقاها الفريق في دورة ويمبلي الودية بالخمسة أمام سيلتك الاسكتلندي وبالأربعة أمام الصف الثاني لبرشلونة الإسباني ، إلا أن تصريحات البدري بأن المباريات الودية تختلف تماماً عن الرسمية جاءت لتهدأ من أولى الثورات ضد توليه المهمة الفنية للأهلي.

ثم تلقى البدري لطمة قاسية مع بداية منافسات الموسم الجديد بخسارته كأس السوبر بعد هزيمته أمام حرس الحدود بهدفين نظيفين ، لتبدأ التوقعات بمستقبل الأهلي ومدى قدرة المدير الفنى على مواصلة مسيرة البطولات التي حققها سلفه مانويل جوزيه الذي حقق بدوره 19 بطولة مع القلعة الحمراء.

ولكن البدري ألقى فقدان لقب السوبر خلف ظهره ، وبدأ مشوار الدوري بصورة طيبة رغم الغيابات التي عانى منها بسبب إصابة العديد من اللاعبين مثل أبو تريكة ومحمد بركات وأحمد السيد ومحمد فضل ، إلا أنه ضرب عدة عصافير بحجر واحد ، حيث استغل هذه الغيابات بصورة إيجابية من خلال اعتماده على لاعبي منتخب الشباب أمثال محمد طلعت وأحمد شكري وعفروتو ، مما ساهم بدوره في رفع الحالة المعنوية لهؤلاء اللاعبين بعد الإخفاق في كأس العالم للشباب ، وكذلك الاعتماد على أيمن أشرف لتعويض الغيابات المتكررة للأنجولي جلبرتو وسيد معوض بسبب الإصابات، مما فتح باباً للأمل أمام قطاعات الناشئين بالنادي ، والتي حكم البرتغالي جوزيه عليها بالاعدام ودخل في صدامات عديدة مع فتحي وزيزو مدربي فرق الشباب بالنادي.

وساعدت العناصر الشابة البدري في مواصلة مسيرة الفريق بالدوري بعد الضربة القاسمة التي تلقاها اللاعبين الدوليين بعد فشلهم في الصعود لمونديال 2010 ، مما تسبب في دخولهم في حالة نفسية سيئة ، إضافة إلى ابتعاد النجم محمد أبو تريكة عن صفوف الفريق بسبب إصابته في مباراة الجزائر الفاصلة بأم درمان وابتعاده عن الملاعب أكثر من ثلاثة شهور.

وبعد انتهاء كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بأنجولا ، التي فاز بها المنتخب المصري للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه ، جاء هذا التتويج على البدري بصورة سلبية ، خاصة بعدما ظهرت حالة من التشبع الكروي والإجهاد على بعض لاعبي الأهلي الدوليين أبرزهم أحمد حسن كابتن منتخب مصر والمدافع الصلد وائل جمعة والظهير الأيسر سيد معوض، مما تسبب في انخفاض مستواهم بصورة ملحوظة للجميع ، وجاء الاستثناء الوحيد من عماد متعب الذي انفتحت شهيته التهديفية مع الفريق في الدور الثاني لرغبته في لفت أنظار الأندية الأوربية بعد انتهاء عقده مع الأهلي بنهاية الموسم الجاري ، وكذلك أحمد فتحي الذي يعد أفضل لاعبي الأهلي بعد ظهوره بمستوى شبه ثابت مع الأهلي ومنتخب مصر خلال هذا الموسم.
و